أفكار ومشاريع ابتكارية ملهمة في ختام برنامج رواد الأعمال الشباب الخليجي
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
كتب - فهد الزهيمي
خرج الوفد الشبابي العُماني المشارك في فعاليات برنامج رواد الأعمال الشباب الخليجي، الذي نظمته الهيئة العامة للشباب بدولة الكويت بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، بالعديد من الأفكار الابتكارية التي أسهمت في إبراز جهود شباب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعم بيئة ريادة الأعمال بشكل عام، ودعم الشباب بشكل خاص من خلال مجموعة من التسهيلات والدعم المعرفي والفني والتمويلي.
برنامج رواد الأعمال الشباب الخليجي حوى العديد من الأنشطة والفعاليات، ومنها حلقة "نماذج لأفكار تجارية وجدواها ونماذج العمل التجاري"، وزيارة مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع للاطلاع على نماذج ابتكارية ومقابلة مخترعين كويتيين، بالإضافة إلى حلقة عمل بعنوان "من الفكرة إلى البراءة (حماية الابتكار وتسجيل براءات الاختراع لرواد الأعمال)"، وزيارة لمركز عبدالله السالم الثقافي -ربط الابتكار بالعلم-، وأيضًا زيارة للصندوق الوطني للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وجلسة مع ممثلي الصندوق لشرح خدمات وتجارب المبادرين الممولين والقوانين واللوائح، وكذلك محاضرة قصيرة عن الحاضنات وتحسين بيئة العمل، وحلقة عملية لتسويق الهوية التجارية.
وتنوعت فعاليات البرنامج بجلسة حوارية مع الفائزين في جائزة الكويت للتميز والإبداع الشبابي في فئة الابتكار وريادة الأعمال، ثم جلسة أخرى حول حاضنات الأعمال، أعقبها زيارة لمجمع الكويت التقني لريادة الأعمال، وجلسة ثالثة حول قصص نجاح لرواد أعمال كويتيين، بينما حوى اليوم الختامي كلمة الهيئة العامة للشباب بالكويت، وكلمة ممثل الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، وعرض تقرير البرنامج وملخص الحلقات والأنشطة، وفيديو توثيقي لأحداث البرنامج، وكذلك عرض مشاريع وأفكار الوفود بمشاركة ممثل عن كل وفد، أعقبه تكريم الوفود والمشاركين.
توصيات ملهمة
البرنامج خرج بالعديد من التوصيات الشبابية، منها تعزيز التكامل الخليجي في منظومة ريادة الأعمال الشبابية من خلال الاستمرار في البرنامج سنويًا مع ضرورة التجديد في المحتوى العلمي بشكل دوري يتناسب وتطلعات الشباب المستقبلية، وتصميم برامج تدريبية مصاحبة للبرنامج بالإضافة إلى الموضوعات المطروحة حاليًا، والتركيز على أهمية الابتكار في ريادة الأعمال، والتحول الرقمي، والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وكذلك إبراز جهود الشراكات القائمة في الدولة المستضيفة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والبنوك لدعم الرياديين في التأسيس والنمو (الصندوق الوطني بدولة الكويت أنموذجًا للاستفادة ونقل التجربة)، وتضمين البرنامج فقرة استعراض قصص النجاح وتبادل الخبرات والتجارب من خلال جلسة حوارية يمثل كل دولة فيها رائد أعمال من الشباب.
كما تضمنت التوصيات زيادة عدد الحلقات التدريبية والتركيز على التفاعل العملي بين المشاركين مع تقليل الطابع النظري قدر الإمكان، لما لذلك من أثر في تعزيز الفهم وتبادل الخبرات، والعمل على دمج المشاركين أكثر من خلال توزيعهم على مجموعات بشكل عشوائي وليس على حسب الدول، بما يعزز روح التعاون والانفتاح، وتنفيذ مشروع جماعي ختامي يُعرض في ختام المُلتقى لما تم تعلمه خلال الحلقات، بحيث يعالج قضية مشتركة تواجه دول الخليج في مجال ريادة الأعمال، ويتيح للشباب تقديم حلول عملية تُسهم في مستقبل ريادي خليجي واعد.
ودعت التوصيات إلى إطلاق مؤتمر خليجي سنوي مشترك لرواد الأعمال الشباب تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون، يُعقد بالتناوب بين الدول الأعضاء، ويُعنى بتبادل الخبرات، واستعراض التجارب الناجحة، وتعزيز التعاون الاقتصادي والابتكاري بين الشباب الخليجي، وكذلك الدعوة لإنشاء منصة رقمية خليجية موحدة لريادة الأعمال تُمكّن الشباب من التواصل والتعاون، وتتيح الوصول إلى فرص التمويل، والتدريب، والتسويق الإقليمي، بما يعزز من تكامل منظومة الأعمال الخليجية ويُسرّع من نمو المشاريع الريادية.
وأيضًا المطالبة بدعم مبادرات الابتكار والاستدامة عبر برامج تدريبية وتمويلية مخصصة للمشاريع ذات الأثر المجتمعي والاقتصادي، وتشجيع تبادل المعرفة بين الجامعات ومراكز البحث وحاضنات الأعمال في دول المجلس لتطوير حلول مبتكرة تواكب التحولات العالمية.
كما شملت التوصيات أيضًا إنشاء مؤشرات قياس أثر لقياس نجاح البرنامج والمشاريع واستدامتها ودورها في إيجاد فرص اقتصادية، وإنشاء شبكة مهنية للخريجين لتمكين التواصل وتبادل الخبرات والفرص بين رواد الأعمال، وتعزيز شراكات القطاع الخاص بإشراك رواد الأعمال في فرص الاستثمار المشتركة، وإطلاق مسابقة ريادية خليجية لاكتشاف المشاريع الواعدة وتحفيز الابتكار والتنافس الإيجابي، وإطلاق منصة رقمية خليجية تجمع الفرص التدريبية والشبكات المهنية وتطوير المهارات.
الوفد المشارك
شاركت سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب في برنامج رواد الأعمال الشباب الخليجي بوفد ترأسه حمود بن سالم الجابري، المدير العام المساعد للمديرية العامة للشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، بينما شارك ثمانية من الشباب من رواد الأعمال الذين تم اختيارهم بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في سلطنة عمان، ويمثلون عينة من الشباب الطموح، وهم: المعتصم بن سيف الحراصي، مدير مشاريع في شركة الجابر، وله خبرة في صناعة البرامج الإبداعية لتتناسب مع المجتمع والمؤسسات الحكومية والخاصة، وأشرف على تقديم برنامج مهارات من جوجل للشباب العماني في مختلف المحافظات مع إنجاز عمان، وبدر بن سعيد العزيزي الفائز بالمركز الثاني في مجال الابتكار وريادة الأعمال بمسابقة الأندية للإبداع الثقافي، وأسعد زاهر سليمان الزكواني صاحب مؤسسة محتضنة في حاضنة أعمال نزوى، وتعمل في استشارات هندسة المدن والتخطيط المعماري والحضري، وعمار بن سالم العامري، مصور محترف في الإعلام الرقمي، والمسؤول عن التصوير الفوتوغرافي لحساب خريف ظفار، وحليمة بنت عباس الخروصية، صاحبة مؤسسة محتضنة في حاضنة أعمال بركاء، وتعمل في مجال البيع بالتجزئة في المتاجر المتخصصة للمنسوجات والأقمشة بأنواعها، تجارة الجملة والتجزئة، وفاطمة بنت محمد المسقرية، صاحبة مؤسسة محتضنة في حاضنة أعمال بركاء، وتعمل في أنشطة التصميم على الشاشات والأنشطة المهنية والعلمية والتقنية، ونصراء بنت سليمان الهنائية، صاحبة مؤسسة محتضنة في حاضنة الصناعات الإبداعية بمركز الشباب بمسقط وتعمل في خدمات الترويج والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشيخة بنت عوض الشكيلية، صاحبة مؤسسة محتضنة في حاضنة أعمال نزوى، وتعمل في مكاتب الاستشارات المالية.
بيئة معرفية وتطبيقية ثرية
وبعد ختام المشاركة في هذا المحفل الخليجي للشباب، قال حمود بن سالم الجابري، المدير العام المساعد للمديرية العامة للشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: يُعد هذا النوع من البرامج منصة خليجية شبابية تجمع نخبة من الشباب الطموح ورواد الأعمال الشباب من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي بهدف تبادل الخبرات وتعزيز روح الابتكار والتعاون الاقتصادي بين أبناء المنطقة مستقبلًا، وجاء البرنامج ضمن خطة عمل الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي المشتركة، كما وفر برنامج رواد الأعمال الشباب الخليجي العديد من الفوائد المهمة للشباب، منها تعزيز التعاون والتكامل الخليجي، وساهم البرنامج في بناء شبكة شبابية خليجية مشتركة في مجال ريادة الأعمال، مما يعزز التعاون والتكامل بين شباب دول الخليج، وكذلك أكسب المشاركين مهارات حديثة، كما مكّن البرنامج الشباب الخليجي من مهارات علمية وتطبيقية حديثة، مما يعزز قدرتهم على الابتكار والريادة، كما يبرز البرنامج النماذج الناجحة من رواد الأعمال، مما يوفر للشباب نماذج إلهام وتبادل خبرات.
وأكد الجابري أهمية الاستثمار في الطاقات الشبابية وصقل مهاراتهم في مجالات ريادة الأعمال والإدارة والتخطيط الاستراتيجي، إلى جانب تمكينهم من مواجهة تحديات الأسواق التنافسية بأساليب مبتكرة ومستدامة، وقد أسهمت الجلسات الحوارية وورش العمل المصاحبة في إثراء المعرفة وتوسيع آفاق المشاركين حول أحدث الاتجاهات في عالم المال والأعمال. وعلى الصعيد التنظيمي برز البرنامج كنموذج يُحتذى به في حسن الإعداد والدقة في التنفيذ، مما عزّز من كفاءة العمل الجماعي وروح المسؤولية بين الفرق المشاركة، كما أتاحت التجربة فرصة ثمينة لتبادل التجارب الناجحة ونقل الخبرات إلى المؤسسات والأفراد، بما يرسخ مفهوم التنمية الشاملة القائمة على المعرفة والابتكار.
وأضاف: بلا شك أن البرنامج هيأ بيئة معرفية وتطبيقية ثرية من خلال الحلقات العلمية والزيارات الميدانية والجلسات الحوارية مع خبراء وصناع قرار، وقد وفر البرنامج منصة استراتيجية للحوار بين الشباب والوزارات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص، مما يدعم تطوير السياسات وتحسين بيئة الأعمال، وأسهم البرنامج في إبراز الدور الريادي لدول الخليج العربي في دعم رواد الأعمال والشباب بشكل خاص. وقدم حمود الجابري شكره للجهات المنظمة ولكافة الشركاء الداعمين لهذا البرنامج، متمنيًا استمرار هذا الزخم البنّاء بما يخدم مسيرة الشباب الخليجي في مجالات الريادة والإبداع.
بناء هوية متكاملة
من جانبه قال المشارك في البرنامج المعتصم بن سيف الحراصي: استفدت من البرنامج من خلال البرامج المقدمة ككيفية عمل نموذج عمل وما هي التفاصيل المهمة لبناء هذا النموذج، وأيضًا كيفية بناء هوية متكاملة تظهر مؤسستك للفئة المستهدفة كما يجب أن تظهر. ومن خلال الزيارات الميدانية التي قمنا بها ساعدتنا على فهم المجتمع الريادي في الكويت تحديدًا، مما جعلني أطور من سلسلة علاقاتي العملية في الكويت خاصة وفي الخليج عامة، من خلال بناء علاقات مع المشاركين من كافة الدول المشاركة، استطعت من خلالها التعرف على أفضل الشركاء في السعودية والكويت والإمارات، والتي قد تتيح لي فرصة دخول هذه الأسواق قريبًا.
تعزيز الخبرات
عبّر المشاركون عن استفادتهم الكبيرة من مخرجات البرنامج، حيث قال المشارك أسعد زاهر سليمان الزكواني: من خلال مشاركتي في هذا البرنامج فقد استفدت من نماذج دراسية في إدارة وتصميم المشاريع، إضافة إلى تطوير فهم أعمق لمجالات الهوية والابتكار وريادة الأعمال، مما أسهم في تعزيز خبرتي ومسار عملي المهني.
بينما قالت المشاركة شيخة بنت عوض الشكيلية: شاركت في برنامج رواد الأعمال الشباب في الكويت، وكانت تجربة مميزة وغنية بالتنوع والمعرفة، حيث جمع البرنامج بين الجانب النظري والتطبيقي في مجال ريادة الأعمال، وتعرّفت من خلاله على مفاهيم وأدوات حديثة لتطوير المشاريع، كما أتاح لي فرصة التواصل مع رواد ملهمين من مختلف المجالات والدول، وتضمّن البرنامج زيارات ميدانية لمراكز ثقافية وتعليمية أضافت بعدًا عمليًا ومعرفيًا رائعًا للتجربة، مما جعلها أكثر شمولية وإلهامًا.
من جانبها قالت حليمة بنت عباس الخروصية: مشاركتنا في برنامج رواد الأعمال الشباب الخليجي فرصة كبيرة للتعرف على رواد الأعمال الشباب الخليجيين وتبادل الأفكار والخبرات معهم، بالإضافة إلى الورش التدريبية والجلسات الحوارية المرافقة للبرنامج والتي أسهمت في إثراء المعرفة لدى رواد الأعمال. حيث قدم البرنامج أيضًا زيارات ميدانية لبعض المعالم السياحية التي رافقنا فيها نخبة من المرشدين الثقافيين الذين قاموا بإبراز هذه المعالم بصورة مشوقة من خلال الحديث عن التسلسل التاريخي لنشأتها ومراحل تطورها، وكيف قام المواطن الكويتي باستغلال بيئته لإنشاء عمله الريادي مع مراعاة الهوية واستغلال الموارد الطبيعية بشكل يضمن استدامتها. كذلك قمنا بزيارة بعض المراكز الثقافية التي تُعنى بتطوير الفكر الإبداعي لدى الشباب الكويتي وتوفير الدعم لهم لتنفيذ أفكارهم الإبداعية والريادية وتحويلها إلى مشاريع.
مساحة تجمع العقول المبدعة
بينما قالت فاطمة بنت محمد المسقرية: البرنامج كان محطة مهمة وساعدنا على إعادة ترتيب أهدافنا وبناء رؤية أوضح لتوسّع الشركة، واستفدنا كثيرًا من تبادل الخبرات مع باقي المشاركين.
أما نصراء بنت سليمان الهنائية فقالت: سعيدة بمشاركتي في ملتقى رواد الأعمال الخليجي الذي أراه مساحة مُلهمة تجمع العقول المبدعة والخبرات الثرية ويُقدّم نموذجًا رائعًا لدعم وتمكين رواد ورائدات الأعمال في منطقتنا.
أما بدر بن سعيد العزيزي فقال: ارتقى البرنامج إلى مرحلة جعل حلقات العمل بشكل مختلف ومثري، يجعل إيصال المعلومات بشكل أسهل، كذلك تنوع الوفود من دول الخليج يساعد على التعاون والاستثمار في الشركات الأخرى، ومن تجربة عامة في البرنامج كانت تجربة لطيفة ومثرية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مجلس التعاون الخلیجی دول مجلس التعاون الأمانة العامة ریادة الأعمال العامة للشباب دول الخلیج من الشباب وتعمل فی من خلال فی مجال
إقرأ أيضاً:
محمد الشرقي يزور برنامج «إقامة الفجيرة الفنية»
الفجيرة (وام)
أخبار ذات صلةأكد سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، ضرورة إحياء الفنون العربية الإسلامية، والاحتفاء بثرائها الجمالي الذي يعكس ملامح الحضارة الإسلامية، وتقنيات فنونها التقليدية الأصيلة وتقديمها بطريقة معاصرة.
جاء ذلك خلال زيارة سموه لبرنامج «إقامة الفجيرة الفنيّة» الذي يقام تحت رعاية سموه، ولقاء فناني المُنمنمات العرب المشاركين فيه من مختلف الدول العربية. وأشار سموه إلى اهتمام حكومة الفجيرة لقطاع الثقافة والفنون الإبداعية عبر المبادرات والمشاريع التي ترتقي بهذه القطاعات، وتسهم في إثراء الحركة الثقافية والفنية في إمارة الفجيرة ودولة الإمارات.
وتحدّث سموه مع الفنانين المشاركين والأساتذة، واطلع على سير عمل البرنامج وأعمالهم الفنية والتقنيات التقليدية والمعاصرة المستخدمة، كما استمع سموه إلى شرح حول تقنيات الرسم والتذهيب والتكوين التي يوظفها المشاركون في أعمالهم.
ويشارك في البرنامج ثلاثون فناناً من مختلف الدول العربية، حيث يوفر لهم بيئة تعليمية تجمع بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي بإشراف نخبة من الفنانين المتخصصين في فن المنمنمات.
من جانبها، أوضحت الدكتورة إسراء الهمل مديرة مدرسة الخط والزخرفة بالفجيرة أن البرنامج يدعم الإبداع العربي نحو آفاق متجددة ومعاصرة، مؤكدةً أن زيارة سموه تشكّل حافزاً كبيراً للفنانين والمبدعين لتقديم أفضل المستويات المتطورة.