عيادة «الحارسات» للاجئين السودانيين.. نموذج للمبادرات الإنسانية في يوغندا
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
برزت عيادة الحارسات كمبادرة إنسانية متميزة تقدم الرعاية الطبية مجاناً للاجئين، وتنظم هذه العيادة الدورية منظمة الحارسات، في محاولة لتخفيف المعاناة الصحية التي يواجهها اللاجئون، وتوفير علاج يسهم في تحسين جودة حياتهم وسط ظروف صعبة.
كمبالا: التغيير
تقول جواهر، وهي لاجئة سودانية جاءت إلى يوغندا قبل عامين على الأقل، تحمل على كتفيها أثقال الحرب والنزوح، لكنها اليوم تبتسم بثقة وتقول لـ«التغيير» إن عيادة الحارسات كانت عوناً حقيقياً لهم في العلاج الذي أصبح غالي الثمن إلى جانب صعوبة الظروف، “لكن هنا وجدنا ناساً لديهم إحساس بنا ويقدمون المساعدة دون مقابل”.
وتجسد جواهر صورة لمئات اللاجئين السودانيين الذين وجدوا في عيادة الحارسات متنفساً من ضغوط الحياة اليومية وصعوباتها، فالعيادة هي مبادرة سودانية تطوعية أطلقتها المنظمة لتوفير العلاج والرعاية الصحية مجاناً للسودانيين في المنفى.
وتقول سلوى محمد، من مكتب الحارسات في كمبالا إن هذه العيادة هي «العيادة رقم 19» ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها منظمة الحارسات منذ انطلاقتها.
وتضيف لـ«التغيير»: “العيادة هذه كانت نتاجاً لأشياء حقيقية لامسناها وسط مجتمعنا، خصوصاً بين النساء والأطفال، حتى استطعنا أن نوفر أهم خدمة يحتاجها مجتمع اللجوء في كمبالا”.
أثر واضحوتتكون العيادة من ستة اختصاصيين وطبيبين عموميين، إضافة إلى معمل مجاني وصيدلية مجانية. وتشير سلوى إلى أن الأثر بات واضحاً من خلال الإقبال الكبير والمتزايد على الخدمات، حيث تستقبل العيادة أكثر من «900» حالة شهرياً من مختلف الفئات.
وتعمل الطبيبة شيماء الفاتح، في العيادة منذ تأسيسها، وتصف المبادرة في حديثها بأنها “ممتازة لأنها تساعد الكثير من الناس الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الضغط والسكري، إلى جانب الفحوصات الشهرية الدورية وتوفير العلاج مجاناً”.
وتوضّح لـ«التغيير» أن معظم المرضى يعانون من ضغوط نفسية عالية ناجمة عن أوضاع اللجوء، ما يجعل الرعاية النفسية جزءاً لا يتجزأ من خدمات العيادة، مضيفة أن ظاهرة جديدة بدأت تبرز في الفترة الأخيرة، وهي ملاحظتهم زيادة كبيرة وسط الشباب المصابين بأمراض الضغط والسكري، وهذا مؤشر خطير على حجم التوتر والضغط النفسي الذي يعيشه هذا الجيل في المنفى.
ولا تقتصر خدمات عيادة الحارسات على علاج الأمراض المزمنة، بل تشمل أيضاً الكشوفات الدورية للنساء الحوامل، ورعاية الأطفال، ومتابعة أصحاب الأمراض المزمنة بانتظام، وكل ذلك بشكل مجاني تماماً.
الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين السودانيين في يوغندا منظمة الحارساتالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان اللاجئين السودانيين في يوغندا منظمة الحارسات
إقرأ أيضاً:
71% من السودانيين تحت خط الفقر: أرقام صادمة عن واقع الحياة في السودان
الحرب المستمرة وما تبعها من أزمات اقتصادية وسياسية أدت إلى قفزة كبيرة في معدلات الفقر..
ارتفعت نسبة الفقر في السودان إلى 71% من السكان، أي ما يعادل نحو 23 مليون شخص، وفق ما أعلن وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية، معتصم آدم صالح خلال المؤتمر التنويري الحادي والأربعين الذي نظمته وكالة السودان للأنباء السبت ببورتسودان.
وأوضح صالح أن الحرب المستمرة وما تبعها من أزمات اقتصادية وسياسية أدت إلى قفزة كبيرة في معدلات الفقر التي كانت لا تتجاوز 21% قبل اندلاعها، مشيرًا إلى أن الوضع يتطلب تنسيقًا واسعًا بين الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية للحد من تداعيات الأزمة على المواطنين.
وأكد أن وزارته تعمل على الانتقال من مرحلة الإغاثة إلى التنمية الاجتماعية عبر برامج سبل كسب العيش، وتوسيع مظلة التمويل الأصغر والمشروعات الصغيرة وريادة الأعمال، مع التركيز على الشباب والمرأة والطفولة والمعاشيين.
وأضاف أن خطة “المائة يوم” التي أطلقتها حكومة الأمل تشمل التحول الرقمي وتوسيع الخدمات الصحية والاجتماعية.
وأشار الوزير إلى تنفيذ مشاريع في ولايات الخرطوم، القضارف، كسلا، الجزيرة، النيل الأبيض، سنار وشمال كردفان، تضمنت إنشاء تسعة مراكز صحية نموذجية وستة مخيمات علاجية استفاد منها نحو 180 ألف مواطن، مؤكدًا في الوقت ذاته أهمية دور ديوان الزكاة والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي في تعزيز شبكات الحماية الاجتماعية.
كارثة إنسانية
وفي تعليقه على الأوضاع الإنسانية، وصف صالح ما يجري في مدينة الفاشر بـ«الكارثة الإنسانية» بسبب جرائم الدعم السريع ضد المدنيين، مؤكدًا أن الحكومة ستعمل على تحقيق العدالة والقصاص للضحايا. وشدد على أن المتمردين «غير مؤهلين لأي دور في مستقبل البلاد»، مجددًا التزام الحكومة بمواصلة المقاومة وتحرير كل شبر من الأراضي السودانية.
وقال الوزير إن نحو 50 ألف نازح من الفاشر والخوي بحاجة إلى دعم اجتماعي عاجل، وإن وزارته تعمل على إنشاء سجل اجتماعي موحد لضمان عدالة توزيع الخدمات، مضيفًا أن خطة العام 2026 ستركز على تمكين المرأة وصرف مستحقات المعاشيين وتعزيز الشراكات الدولية.
وأضاف أن مجلس أمناء الزكاة خصص 10% من فائض الفصل الأول لدعم المدن المحاصرة، منها 7% لمدينة الفاشر، إلى جانب معالجة أوضاع فاقدي الرعاية الوالدية بتحويل المخصصات إلى حكومات الولايات المتأثرة.
وتشمل برامج الوزارة أيضًا تعزيز التغذية المدرسية، وإدخال 300 ألف أسرة جديدة في التأمين الصحي، وتوحيد السجل الاجتماعي، واستمرار برامج العودة الطوعية، وتشغيل 150 ألف مواطن.
وأوضح صالح أن أكثر من 100 ألف نازح عادوا إلى مناطقهم الأصلية بفضل هذه الجهود، وأن ألف مشروع يجري إعدادها في الخرطوم لتشغيل الشباب الباحثين عن عمل.
وشهد المؤتمر حضورًا واسعًا من الإعلاميين والفاعلين المدنيين الذين أكدوا أهمية الدور الإعلامي في التوعية والتعبئة لمواجهة الفقر وتعزيز برامج الدعم الاجتماعي.
وتعهدت الوزارة بمواصلة تنفيذ برامج الرعاية والخدمات الاجتماعية رغم التحديات الاقتصادية التي خلفتها الحرب.
يأتي المؤتمر في وقت يواجه فيه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والإنسانية في تاريخه الحديث، مع اتساع رقعة النزوح وتدهور الخدمات الأساسية بسبب الحرب الدائرة منذ أبريل 2023، والتي دفعت بملايين السودانيين إلى الفقر والهشاشة المعيشية.
الوسومالحرب في السودان الفقر في السودان حرب الجيش والدعم السريع