عبد المنعم سعيد: فوز ممداني يضع النظام القضائي الأمريكي على المحك
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
قال الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، إن فوز محمد ممداني بعمادة نيويورك ببرنامجه الاشتراكي أثار تساؤلات حول مدى الصلاحيات الفعلية التي يمتلكها عمدة مدينة رئيسية ضمن النظام الفيدرالي الأمريكي، خاصة فيما يتعلق بقراراته الاقتصادية المعلنة وموقفه المحتمل من قرارات الحكومة الفيدرالية برئاسة دونالد ترامب.
وأكد "سعيد"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج "كل الكلام"، المذاع على قناة "الشمس"، أن الإجابة تكمن في الطبيعة الفيدرالية للولايات المتحدة الأمريكية، فالولايات كانت في الأصل كيانات شبه مستقلة، وهذا يمنح المدن والولايات سلطات واسعة ومستقلة عن الحكومة المركزية، موضحًا أن صلاحيات العمدة والولاية تشمل فرض الضرائب والرسوم، وللولاية الحق المُطلق في فرض الضرائب والرسوم الخاصة بها، وهذا يعني أن برنامج ممداني لفرض رسوم على رجال الأعمال الأثرياء أو العقارات الكبيرة يقع ضمن سلطته كعمدة بالتنسيق مع سلطات الولاية، فضلًا عن للإشراف على الشرطة المحلية، حيث تقع مسؤولية البوليس المحلي ضمن اختصاص الولاية، وتتمتع معظم الولايات بهياكل تشريعية كاملة (برلمان ومجلس شيوخ) مماثل للحكومة الفيدرالية، ولها محكمة دستورية خاصة بها.
وفيما يخص القدرة على معاداة قرارات ترامب، أوضح أن الخلافات غالبًا ما تُعرض على النظام القضائي، ويحق للولايات اللجوء إلى القضاء لمعارضة قرارات الحكومة الفيدرالية، مشيرًا إلى أن ترامب حاول مؤخرًا استخدام الحرس الوطني الفيدرالي في مدن تنتشر فيها الجريمة (مثل شيكاغو ولوس أنجلوس)، ومعظم هذه المدن ذات إدارة ديمقراطية، مما خلق حالة من الانقسام القانوني.
ولفت إلى أن المحكمة الدستورية العليا تعتبر هي الفيصل في تفسير الدستور وحل الخلافات بين الولايات والحكومة الفيدرالية، ونجح الرئيس ترامب خلال ولايته الأولى في تغيير تركيبة القضاة التسعة (الذين يجلسون مدى الحياة) ليصبح هناك ستة قضاة محافظين مقابل ثلاثة ليبراليين، وهو وضع غير مسبوق في التاريخ الأمريكي الذي اعتاد على التوازن، وأي خلاف بين عمدة ليبرالي مثل ممداني وحكومة محافظة مثل حكومة ترامب قد ينتهي أمام المحكمة العليا، الأمر الذي يطيل النزاع ويُعمق الانقسام القائم أصلاً في المجتمع الأمريكي.
وأكد أن عمدة نيويورك يمتلك صلاحيات واسعة لفرض برنامجه الاقتصادي، ولكنه يواجه تحديات قانونية وسياسية كبرى في حال تصادمت قراراته مع توجهات الحكومة الفيدرالية، حيث سيكون للقضاء، خاصة المحكمة العليا التي يغلب عليها التوجه المحافظ، الكلمة الفصل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبد المنعم سعيد فوز ممداني يضع النظام القضائي الأمريكي علي المحك الحکومة الفیدرالیة
إقرأ أيضاً:
فيديو- كيف استقبل الشارع الإسرائيلي فوز ممداني برئاسة بلدية نيويورك؟
عبّر إسرائيليون في القدس عن مشاعر متباينة بين القلق والترحيب، عقب استيقاظهم على نبأ فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك.
أثار فوز الأمريكي من أصل أوغندي – هندي زهران ممداني، برئاسة بلدية نيويورك، موجة واسعة من الجدل داخل إسرائيل، بين من عبّر عن قلقه من مواقفه المؤيدة للفلسطينيين، ومن رأى في صعوده تحولًا سياسيًا طبيعيًا في المزاج الأمريكي.
ورأى أحد ساكني القدس عميرام بلي أن انتخاب ممداني "أمر جيد ومهم"، مضيفًا: "أن يتولى شخص غير صهيوني هذا المنصب البارز في نيويورك يفتح الباب أمام عالم جديد يكشف الوجه الحقيقي للصهيونية التي قامت على الدماء في أرض إسرائيل."
لكنّ أصواتًا أخرى عبّرت عن مخاوف متزايدة من أن تكون هذه النتيجة "نذير تراجع في مكانة إسرائيل داخل المجتمع الأمريكي". تقول آمي روتنبرغ، من سكان القدس:" لا أظن أن فوزه سيكون جيدًا لليهود أو للإسرائيليين هناك.. تصريحاته عن إسرائيل مثيرة للقلق، لكني آمل أن أكون مخطئة."
ووصفت حنا ييغر النتيجة بأنها "سيئة جدًا لإسرائيل ولليهود وللجميع"، معتبرة أن "اليهود في أمريكا هم من أوصلوه إلى هذا المنصب".
ترامب يهاجم وممداني يردّتحوّل فوز ممداني إلى محور سجال سياسي حاد في الولايات المتحدة، بعدما وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "انتصار لمعاداة السامية".
وقال الرئيس الأمريكي: "لقد فقدنا شيئًا من السيادة الليلة الماضية في نيويورك، لكننا سنعالج الأمر.. على الولايات المتحدة أن تختار بين الشيوعية والمنطق السليم".
كما هاجم ممداني على منصته "تروث سوشيال"، متهمًا إياه بأنه " معادٍ لليهود"، ومهددًا بقطع التمويل الفدرالي عن نيويورك "إن استمر اليسار في السيطرة عليها".
كما وقال ترامب إن على ممداني "السعي إلى بناء علاقة جديدة مع واشنطن"، داعيًا إياه إلى اعتماد "لغة هادئة" بدل الخطاب الحاد تجاهه.
وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، أوضح أنّه مستعد للتحدث مع ممداني، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنّ نجاحه "مرتبط باحترام العلاقة مع الحكومة الفدرالية"، لافتًا إلى أن نيويورك تعتمد على دعم مالي من واشنطن "وينبغي أخذ ذلك في الاعتبار".
Related بأكثر من 22 مليون دولار.. المليارديرات يوحّدون جهودهم لإقصاء زهران ممدانيانتخابات نيويورك.. ترامب: أي يهودي يصوت لصالح زهران ممداني هو شخص غبياحتفالات في نيويورك عقب فوز زهران ممدانيمن جهته، أعرب ممداني، الذي حصد أكثر من 50% من الأصوات، متفوقًا على الحاكم السابق أندرو كومو ، عن استعداده للحوار مع أبرز معارضيه، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن أزمة كلفة المعيشة التي شكلت محور حملته الانتخابية.
وخلال مؤتمر صحفي قال مازحًا: "لم أتلقَّ بعد اتصالًا من البيت الأبيض لتهنئتي"، قبل أن يضيف: "ما زلت مهتمًا بإجراء محادثة مع الرئيس ترامب حول سبل التعاون لخدمة سكان نيويورك، وتنفيذ الوعود الانتخابية التي قطعناها، وفي مقدمتها مواجهة أزمة المعيشة".
ووضع ممداني قضية التضخم وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية في صدارة أولوياته، وهي القضايا التي مكّنته من التفوق على الحاكم السابق أندرو كومو في الانتخابات الأخيرة. وأوضح قائلاً: "المسألة لا تتعلق فقط بتشخيص معاناة الطبقة العاملة الأمريكية، بل بتقديم حلول حقيقية لمعالجة تلك الأزمة".
وكان قد وجّه في وقت سابق انتقادات لاذعة إلى ترامب بسبب إخفاقه، وفق تعبيره، في الوفاء بوعوده الانتخابية المتعلقة بمكافحة غلاء المعيشة، وقراراته التي شملت تعليق المساعدات الغذائية في ظل الإغلاق الحكومي.
وبعد فوزه، جدّد ممداني التزامه ببرنامجه الاجتماعي، متعهدًا بجعل وسائل النقل العام في نيويورك مجانية، وضبط الإيجارات، وتوفير التعليم ما قبل المدرسي دون مقابل. وقال: "ما يخشاه الجمهوريون في جميع أنحاء البلاد هو أننا سننفذ بالفعل هذه الأجندة الاجتماعية الطموحة".
كما كشف عن فريقه الانتقالي المؤلف من خمس نساء، .ومن بينهن لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الفدرالية في عهد جو بايدن، وماريا توريس-سبيرنغر التي تنحّت من منصب نائبة رئيس البلدية المنتهية ولايته إريك آدامز لقربه من ترامب.
هجوم من تل أبيب على ممدانيفي إسرائيل، انهالت تصريحات المسؤولين اليمينيين ضد العمدة المنتخب.
وقال عميحاي شيكلي، وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية: "المدينة التي كانت رمزًا للحرية العالمية سلّمت مفاتيحها لمؤيد لحماس."
ودعا شيكلي الجالية اليهودية في نيويورك إلى الهجرة نحو إسرائيل، قائلاً إن "نيويورك تسير نحو الهاوية التي غرقت فيها لندن."
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فاتهم ممداني بأنه "عدو لإسرائيل ومعادٍ صريح للسامية".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة الولايات المتحدة الأمريكية غزة إسرائيل انتخابات
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم