منال عوض: مصر تستهدف الوصول إلى 42% من الكهرباء النظيفة بحلول 2030
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، القائم بأعمال وزير البيئة، أن الدولة المصرية اتخذت خلال السنوات الأخيرة خطوات جادة نحو تنويع خليط الطاقة من خلال التوسع في الطاقة المتجددة، حيث تستهدف الدولة الوصول إلى 42% من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2030، مع وجود مشروعات رائدة في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، كما تعمل مصر على تحسين كفاءة الطاقة وتطوير البنية التحتية للنقل والتوزيع، إلى جانب الاستثمار في الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء باعتبارهما من ركائز مستقبل الطاقة منخفضة الانبعاثات.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة منال عوض، في حوار المائدة المستديرة «التحول في مجال الطاقة»، التي عُقدت برئاسة لولا دا سيلفا الرئيس البرازيلي، بحضور عدد من رؤوساء وقادة دول وحكومات ووزراء البيئة والطاقة والمناخ بألمانيا وأسبانيا وشيلي وناميبيا وسوريا وهولندا وفنلندا وتركيا وأذريبجان وسلوفينيا والإمارات وأنجولا وكاذاخستان، وذلك ضمن فعاليات مشاركتها نيابة عن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في فعاليات قمة القادة بمؤتمر الأطراف الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP30) بالبرازيل.
وقالت منال عوض إن العالم يشهد تحولاً غير مسبوق في أنظمة الطاقة تحولا يستهدف تحقيق التنمية المستدامة، وضمان أمن الطاقة مع الإسهام بشكل جاد في الوفاء بالتزاماتنا الجماعية بموجب اتفاق باريس، منوهة بأن رؤية مصر تؤكد أن التحول في مجال الطاقة ليس مجرد خيار بل ضرورة تنموية واستراتيجية نعمل على تحقيقها بما يتسق مع أولوياتنا الوطنية وظروفنا الاقتصادية والاجتماعية.
وأضافت أنه رغم هذا التقدم، فإننا نواجه تحديات كبيرة ومعقدة، أبرزها ارتفاع تكلفة التحول، حيث تشير التقديرات إلى أن مصر تحتاج إلى نحو 250 مليار دولار حتى عام 2050 لتحقيق تحول شامل نحو الطاقة النظيفة، حيث يظل أكثر من 80% من التمويل المناخي الموجه للدول النامية في شكل قروض، ما يزيد الضغوط على الاقتصادات التي تواجه بالفعل تحديات مالية متزايدة.
وتابعت أن أبرز هذه التحديات، عدالة الانتقال في الطاقة، فالقارة الإفريقية لا تسهم إلا بـ أقل من 4% من الانبعاثات العالمية، ومع ذلك تواجه أصعب التحديات في الحصول على التمويل والتكنولوجيا اللازمين للتحول الأخضر، إضافة إلى نقل التكنولوجيا وبناء القدرات، إذ لا يمكن تحقيق تحول حقيقي في الطاقة دون تمكين الدول النامية من امتلاك التقنيات الحديثة وتوطينها، بما يعزز استقلالها وقدرتها على الابتكار.
وأكدت أن التحول العادل في مجال الطاقة يجب أن يستند إلى مبادئ الإنصاف والمسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة، وأن يدعم من خلال شراكات دولية عادلة توفر التمويل الميسر، وتنقل التكنولوجيا، وتفتح مجالات الاستثمار أمام القطاعين العام والخاص.
وشددت وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، على أن نجاح التحول العالمي في الطاقة لا يقاس بعدد المشاريع فقط، بل بقدر ما يحققه من إنصاف وفرص متكافئة لجميع الدول، مؤكدة على أهمية ألا يُترك أي بلد خلف الركب، ولا يُطلب من أي شعب أن يختار بين التنمية والاستدامة.
يذكر أن الجلسة المواضيعية حول التحول في مجال الطاقة تتناول قضايا حاسمة مثل الحاجة إلى توسيع نطاق استخدام الوقود المستدام لتقليل الطلب على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى دور الشبكات والتخزين كجزء أساسي في تحقيق هدف مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة عالميًا ثلاث مرات ومضاعفة متوسط المعدل السنوي العالمي لتحسينات كفاءة الطاقة بحلول عام 2030، والحاجة الملحة لمعالجة فقر الطاقة.
كما أن قمة بيليم للمناخ يجتمع فيها رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية في لحظة محورية لإيجاد حلول للقضايا المُلحة ولا يوجد مجالٌ أكثر أهميةً من قطاع الطاقة في الدعوة العالمية للعمل بشأن المناخ، حيث يُعدّ إنتاج الطاقة واستهلاكها أكبر مصادر غازات الاحتباس الحراري، إذ يُسهمان في أكثر من 75% من الانبعاثات في جميع أنحاء العالم، أن قطاع الطاقة يشهد حاليا تطوراتٍ كبيرة حيث أن في عام 2023، مثّلت الطاقة النظيفة 10% من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
اقرأ أيضاً«البيئة» تطلق أول حملة توعوية بجزيرة الجفتون لدمج ذوي الهمم في العمل البيئي
القائم بأعمال وزير البيئة ووزيرا الري والزراعة يناقشون تأثير تغير المناخ على الأمن الغذائي
البيئة: حملة لتنظيف شاطئ سيد درويش استعدادا لمؤتمر اتفاقية حماية البحر المتوسط
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التحول في مجال الطاقة الدكتورة منال عوض الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية القائم بأعمال وزير البيئة الكهرباء النظيفة حوار المائدة المستديرة مجالات الطاقة الشمسية فی مجال الطاقة فی الطاقة منال عوض
إقرأ أيضاً:
جهود دؤوبة لسلطنة عُمان في حماية البيئة
محمد إبراهيم محمود عبد الماجد **
كلمة "بيئة" تعني المحيط الحيوي الذي يشمل الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات، وكل ما يحيط بها من هواء وماء وتربة، وما يحتويه من مواد صلبة أو سائلة أو بخارية أو إشعاعات طبيعية أو المنشآت التي يقيمها الإنسان، وعرفها البعض من العلماء بأنها هي الوسط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه الإنسان بما يضم من ظواهر طبيعية وبشرية يتأثر بها ويؤثر فيها.
وتنفرد سلطنة عُمان بموقعها الاستراتيجي المتميز بما تحويه من ثروات طبيعية فريدة وتنوع بيئي جذاب (تضاريسي ومناخي ونباتي وحيواني)، ولذلك فإنه من الواجب الحفاظ على ثروتها الطبيعية وصونها حتى تستفيد منها الأجيال القادمة. والتباين البيئي في السلطنة يتمثل في تنوع الكائنات الحية البرية والبحرية والأحياء المائية، والساحلية بأنواع فريدة من الأسماك؛ حيث يفد إلى البيئة البحرية العُمانية حوالي 20 نوعًا من الحيتان والدلافين وأكثر من 130 نوعًا من المرجان إضافة إلى 5 أنواع من السلاحف البحرية منها أربعة تعشش على الشواطئ العُمانية.
وفي الوقت الحاضر تسعى حكومة سلطنة عُمان الرشيدة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- إلى صون بيئتها المستدامة لقضاياها، ولتقديم خدمات متميزة من خلال التطوير المستمر، وبالتكامل مع المؤسسات المعنية والمهتمة بقضايا البيئة، والمجتمعات كهيئة البيئة.
وتعد جائزة اليونسكو- السلطان قابوس لحماية البيئة أكبر دليل على اهتمام حكومة السلطنة بالمحافظة على البيئة، وصيانتها فمنذ تشييد هذه الجائزة في عام 1989 قامت بتكريم 15 جهة من المؤسسات، والمعاهد، والمحميات، والأفراد والمجموعات في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، وأمريكا اللاتينية، كان آخرها بعد إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" منح جائزة اليونسكو- السلطان قابوس لصون البيئة عام 2019 إلى صندوق أوشكا للبحوث في مجال الإيكولوجية بجمهورية الهند.
وساهمت هذه المنظمات بجهود مبتكرة في الأبحاث العلمية، والمحافظة والصون في البحث عن لائحة التراث العالمي لليونسكو والمحميات الطبيعية، ومن ثم أصبحت جائزة اليونسكو- السلطان قابوس لحماية البيئة، المصدر العالمي لتشجيع الهمم، والساعين لصون بيئة كوكب الأرض، وموارده من أجل الإنسان وتحفيزهم لبذل المزيد من الجهود من اجل المحافظة على البيئة، وصون مقدراتها وتحقيق التنمية المستدامة.
واستمرت حكومة السلطنة الرشيدة في الحفاظ على البيئة، وحمايتها من التلوث وبذلت قصارى جهدها لحماية البيئة وصون مواردها الطبيعية، وتوفير كل الإمكانات المتاحة لضمان تقديم خدمات بجودة عالية ومتميزة من خلال التطوير المستمر، وذلك بالتكامل مع المؤسسات والمجتمعات من اجل الوصول إلى بيئة جذابة يصونها الجميع.
وتتويجًا لجهود سلطنة عُمان في المحافظة على البيئة تم الإعلان في عام 1991 عن تبرع السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- بجائزة تمنح كل سنتين للمهتمين بشؤون البيئة على مستوى الأفراد، والمنظمات، والمؤسسات الحكومية، وغير الحكومية التي تقوم بجهود مميزة في مجال العمل البيئي، والمحافظة على البيئة، ومواردها الطبيعية وتعد هذه الجائزة هي أول جائزة عربية في مجال العناية بالبيئة على المستوى الدولي.
وتشارك السلطنة في الاحتفال بالعديد من المناسبات البيئية العربية والإقليمية والعالمية نذكر منها: يوم البيئة العُماني، وقد احتفلت السلطنة للمرة الأولى بيوم البيئة العُماني عام 1997، ومن ثم أصبح مناسبة سنوية يتم الاحتفال بها في الثامن من يناير كل عام. ويهدف الاحتفال بهذا اليوم إلى إبراز جهود السلطنة في مجال حماية البيئة، وصون مواردها على المستوى الرسمي، والشعبي؛ حيث يأخذ الاحتفال طابع النشاط العملي، وبذلك تكون سلطنة عُمان إحدى أهم الدول العربية التي تهتم بشؤون البيئة، وتسعى لصونها والحفاظ عليها من أجل بيئة نظيفة خالية من التلوث، ومن أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
** باحث دكتوراه مصري