بوابة الوفد:
2025-11-08@22:00:32 GMT

خطاب النصر

تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT


لطالما قيل لطبقة العمال من قبل الأغنياء وأصحاب النفوذ فى نيويورك إن السلطة ليست من حقهم.
أصابعهم المتورمة من رفع الصناديق فى المخازن، وكفوفهم المتشققة من مقابض دراجات التوصيل، ومفاصلهم المحترقة من لهب المطابخ، كل تلك الأيدى لم يُسمح لها يومًا بأن تمسك بالسلطة. ومع ذلك، أسقطنا سويًا سلالةً سياسيةً قديمة شكرًا لأولئك المنسيين فى دهاليز السياسة، الذين جعلوا من هذه الحركة قضيتهم الخاصة أيضًا شكرًا للجيل الجديد الذين رفضوا أن يصدقوا أن وعد المستقبل الأفضل أصبح من الماضى.

وأنا أقف أمامكم، أتذكر كلمات جواهر لال نهرو «نادرًا ما تأتى لحظة فى التاريخ نخطو فيها من القديم إلى الجديد، حين تنتهى حقبة وتجد روح الأمة المقهورة صوتها»، «سننهى ثقافة الفساد التى سمحت للأثرياء أمثال ترامب بالتهرب الضريبى واستغلال الإعفاءات. قد يقولون إننى لست المرشح المثالى، أنا شاب رغم محاولاتى أن أبدو أكبر سنًا، أنا مسلم، أنا اشتراكى ديمقراطى، والأخطر أننى لا أعتذر عن أى من ذلك». قال أحد العظماء من أبناء نيويورك «تُخاض الحملات بلغة الشعر، لكن تُحكم المدن بلغة النثر »، وإن كان ذلك صحيحًا، فليكن نثرنا متناسقًا مع الشعر، ولنبنِ معًا مدينةً مشرقة للجميع. ستظل نيويورك مدينة المهاجرين بُنيت بهم، وتعمل بهم، واليوم تُقاد بأحدهم.
فن الخطابة هو رأس مال كل سياسى محترف، فهذه الموهبة الخاصة يتقنها القليل، لكن ممدانى أثبت جودة مذهلة جعلته من أولئك الذين يستطيعون إشعال حماس الجماهير والسيطرة على حواسهم ودغدغة مشاعرهم، فحظى خطاب النصر لأول عمدة مسلم وأول اشتراكى لقلعة الرأسمالية الأمريكية باهتمام كبير، فعمدة نيويورك شخصية ذات تأثير كبير خارج الولايات المتحدة الأمر الذى يجعل أى تغيير جذرى ذا صدى دولى لأن اقتصادها يتخطى دولًا من مجموعة العشرين مثل تركيا والسعوديه، لذا لم يكن مستغربًا تلك المتابعة العالمية غير المسبوقة، ففوز ممدانى ينظر إليه كعلامة على مرحلة سياسية جديدة، حيث برهنت قوة الحملة الشعبية وتحفيز الشباب والمهمشين من خلال وسائل التواصل الرقمى التى كشفت مدى هشاشة النخب التقليدية فقد شبه البعض بنفس كريزما وبلاغة تشرشل وأوباما، هذا الانتصار الاستثنائى التاريخى والذى لم تتوقعه أى من مراكز الأبحاث أو الاستطلاعات، لا سيما بعد ذلك الإقبال الانتخابى الهائل الذى تجاوز المليونين، وهو الأعلى منذ أكثر من خمسين عامًا، نجاح ممدانى يرجع إلى التركيز على هموم المواطنين الاقتصادية مما مكن حملته من اختراق جميع الحواجز الدينية والعرقية والديموجرافية، لذا لم يكن هذا الفوز الساحق صدفة أو مجرد خطاب شعبوى جذاب، بل جاء تتويجًا لجهد تنظيمى ضخم اعتمد على قوة البنية التحتية للحركة والتعبئة الشعبية خارج الصندوق، بالإضافة إلى لغته القريبة من لغة المواطن العادى فى طرح برنامجه الجرىء مما تسبب فى تحويل الانتخابات من نقاش حول الهويات والثقافات إلى نقاش صريح حول الطبقية والعدالة الاجتماعية. كانت رسالته بسيطة لكنها جريئة المشكلة ليست فى لون جلدك أو دينك، بل فى أن النظام النيوليبرالى القائم يسرق منك حقك فى حياة كريمة، توسع وزيادة التحرك الجماهيرى الموجه والمنظم سيغير مسار المنافسات السياسية الأمر الذى لا بد أن يؤثر، عاجلًا أم آجلًا، على طبيعة وشكل الانتخابات المقبلة سواء الكونجرس أو الرئاسة، معظم السياسيين فى حالة صدمة وإنكار لأسباب فوز ممدانى فهنالك دلالة عميقة كونها ليست هزيمة لأندرو كومو فقط، بل هزيمة مذلة لترامب لأن ممدانى الشخص والفكرة والطرح يمثل النقيض الكامل المجسد لكل سياسات وطروحات ترامب الذى تدخل فيها بتهديدات سافرة جاءت بنتائج عكسية يكتسب فوز ممدانى أهمية خاصة بسبب تأثيره المستقبلى على النظام السياسى الأمريكي.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خطاب النصر العمال نيويورك السلطة الصناديق المخازن المطابخ دهاليز السياسة

إقرأ أيضاً:

الاستئناف تصدر حكم جديد يغير المفاهيم: الحضانة ليست حقا بل مسؤولية

-الاستئناف تسقط حضانة أم تزوجت.. و"العمل الطويل" يحرم الجدة للام من الحضانة

في حكم قضائي جديد أكد مبدأ أن الحضانة للأصلح لا للأقرب، قضت محكمة الاستئناف بإسقاط حضانة أم لطفل صغير بعد زواجها من أجنبي، كما رفضت منح الحضانة لوالدتها (الجدة لأم) لثبوت انشغالها الدائم بعملها وتركها الصغير لدى أقاربها دون إشراف مباشر، وقررت المحكمة ضم الصغير إلى أم الأب باعتبارها الأجدر على الرعاية والتربية في المرحلة الحالية من عمره.

تفاصيل القضية تعود وقائع الدعوى إلى قيام والد الطفل بإقامة دعوى أمام محكمة الأسرة بطلب إسقاط حضانة الأم، مؤكدًا أنها تزوجت، الأمر الذي يفقدها أحد أهم شروط الحضانة المنصوص عليها قانونًا.

وأوضح الأب أن الجدة للأم لا تصلح للحضانة أيضًا لانشغالها الدائم بعملها وتركها الطفل عند أقاربها لفترات طويلة، ما أثّر على حالته النفسية والتعليمية، مطالبًا بإسناد الحضانة إلى أمه (الجدة لأب).

 

- ضم الطفل إلى أم الأب لرعايته تفرغها

وبعد نظر الدعوى وسماع الشهود، اطمأنت المحكمة إلى صحة أقوال الأب وتقرير الباحث الاجتماعي الذي أوصى بضم الطفل لأم الأب، نظراً لقدرتها على رعايته وتفرغها الكامل له، وأصدرت حكمها بإسقاط حضانة الأم والجدة لأم وضم الطفل لأم الأب.

 

- رفض حضانة الجدة لأم لانشغالها بالعمل

أكدت المحكمة في حيثياتها أن المقرر قانونًا أن الزواج من أجنبي يسقط الحضانة، وأن الجدة لأم لا تعد أصلح حالاً إن كانت مشغولة بعملها بما يمنعها من الرعاية المباشرة..وأضافت أن العبرة ليست بدرجة القرابة وإنما بالأصلح لرعاية المحضون، تنفيذًا لمبدأ "مصلحة الطفل الفضلى"الذي يعلو على أي اعتبارات أخرى.

- زواج الأم وترك الطفل دون رعاية سبب كاف لإسقاط الحضانة

يقول المستشار القانوني وليد خلف، إن الحكم يتسق مع أحكام المادة 20 من القانون رقم 25 لسنة 1929 المعدلة، والتي تنص على أن الحضانة تسقط بزواج الحاضنة، كما أن عمل الحاضنة أو الجدة إذا كان يحول دون رعاية الطفل رعاية كاملة يعد سببًا كافيا لإسقاطها.

  - تطبيق مبدأ "مصلحة الطفل أولاًر..يتصدر محكمة الأسرة

وأضاف أن السلطة التقديرية للمحكمة تمتد لتقدير الأصلح للطفل من بين ذوي الحضانة، ولا تلتزم بترتيب الأقارب في حالة ثبوت ضرر على الصغير، مشيرًا إلى أن هذا الحكم يعكس توجه القضاء نحو تغليب المصلحة النفسية والاجتماعية للمحضون.



مقالات مشابهة

  • بياعين الوهم!!
  • شيخ البلد
  • «ليست جمعية خيرية..»
  • لحود يحيّي الجيش: المقاومة ليست سلاحًا فقط!
  • السامريون.. أتباع موسى الذين أنكرتهم إسرائيل
  • القوة ليست برد الفعل بل بالحكمة: لغة العالم الإسلامي الجديدة
  • الاستئناف تصدر حكم جديد يغير المفاهيم: الحضانة ليست حقا بل مسؤولية
  • صحفي مصري يعدد الرجال السودانيين الذين بنوا الإمارات
  • بن زير: نعول على الليبيين الشرفاء الذين همهم الوطن وليس البطن