أظهر تحليل جديد نشرته أمانة الأمم المتحدة لتغير المناخ أن الكمية السنوية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي تضاف إلى الغلاف الجوي ستنخفض بنسبة 12% بحلول عام 2035 مقارنة بمستويات عام 2019.

ويمثل الرقم المنقح التقدم المحرز مقارنة بالخفض المتوقع بنسبة 10% الذي أُعلن عنه في 28 أكتوبر/تشرين الأول، ويأخذ في الاعتبار التعهدات التي تم تقديمها منذ الموعد النهائي للتحليل السابق.

وكان التحليل السابق الذي أجرته أمانة الأمم المتحدة لتغير المناخ قد أشار إلى أنه إذا تم تنفيذ خطط البلدان لمعالجة تغير المناخ، فإن الكمية السنوية من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري المضافة إلى الغلاف الجوي سوف تنخفض بنسبة 10% بحلول عام 2035، مقارنة بمستويات عام 2019.

ويمثل هذا الحساب المرة الأولى التي تتنبأ فيها "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" بانخفاض مطرد في الانبعاثات العالمية، والتي كانت في زيادة مستمرة منذ عام 1990.

ومع ذلك، فإن خفض الانبعاثات المتوقع بنسبة 12% أقل بكثير من خفض الانبعاثات بنسبة 60% المطلوبة بحلول عام 2035 للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي عند 1.5 درجة مئوية فوق درجات الحرارة قبل الثورة الصناعية، وهي العتبة التي يقول العلماء إنه إذا تجاوزتها فإنها ستطلق العنان لتأثيرات أكثر شدة.

وتقدم دول العالم ما يعرف بالمساهمات المحددة وطنيا، وهي التزامات مناخية بموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، تحدد أهدافها للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها. وتتضمن هذه الالتزامات سياسات وتدابير لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويجب تحديثها كل 5 سنوات بزيادة مستويات الطموح تدريجيا.

وكان تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2025 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة بعنوان "بعيدا عن الهدف" قد أشار إلى أن التعهدات المناخية الجديدة المقدَّمة في إطار اتفاق باريس أدّت إلى تراجع طفيف في الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة العالمية خلال هذا القرن، لكن العالم ما زال يتّجه نحو تفاقم خطير في مخاطر تغيّر المناخ وأضراره.

إعلان

وكشف التقرير أن توقعات الاحترار العالمي خلال هذا القرن، بناء على التنفيذ الكامل للمساهمات المحدّدة وطنيا، تتراوح الآن بين 2.3 و2.5 درجة مئوية. أمّا التوقعات المستندة إلى السياسات الحالية فتبلغ 2.8 درجة مئوية، مقارنة بـ2.6 إلى 2.8 درجة مئوية في تقرير العام الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات تلوث الأمم المتحدة درجة مئویة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: كوارث المناخ شردت 250 مليون شخص العقد الماضي

أكد تقرير أممي -صدر اليوم الاثنين- أن الكوارث المرتبطة بالمناخ تسببت في نزوح 250 مليون شخص حول العالم خلال العقد الماضي، وهو ما يعادل 70 ألف شخص كل يوم، مما يؤشر إلى زيادة حدة الظواهر السيئة الناجمة عن تغير المناخ، حسب الخبراء.

وحسب تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أزمة المناخ "عامل مضاعف للمخاطر" السياسية والاجتماعية، إذ كشف عن الظلم والتفاوتات القائمة وفاقمها، بما في ذلك تأثير الصراع والعنف والنزوح القسري داخل الحدود وعبرها.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3تغير المناخ وبصمته الخفية على ظاهرة الهجرة في العالمlist 2 of 3تغيرات المناخ تعيد تشكيل خريطة الهجرة العالمية وأنماطهاlist 3 of 3الهجرة المناخية.. أزمة عالمية صامتة متعدد الأبعادend of list

وتضاعف عدد الدول التي أبلغت عن نزوح ناجم عن النزاعات والكوارث 3 مرات منذ عام 2009 -وفق تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول آثار لاجئي المناخ. ومع ذلك، لا تتلقى الدول الهشة والمتأثرة بالنزاعات والمستضيفة للاجئين سوى ربع التمويل المناخي الذي تحتاجه.

ويعد اللاجئون والنازحون، الذين يعيشون في كثير من الأحيان في ظروف مادية وسياسية هشة، من بين الأكثر تضررا من أزمة المناخ على الرغم من مساهمتهم القليلة في أسبابها.

وفي مايو/أيار 2024، أودت الفيضانات الكارثية في ولاية ريو غراندي دو سول البرازيلية بحياة 181 شخصا، مخلفةً خسائر فادحة بمليارات الدولارات.

وشردت الفيضانات 580 ألف شخص، من بينهم 43 ألف لاجئ من الفئات الأشد تضررًا من فنزويلا وهاييتي وكوبا، والذين كانوا يعيشون في بعض أكثر المناطق تضررا من الفيضانات بالمنطقة، وفق المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين.

وقبل عام من ذلك، ضرب إعصار موكا، وهي العاصفة الأكثر تدميرا التي ضربت ميانمار منذ سنوات، ولاية راخين، حيث يعيش 160 ألف شخص من الروهينغا في مخيمات مكتظة منذ عام 2012.

مخيم إغاثة على مشارف مدينة ملتان في باكستان بعد حدوث فيضانات (أسوشيتد برس)تفاقم الطقس القاسي

في عام 2024، كان ثلث حالات الطوارئ التي أعلنتها المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تتعلق بالفيضانات والجفاف وحرائق الغابات وغيرها من الظواهر الجوية السيئة التي تؤثر على الأشخاص النازحين بسبب الحرب.

إعلان

ويعيش 3 أرباع اللاجئين والنازحين الآخرين الآن في بلدان تواجه تعرضًا شديدًا أو شديدًا للمخاطر المرتبطة بالمناخ، مع تزايد شيوع النزوح المتكرر. وتعد تشاد -حسب التقرير- إحدى أكثر الدول هشاشة سياسيا وتأثرا بتغير المناخ، وتستضيف أكثر من 1.4 مليون لاجئ وطالب لجوء.

وفي عام 2024 وحده، أجبرت الفيضانات أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من منازلهم ومخيماتهم، أي أكثر من إجمالي عدد النازحين في السنوات الـ15 السابقة.

وحسب التقرير الأممي، يواجه ما يقرب من نصف نازحي العالم آثار الصراعات والمناخ في دول هشة سياسياً، بما في ذلك السودان وسوريا وهاييتي والكونغو الديمقراطية ولبنان وميانمار واليمن.

وتُسهم هذه الدول بشكل طفيف في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية. ومع ذلك، فإن فرص حصولها على تمويل المناخ والحلول اللازمة للتكيف معه محدودة.

ويحذر التقرير من أنه في غياب إجراءات جذرية للحد من الكارثة المناخية ومساعدة البلدان الفقيرة على التكيف، فمن المرجح أن يزداد الوضع سوءا.

وبحلول عام 2050، قد تواجه مخيمات اللاجئين الأكثر سخونة ما يقرب من 200 يوم من الإجهاد الحراري الخطير سنويًا، مع مخاطر جسيمة على الصحة والبقاء على قيد الحياة، حيث تصبح العديد من المواقع غير صالحة للسكن.

ودعت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان المعنيين بشأن المناخ -في مؤتمر الأطراف الثلاثين الذي يعقد في البرازيل- إلى الاهتمام بهذا الأمر الذي يتم تجاهله إلى حد كبير، ويتزايد بسرعة.

وقال فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "إن تخفيضات التمويل تُحدّ بشدة من قدرتنا على حماية اللاجئين والأسر النازحة من آثار الظروف الجوية القاسية".

وأكد أن الاستقرار يتطلب الاستثمار في المناطق الأكثر عرضة للخطر. ولمنع المزيد من النزوح، يجب أن يصل تمويل المناخ إلى المجتمعات التي تعيش بالفعل على حافة الكارثة.

مقالات مشابهة

  • ما الذي تعنيه 1.5 درجة مئوية؟ ولماذا هي هامة للكوكب؟
  • افتتاح أعمال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب-30" في البرازيل
  • انطلاق مؤتمر المناخ كوب 30 في البرازيل رسميا.. هذه أبرز التحديات
  • الأمم المتحدة: تغير المناخ يدفع 67 ألف شخص للنزوح يومياً
  • الأمازون البرازيلية تستضيف مفاوضات المناخ
  • الأمم المتحدة: كوارث المناخ شردت 250 مليون شخص العقد الماضي
  • بعد 10 سنوات.. هل فشل اتفاق باريس للمناخ حقا؟
  • الأمم المتحدة تحذر: العالم يتجه نحو ارتفاع حراري يفوق 2.5 درجة مئوية ومخاطر تهدد الكوكب
  • ناشطون ومنظمات يدعون كوب 30 إلى التزامات مناخية أقوى