ناشطون ومنظمات يدعون كوب 30 إلى التزامات مناخية أقوى
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
قامت منظمات غير حكومية ونشطاء بيئيون بتحركات احتجاجية على هامش قمة "كوب 30" في مدينة بيليم البرازيلية لتذكير العالم بجدية أزمة المناخ، وعرضوا أيضا مطالب ورسائل عن تغير المناخ على المباني الشهيرة في ريو دي جانيرو مع وصول زعماء العالم لحضور قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 30".
ونظم عشرات النشطاء تحركات احتجاجية، ورفعوا شعارات مثل "الملوث يدفع"، و"حماية الغابات والأشخاص"، و"مؤتمر المناخ في البرازيل كوب 30 في منطقة الأمازون".
وجاءت هذه الخطوة في إطار الاحتجاجات التي ينظمها ناشطون من عدة منظمات دولية ومحلية في مكان انعقاد القمة، مطالبين السياسيين بتنفيذ الالتزامات والتعهدات السابقة واتخاذ إجراءات جذرية لمكافحة أزمة المناخ.
وقبيل انعقاد المؤتمر، كانت مئات المنظمات والجمعيات البيئية والحقوقية قد حثت في رسالة مؤتمر المناخ العالمي "كوب 30" (COP30) على معالجة الجذور التاريخية لأزمة المناخ، ووضع التعويضات على جدول الأعمال.
وتقول الرسالة، إن الجرائم التاريخية، مثل الاستعباد والاستعمار، أوجدت تفاوتات عالمية في الوصول إلى الموارد، ودفعت إلى إسهامات غير متكافئة في الانبعاثات، وزادت من التعرض للكوارث، وتستمر في استبعاد كثيرين من صنع القرار بشأن المناخ.
وعرضت عشرات المنظمات المعنية بشؤون البيئة والمناخ مطالبها، وأكدت منظمة غرينبيس العالمية، أنه يجب على مؤتمر الأطراف الثلاثين أن يواجه اللحظة الراهنة بطموح وشجاعة وعدالة مناخية، ووضع خطة استجابة عالمية لمعالجة فجوة الطموح البالغة 1.5 درجة مئوية وتسريع خفض الانبعاثات في هذا العقد الحاسم.
كما طالبت المنظمة بخطة عمل غابات جديدة مخصصة مدتها 5 سنوات لوقف وعكس إزالة الغابات وتدهورها بحلول عام 2030، وإنشاء بند جديد دائم على جدول أعمال اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لتعزيز دفع تنفيذ برنامج العمل الوطني للغابات، ولا سيما زيادة التمويل العام من الدول المتقدمة.
إعلانوأكدت المنظمة أيضا ضرورة زيادة التمويل العام من البلدان المتقدمة، وتعزيز نظام الضرائب على الملوث، يدفع إلى فتح المجال أمام زيادة التمويل العام للبلدان النامية.
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية، إنه يجب على قادة مؤتمر "كوب 30" أن يضعوا الناس، وليس الأرباح أو السلطة، في صميم المفاوضات بالالتزام بحماية مطالب النشطاء ومعالجتها لتسريع العمل المناخي الذي يحتاجه كوكبنا عاجلا.
وحسب المنظمة، يجب أن يشمل ذلك الإلغاء الكامل والسريع والعادل والممول للوقود الأحفوري، والتحول العادل إلى الطاقة المستدامة للجميع في جميع القطاعات.
وقالت أنياس كالامار، الأمينة العامة للمنظمة إن "أزمة المناخ العالمية تشكل التهديد الأكبر الذي يواجه كوكبنا، وتتطلب استجابة مناسبة"، وأكدت أن المنظمة تتوقع من مؤتمر "كوب 30" أن يوجّه رسالة قوية بشأن دور الذين يقفون في الصفوف الأمامية للنشاط المناخي وضرورة حمايتهم.
وإلى جانب نشطاء المناخ، وعشرات المنظمات غير الحكومية الحقوقية المدافعة عن البيئة والمناخ التي تشارك بصفة مراقب، ومئات الناشطين، يحضر أيضا في المؤتمر مئات المسؤولين عن شركات الوقود الأحفوري وجماعات الضغط التي تسعى إلى الدفاع عن مصالحها، وعرقلة التوصل إلى اتفاقات.
وتأتي هذه المطالبات على هامش المؤتمر، في وقت كان فيه برنامج الأمم المتحدة للبيئة قد أصدر أرقاما صادمة في تقريره السنوي عن فجوة الانبعاثات، حذر فيها من أن أهداف المناخ الحالية لن تحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
وتوقع التقرير وصول الاحترار العالمي خلال هذا القرن، في حالة التنفيذ الكامل للمساهمات المحدّدة وطنيًا، إلى حد يتراوح بين 2.3 و2.5 درجة مئوية، في حين تبلغ التوقعات المستندة إلى السياسات الحالية 2.8 درجة مئوية.
وأكد التقرير الحاجة إلى خفض الانبعاثات السنوية بنسبة 35% إلى 55% مقارنة بمستويات عام 2019 بحلول عام 2035، من أجل التوافق مع هدف اتفاق باريس للمناخ المتمثل في إبقاء الاحترار العالمي دون درجتين مئويتين، مع مواصلة الجهود لعدم تجاوز 1.5 درجة مئوية.
ومنذ 30 عاما، يجتمع زعماء العالم والدبلوماسيون في جلسات التفاوض التي تنظمها الأمم المتحدة لمحاولة الحد من تغير المناخ، ولكن درجة حرارة الأرض تستمر في الارتفاع، وتزداد الأحوال الجوية المتطرفة سوءا، وهو ما يراه الخبراء وعلماء المناخ تقصيرا في الإيفاء بالتعهدات.
وينتظر العالم في هذا المؤتمر الذي أُطلق عليه اسم "مؤتمر الأطراف التنفيذي" في الحصول على عدد أقل من التعهدات والوعود، ومزيد من العمل، في حين أكد الرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا أنه سيكون "مؤتمر الحقيقة".
ومع ذلك يقول الخبراء، إن التعهدات السابقة التي قدمتها نحو 200 دولة كانت أقل بكثير من المطلوب، كما أن الخطط الجديدة التي قدمت هذا العام لم تنجح في تسريع جهود مكافحة التلوث.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قال في الجلسة الافتتاحية لقمة المناخ "إن الفشل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية هو "فشل أخلاقي وإهمال مميت.. قد يدفع الأنظمة البيئية إلى نقطة تحول كارثية، ويعرض مليارات البشر لظروف غير صالحة للعيش".
إعلانويخشى النشطاء ومنظمات البيئة والمناخ، والعلماء من أن يؤدي مؤتمر المناخ الذي يستمر إلى يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني بدوره إلى تعهدات والتزامات هشة لا ترقى إلى مستوى التهديد الخطر الذي يواجه الكوكب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات مبادرات بيئية المناخ العالمی الأمم المتحدة مؤتمر المناخ درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
رئة الأرض في خطر.. غابات العالم مهددة لهذا السبب | ماذا يحدث؟
حذرت الأمم المتحدة من أن عقودا من التقدم في حماية الغابات العالمية، التي تمثل أحد أهم الدفاعات الطبيعية ضد تغير المناخ، باتت مهددة بسبب تسارع ظواهر الاحتباس الحراري، وارتفاع وتيرة الحرائق، وانتشار الآفات الزراعية.
وفي بيان صدر قبيل انعقاد قمة المناخ COP-30 المقرر عقدها في مدينة بيليم البرازيلية، شددت اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لأوروبا (UNECE) على أن الغابات التي كانت تمتص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون بدأت تواجه خطر التحول إلى مصدر للانبعاثات إذا استمر التدهور البيئي الحالي.
وقالت تاتيانا مولتشان، الأمينة التنفيذية للجنة: "ما حققناه خلال العقود الثلاثة الماضية أصبح الآن في خطر جسيم بسبب حالة الطوارئ المناخية. لا يمكننا تحمل خسارة أقوى دفاع طبيعي للكوكب".
خسائر فادحة بسبب الحرائق والآفاتتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن تخزين الكربون في الغابات ارتفع بنسبة 11% منذ عام 1990، غير أن هذا الإنجاز مهدد بالضياع أمام موجات الجفاف وحرائق الغابات التي تتزايد سنويًا.
وفي عام 2021 وحده، احترق نحو 12.6 مليون هكتار من الغابات، أي ما يعادل مساحة دولة مثل اليونان، بحسب ما أوضحته باولا ديدا، مديرة قسم الغابات والأراضي والإسكان في اللجنة الاقتصادية. كما أُصيبت 73 مليون هكتار بالحشرات والأمراض، وهي مساحة تعادل تقريبًا مساحة إسبانيا والبرتغال مجتمعتين.
وأضافت ديدا أن استمرار هذه الاتجاهات "قد يحول الغابات من خزانات للكربون إلى مصدر رئيسي للانبعاثات، مما يقوض الأهداف المناخية العالمية".
مكاسب بيئية مهددة بالزوالتغطي الغابات في المناطق التي تشرف عليها اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة – وتشمل أوروبا وأمريكا الشمالية والقوقاز وآسيا الوسطى – أكثر من 1.76 مليار هكتار، أي نحو 40% من إجمالي الغابات العالمية، ورغم أن هذه المناطق شهدت توسعًا في الغابات بنحو 60 مليون هكتار منذ عام 1990، فإن العالم ما زال يفقد حوالي 10.9 ملايين هكتار سنويًا بسبب الإزالة والتدهور.
وساهمت الجهود الدولية خلال العقود الماضية في الحد من التلوث مثل "المطر الحمضي" الذي دمّر مساحات واسعة في أوروبا، كما تم مضاعفة المساحات المخصصة للحفاظ على التنوع البيولوجي والتربة والمياه لتصل إلى أكثر من 300 مليون هكتار تخضع الآن لحماية قانونية.
دعوة عاجلة إلى قادة العالمفي تقريرها الدوري الصادر كل خمس سنوات، حذرت اللجنة من أن تسارع آثار تغير المناخ يهدد بإلغاء المكاسب البيئية التي تحققت خلال ثلاثة عقود، وقبيل قمة بيليم، دعت الأمم المتحدة قادة العالم إلى تعزيز استراتيجيات حماية الغابات من خلال الاستثمار في الوقاية من الحرائق، ومكافحة الآفات، وتوسيع برامج إعادة التشجير والترميم البيئي.
واختتمت مولتشان تصريحها بالتأكيد على أن:"حماية الغابات لم تعد مسألة بيئية فحسب، بل أصبحت ركيزة أساسية لأمن الكربون العالمي، ومستقبل البشرية بأسره يعتمد على سلامتها."