وقف الديانة التركي ينظم قمة دولية للمساعدات من أجل غزة
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
أعلنت اللجنة التحضيرية للقمة الدولية الإنسانية من أجل غزة التي ينظمها وقف الديانة التركي عن اكتمال جميع الترتيبات لاستضافة القمة، المقرّر عقدها في مدينة إسطنبول يومي 11 و12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وبمشاركة واسعة من منظمات وهيئات إنسانية وإغاثية دولية وتركية.
ومن المنتظر أن تجمع القمة ممثلين عن منظمات دولية وهيئات إغاثية من مختلف الدول، بحضور وزراء وممثلين رسميين من الدول الداعمة، إلى جانب شخصيات فكرية وحقوقية وأكاديمية وإعلامية، لمناقشة آليات التعاون والتكامل في الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، ووضع رؤية مشتركة لتعزيز العمل الإنساني المستدام.
وأوضحت اللجنة في بيانها أن القمة تهدف إلى توحيد الجهود الإنسانية الدولية لمواجهة الأزمة المستمرة في قطاع غزة، وتعزيز التنسيق بين مؤسسات الإغاثة والجهات المانحة، ووضع إستراتيجيات تنموية مستدامة تركز على إعادة بناء الإنسان، والتعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الأساسية.
وأضافت أن برنامج القمة سيتضمن جلسات عامة وورش عمل تخصصية، إضافة إلى توقيع اتفاقيات تعاون وإطلاق مبادرات إنسانية جديدة تعبّر عن التزام المجتمع الدولي بدعم غزة وتعزيز العمل الإغاثي الفعّال.
واختتمت اللجنة بالتأكيد على أن استضافة هذه القمة تأتي تجسيدا لدور تركيا الإنساني الريادي، والتزام وقف الديانة التركي بدعم قيم العدالة والتكافل والرحمة، من خلال منصة دولية تسعى إلى تعزيز التضامن وتحقيق أثر إنساني مستدام.
من جانبه، قال المدير العام لوقف الديانة التركي إذعاني توران إن "القمة تمثل منصة دولية جامعة لتوحيد الخطاب الإنساني، وإطلاق مبادرات عملية ومستدامة تسهم في إنقاذ غزة وإعادة بناء الإنسان قبل المكان".
وأوضح توران أن القمة تهدف إلى تشكيل جسر عالمي للتضامن العملي بين المؤسسات الإنسانية والإعلامية والتمويلية، من أجل وضع خارطة طريق تنموية وإنقاذية شاملة لقطاع غزة تستجيب لأولويات السكان واحتياجاتهم على الأرض.
إعلانوأضاف أن وقف الديانة التركي يسعى من خلال هذه القمة إلى ترجمة التعاطف الإنساني إلى عمل منظم وفعّال، عبر مشاريع وشراكات إستراتيجية تُسهم في تعزيز الصمود، واستدامة العمل الإنساني، وبناء مستقبل كريم لأبناء غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات غوث وقف الدیانة الترکی
إقرأ أيضاً:
تخفيضات ترامب للمساعدات تقتل من المسيحيين أكثر مما يقتل الإرهابيون
ترجمة: أحمد شافعي -
عندي خبر عظيم للرئيس ترامب.
لقد أعلن الرئيس عن غضبه العارم بسبب الهجمات التي يتعرض لها المسيحيون في نيجيريا، حتى أنه هدد بالتدخل العسكري هناك. وما كان من البنتاجون إلا أن أطاعه واستعد بخطط للهجوم. ولا شك في أن قلق ترامب على النيجيريين موضع ترحيب؛ ولكن الخلل يكمن في أن تخفيضات ترامب للمساعدة تقتل من المسيحيين النيجيريين عددًا يفوق كثيرًا من قتل الإرهابيون المسلمون منهم.
فلو أن ترامب يريد أن ينقذ حياة المسيحيين النيجيريين، فالخبر الجيد هو أنه ليس مضطرًا إلى إنفاق مليارات الدولارات على شن هجوم جنوني على تلك الدولة التي باتت الآن مخزية (على حد تعبيره)؛ بل إن كل ما يجب عليه هو أن يعيد المساعدات الأمريكية التي كانت التقديرات تشير إلى أنها تنقذ حياة أكثر من ربع مليون نيجيري في كل عام.
لقد بدا أن تهديد الرئيس بمهاجمة نيجيريا ردٌّ على الحديث الملتهب الجاري أخيرا في دوائر معنية بشأن قتل المسيحيين في نيجيريا أو حتى إبادتهم جماعيا؛ إذ أدان تيد كروز، السناتور عن ولاية تكساس، «القتل الجماعي للمسيحيين» في نيجيريا، وزعم بيل ماهر أن أكثر من مائة ألف مسيحي لقوا مصرعهم منذ عام 2009.
وقال بيل ماهر «لو أنكم لا تعرفون ما يجري في نيجيريا، فيا لوضاعة مصادركم الإعلامية».
لكن لا يبدو أن بيل ماهر نفسه يعرف ما يجري في نيجيريا، ولا وزير الدفاع بيت هيجسيث الذي أعلن أن البنتاجون «يتأهب للعمل» في نيجيريا.
فالحق أن قتل المسيحيين (والمسلمين على السواء) في نيجيريا قد جرى على أيدي الجماعات الجهادية الدموية من قبيل بوكو حرام والدولة الإسلامية. وانعدام الأمن بصفة أعم يمثل مشكلة هائلة في نيجيريا، في ظل قتل ثمانية آلاف من المنتمين إلى شتى العقائد خلال العام الحالي. وصحيح أيضا أن ولايات عديدة في شمال نيجيريا لديها قوانين تجديف يمكن استعمالها لإرهاب المسيحيين والمسلمين غير المتدينين.
وسيكون اهتمام ترامب بكل هذه المشكلات موضع ترحيب عظيم؛ ولكن وصف وضع معين بالإبادة الجماعية يمثل استخفافًا بضحايا الإبادات الجماعية الحقيقية.
ويبدو أن مزاعم اليمين بوجود عشرات آلاف القتلى من المسيحيين تجانب الصواب كثيرا؛ إذ إن تقارير دقيقة صادرة عن مشروع بيانات الأحداث ومواقع النزاعات المسلحة (ACLED)، وهي مجموعة مراقبة مستقلة، تشير إلى وجود ثلاث وثلاثين حالة وفاة حتى الآن خلال العام الحالي في هجمات ضد المسيحيين. كما أفادت التقارير أن الدين كان له دور في هذه الوفيات. بينما الرقم المقابل للمسلمين أعلى، إذ إنه يبلغ ثمان وثمانين حالة وفاة.
ومنذ يناير 2020، أحصت مبادرة جمع البيانات مقتل أربعمائة وخمسة وسبعين شخصا في هجمات استهدفت المسيحيين، وأربعمائة وأربعة أشخاص في هجمات استهدفت المسلمين.
ومن المحتمل أن تكون هذه الأرقام أقل بكثير من الأعداد الحقيقية؛ لأنه في الغالب لا يكون واضحًا ما إذا كان دين الضحية عاملًا في عملية القتل. فبعض أعمال القتل تشمل رعاة من قبيلة الفولاني المسلمة ممن لديهم صراعات مع المزارعين المسيحيين المستقرين. ويصعب أن نعرف متى يكون قتلٌ معينٌ ضاربًا بجذوره في الدين أو متى يكون نزاعًا على رعي بقرة من قطيع في محصول أحد المزارعين.
كما أنه ليس واضحًا أيضًا إذا كان المسلمون أم المسيحيون هم أكثر الضحايا. فقد قالت اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية في تقريرها العام الماضي إن «العنف يؤثر على أعداد كبيرة من المسيحيين والمسلمين على حد سواء».
وأيضا من الأسباب التي تدعو إلى التشكيك في مزاعم الإبادة الجماعية للمسيحيين في نيجيريا أن كثيرا من كبار المسؤولين النيجيريين مسيحيون، بل أن السيدة الأولى هناك ليست مسيحية فقط ولكنها كاهنة في كنيسة.
على أي حال، يتضاءل عدد القتلى في نيجيريا -وإن يكن مأساويا- بجانب أربعمائة ألف يعتقد أنهم ماتوا في حرب السودان الأهلية على مدار السنتين ونصف السنة الماضية. فلو أن ترامب يبالي بالأعمال الوحشية في أفريقيا، فيجدر به أن يتصل بأصدقائه وشركائه ويطلب وقف تمويل قوات الدعم السريع المسؤولة عن القتل الجماعي والاغتصاب الجماعي في السودان.
وثمة أمر آخر أراه مسيئًا في صياح ترامب وهيسجيث بشأن نيجيريا: لو أنكما تباليان بأمر القمع الديني لطائفتكما فقط، فما أنتما مباليان بالقمع الديني؛ فقمع المسيحيين والمسلمين والبهائيين والأحمديين وغيرهم آفة عالمية تستحق مزيدا من الاهتمام؛ لكن بعض الحالات الأشد إلحاحا اليوم تتعلق بمسلمي الروهينجا في ميانمار ومسلمي الأويجور في الصين.
لقد كان من الثيمات الراديكالية في تعاليم المسيح، كما يوضح الباحث بارت إهرام في كتابه وشيك الصدور وعنوانه «أحبوا غرباءكم»، تأكيده أمر التعاطف مع جميع الناس، بمن فيهم الغرباء عن دائرة المرء ومجتمعه. وبعض المبشرين والراهبات وعمال الإغاثة يعيشون على هذا المبدأ، حتى أن أحد أولئك الأبطال -وهو عامل إغاثة تبشيري يدعى كيفين ريدوت- قد تعرض للاختطاف أخيرا في النيجر التي أفنى فيها تسعة عشرا عاما من عمره لتحسين حياة الناس. أما المغالاة في أمر إبادة جماعية غير قائمة للمسحيين فيبدو لي عملًا استعراضيًّا صبيانيًّا.
لقد كتبت زميلتي هيلين كوبر في نيويورك تايمز أن الجيش الأمريكي، استجابة لتهديد ترامب، وضع ثلاثة بدائل للتدخل في نيجيريا: الخفيف والمتوسط والثقيل. ولا يبدو مرجحًا لأي منها أن يحقق الكثير عدا إهدار المال، وذلك شبيه تمامًا بحملة ترامب المنسية على اليمن في الربيع إذ أهدرت مليار دولار في شهرها الأول وحده ولم تحقق شيئًا واضحًا.
قد يفكر ترامب أيضا أنه في حين عجز الجهاديون عن قتل عشرات آلاف المسيحيين النيجيريين، فإن إدارته تفعل ذلك بالضبط. فحسب مركز التنمية العالمية في واشنطن في مطلع العام الحالي أن المساعدات الإنسانية الأمريكية قبل تولي ترامب السلطة كانت تنقذ حياة مائتين وسبعين ألف نفس في نيجيريا سنويا.
ومن المبكر للغاية أن نتنبأ بثقة بعدد الأطفال المسيحيين النيجيريين الذين سيموتون بسبب قطع ترامب اللقاحات عنهم، وأدوية الإيدز، والمساعدة الغذائية، وغيرها من الضروريات. ولكن المرجح كثيرًا أن يتضاءل عدد من قتلهم الإرهابيون قياسًا إلى عدد من يموتون بقطع ترامب المعونة. فلو أن ترامب يبالي بالمسيحيين أو بأي أحد غيرهم في نيجيريا، فكل ما ينبغي عليه هو أن يعيد المساعدة فيتيح للأطفال أسباب الحياة.
نيكولاس كريستوف من كتاب الرأي في نيويورك تايمز منذ 2001
الترجمة عن ذي نيويورك تايمز