دراسة أوروبية: هذه أسباب نجاح سوريين في تركيا
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
حتى نهاية عام 2024، وصل عدد الأفراد الذين أجبروا على الهجرة والنزوح بسبب الصراعات والاضطهاد والانتهاكات، إلى نحو 42.7 مليون شخص حول العالم، وفقا لبيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ورغم أن الاهتمام العام ينصب عادة على الاحتياجات العاجلة كالمأوى والأمن، فإن كثيرا من هؤلاء المهجّرين قسرا من بلادهم لم ينجحوا فقط في تدبير هذه الاحتياجات بل تمكنوا أيضا من النجاح في تأسيس مشاريع خاصة.
فعلى سبيل المثال، سجلت تركيا منذ عام 2011 أكثر من 14 ألف منشأة رسمية مملوكة لرواد أعمال سوريين. ومع أن الطريق كان وعرا بفعل حواجز أهمها اللغة والتمييز وهشاشة الوضع القانوني، فإن بعضهم حقق نجاحا متميزا.
وبحسب مقال في موقع المحادثة (ذا كونفرسيشن)، فقد أشارت دراسة أكاديمية أوروبية حديثة إلى أن هناك عوامل تصنع الفارق بين التعثر والنجاح، منها الشعور بالانتماء للبلد المضيف، وإتقان لغته، فضلا عن توقيت الحصول على الحماية القانونية.
الهوية والاندماجلفتت الدراسة إلى أن الكثيرين يتجهون لريادة الأعمال بدافع الضرورة بسبب صعوبات التوظيف وعدم الاعتراف بالمؤهلات، لكن التحدي يكمن في تحويل هذا الاتجاه الاضطراري إلى نجاح مستدام. وأوضحت أن نجاح المهاجرين في المشاريع الخاصة لا يعتمد على المهارة ورأس المال فحسب، بل كيف يرى رائد الأعمال نفسه داخل المجتمع المضيف.
الدراسة التي شملت 170 من رواد الأعمال السوريين المهاجرين في تركيا، أكدت أن الناجحين هم من امتلكوا ما أطلق عليه "هوية البلد المضيف"؛ أي شعورا قويا بالانتماء، ورابطة وجدانية وعقلية مع المؤسسات والمجتمع في تركيا. هذا الارتباط انعكس على تحسن الأداء المالي وأداء خدمة العملاء مقارنة بالمنافسين.
وبيّنت الدراسة أن إجادة اللغة التركية رفعت بشكل كبير من إحساس الاتصال بالأسواق والسياقات المحلية. وعلى العكس، فإن التمييز السلبي سواء على صعيد المجتمع أو الإجراءات الحكومية، يقوّض هذا الانتماء.
الحماية القانونيةشددت الدراسة على أن الوضعية القانونية تلعب دورا حاسما في نجاح المهاجرين؛ ففي تركيا، يحصل السوريون على "حماية مؤقتة" تؤثر على قدرتهم على تأسيس الأعمال الرسمية.
إعلانوأظهرت النتائج أن منح هذه الحماية مبكرا يقلل من التأثيرات السلبية للتمييز ويعزز الشعور بالأمن والاندماج. أما التأخر في منحها، فيمنح التمييز أثرا أكبر، مما يضعف الانتماء.
وخلصت الدراسة إلى أن هذا التأخير يخلّف ضررا خفيا متراكما على شعور الأفراد بالانتماء، حتى بعد تسوية وضعهم القانوني، وهو ما يمثل مظهرا غير مرئي لعدم المساواة لا تلتقطه السياسات التقليدية.
النجاح المشتركأكدت الدراسة أن مسألة نجاح رواد الأعمال المهجرين هي مصلحة عامة، فهم يخلقون وظائف، ويدفعون ضرائب، ويضيفون قيمة للاقتصاد المحلي. والعكس صحيح حين تُكبّلهم العوائق، يخسر المجتمع طاقاتهم.
كما أكدت أن المسألة هي أيضا عدالة اجتماعية، فهؤلاء الأفراد يسعون للانتماء والمساهمة رغم فقدانهم كل شيء. لذلك فإن رفع العوائق واجب أساسي.
توصيات لصناع القرار والمجتمع: تسريع المسار القانوني: منح الوضع القانوني بسرعة يوفر أساسا صلبا للتخطيط والعمل بثقة. الاستثمار في اللغة: إتقان لغة البلد المضيف يسهل الاندماج الاقتصادي والاجتماعي. مكافحة التمييز: التثقيف العام ضروري لأن الصور النمطية تضر الاقتصادات.تختتم الدراسة بالإشارة إلى أن الهجرة القسرية قضية ممتدة، وأن على الدول أن تتجاوز الإغاثة المؤقتة إلى توفير مسارات للاندماج والانتماء. كما يجب النظر إلى رواد الأعمال المهجرين ليس كمشكلة يجب حلها، بل كشريك في التنمية يسهم في النمو الاقتصادي وتنمية المجتمع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات نجاح فی ترکیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
دول أوروبية تطرح مبادرة بقيمة 2.5 مليار دولار لحماية غابات الكونغو
طرحت دول أوروبية خطة بقيمة 2.5 مليار دولار لإنقاذ الغابات المطيرة في الكونغو، مما قد يسرق بعض الأضواء من مبادرة مماثلة للبرازيل، التي تستضيف مؤتمر المناخ العالمي، تسمى "مرفق الغابات الاستوائية إلى الأبد".
ويعد رصد المزيد من الأموال لحماية واستعادة الغابات المطيرة المتبقية في العالم هدفا أساسيا لمحادثات المناخ العالمية، التي تعقد في منطقة الأمازون البرازيلية هذا العام للتركيز على الحاجة إلى مكافحة الانبعاثات الناجمة عن تفاقم إزالة الغابات.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3تراجع إزالة الغابات في الأمازون بالبرازيل رغم الحرائق القياسيةlist 2 of 3دراسة: إزالة الغابات تحوّل الفيضانات إلى كوارثlist 3 of 3تدهور الغابات يعرقل أهداف المناخ الأوروبيةend of listوتُسمى المبادرة الفرنسية، المدعومة من ألمانيا والنرويج وبلجيكا وبريطانيا، والتي اطلعت عليها وكالة رويترز، "دعوة بيليم لحماية غابات حوض الكونغو". ويتوقع الداعمون حشد الموارد لمساعدة الدول على حماية ثاني أكبر غابة مطيرة في العالم.
وقد وقّعت الدول الأوروبية الخمس على الوثيقة المكتوبة بالفرنسية، والمؤرخة في 6 نوفمبر/تشرين الثاني، وجاء فيها "إن المانحين ملتزمون بتعبئة أكثر من 2.5 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى الموارد المحلية التي ستحشدها بلدان وسط أفريقيا لحماية وإدارة الغابات في حوض الكونغو على نحو مستدام".
وقال الموقعون على الاتفاق إنهم يهدفون أيضا إلى مساعدة الدول الأفريقية على الحد من إزالة الغابات من خلال التكنولوجيا والتدريب والشراكات.
وتواجه غابات الكونغو والأمازون، أكبر الغابات المطيرة في العالم، وحوض بورنيو-ميكونغ-جنوب شرق آسيا، ثالث أكبر حوض في العالم، تهديدات من توسع المناطق الزراعية، وقطع الأشجار، والتعدين، وغيرها من الصناعات.
ورغم أن حماية غابات الكونغو جذبت الانتباه لأنها تمتص الآن المزيد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري مقارنة بالغابات الأخرى، فإن توقيت الأخبار هدد بالتنافس مع تركيز البرازيل على صندوق الغابات العالمي في قلب أجندة مؤتمر المناخ.
إعلانوكان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قد طرح قبيل مؤتمر "كوب 30" الذي تستضيفه بلاده "مرفق الغابات الاستوائية إلى الأبد" (TFFF)، باعتباره مستقبل تمويل المناخ، لأنه يحل محل المنح بنموذج استثماري أكثر قابلية للتطوير.
وقال دبلوماسي مطلع على المقترحين لوكالة رويترز "نظريا، تختلف المبادرتان اختلافا كبيرا"، مشيرا إلى أن صندوق الغابات المطيرة سيقدم مدفوعات سنوية لدول الغابات المطيرة دون أي شروط.
وأضاف المصدر أن وجود صندوقين متنافسين للغابات المطيرة قد لا يكون مفيدا. وتعهدت النرويج أمس الخميس بتقديم 3 مليارات دولار للمبادرة البرازيلية، وهي أكبر مساهمة حتى الآن.
وأعلنت فرنسا من جهتها أنها قد تساهم بنحو 500 مليون يورو (نحو 570 مليون دولار) في المبادرة التي تقودها البرازيل، والتي تسعى لجمع 125 مليار دولار.
يذكر أن الجلسات الافتتاحية لقمة المناخ الـ30 (كوب 30) قد انطلقت أمس الخميس على أبواب غابات الأمازون في مدينة بيليم بالبرازيل.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن المؤتمر يحمل توقعات عالية ويجب أن يكون محطة حاسمة للحفاظ على هدف الحد من ارتفاع حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.