جراح بريطاني: ما يجري في غزة مجزرة وحشية تهدف للقتل والتشويه الجماعي
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
الثورة نت /..
قال جرّاح العظام البريطاني غرايم غروم، إن ما يجري على الأرض في قطاع غزة لا يمكن وصفه بوقف إطلاق نار لأن القصف “الإسرائيلي” لا يزال مستمرًا والناس يموتون يوميًا من الجوع، داعيا إلى وقفٍ كامل للهجمات “الإسرائيلية” كخطوة أولى لتحقيق السلام.
وأكد غروم الذي يشغل منصب الرئيس المشارك لمنظمة الإغاثة الطبية البريطانية، أن الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها في غزة هي “وقف الهجمات الإسرائيلية فورًا، لتحقيق السلام”.
وأضاف الطبيب البريطاني في مقابلة مع وكالة الأناضول نشرتها اليوم السبت، أن “ما يجري في غزة اليوم ليس حربًا، بل مجزرة وحشية تهدف إلى القتل والتشويه الجماعي”، مشيراً إلى أنه زار غزة أكثر من 40 مرة قبل جريمة الإبادة الإسرائيلية الأخيرة.
وتابع: “منذ بداية العدوان على غزة، أرسلنا فرقنا 16 مرة، ودخلتُ أنا شخصيًا إلى غزة 4 مرات، لكن في الفترة الأخيرة رفضت السلطات الإسرائيلية طلباتنا للدخول”.
وأوضح أنهم عندما يتمكنون من دخول غزة، يعملون ضمن فريق من الجرّاحين وأطباء التخدير لمدة تتراوح بين 3 و4 أسابيع متواصلة دون انقطاع.
وأردف: “نقضي أيامنا بين الأجساد الممزقة والأطراف المبتورة، ونشهد بأعيننا أهوال ما يجري في غزة”، مبيناً أن “الإغاثة الطبية البريطانية” تعمل في غزة منذ عام 2009، وأن نشاط المنظمة ازداد بشكل ملحوظ بعد عام 2014.
وبدعم أمريكي وأوروبي، ارتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 69,169 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 170,685 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وعن الوضع الإنساني الكارثي، تحدث الطبيب البريطاني: “لا شيء متوفر في غزة بالكميات الكافية. إذا سألتموني عن الحاجة الأولى، سأقول إنها وقف القصف”.
واستطرد: “نعم، يجري الحديث حاليا عن وقف لإطلاق النار، لكن القنابل ما زالت تسقط. الحديث عن وقف إطلاق نار بينما القصف مستمر أمرٌ أشبه بالسخرية”.
ومضى قائلاً: “قبل وقف إطلاق النار كان يُقتل يوميًا أكثر من مئة فلسطيني، والعدد نفسه تقريبًا يُقتل الآن رغم الحديث عن الهدوء”.
وأكد غروم أن المساعدات الغذائية لا تصل إلى مستحقيها، موضحًا: “على بُعد خطوات من أماكن توزيع المساعدات الغذائية، يموت الناس جوعًا. بعد وقف القصف، يجب أن يكون أول ما نقوم به هو تقييم حالة المنشآت الطبية المتبقية. صحيح أن حجم الدمار كبير، لكن ما زال بالإمكان تشغيلها إن توفرت الموارد والدعم”.
ورأى أن دعم المستشفيات القائمة “أكثر جدوى وأقل كلفة من إرسال مستشفيات ميدانية”.
وأوضح أن المستشفيات الميدانية في غزة “تفتقر إلى التجهيزات الأساسية، فلا يوجد فيها مولدات أوكسجين ولا أسرّة عناية مركزة ولا إمكانية لإجراء عمليات نقل دم. لهذا فهي لا تستطيع علاج الحالات الحرجة. الحل الحقيقي هو إعادة تشغيل المستشفيات الدائمة بأسرع وقت ممكن”.
كما أكد الجرّاح البريطاني أن النقص الحاد في المعدات والأدوية أعاد طرق العلاج في غزة إلى ما كانت عليه قبل أكثر من مئة عام.
وقال: “كل شيء في غزة يُستخدم كسلاح. المرضى لا يستطيعون التعافي بسبب الجوع، وجروحهم تُصاب بالالتهابات لأن الأطباء والممرضين أنفسهم لا يجدون ما يأكلونه”.
وأضاف: “بالنسبة لنا، يبدو أن الغذاء يُستخدم كسلاح، والمياه تُستخدم كسلاح، وحتى الوقود والحاجات الأساسية للحياة تُستخدم كأسلحة ضد المدنيين”.
وأشار غروم إلى أن أكثر من 1700 من العاملين في القطاع الصحي فقدوا حياتهم منذ بدء العدوان، مضيفًا: “هؤلاء لم يكونوا مجرد أرقام بالنسبة لنا، بل زملاء وأصدقاء عملنا معهم لسنوات طويلة”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: ما یجری أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: الفاشر تنزف دمًا.. ومئات القتلى والجرحى في هجمات وحشية بالسودان
قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مساء اليوم السبت، إن مدينة الفاشر في السودان تعيش كارثة إنسانية حقيقية، داعيًا إلى تحرك عاجل لوقف العنف وحماية المدنيين.
وأضاف المكتب أن المدينة شهدت خلال الأيام العشرة الماضية تصعيدًا خطيرًا في الهجمات الوحشية، مشيرًا إلى أن الفاشر تغمرها مشاهد الحزن والمعاناة، حيث يعيش المدنيون فظائع تفوق الوصف.
وأوضح البيان أن مئات الأشخاص قُتلوا في الفاشر، بينهم نساء وأطفال، فيما لجأ عدد كبير من الجرحى إلى المستشفيات، مؤكداً أن آلاف المدنيين، من بينهم أطباء وصحفيون، تعرضوا للاعتقال، بينما لا توجد طرق آمنة لمغادرة المدينة التي باتت تحت حصار خانق يهدد حياة من بقوا فيها.
وأكد مكتب حقوق الإنسان أن ما يجري في الفاشر ليس حالة من الفوضى، بل هجوم منهجي على الحياة الإنسانية والكرامة، مشيرًا إلى أن الهجمات كثيرًا ما تُرتكب على أسس عرقية.
وشدد المكتب على أنه يواصل توثيق الانتهاكات رغم انقطاع الاتصالات وصعوبة الوصول إلى المصادر، لافتًا إلى أن المساءلة هي السبيل الوحيد لمنع تكرار هذه الفظائع، وداعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإنقاذ المدنيين في الفاشر.