التحويلات النقدية تنعش صحة الفقراء.. دراسة تكشف السر
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
كشفت دراسة علمية جديدة نشرتها مجلة "The Lancet"، وأجراها باحثون من كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا، عن تأثيرات مذهلة لبرامج التحويلات النقدية الحكومية واسعة النطاق، إذ أظهرت أنها ساهمت في تحسينات صحية كبيرة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، خاصة في صحة الأمهات والأطفال.
فبحسب الدراسة، فإن النساء اللواتي حصلن على دعم نقدي حكومي كن أكثر إقبالا على طلب الرعاية الصحية في مراحل مبكرة من الحمل، كما ازدادت نسب الولادات التي جرت داخل المرافق الصحية وتحت إشراف عاملين صحيين مؤهلين.
تحليل ضخم شمل ملايين الولادات
اعتمد الباحثون على تحليل بيانات لأكثر من مليوني ولادة حية ونحو مليون طفل دون سن الخامسة في 37 دولة، من بينها هايتي ومالاوي وكمبوديا، خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2019.
ووجدوا أن التحويلات النقدية الحكومية لم تحسن فقط صحة الأمهات، بل منحت النساء قدرة أكبر على تخطيط الحمل واستخدام وسائل تنظيم الأسرة وقت الحاجة، في حين أظهرت الدول التي شملت برامجها شرائح سكانية أوسع نتائج أكثر فاعلية.
وقال الدكتور آرون ريخترمان، أستاذ مساعد في الأمراض المعدية وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: "بينما تفكر العديد من الدول في مستقبل برامج التحويلات النقدية – بما في ذلك الدخل الأساسي أو المضمون – تبرز هذه الأبحاث الفوائد الصحية الواسعة التي يمكن أن تحققها هذه البرامج".
فوائد تمتد إلى الأطفال
لم تقتصر النتائج الإيجابية على الأمهات، بل شملت الأطفال أيضا. فقد أظهرت الدراسة أن الأطفال في الدول التي تطبق برامج التحويلات النقدية كانوا أكثر احتمالية للاعتماد على الرضاعة الطبيعية الحصرية، وأكثر حصولا على غذاء صحي كاف، كما ارتفعت معدلات التطعيم ضد الحصبة بينهم.
وساعدت هذه البرامج كذلك على خفض معدلات الإسهال وسوء التغذية، وهو ما يعد تحولا كبيرا في المؤشرات الصحية العامة.
ورغم أن الدراسات السابقة كانت تربط بين التحويلات النقدية والتعليم أو التغذية، إلا أن هذه الدراسة – وفقا للباحثين – تعد من أوائل الدراسات التي أثبتت تحسنا صحيا شاملا على مستوى السكان، بما في ذلك غير المستفيدين مباشرة من الدعم النقدي.
في مواجهة الفقر العالمي
تأتي هذه النتائج في وقت يعيش فيه أكثر من 20% من سكان العالم على أقل من 3.65 دولار يوميا، بينما يعيش 700 مليون شخص على أقل من 2.15 دولار يوميا، وهي أرقام مرشحة للارتفاع مع استمرار تداعيات جائحة كوفيد-19.
وأضاف الدكتور ريخترمان: "من المرجح أن هذه الفجوة قد اتسعت منذ ذلك الحين".
وأشار إلى أن هذه النتائج لا تقتصر أهميتها على الدول الفقيرة فقط، بل تمتد أيضا إلى النقاشات الدائرة في الولايات المتحدة حول برامج الدعم الاقتصادي. فقد تزامن نشر الدراسة مع تخفيضات فيدرالية في برنامج المساعدات الغذائية (SNAP)، ما أدى – وفقا لأبحاث الفريق ذاته – إلى زيادة معدلات نقص الغذاء بين الأميركيين.
نموذج ملهم.. من فلينت إلى العالم
استشهدت الدراسة بتجارب محلية في مدن أميركية مثل فلينت، ميشيغان، التي أطلقت مبادرة Rx Kids، حيث تحصل كل أم حامل على 1500 دولار أثناء الحمل و500 دولار شهريا خلال السنة الأولى من حياة الطفل، بغض النظر عن مستوى الدخل، وهي مبادرة تهدف إلى الحد من الفقر وتحسين صحة الأطفال.
واختتمت الدكتورة هارشا ثيرومورثي، أستاذة ورئيسة قسم سياسات الصحة والمؤلفة المشاركة، بالقول: "تعزز الأدلة من هذه الدراسة الحجة لتوسيع نطاق برامج التحويلات النقدية. فقد أثرت هذه البرامج ليس فقط على الأمهات، بل على أطفالهن أيضا، وأدت إلى مجموعة واسعة من التحسينات الصحية".
وأكد الباحثون أن هذه النتائج تُقدم أداة علمية قوية لصانعي القرار في سعيهم لتطوير سياسات اقتصادية وصحية أكثر عدلا وفاعلية في الدول الفقيرة – وربما في الدول الغنية أيضا.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات النساء الرعاية الصحية الحمل صحة الأمهات غذاء صحي التحويلات النقدية الفقراء دعم الفقراء الصحة صحة الأم صحة الأم والجنين النساء الرعاية الصحية الحمل صحة الأمهات غذاء صحي صحة أن هذه
إقرأ أيضاً:
أكثر من نصف طلاب بولندا يرغبون بالدراسة خارج البلاد بحثًا عن فرص أفضل
أكثر من نصف طلاب المدارس الثانوية في بولندا يخططون أو يفكرون بجدية في متابعة دراستهم في الخارج، على أمل الحصول على تعليم بمستوى أعلى وفرص مهنية أوسع.
يتزايد عدد الشباب البولنديين الذين يحلمون بالحصول على شهادة جامعية من الخارج. ويكشف تقرير صادر عن شركة EduCat الناشئة أن أكثر من نصف طلاب المدارس الثانوية (57.7%) يخططون أو يفكرون في متابعة دراستهم خارج بولندا.
وغالبًا ما يختار هؤلاء الطلاب المملكة المتحدة وأيرلندا (39.8%)، وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا (37%)، إضافة إلى الولايات المتحدة (26.3%)، والدول الإسكندنافية (22.5%) وهولندا (20%) كوجهات دراسية مفضلة.
يؤكد آدم دزيدزيتش، المستشار التعليمي وخبير شركة EduCat، أن الدراسة في الخارج لم تعد حلمًا لفئة محدودة، بل أصبحت بالنسبة للشباب خطوة منطقية واستثمارًا في التطور واللغة والاستقلالية، موضحًا أن الطلاب البولنديين يتمتعون بطموح عالٍ وكفاءة لغوية ورقمية لافتة.
وتُظهر بيانات التقرير هذا الاتجاه بوضوح، فبعد أن كانت محدودية المهارات اللغوية تشكّل في السابق عائقًا أمام الدراسة في الخارج، بات نحو 80% من الطلاب اليوم يمتلكون معرفة جيدة جدًا باللغة الإنجليزية. أما في ما يتعلق بالحصول على المعلومات حول الدراسة في الخارج، فيبحث معظم الشباب عنها بأنفسهم (77%)، خصوصًا عبر الإنترنت، بينما يتمكن 38.5% فقط من إيجادها في المدرسة.
وتتضح دوافع الشباب من خلال الأرقام: 55% منهم يسعون إلى العيش في مجتمع متعدّد الثقافات، فيما يهدف نصفهم إلى تحسين آفاقهم المهنية، ويستند 39% إلى جودة التعليم العالي في الجامعات الأجنبية.
أما أكثر التخصصات التي تجذب اهتمامهم فهي إدارة الأعمال والاقتصاد (38.9%)، والفنون والتصميم (30.5%)، وعلم النفس (27.7%)، والقانون والعلاقات الدولية (27.2%).
تقول فيرونيكا، وهي طالبة في المرحلة الثانوية من كراكوف، كما ورد في التقرير، إنها تميل إلى مجالات الأعمال والاقتصاد والتمويل، وتفكر في متابعة دراستها في أمستردام أو مدريد أو برشلونة أو كوبنهاغن، حيث توجد جامعات تلهمها حقًا.
Related ترامب يعرب عن استعداد الولايات المتحدة لدعم بولندا في حال استمرار التصعيد الروسيوزير الداخلية البولندي: أوروبا بدأت بأكملها تتحدث بصوت بولندا في مسائل أمن الحدودليلة "الإنذار الكبير".. كيف أسقطت بولندا الطائرات المسيّرة الروسية؟ولكن، تبقى الصعوبات المالية الهاجس الأكبر، إذ عبّر نحو نصف المشاركين عن قلقهم من تكاليف المعيشة والرسوم الجامعية، فيما جاء الخوف من الانتقال والعيش في بلد آخر في المرتبة الثانية، وفق ما أعلنه 14.8% من المشاركين في الاستطلاع.
يعلّق دزيدزيتش قائلًا: "هذا الجيل لا يعاني من أية عقدة"، مشيرًا إلى أن بعض الشباب يدركون أن المهارات التي يكتسبونها في الجامعات الدولية تفتح أمامهم أبواب العمل في السوق العالمية، وغالبًا ما تنعكس فوائدها داخل بولندا أيضًا.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة طلبة - طلاب جامعة مدارس مدرسة تعليم بولندا شباب
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم