تجري تركيا استعداداتها النهائية لتشكيل لواء عسكري ضمن قوة استقرار دولية في قطاع غزة، في وقت لم تحسم فيه الولايات المتحدة موقفها بعد، بينما تعارض إسرائيل وجود قوات تركية على الأرض، وفق ما كشفه موقع "ميدل إيست آي".

وقال الموقع، نقلا عن مصادر مطلعة، إن الحكومة التركية تضع اللمسات الأخيرة على خطة لنشر مئات الجنود في غزة كجزء من قوة حفظ سلام دولية، بالتزامن مع استمرار المفاوضات مع واشنطن وتل أبيب حول تفاصيل المهمة.



وأوضحت المصادر أن اللواء، الذي يتوقع أن يضم ما لا يقل عن ألفي جندي، بدأ خلال الأسابيع الماضية بتجنيد عناصر من مختلف أنحاء البلاد، على أن تشمل القوة جنودا من فروع متعددة في الجيش ممن لديهم خبرة في مهام حفظ السلام والمناطق المتأثرة بالنزاع.

وأشار التقرير إلى أن خطة السلام الخاصة بغزة، التي توسط فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تنص على أن تكون تركيا من الدول الرئيسية التي تتولى السيطرة على مساحات واسعة من القطاع بعد حركة حماس، لكن حكومة الاحتلال الإسرائيلية تعارض هذا التوجه، فيما لم تتخذ واشنطن قرارها النهائي، كما لم يصدر بعد أي قرار من مجلس الأمن بشأن التفويض الدولي للمهمة.

ونقل "ميدل إيست آي" عن المتحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلية، شوش بيدروسيان، قوله للصحفيين الأحد: "لن تكون هناك قوات تركية على الأرض"، بينما أشار مسؤولون أتراك إلى أن الموقف الإسرائيلي نابع من رفض تل أبيب قبول وجود حليف قوي في حلف شمال الأطلسي يعمل تحت تفويض من الأمم المتحدة، لم يُمنح بعد.



وتسعى أنقرة إلى لعب دور مباشر في ترتيبات إعادة الإعمار والأمن في غزة بعد الحرب، من خلال المساهمة في تنفيذ وقف إطلاق النار وجهود التعافي الإنساني بإشراف الأمم المتحدة، وفي هذا السياق، شاركت تركيا في جهود إعادة رفات الجندي الإسرائيلي هدار غولدين إلى إسرائيل بعد 11 عاما من مقتله في غزة.

وأوضح التقرير أن مسؤولًا تركيًا رفيع المستوى صرّح للصحفي الإسرائيلي باراك رافيد بأن أنقرة سهّلت عملية التسليم بعد جهود مكثفة، معتبرا أنها تعكس التزام حماس بوقف إطلاق النار، وأشار المسؤول ذاته إلى أن أنقرة تحاول التوسط في صفقة تتيح المرور الآمن لنحو 200 من مقاتلي حماس المحاصرين في أنفاق داخل غزة، الخاضعة حاليا لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد مسؤولون أتراك أن قرابة ألف جندي من القوات البرية التركية تطوعوا بالفعل للانضمام إلى لواء المهمة المقترح لغزة، ومن المتوقع أن يشارك عناصر إضافيون من وحدات الهندسة واللوجستيات وإزالة الذخائر المتفجرة، بينما لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الوحدات البحرية ستنضم إلى العملية، التي يُتوقع أن تكون ضمن قوة مهام مشتركة متعددة الجنسيات.

وقال أحد المسؤولين الأتراك: "سيكون هذا جهد دوليا منسقا، وليس نشرا أحاديا"، مؤكدا أن مشاركة أنقرة ستساعد في استقرار غزة ومنع أي تصعيد مستقبلي، فيما أضاف مسؤول آخر أن "وجود تركيا سيضمن التوازن والمصداقية على الأرض".

وسيتخذ القرار النهائي بشأن نطاق وتفويض القوة بعد مشاورات بين الأمم المتحدة والأطراف الإقليمية خلال الأسابيع المقبلة، ونقل عن مصدر تركي مطلع على القضية قوله إن "إسرائيل تريد هيكلة قوة استقرار غزة بطريقة تُمكّنها من تقويض نفوذها وعكس جهود السلام متى شاءت".



وفي سياق متصل، تدعو خطة السلام التي أعدها ترامب، والمكونة من 20 نقطة، إلى تشكيل بعثة متعددة الجنسيات للإشراف على وقف إطلاق النار ودعم إعادة الإعمار ونزع سلاح القطاع، وهو بند أثار قلق الدول العربية والإسلامية.

وأظهرت وثائق اطلع عليها الموقع أن مشروع قرار الأمم المتحدة سيمنح القوة صلاحية نزع سلاح حماس "بالقوة إذا لزم الأمر"، وهو ما دفع أنقرة إلى اتهام واشنطن بتفويض الأمن الإسرائيلي إلى قوات إقليمية، وتصر تركيا على أن تتركز المهمة على السيطرة على الحدود وإعادة الإعمار لا على الإنفاذ العسكري.

ونقل التقرير عن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قوله إن مشاركة تركيا مرهونة بتفويض من مجلس الأمن يحدد نطاق المهمة، فيما أشار الرئيس رجب طيب أردوغان إلى استعداد بلاده لإرسال قوات إذا تطلب الأمر، مع تأكيد كل من أنقرة والقاهرة رفضهما لأي صياغة قد تجر قواتهما إلى مواجهة مع حماس.



وأعاد ترامب التأكيد على خطته، واصفا القوة بأنها "المفتاح للسلام الدائم"، متعهدا بالحصول على موافقة الأمم المتحدة قريبا جدا، ومعلنا أنه سيرأس شخصيا "مجلس السلام" التابع للبعثة، وهي خطوة قال دبلوماسيون إنها ستمنح واشنطن سيطرة غير مسبوقة على العملية.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن مركز تنسيق جديد بقيادة عسكرية أمريكية، مكلف بتنفيذ خطة ترامب للسلام في غزة، قد حل محل إسرائيل كسلطة رئيسية تشرف على المساعدات الإنسانية للقطاع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية تركيا غزة إسرائيل ترامب حماس إسرائيل تركيا حماس غزة ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تركيا تتحرك للوساطة بين أفغانستان وباكستان بعد انهيار مفاوضات السلام

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وزيري الخارجية والدفاع، إضافة إلى رئيس جهاز المخابرات، سيتوجهون إلى باكستان هذا الأسبوع لإجراء مباحثات تتعلق بالمحادثات المتعثرة بين باكستان وأفغانستان حول وقف إطلاق النار في جنوب آسيا.

وبحسب ما جاء في بيان رسمي تضمن ملاحظات أردوغان أثناء عودته من باكو، حيث التقى برئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، أوضح الرئيس التركي أن هدف الزيارة هو التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتحقيق السلام بين البلدين في أقرب وقت ممكن.

وكان قد أعلن المتحدث باسم حركة طالبان، السبت، أن مفاوضات السلام بين أفغانستان وباكستان انهارت، رغم استمرار وقف إطلاق النار بين الجانبين.



وأوضح المتحدث ذبيح الله مجاهد أن المفاوضات فشلت "بسبب إصرار إسلام آباد على أن تتحمل أفغانستان مسؤولية الأمن الداخلي لباكستان"، واصفا هذا الطلب بأنه "يتجاوز قدرات كابول"، مضيفاً أن "وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه لم يُنتهك من جانبنا حتى الآن، وسيستمر الالتزام به".

وكان من المقرر أن تستأنف أفغانستان وباكستان المباحثات في تركيا، الخميس، بهدف الحيلولة دون استئناف المواجهات بين البلدين، بعد الاشتباكات غير المسبوقة التي شهدها تشرين الأول/أكتوبر وأسفرت عن مقتل العشرات.

وبدأت المواجهات بهجوم نفذته حكومة طالبان على الحدود ردا على تفجيرات وقعت في كابول اتهمت باكستان بالوقوف وراءها، وأُغلقت الحدود بين البلدين منذ ذلك الحين، ولم يسمح بمرور سوى للاجئين الأفغان الذين تشدد عليهم باكستان الخناق منذ العام 2023.



وتتّهم إسلام آباد كابول بإيواء على أراضيها جماعات "إرهابية" معادية لباكستان، خصوصا من حركة طالبان باكستان، لكن كابول تنفي ذلك بشدة، وتؤكّد أن باكستان تدعم جماعات "إرهابية"، بينها الفرع الإقليمي لتنظيم الدولة الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • تركيا تُعد فرقة عسكرية من 2000 جندي للمشاركة في قوة دعم الاستقرار بغزة
  • خبير عسكري: إسرائيل لا تريد الذهاب إلى المرحلة الثانية من وقف الحرب
  • بـ 558 لجنة فرعية.. الإسكندرية تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس النواب
  • تركيا تتحرك للوساطة بين أفغانستان وباكستان بعد انهيار مفاوضات السلام
  • عسكري إسرائيلي بارز: دخلنا حرب غزة بلا خطط عملياتية
  • موقع بريطاني:تركيا ومصر تخشيان من “فخ أمريكي” لإجبارهما على نزع سلاح حماس
  • شاهد.. الرئيس السوري يلعب كرة السلة مع قائد القوات الدولية ضد «داعش»
  • شركة كهرباء الإسكندرية تنهي استعداداتها لانطلاق انتخابات مجلس النواب
  • دراسة إسرائيلية: مستقبل غزة سيُحسم في تركيا ودول خليجية بارزة