هل تغير المجتمع الأميركي؟ وكيف فاز 38 مسلما بمناصب قيادية؟
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
يمثل الفوز القياسي للمسلمين في الانتخابات الأميركية الأخيرة نقطة تحوّل في مسار حضورهم السياسي والاجتماعي، إذ بات وجودهم في مواقع السلطة قادرا على التأثير في صناعة القرار داخليا ورسم ملامح السياسة الأميركية خارجيا، خاصة في ظل تنامي التصدعات داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وحسب تصريحات محللين وخبراء للجزيرة نت، فإن مكاسب المسلمين الأميركيين في الانتخابات الأخيرة تعكس انتقالهم من هامش السياسة إلى قلب المعادلة، ومن المشاركة الرمزية إلى الممارسة الفعلية للسلطة، بما يرسخ مواطَنتهم العملية ويمنحهم أدوات من أجل الدفاع عن حقوقهم وصياغة رؤى بديلة لسياسات البلاد.
وتقف وراء ارتفاع عدد المسلمين الفائزين في هذه الانتخابات جملة من الأسباب، وأهمها الزيادة غير المسبوقة في عدد المرشحين المسلمين هذا العام، وهو ما رفع تلقائيا احتمالات الفوز، مع توافر المؤسسات الإسلامية التي توفر الدعم والمساندة، وبما يمهد الطريق لمكاسب أكبر على المستوى الفدرالي في المستقبل، وتضع أمام الجالية المسلمة فرصة تاريخية لتوسيع نفوذها السياسي في مواجهة بيئة ما زالت تحمل قدرا من التحدي والعداء.
وجاء هذا التطور في أعقاب انتخابات أُجريت الأسبوع الماضي في بعض الولايات الأميركية، ترشّح فيها 76 مسلما وفاز منهم 38 بمناصب تتنوع بين عمد مدن وأعضاء مجالس تشريعية ونواب حكام ولايات، حسب تقرير لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير).
وأكد التقرير أن من أبرز نتائج هذه الانتخابات هو تولي زهران ممداني منصب عمدة مدينة نيويورك لأول مرة في تاريخها، وهي أكبر المدن الأميركية وأكثرها تأثيرا في المال والإعلام، وكذلك انتخاب غزالة هاشمي نائبا لحاكم فرجينيا. وحسب "كير" فإن ذلك يمثل "رقما قياسيا غير مسبوق"، ويرسخ صعود المسلمين إلى قلب المشهد القيادي الأميركي.
إعلان أسباب ارتفاع عدد الفائزين المسلمينيعود هذا الصعود اللافت إلى تضافر عوامل سياسية وتنظيمية وسياقية، دفعت إلى تمثيل المسلمين إلى مستويات غير مسبوقة، ويعود بعضها إلى نشاط الجاليات الإسلامية التنظيمي داخل المجتمع الأميركي، وهناك من الأسباب ما يعود إلى طبيعة المجتمع الأميركي الحالية والجدلية الدائرة داخل التركيبة الحزبية للجمهوريين والديمقراطيين.
فالمدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) نهاد عوض يربط بين هذا الإنجاز وظهور بنية مؤسساتية فاعلة داخل المجتمع المسلم، من لجان تمويل وضغط سياسي إلى منظمات تدريب وتأهيل. وحسب رأيه، فإن هذه الكيانات لم تعد تكتفي بدعم المرشحين معنويا، بل تقدم لهم أدوات مهنية للعمل الانتخابي: من التخطيط الإستراتيجي للحملة، إلى إدارة التمويل، وتوجيه الرسائل الإعلامية التي تصل إلى الناخب الأميركي العادي، بما يتجاوز خطاب الهوية والدين إلى قضايا المعيشة والصحة والتعليم.
ويضيف عوض -للجزيرة نت- أن الحرب في غزة، وما رافقها من صور الحصار والمجازر المدعومة أميركيا لإسرائيل، لعبت دورا حاسما في تعبئة القاعدة الشعبية للمسلمين، ودفعت كثيرا منهم إلى الانخراط المباشر في السياسة، ليس فقط دفاعا عن القضية الفلسطينية، بل رفضا لترتيب الأولويات في واشطن بحيث تُقدَّم مصالح إسرائيل على مصالح المواطنين الأميركيين أنفسهم.
أما الكاتب والباحث السياسي أسامة أبو أرشيد فيربط هذا التقدم بسياق أوسع، حيث أصبح المسلمون جزءا من النقاش الأميركي حول هوية البلاد التي يريدونها: فهل ستكون أميركا بلد التنوع والعدالة والمساواة بين المواطنين، أم أميركا الانغلاق العرقي؟ ويؤكد أن دخول المسلمين هذا النقاش -رغم حملات التشويه والقوانين المقيِّدة- دليل على قدرتهم على المناورة والتأثير.
ويشير أبو أرشيد إلى أن هذا الشعور لم يقتصر على المسلمين، بل شاركتهم فيه شرائح واسعة من الشباب والديمقراطيين التقدميين، وحتى أصوات جمهورية بارزة انتقدت ما وصفته بـ"حرب إبادة" ضد الفلسطينيين.
ويشير المختص في الشؤون الأميركية محمد علاء غانم إلى سبب آخر يرجع إلى زيادة غير مسبوقة في عدد المرشحين المسلمين هذا العام، وهو ما رفع تلقائيا احتمالات الفوز. ويرى أن الفوز بالمناصب المحلية والولائية هو "خطوة أساسية تمهد الطريق للفوز بمقاعد في الكونغرس ومناصب فدرالية لاحقاً".
تمثل هذه الانتخابات لحظة فاصلة في علاقة المسلمين بالدولة الأميركية، فالوجود في مواقع قيادية -من بلديات إلى نائب حاكم ولاية- يعني الانتقال من التمثيل الرمزي إلى الشراكة الحقيقية في صنع القرار.
ولذلك يشدد المدير التنفيذي لـ"كير" على أن القيادات المنتخبة باتت قادرة على صياغة تشريعات تحمي الأقليات وتعزز العدالة الاجتماعية، وأن هذا ما يجعل الحضور السياسي للمسلمين اليوم أكثر عمقا وتأثيرا من أي وقت مضى. مضيفا أن شخصية مثل غزالة هاشمي، التي فازت بمنصب نائب حاكم فرجينيا، تمثل نموذجا ملهما للنساء والشباب المسلمين، مما يرفع معدلات مشاركتهم السياسية مستقبلا.
إعلانوحسب تصريحاته للجزيرة نت، فإن المختص في الشؤون الأميركية يعتبر فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك "اختراقا تاريخيا"، نظرا لأهمية المدينة على المستويين الاقتصادي والإعلامي، ويرى أن مثل هذه الانتصارات ستخلق حالة من الألفة المتزايدة والتعود لدى الجمهور الأميركي تجاه القيادات المسلمة.
أما الباحث السياسي فيرى أن هذا الفوز دليل على نضج جيل جديد من المسلمين الأميركيين المندمجين بعمق في المجتمع، الرافضين لمحاولات التشكيك في ولائهم أو هويتهم، مستشهدا بما تعرض له نواب مثل إلهان عمر ورشيدة طليب من هجمات عنصرية، ورغم ذلك واصلوا التقدم في المشهد السياسي.
موقع المسلمين في المجتمع الأميركي
يرى المتحدثون أن هذه المكاسب الانتخابية رسخت صورة المسلمين كجزء أصيل من "بوتقة الصهر" الأميركية، التي تحفظ خصوصيات المكونات الثقافية والدينية دون إذابتها.
فأسامة أبو أرشيد يؤكد أن المسلمين اليوم يناقشون قضايا المجتمع اليومية -من مكافحة الفقر والبطالة إلى مواجهة التضخم– بنفس القدر الذي يناقشون فيه القضايا الدولية، مثل الحرب على غزة، مما يعني أنهم لم يعودوا محصورين في قضايا "الهوية" أو "الطائفة"، بل أصبحوا فاعلين في الشأن العام بمفهومه الواسع.
ويضيف محمد علاء غانم -للجزيرة نت- أن دخول المسلمين إلى المناصب العامة يغير تدريجيا الصورة النمطية عنهم، ويمكّنهم من كسر الحواجز النفسية والسياسية التي حالت سابقا دون قبولهم في مواقع القرار، رغم استمرار التحديات، ومن بينها الحملات التي تسعى لربط أي مرشح مسلم بالإرهاب -كما حدث مع ممداني الذي تعرض لمحاولة ربطه بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، ولكن ذلك فشل أمام إرادة الناخبين في نيويورك.
أما نهاد عوض فيصف هذه المرحلة بأنها "ترسيخ للمواطنة العملية"، حيث أصبح للمسلمين قناة مباشرة للتأثير في السياسات التي تمس حياتهم وحياة مواطنيهم، بدلا من البقاء على هامش دوائر صنع القرار.
تأثير فوز المسلمين في السياسة الأميركية
تتعدد صور تأثير هذه الانتخابات بين صنع القرار الداخلي، بما يوسّع هذا الحضور من أجندة القضايا المطروحة، لتشمل العدالة الاقتصادية، والرعاية الصحية، والتعليم، وحماية الحقوق المدنية، بالإضافة إلى رسم ملامح السياسة الخارجية بما في ذلك نقد السياسات التي تقدم مصالح إسرائيل على مصالح الأميركيين، حسب المحللين.
فعوض يقول إن هذا التوسع يعكس تغيرا في المزاج العام، مشيرا إلى أن استطلاعات الرأي تظهر انخفاض التأييد لسياسات إسرائيل، خاصة بين الشباب والديمقراطيين، وأن وجود ممثلين مسلمين يضفي شرعية على هذا التحول ويؤطره سياسيا.
وفي ما يتعلق بدخول المسلمين دوائر صنع القرار، فإن أسامة أبو أرشيد يرى أن ذلك يتيح مراجعة القوانين التي تستهدفهم، ويكشف الانقسامات الحزبية حول السياسة الخارجية، خاصة الدعم الأميركي لإسرائيل، مستشهدا باستطلاع أظهر أن 79% من القاعدة الديمقراطية تتعاطف مع الفلسطينيين مقابل 8% فقط مع إسرائيل.
أما على الصعيد الخارجي، فيعتبر علاء غانم أن هذه المكاسب على المستوى المحلي تمهد الطريق لتأثير أكبر على السياسة الفدرالية، مما قد يغيّر معادلة الخطاب الأميركي في القضايا المرتبطة بالعالم الإسلامي إذا استمرت هذه الموجة التصاعدية.
وتجمع آراء المتحدثين على أن ما تحقق لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة عمل منظم وتراكم جهود سياسية ومجتمعية، مدفوعة بوعي متزايد لدى المسلمين الأميركيين بضرورة الاستثمار في العملية السياسية، إلى جانب انفتاح نسبي في الرأي العام بفعل أحداث كبرى مثل حرب غزة.
غير أن هذا التقدم يقابله تصعيد منظم من خصوم سياسيين وتشريعيين يسعون لإعاقة تمدد النفوذ المسلم، مما يجعل المرحلة المقبلة اختبارا لمدى قدرة الجالية المسلمة على تحصين مكاسبها وتحويلها إلى حضور مستدام في المشهد الأميركي.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات المجتمع الأمیرکی هذه الانتخابات صنع القرار للجزیرة نت علاء غانم أن هذا
إقرأ أيضاً:
الفوعاني: متى وأين وكيف التزمت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار؟
نظمت جمعية "كشافة الرسالة الإسلامية" – مفوضية بيروت مسيرة حسينية في ذكرى استشهاد السيدة فاطة الزهراء وتخليدا لشهداء أفواج المقاومة اللبنانية "أمل" وشهداء جمعية "كشافة الرسالة الإسلامية" والدفاع المدني خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، جابت شوارع الضاحية الجنوبية في بيروت، انطلاقا من أوتوستراد السيد هادي نصرالله وصولا إلى باحة عاشوراء في معوض.
وكانت كلمة لرئيس الهيئة التنفيذية في حركة "أمل" مصطفى فوعاني قال فيها: "نلتقي في ذكرى تجسد أسمى معاني الطهر والإيمان والتضحية، في سيرة سيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء التي كانت صوت الحق بعد رحيل الرسول، والقدوة في الصبر والثبات على المبدأ رغم الظلم والجراح.
الزهراء هي التي علمتنا أن السكوت على الظلم جريمة،وأن الدفاع عن الحق عبادة، وأن النور لا يخاف العتمة.من ظل بيتها خرجت الحروف الأولى للمقاومة،ومن صبرها ودمعتها ووصاياها، ولد جيل من الرجال، يقاتلون لأنهم يحبون،
ويستشهدون لأنهم يؤمنون أن الله لا يخذل من أحب الأرض بصدق". أضاف:" الزهراء لم تكن ابنة نبي فحسب، بل كانت الامتداد الحي لرسالته، كانت أول المدافعين عن خط العدالة والحق، وهي التي علمت الإنسانية أن مقاومة الظلم واجب، وأن حفظ الرسالة يحتاج إلى تضحية وإيمان لا يتزعزع. ومن بين أولئك الذين حملوا وصيتها، خرج أحمد قصير فتى من صور، حمل في عينيه انعكاس دمعة الزهراء، وفي صدره يقين محمد سعد، ومضى نحو مقر الحاكم العسكري في العام 1982، كمن يمشي نحو ميعاده مع الخلود. لم يكن الانفجار مجرد فعل عسكري، بل تجل فاطمي في جسد جنوبي، حيث تحول الجسد إلى صلاة من نار، وحيث التقت صرخة الزهراء القديمة بصرخة الجنوب الحديثة: "لن يكسر الحق ما دام فينا من ينهض له بالدم."
وأكد الفوعاني أن "ذكرى شهادة الزهراء تلتقي اليوم مع ذكرى شهداء حركة أمل، الذين استمدوا من نهجها روح العطاء والفداء، فكانوا أوفياء لنهج الإمام القائد السيد موسى الصدر، حاملين راية الإيمان والمقاومة، مدافعين عن الأرض والإنسان والوطن.
هكذا صار الشهيد رمزا لا ينتهي، وصارت صوره المدماة مشهدا من الطهر، وصار الجنوب كل الجنوب امتدادا لمحراب فاطمي يضيء بالدماء الزكية".
ولفت إلى أن "الشهداء الذين ارتقوا دفاعا عن الجنوب وعن كرامة لبنان هم الامتداد الطبيعي لتلك المدرسة المحمدية – العلوية – الفاطمية، التي علمتنا أن الوطن لا يصان إلا بالدماء الزكية، وأن الكرامة لا تحفظ إلا بالموقف الصادق والمقاومة الصلبة.وفي هذه الذكرى،يقف أبناء حركة أمل،حيث أرادهم الإمام موسى الصدر:مؤمنين بالله، عاملين للناس، مقاومين للباطل.يستذكرون الشهداء لا كأسماء من الماضي،بل كنجوم تحرس لبنان، وتذكرنا بأن هذا الوطن وجد ليصان، ولن يصان إلا بوحدة الدم والإيمان".
تابع:"في لحظات الحرب، حين تتهاوى الأبنية كما تتهاوى الثقة، وحين يصبح الليل أثقل من الحديد، ويمتد الخوف في الأزقة مثل دخان بلا لون، ينهض شباب كشافة الرسالة الإسلامية كأنهم طليعة الضوء وسط الخراب. لا ينتظرون الأوامر، لأن قلوبهم تعلمت لغة الواجب قبل أن يتعلموا النشيد. هم جيل يخرج من رحم الأزمات كما يخرج القمر من بين الغيوم، صامدين، متوهجين، لا يحملون السلاح بل يحملون معنى البقاء.
دورهم في الإيواء: من الفوضى إلى النظام. حين امتلأت الشوارع بالنازحين، والمنازل بالدمار، كان الكشاف هو أول من يصل، وآخر من يغادر. يتقدمون نحو الملاجئ، ينظمون الفوضى بخطى من حديد. بأيديهم تنصب الفرش، تفرش البطانيات، وتوزع المؤن. في كل مأوى، ترى فتى من الكشافة يحول القبو إلى بيت موقت، يعلق ابتسامة على وجه طفل فقد لعبته، ويعيد الحياة إلى أم تبحث عن الأمان. وجوههم مبللة بالعرق والغبار، لكنها تشع طمأنينة، كأن الله أوكل إليهم مهمة أن يذكروا الناس بأن الإنسانية لم تمت بعد. بين النار والرحمة لم يكونوا مجرد مسعفين، بل كانوا جسرا بين الخطر والأمل. حين يسقط صاروخ، يكونون أول من يركض، لا ليهرب، بل لينقذ. يحملون الجرحى كما لو أنهم يحملون إخوتهم. في عيونهم لهب من الجرأة، وفي أيديهم حنان يطفئ الخوف. بين الأنقاض، يتحول الكشاف إلى راهب في معبد من الدمار، يقيم طقوس الإنقاذ بشجاعة لا تعرف التراجع. كل صرخة يسمعونها تتحول إلى نداء مقدس، وكل دمعة يرونها تصبح وعدا جديدا بأنهم سيواصلون حتى آخر نفس. في المراكز والملاجئ هناك، حيث يتكدس الناس كالأفكار في قلب ضاق، يعملون بصمت يشبه الدعاء. ينظمون التوزيع، يكتبون الأسماء، يخففون التوتر بنظام دقيق كأنه موسيقى وسط الضجيج. ينسقون بين العائلات، يفصلون الأطفال عن الخطر، يبتكرون الألعاب من لا شيء ليعيدوا للطفولة أنفاسها. الملجأ يتحول على أيديهم إلى مساحة للكرامة، لا مجرد مأوى. وفي الليل، حين ينام الجميع، يبقون ساهرين يحرسون الأبواب والقلوب معا. بين الروح والرمز إن ما فعلوه لم يكن مجرد عمل إنساني، بل فعل رمزي عميق إعلان بأن الانتماء ليس شعارا، بل مسؤولية. لقد جسدوا معنى الكشافة في أبهى تجلياته: الخدمة، النظام، التضحية. في زمن كانت فيه المدن تقصف، كانوا يبنون بالحب حصونا من الأمل.وفي كل ملجأ أقاموه، ولد وطن صغير من الرحمة والانضباط". اضاف:"هؤلاء الشباب لم يحملوا فقط شارة الكشاف على صدورهم، بل حملوا ضمير الوطن.كانوا شهودا على أن البطولة لا تحتاج بندقية، بل قلبا يعرف أن يمد اليد بدل أن يرفعها. ومن رماد الحرب خرجوا أكثر إشراقا، كأنهم خلقوا من العزم والإنسانية معا.وحين يعود السلام، يبقى أثرهم محفورا في ذاكرة الناس: أن في كل محنة، هناك كشاف يقف، يرفع الراية، ويعيد للإنسان معنى النور". وقال:" إن الرئيس نبيه بري، جدد تأكيد الثوابت الوطنية، مشددا على أن المقاومة التزمت كاملا بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وأن الجيش اللبناني انتشر في منطقة جنوب الليطاني بأكثر من تسعة آلاف عنصر وضابط، وقادر على الانتشار على الحدود المعترف بها دوليا، لكن ما يعيق ذلك هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء واسعة من الأراضي اللبنانية الجنوبية، باعتراف قوات "اليونيفيل" وتقاريرها الدورية". وأكد الفوعاني أن الرئيس بري تساءل محقا: "متى وأين وكيف التزمت إسرائيل ببند واحد من بنود اتفاق وقف إطلاق النار؟"، مشيرا إلى أن" هذا السؤال يجب أن يوجه إلى المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين، ويتجاهل الاحتلال وعدوانه المستمر، في حين يطالب لبنان والمقاومة بما لم يلتزم به العدو يوما".
ولفت إلى أن "الرئيس بري عبر أيضا عن استغرابه لمواقف بعض الأطراف في الداخل اللبناني"، قائلا: "هل هناك بلد في الكون ينكر أنقى صفحة من تاريخه؟"، في إشارة إلى صفحة المقاومة والشهداء الذين سطروا بدمائهم الطاهرة ملحمة الصمود والعزة". وقال الفوعاني إن "هذه الصفحة النقية التي كتبها المقاومون ببطولاتهم هي جوهر تاريخنا الوطني، وهي التي حمت لبنان وصانت حدوده ووحدته، ولا يجوز لأحد أن يتنكر لها أو يشكك في شرفها ونبلها". وأكد أن "الرئيس بري شدد كذلك على أن ما تزعمه إسرائيل بشأن استمرار تدفق السلاح من سوريا هو محض كذب وافتراء، لأن أميركا التي تسيطر على الأجواء بأقمارها الصناعية تعرف الحقيقة، لكنها تختار الصمت عن خروقات الاحتلال وعدوانه". كما لفت إلى ما قاله الرئيس بري حول المفاوضات، حيث أوضح أن "هناك آلية تسمى "الميكانيزم" يجب أن تجتمع بشكل دوري، ويمكن الاستعانة بخبراء من مدنيين أو عسكريين عند الحاجة، كما حصل في ترسيم الحدود البحرية والخط الأزرق، تأكيدا على أن لبنان يفاوض من موقع الحق لا من موقع الضعف". وأشار الفوعاني إلى "تأكيد الرئيس بري أن قانون الانتخابات نافذ، ويجب أن تجرى الانتخابات على أساسه وفي موعدها، محذرا من أي محاولة للمس بالاستحقاقات الدستورية التي تعبر عن إرادة اللبنانيين، ومؤكدا أن أي تأخير أو تعطيل سيكون بمثابة معركة سياسية مفتوحة لحماية الدستور والدولة". وقال :" إن ما يجمعنا اليوم بين شهادة الزهراء وشهداء حركة أمل هو الإيمان بأن الحق لا يصان إلا بالتضحية، وأن المقاومة ليست خيارا بل قدر من يريد العيش بحرية وكرامة.إن حركة أمل ستبقى على نهج الإمام موسى الصدر والرئيس نبيه بري، صوت الوطن الموحد، والمدافع الأول عن وحدة لبنان، وعن القضية الفلسطينية، وعن كل مستضعف في هذا العالم. سلام على الزهراء حين وقفت وحيدة في وجه الظلم، وسلام على الشهداء حين جعلوا من أجسادهم جسورا لعبور الوطن إلى النور". وختم :"فلنجدد العهد في هذه الذكرى المباركة أن نبقى أوفياء لدماء الشهداء، ولسيرة الزهراء، وأن نحفظ هذا الوطن بوعينا ووحدتنا ومقاومتنا، وأن نبقى كما أرادنا الإمام الصدر: مؤمنين بالله، عاملين للناس، مقاومين للباطل، ساعين إلى بناء الإنسان والوطن". مواضيع ذات صلة المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل للميادين: من يعتقد أن "إسرائيل" التزمت وقف إطلاق النار هو مخطئ Lebanon 24 المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل للميادين: من يعتقد أن "إسرائيل" التزمت وقف إطلاق النار هو مخطئ 10/11/2025 09:16:33 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24 طالبان أفغانستان: تعليمات بالحفاظ على وقف النار طالما التزمت باكستان به Lebanon 24 طالبان أفغانستان: تعليمات بالحفاظ على وقف النار طالما التزمت باكستان به
10/11/2025 09:16:33 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بلدية ميس الجبل: لبنان وحده يلتزم بقرار وقف إطلاق النار Lebanon 24 بلدية ميس الجبل: لبنان وحده يلتزم بقرار وقف إطلاق النار
10/11/2025 09:16:33 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24 الخارجية الروسية: نعرب عن قلقنا إزاء انتهاك إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان Lebanon 24 الخارجية الروسية: نعرب عن قلقنا إزاء انتهاك إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
10/11/2025 09:16:33 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24 الفلسطينية الإسرائيلي اللبنانية نبيه بري إسرائيل بات على بيروت الجراح قد يعجبك أيضاً
التأجيل وارد
Lebanon 24 التأجيل وارد
09:15 | 2025-11-10 10/11/2025 09:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 العلامة الخطيب من البقاع : للحفاظ على الجامعة اللبنانية
Lebanon 24 العلامة الخطيب من البقاع : للحفاظ على الجامعة اللبنانية
09:14 | 2025-11-10 10/11/2025 09:14:52 Lebanon 24 Lebanon 24 ما هي انعكاسات زيارة الشرع لواشنطن على الداخل اللبناني؟
Lebanon 24 ما هي انعكاسات زيارة الشرع لواشنطن على الداخل اللبناني؟
09:00 | 2025-11-10 10/11/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وزارة الأشغال تطلق أعمال استكمال طريق المتن السريع بين العطشانة وعين علق
Lebanon 24 وزارة الأشغال تطلق أعمال استكمال طريق المتن السريع بين العطشانة وعين علق
08:59 | 2025-11-10 10/11/2025 08:59:08 Lebanon 24 Lebanon 24 أسئلة فاتيكانية عن شخصيات محددة
Lebanon 24 أسئلة فاتيكانية عن شخصيات محددة
08:45 | 2025-11-10 10/11/2025 08:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
تساقط أمطار وخلايا رعديّة... درجات الحرارة ستنخفض بدءاً من هذا اليوم
Lebanon 24 تساقط أمطار وخلايا رعديّة... درجات الحرارة ستنخفض بدءاً من هذا اليوم
12:18 | 2025-11-09 09/11/2025 12:18:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ممداني يسقط حجّة "الثنائي الشيعي"
Lebanon 24 ممداني يسقط حجّة "الثنائي الشيعي"
16:01 | 2025-11-09 09/11/2025 04:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وأخيراً أول منخفض جوي سيضرب لبنان.. أمطار طوفانية وثلوج كثيفة في هذا الموعد
Lebanon 24 وأخيراً أول منخفض جوي سيضرب لبنان.. أمطار طوفانية وثلوج كثيفة في هذا الموعد
07:30 | 2025-11-10 10/11/2025 07:30:51 Lebanon 24 Lebanon 24 من مختبرات بكين إلى خزائن بيروت والعالم: هل يهدد "الذهب الصيني" احتياطي لبنان؟
Lebanon 24 من مختبرات بكين إلى خزائن بيروت والعالم: هل يهدد "الذهب الصيني" احتياطي لبنان؟
18:00 | 2025-11-09 09/11/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مكانٌ لاحتجاز مقاتلي "حزب الله".. تقريرٌ يكشف فظائع سجون إسرائيل!
Lebanon 24 مكانٌ لاحتجاز مقاتلي "حزب الله".. تقريرٌ يكشف فظائع سجون إسرائيل!
19:00 | 2025-11-09 09/11/2025 07:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
09:15 | 2025-11-10 التأجيل وارد 09:14 | 2025-11-10 العلامة الخطيب من البقاع : للحفاظ على الجامعة اللبنانية 09:00 | 2025-11-10 ما هي انعكاسات زيارة الشرع لواشنطن على الداخل اللبناني؟ 08:59 | 2025-11-10 وزارة الأشغال تطلق أعمال استكمال طريق المتن السريع بين العطشانة وعين علق 08:45 | 2025-11-10 أسئلة فاتيكانية عن شخصيات محددة 08:44 | 2025-11-10 قبيسي: مكان كل غارة سنفتتح مؤسسة ومشروعًا فيديو يشبه الانسان.. روبوت يرعب الصينيين! (فيديو)
Lebanon 24 يشبه الانسان.. روبوت يرعب الصينيين! (فيديو)
11:00 | 2025-11-08 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24 انهار وفقد السيطرة على نفسه.. فنان يكشف خيانة حبيبته له مع مطرب شهير! (فيديو)
Lebanon 24 انهار وفقد السيطرة على نفسه.. فنان يكشف خيانة حبيبته له مع مطرب شهير! (فيديو)
10:42 | 2025-11-05 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24 مباشرة على الهواء.. إعلامي شهير يُعلن اعتزاله المهنة قريباً (فيديو)
Lebanon 24 مباشرة على الهواء.. إعلامي شهير يُعلن اعتزاله المهنة قريباً (فيديو)
10:58 | 2025-11-03 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24