انقطاع الكهرباء وشح الطاقة البديلة يُفاقمان أزمة المياه في غزة
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
خانيونس - خــاص صفا - صفا
يحاول النازح وليد أبو عزيز عبثًا الحصول على مياه للاستحمام وغسل الأواني، بعد انقطاعها ثلاثة أيام بفعل الغيوم التي سيطرت على أجواء خانيونس جنوبي قطاع غزة، وأثرت على عمل خلايا الطاقة البديلة "الألواح الشمسية".
وتعمل "الغواطس" التي تمد المواطنين بالمياه عبر رفعها من الآبار الارتوازية، على الطاقة البديلة ولاسيما الألواح الشمسية، المصدر الوحيد للكهرباء منذ عامين في القطاع، بسبب حرب الإبادة التي شنتها "إسرائيل" بعد السابع من أكتوبر عام 2023.
ومنذ بداية الحرب، منعت حكومة بنيامين نتنياهو إمداد غزة بالوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة، كما قطعت الخطوط الإسرائيلية المغذية للقطاع، ما أفقد غزة مصادر الطاقة الرئيسية.
ويقول أبو عزيز لـ"صفا": منذ ثلاثة أيام لم تصلنا المياه بسبب الغيوم التي تملأ السماء، ما اضطرني لنقل عشرات الجرادل -الدلاء- والسير بها عشرات الأمتار".
ويضيف "حاولت مرارًا إقناع صاحب الطاقة الشمسية تشغيل الغاطس لجارنا الذي يمدنا بالمياه ولو لخمس دقائق لتدبير أمور أسرتي من جلي وغسيل واستحمام دون جدوى".
ويتابع أبو عزيز "صاحب الطاقة يحبذ في هذا الوقت من العام ودخول الأجواء الشتوية وزيادة الغيوم في السماء، اقتصار تشغيلها لحفظ المجمدات والعصائر لأنه يستفيد بشكل أكبر، رغم أنه يتقاضى شيكلًا (ثُلث دولار) على كل دقيقة كهرباء".
ضعف التمويل
"حاولت مرارًا تركيب منظومة طاقة شمسية لتشغيل غاطس المياه الذي أملكه وأوزع منه الماء مجانًا على السكان والنازحين في منطقتنا بحي المواصي، لكن ضيق الحال والغلاء الفاحش في أسعار الألواح والبطاريات والأجهزة حال دون ذلك"، يقول المواطن طارق محمد.
ويضيف محمد لوكالة "صفا"، "قمت بعديد المحاولات وتحدثت مع بعض المبادرين والجمعيات لتزويدي بمنظومة للطاقة تساعد في التخفيف على النازحين والسكان خاصة مع دخول فصل الشتاء، لكن دون مجيب".
ويتابع "أُزوّد أكثر من 50 أسرة بالمياه مجانًا مراعاة للظروف الاقتصادية وأوضاع الحرب التي يجب أن نتكاتف فيها ونساعد بعضنا البعض، لا بأن نزيد من المعاناة والاستغلال".
ويعبر محمد عن أمله في أن "يتم بشكل عاجل وسريع إصلاح شبكات الكهرباء وتوصيلها بالمناطق التي لم تتضرر بشكل كبير في بنيتها التحتية وشبكاتها، لتخفيف العبء عن المواطنين والنازحين".
وباتت الطاقة البديلة ولاسيما الألواح الشمسية والبطاريات، خيارًا اضطراريًا وحيدًا للمواطنين، رغم أسعارها الفلكية مقارنة بما قبل الحرب، علاوة على ندرتها وعدم توفر الأجهزة اللازمة لتشغيلها، وفقدان قطع الصيانة.
ويحتاج قطاع غزة 550 ميغاوات من الطاقة الكهربائية من أجل الاستخدامات المختلفة، كانت تنتج محطة توليد الكهرباء من 80 - 100 منها، في حين توفر خطوط الكهرباء الإسرائيلية 120 أخرى، ما كان يسمح بوصل الكهرباء من 6 لـ 8 ساعات في اليوم قبل الحرب.
ويعاني القطاع المنكوب من شح في مصادر المياه، بعد تدمير الاحتلال غالبية محطات المعالجة والخزانات والأنابيب، وانقطاع الكهرباء عن محطات التحلية منذ مارس الماضي.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن قطاع غزة يقترب من "مرحلة الموت عطشًا"، بعد تعطل نحو 60% من منشآت إنتاج مياه الشرب وخروج غالبية محطات الصرف والتحلية عن الخدمة.
ويحذّر المتحدث باسم المنظمة جيمس إيلدر من أن "الأطفال سيبدؤون بالموت من العطش"، مضيفًا أن "الوقود اللازم لتشغيل المضخات ومحطات التحلية أوشك على النفاد".
مياه الشرب
وفي طابور طويل مزدحم بجانب مسجد "الحاجة أم خليل المجايدة"، تنتظر الطفلة رانيا القدرة دورها في تعبئة جالون من مياه الشرب، من محطة لتحلية المياه، لكنها تفشل بعد إخبارها من القائمين أن المحطة مغلقة بسبب غياب الشمس وكثرة الغيوم.
وتقول الطفلة القدرة لـ"صفا": "الميّا الحلوة خلصت من عنّا، والمحطة سكرت، كيف بدنا نشرب؟".
وتضيف "هاي مش أول مرة تصير فينا.. لما يكون بالسما غيوم كتيرة ما بيعبولنا".
أسعار خيالية
ويشتكي أصحاب منظومات الطاقة الشمسية من الغلاء الكبير في أسعار البطاريات، وشح وجودها.
ويقول أحد أصحاب منظومات الطاقة "لصفا": "منذ سنتين والبطاريات التي نستخدمها استهلكت ولا شيء يدخل من المعابر، وحتى إن دخل فالكميات قليلة جدًا وأسعارها فلكية".
ووفق الرجل فإن سعر اللوح الواحد "الجديد" من هذا النوع كان لا يتعدى قبل الحرب 350 شيكلا، لكنه قد يصل حاليا إلى 5 آلاف شيكل.
ويضيف "أسعار البطاريات جنوني، ويصل سعر الواحدة من ذات قدرة 100 أمبير إلى 6000 شيكل".
ونص البروتوكول الإنساني الملحق باتفاق وقف إطلاق النار على سماح الاحتلال بإعادة تأهيل البنية التحية المتعلقة بالكهرباء والمياه والطرق، لكن "إسرائيل" لم تلتزم بذلك حتى اليوم.
ويأمل المواطنون في القطاع أن يضغط الوسطاء والضامنون على الاحتلال للوفاء بالتزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار؛ للتخفيف من المعاناة غير المسبوقة التي يعيشونها.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: انقطاع الكهرباء الطاقة البديلة أزمة المياه غزة الطاقة البدیلة
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء يبحث مع تحالف «رينيرجي جروب» إقامة مشروع متكامل للطاقات المتجددة في سيناء
بحث وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت مع وفد تحالف رينيرجي جروب العمل المشترك والتعاون في مجالات الكهرباء والطاقة وإقامة مشروع متكامل للطاقات المتجددة يشمل محطة طاقة شمسية ومحطة هيدروجين أخضر ومحطة للضخ والتخزين المائي في شبه جزيرة سيناء.
ويضم وفد تحالف "رينيرجي جروب" شركة رينيرجي جروب بارتنرز (Renergy Group Partners) المطور الرئيسي، وشركة جرين تك ايجيبت (Green Tech Egypt) الشريك التقني المحلي)، وشركة أوك القابضة (OAK Holdings) الشريك المالي والاستثماري، برئاسة روبرت فالك مؤسس شركة رينيجري جروب، والدكتور مصطفى مدكور رئيس مجموعة مدكور، والوفد المرافق، بحضور الكتور أحمد مهينة رئيس قطاع التخطيط الاستراتيجي وتقييم الأداء بالوزارة، والمهندس عادل الحريرى العضو المتفرع للدراسات والتصميمات بالشركة المصرية لنقل الكهرباء، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية.
وخلال اللقاء، واستعرض الدكتور محمود عصمت فكرة المشروع ومدى توافقها مع استراتيجية قطاع الكهرباء بزيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة فى مزيج الطاقة، وما يتطلبه ذلك من دعم الشبكة القومية بمصادر تغذية نظيفة، دائمة ومستقرة مثل محطات تخزين الطاقة، ومشروعات الضخ والتخزين المائي، لتأمين الشبكة الموحدة للكهرباء، وضمان الاستدامة والاستقرار للتغذية الكهربائية.
واستمع الوزير إلى عرض توضيحي حول المشروع، تضمن التكنولوجيا المستخدمة والدراسات الفنية، ودراسة الجدوى، والربط على الشبكة من خلال محطة الضخ والتخزين بقدرات مستقرة ومستدامة على مدار اليوم، وتناول الاجتماع مناقشة مشروع الطاقة الشمسية بقدرة 15 ألف ميجاوات، ومشروع الضخ والتخزين المائي بسعة 4400 ميجاوات تخزين وطاقة، لإنتاج 3000 ميجاوات ساعة مما يضمن مد الشبكة القومية بالكهرباء على مدار الساعة، بقدرة مستدامة تبلغ 3250 ميجاوات، بالإضافة إلى مشروع تغذية المحلل الكهربائي بسعة 1850 ميجاوات لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وقال «عصمت» إن خطة العمل تقوم على عدة محاور في ضوء استراتيجية الدولة للتحول الطاقي وتوفير الطاقة الكهربائية لكافة الاستخدامات في إطار خطة التنمية المستدامة، مضيفا أن أحد أهم هذه المحاور هو التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والاعتماد عليها، والحد من استخدام الوقود الأحفوري، والإسراع في هذا الأمر.
وأوضح أن هناك العديد من المشروعات التي يجري العمل عليها لإضافة ما يقرب من 2500 ميجاوات من الطاقات المتجددة إلى الشبكة كمتوسط سنوي حتى عام 2030، مشيرا إلى التوجه نحو التوسع في محطات تخزين الطاقة وإدخال محطات الضخ والتخزين المائي، ورفع كفاءة المحطات المائية لتوليد الكهرباء وزيادة قدراتها، لضمان أمن واستقرار الشبكة واستمرارية التيار الكهربائي، وكذلك حسن إدارة واستثمار تلك الطاقات وتعظيم عوائدها لتعزيز استدامة الطاقة وتوفير حلول طاقة نظيفة وآمنة.
ووجه وزير الكهرباء بأن تكون الطاقة الكهربائية الناتجة عن محطة الضخ والتخزين في هذا المشروع العملاق هي أساس التعامل مع الشبكة القومية للكهرباء، مشيدا بجهود شركاء العمل والنجاح من القطاع الخاص المحلي والأجنبي في إطار الاستراتيجية الوطنية للطاقة، واستغلال الطبيعة الجغرافية وتعظيم العوائد منها، لا سيما في مجال الضخ وتخزين المياه لتوليد الطاقة الكهربائية.
اقرأ أيضاًوزير الكهرباء يشهد توقيع اتفاقية إنشاء محطة طاقة شمسية ومركز معلومات صديق للبيئة في الغردقة
رابط الاستعلام عن فاتورة الكهرباء بالاسم أو رقم العداد عبر موقع الشركة القابضة
كامل الوزير يؤكد ضرورة تدعيم شركة سوبر جيت بأتوبيسات تعمل بالغاز والكهرباء