بوابة الوفد:
2025-11-08@22:00:03 GMT

الرئيس.. الإنسان

تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT


فى زمن تتراجع فيه القيم خلف صخب السياسة، يطل الرئيس عبدالفتاح السيسى بصورة مختلفة؛ لا كقائد فقط، بل كإنسان يعرف معنى المسئولية ومعنى الرحمة فى آن واحد.
لم تكن الإنسانية يومًا تفصيلًا جانبيًا فى مسيرته، بل كانت البوصلة التى تُوجّه قراراته ومواقفه، والملمح الأوضح فى شخصيته التى جمعت بين الحسم والحنو، وبين القوة والضمير.


من يتابع مشاهد الرئيس فى الميدان أو اللقاءات العامة يدرك أن خلف الخطاب السياسى الصارم رجلًا يرى فى كل مصرى ابنه أو أخاه.
كم من مرة توقف ليمسح دمعة أم شهيد، أو لينحنى ليصافح طفلًا من ذوى الهمم، أو ليحتضن شابًا فقد الأمل فى الحياة.
هذه المواقف العابرة فى ظاهرها، ترسم جوهرًا ثابتًا فى شخصيته: أنه لا يتعامل مع الناس من موقع السلطة، بل من موقع الأب الذى يشعر، ويسمع، ويشارك.
قوة الرئيس السيسى السياسية والعسكرية معروفة ومحل تقدير عالمى، لكنها لا تُلغى لحظة إنسانيته، بل تُبرزها.
هو قائد يعرف متى تكون الصلابة واجبة، ومتى تكون اللين ضرورة، هذه المعادلة الصعبة بين الحزم والعطف هى ما جعلته محل ثقة واحترام فى الداخل والخارج، وزعيمًا يُقدر الإنسان قبل أن يحسب المصلحة.
فى لحظات الشدة يظهر الإنسان الحقيقى، والرئيس السيسى فى كل أزمة كان أول من يمد يده بالعون، وأول من يوجه بإنقاذ حياة، أو بتخفيف معاناة، أو بدعم مبادرة إنسانية.
كثيرون لا يرون ما وراء الكواليس، لكن داخل مؤسسات الدولة تُروى مواقف كثيرة عن توجيهات مباشرة صدرت منه لمساعدة محتاج أو علاج مريض على نفقة الدولة أو إغاثة متضررين من كارثة.. إنها ليست شعارات تُقال فى المؤتمرات، بل أفعال تُترجم على أرض الواقع.
اللافت أن لغة الرئيس فى أحاديثه مع الناس لا تخلو من دفء أبوى.. حين يقول «أنا عايزكم تبقوا كويسين»، فهى ليست جملة سياسية بل شعور إنسانى صادق.
يتحدث عن المواطن كأغلى ما تملكه الدولة، وعن الكرامة كحق لا يُمس، وهذا الخطاب الإنسانى هو ما جعل الناس تشعر بالقرب منه، رغم صعوبة الظروف وتحديات المرحلة.
إن إنسانية الرئيس السيسى لا تتوقف عند حدود مصر، بل تمتد إلى محيطها العربى والإفريقى، فهو الذى وجه بإرسال المساعدات إلى غزة والسودان وليبيا، واستقبل اللاجئين دون تفرقة، ورفع راية السلام فى زمنٍ أنهكته الحروب.
هذه المواقف جعلت منه قائدًا يُنظر إليه فى العالم باعتباره صوت العقل فى منطقة مضطربة، وزعيمًا يؤمن بأن السلام ليس ضعفًا، بل امتدادٌ للإنسانية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يُختزل فى موقعٍ أو لقب، فهو مشروع وطنى وإنسانى فى آن واحد، جمع بين الحزم فى القيادة والرقة فى التعامل، بين شدة القرارات ودفء المشاعر.
وإذا كانت قوة الدولة تُقاس بصلابة مؤسساتها، فإن قوتها الحقيقية تُقاس بإنسانية قائدها، وهنا، تبرز مصر بوجهها المشرق، لأن على رأسها قائدًا إنسانًا.. يرى فى الوطن قلبه، وفى الشعب أسرته، وفى الإنسانية رسالته.


[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: في الصميم الرئيس الإنسان السياسة الرئيس عبدالفتاح السيسي

إقرأ أيضاً:

عندما تذوب الطائفية والعرقية والعقائدية في انتخاب عمدة نيويورك

عندما تذوب #الطائفية والعرقية والعقائدية في #انتخاب #عمدة_نيويورك, دعوة إلى دولة مدنية تكنوقراطية تُنصف الإنسان قبل الانتماء

بقلم : المهندس محمود ” محمد خير” عبيد

بقدر ما حملت انتخابات عمدة نيويورك الأخيرة من مفاجآت سياسية، فإن فوز المرشح الديمقراطي زهران كوامي ممداني لم يكن مجرد انتصارٍ انتخابيٍّ في مدينةٍ متعددة الأعراق والثقافات، بل كان انتصارًا لقيمة الإنسان حين يتحرر المجتمع من سجون الانتماءات الضيقة، ويحتكم إلى معيار الكفاءة والعطاء والإخلاص في العمل العام.

لقد احتفى العالم الحر أجمع، والعرب على وجه الخصوص، بفوز ممداني بوصفه مرشحًا مسلمًا وصل إلى أحد أرفع المناصب في واحدة من أكثر مدن العالم تأثيرًا. لم يسأل أحدٌ عن مذهبه أو طائفته، لم يهمّ أحدًا إن كان سنيًا أم شيعيًا، درزيًا أم إسماعيليًا، بل اكتفى الجميع بفرحة أنه مسلم، وأنّ هذا الفوز دليلٌ على نضج المجتمعات التي تجاوزت عقد الهويات الضيقة نحو فضاء الإنسانية الأرحب.

مقالات ذات صلة استشكالات معوية…وقرقرة معدة ابن الخطاب 2025/11/05

لكن السؤال الذي يطرق الضمير العربي بقسوة, ماذا لو كان هذا الفوز قد تحقق في إحدى الدول العربية,
هل كنا سنرحب به بالروح ذاتها, هل كانت مؤسسات الدولة ستتعامل معه كمواطنٍ كفؤ, أم كـ”حالة استثنائية” تُخضع للمراجعة والتحقيق والتشكيك.

زهران ممداني لم يفز لأنه مسلم، بل فاز لأنّ أهل نيويورك رأوا فيه الإنسان القادر على خدمة مدينتهم، بغض النظر عن أصله أو لونه أو عقيدته, المولود في أوغندا، ذو الأصول الهندية، الذي تربّى على قيم العدالة والعمل العام، فاختاره الناخب الأمريكي لأنه كفؤ ومؤمن برؤيته، لا لأنه ينتمي إلى مذهب أو حزب أو عشيرة.

أما في أوطاننا، فالمعادلة معكوسة تمامًا. يولد الإنسان على تراب وطنه، يكبر فيه، يخدمه بإخلاص، ويدفن آباؤه وأجداده في أرضه، ومع ذلك يُعامل وكأنه غريب لا حقّ له في الحلم أو المشاركة. تُغلق الأبواب أمامه لأن اسمه لا يتناسب مع “التوازنات”، أو لأنّ مذهبه لا يرضي “التركيبة”، أو لأنّ عشيرته ليست ضمن “المحاصصة”.

لقد أصبحت الكفاءة آخر ما يُفكَّر به في إدارة الدولة، بينما الولاءات والمناطقية والطائفية صارت مفاتيح التعيين والتكليف, رئيس الوزراء يجب أن يكون من طائفة معينة، والوزير من جهة محددة، والموظف من عشيرةٍ “ترضى عنه السلطة”، حتى المناصب الإدارية الصغيرة أصبحت تُوزّع كغنائم بين مراكز النفوذ لا كاستحقاقٍ لأصحاب الكفاءة.

وهكذا، ضاعت الدولة وتحولت إلى مزارع ولاءات، وتحوّل الوطن من فكرة جامعة إلى “رقعة جغرافية مشاع”، يفقد فيها المواطن انتماءه يوماً بعد يوم, فكيف لا يفقد الناس انتماءهم وهم يرون التهميش والفساد والمحسوبية والإنكار, كيف يشعر بالوطن من يعيش فيه مواطنًا من الدرجة الثانية أو الثالثة, إنّ النهج الذي تسير عليه أوطان هذا الإقليم جعل كثيرين يشعرون بالاغتراب الروحي عن بلادهم، فالوطن لم يعد لهم، بل لأولئك الذين يملكون مفاتيح الولاء والقرابة والمذهب.

لقد آن الأوان لأن نعيد تعريف الدولة، أن نتحول من دولة الهويات إلى دولة المواطنة، من دولة الانتماءات إلى دولة الكفاءات، من دولة الشعارات إلى دولة الفعل والمسؤولية.

الدولة المدنية ليست ضد الدين، بل ضد استغلاله, هي التي تُعيد للدين جوهره الإنساني، وتفصل بين عبادة الله وإدارة الناس, هي الدولة التي لا تسأل المواطن “من أي مذهب أنت؟” بل تسأله “ماذا تستطيع أن تقدم؟”., هي الدولة التي تجعل الولاء للوطن، لا للطائفة، والانتماء للحق، لا للحزب.

إنّ الغرب لم يتفوق علينا لأنّه أكثر تدينًا أو أرحم، بل لأنّه أكثر عدلاً وتنظيمًا، آمن أنّ العدالة والمساواة هما طريق القوة، وأنّ الحرية لا تُمنح بالمذهب بل بالحق, بينما نحن، نعيد تدوير الفشل باسم الدين، ونُقصي أبناءنا باسم الهوية، ونكافئ الولاء لا الإبداع, لقد أعمَتنا العصبيات وأثقلت قلوبنا الأوهام، فأقنعنا أنفسنا أننا الأقرب إلى الله، ونحن في الحقيقة الأبعد عن قيمه, ظننا أن العقيدة تعطي امتيازًا، بينما هي تكليف بالعدل والرحمة, تناسينا قول الله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم., فهل التقوى اليوم صارت بطاقة هوية؟ أم مذهبًا سياسيًا؟

إنّ فوز زهران ممداني لم يكن انتصارًا لشخصٍ مسلم، بل صفعة حضارية على وجوهنا جميعًا، تذكّرنا بأنّ الإنسانية الحقيقية لا تسكن الشعارات، بل السلوك, بأنّ العالم يتقدّم حين تُكرّم الكفاءة، وتتراجع الأمم حين تُكرّم الولاء.

لقد آن الأوان أن نُعيد بناء أوطاننا على أسس مدنية تكنوقراطية، أن نمنح الإنسان حقه في أن يُقيَّم بما يُنتج لا بما يُعتقد، أن نحيا في أوطانٍ لا تسأل عن ديننا، بل عن ضميرنا.

فالوطن لا يبنيه مذهب، ولا تحميه طائفة، بل يبنيه إنسانٌ مؤمنٌ بأنّ الجميع متساوون في الحق والحلم والكرامة، وأنّ العدل هو الوجه الحقيقي للإيمان، وأنّ الكفاءة هي العبادة التي لا يختلف عليها أحد.

مقالات مشابهة

  • قائد الحرس الوطني يزور شرطة رأس الخيمة تعزيزاً للتعاون الأمني المشترك
  • دماثة الخلق في المعاملات الإنسانية
  • ضعف حاسة الإبصار بعد سن الأربعين!
  • نقيب الفلاحين: يطالب الرئيس السيسى بالتدخل بوضع حد لإهانة الجلابيه كزي رسمي للفلاحين
  • نيابة عن الرئيس السيسى.. منال عوض في مؤتمر المناخ بالبرازيل: التمويل المناخي دون المستوى
  • قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري: القوات المسلحة حريصة على توعية الشباب المصرى بحجم التحديات الراهنة
  • المؤتمر: تجديد اعتماد القومي لحقوق الإنسان على التصنيف (A) إنجاز وطني
  • عندما تذوب الطائفية والعرقية والعقائدية في انتخاب عمدة نيويورك
  • محفوظ: ملاقاة الرئيس عون من اللبنانيين في موقفه من التفاوض يعزز موقع لبنان