حكم قص أظافر الميت وحلاقة شعره وآراء الفقهاء في ذلك
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
الميت.. كرَّم اللهُ تعالى الإنسانَ وجعل له حُرمةً مصانةً في حياته وبعد مماتِه، ومِن أهم مظاهر تكريمِ الإنسان المسلم بعد وفاته: تغسيلهُ، وتكفينُه، والصلاةُ عليه، ودفنُه، وكلُّها مِن فروض الكفاية الثابتة بالسُّنَّةِ وإجماع الأُمَّة.
إكرام الميت:فقد ورد في الحديث الشريف عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في الرجل المحرِم الذي وقَصَتهُ ناقتُه: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْر، وَكَفِّنُوهُ» متفقٌ عليه.
قال الإمام النووي في "روضة الطالبين" (2/ 98، ط. المكتب الإسلامي): [غسل الميت فرض كفايةٍ، وكذا التكفين، والصلاة عليه، والدفن بالإجماع] اهـ.
آراء الفقهاء في قص أظافر الميت وحلاقة شعره
واتفق جمهور الفقهاء على كراهة قصِّ أظافر الميت أو حلق شعر عانته ما لم توجد حاجة داعية إلى فِعْلِ ذلك، فإذا وجدت الحاجة فلا حرج في فِعْلِه، ويُضَمُّ معه، ويُجعَل في أكفانه، مع مراعاة احترام الميت، وعدم انتهاك حرمته، بحيث تُستخدَم كل الوسائل الممكنة في تحقيق ذلك.
دعاء الميت المثبت في الأحاديث النبوية
« اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم، اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته. اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنًّا، وعند قيام الأشهاد آمنًا، وبجود رضوانك واثقًا، وإلى أعلى درجاتك سابقًا».
« اللهم اجعل عن يمينه نورًا، حتّى تبعثه آمنًا مطمئنًّا في نورٍ من نورك، اللهمّ انظر إليه نظرة رضا، فإنّ من تنظُر إليه نظرة رضًا لا تعذّبه أبدًا، اللهمّ أسكنه فسيح الجنان، واغفر له يا رحمن، وارحمه يا رحيم، وتجاوز عمّا تعلم يا عليم».
دعاء الميت:
«اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور، اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم».
«اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الميت حكم قص أظافر الميت حكم قص أظافر الميت وحلاقة شعره قص أظافر الميت وحلاقة شعره
إقرأ أيضاً:
هل قراءة القرآن تنفع الميت وتصل إليه؟ .. عطية لاشين يجيب
ورد سؤال إلى الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، يقول صاحبه: هل قراءة القرآن للميت تنفعه وتصل إليه؟
وأجاب الدكتور لاشين قائلا: إن استمرار الصلة بين الأحياء والأموات أمر دعا إليه الإسلام وحث عليه، مشيرا إلى أن هناك أعمالا إذا قام بها الحي ونوى انتفاع الميت بها، فإن ثوابها يصل إليه باتفاق العلماء، ومنها الدعاء والصدقة وقراءة القرآن.
وأضاف أن الدعاء من أوضح ما ينتفع به الميت، لقوله تعالى: «وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا»، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، منها ولد صالح يدعو له».
كما أن الصدقة عن الميت من الأعمال التي يصل ثوابها إليه، استنادا إلى ما ورد في السنة عندما سأل أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن التصدق عن أمه المتوفاة فقال له: «تصدق على أمك».
وأوضح الدكتور لاشين أن الفقهاء اختلفوا في مسألة وصول ثواب قراءة القرآن إلى الميت، غير أن الراجح من أقوال فقهاء الحنابلة هو أن الميت ينتفع بجميع العبادات البدنية كالقراءة والصلاة والصوم التطوعي، إضافة إلى العبادات المالية كالصدقة، بشرط أن يقوم بها الحي تطوعا دون مقابل.
وأشار إلى ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى بأن الاستئجار على القراءة وإهداء الثواب للميت لا يصح، لأنه لم يرد عن أحد من الأئمة جواز ذلك، بينما أكد ابن القيم في كتابه الروح أن أفضل ما يُهدى إلى الميت هو الصدقة والاستغفار والدعاء، وأن قراءة القرآن تصل إليه إذا كانت بغير أجر، تماما كما يصل إليه ثواب سائر العبادات.
وختم الدكتور عطية لاشين تصريحه قائلا: إن استدلال الحنابلة على وصول ثواب القراءة جاء من الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم يومئذ وكان له بعدد من فيها حسنات»، إلا أن العلماء اختلفوا في تصحيح هذا الحديث، فمنهم من صححه ومنهم من ضعفه، ومن ثم كان الخلاف في هذه المسألة.