تناولت صحف عالمية الوضع الهش في غزة بين وقف إطلاق النار واحتمال عودة الحرب، إلى جانب زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لواشنطن، والتحديات الأمنية التي تواجه أوروبا.

واعتبر مقال رأي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن قطاع غزة يمر بمرحلة حرجة بين وقف إطلاق نار هش واحتمال عودة الحرب، مع فرصة ضيقة لإطلاق عملية استقرار دولية بديلة عن المواجهة العسكرية.

وحذر المقال من أن نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقوة سيشكل كارثة، داعيا إلى تسليم منظم للأسلحة مقابل عفو عن المقاتلين وإعادة دمجهم في المجتمع.

وأشار المقال إلى أهمية الشرطة المجتمعية والعدالة القائمة على الحقوق لبناء الثقة الشعبية في القطاع.

وشدد على أن النجاح يتطلب توفير الأمن وفتح طريق واضح نحو دولة فلسطينية، والتأسيس لعملية دولية قائمة على السياسة لا القوة، محذرا من أن الفشل في ذلك سيقود إلى حرب جديدة مدمرة.

خطة ترامب

وفي سياق متصل حول خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لغزة، نشرت مجلة "الإيكونومست" البريطانية مقالا للرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي عامي أيالون، انتقد فيه الخطة.

ورأى أيالون أن خطة ترامب لإنهاء حرب غزة تفتقر إلى هدف واضح رغم بدايتها الإيجابية، مضيفا أن التحدي الأكبر هو الانتقال من هذه المرحلة إلى تحقيق تسوية دائمة تنهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأوضح المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق أن الهدف الحقيقي يجب أن يكون إقامة الدولتين، لكن الخطة لا تذكر ذلك بوضوح.

وحذر من أن عرقلة الحكومة الإسرائيلية أي مناقشة لمستقبل غزة وغياب قيادة فلسطينية يؤديان إلى فراغ سياسي تستغله حماس لتبقى القوة المهيمنة في القطاع.

وعلى صعيد الدور الأممي في غزة، كتب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني مقالا في صحيفة "الغارديان" البريطانية، أكد فيه أن الأمم المتحدة بما في ذلك الأونروا تملك الخبرة والموارد لمعالجة الاحتياجات الإنسانية الحرجة بفاعلية في قطاع غزة.

إعلان

ولفت إلى أنه ينبغي السماح للوكالة بالعمل بحرية واستقلالية دون قيود تعسفية وغير مبررة على دخول الإمدادات وتحرك الأفراد.

وأضاف لازاريني أن إعادة إعمار غزة تعني استعادة الحكم والعدالة والقناعة الراسخة بأن السلام ما زال ممكنا ضمن إطار حل الدولتين.

وعلى المستوى الداخلي الإسرائيلي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي عبروا عن إحباطهم إزاء موجة عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وطالب هؤلاء الضباط بإعادة العمل بأوامر الاعتقال الإداري التي ألغاها قبل فترة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بضغط من الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات في ظل ضعف دعم الشرطة والتدخل السياسي في عمله وتزايد الاستياء بين قوات الاحتياط المنهكة.

وفي إطار التطورات الإقليمية، سلطت الصحف العالمية الضوء على زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع "التاريخية" إلى واشنطن.

وسردت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية مسار الشرع، موضحة أنه قطع طريقا غير منتظر انتهى به في البيت الأبيض.

وأوضحت الصحيفة أنه منذ أن أطاح الشرع بنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد قبل قرابة عام، كان ترامب واحدا من أكثر قادة العالم حماسة للزعيم السوري الجديد.

وأعادت الصحيفة الأميركية ذلك إلى ما وصفتها بـ"رابطة متجذرة في تصورات الولايات المتحدة للأهمية الإستراتيجية لسوريا"، وأيضا في الاحترام الشخصي الواضح من ترامب للشرع.

وفي السياق نفسه، رحبت صحيفة "لوموند" الفرنسية في افتتاحيتها بما وصفتها بـ"شجاعة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في استقبال الرئيس السوري أحمد الشرع".

واعتبرت الصحيفة الفرنسية أنه لولا تدخل ترامب لما حققت سوريا تحت قيادة الشرع هذه الخطوات الدبلوماسية المهمة.

وأضافت الصحيفة الفرنسية أنه لا بد من الإقرار بالتزام ترامب بمرحلة انتقالية تتناسب مع التحديات الهائلة التي تواجهها سوريا، إلا أن نجاح هذه المرحلة الانتقالية يحتاج إلى رفع العقوبات الصارمة المفروضة على دمشق في أسرع وقت ممكن.

وتابعت أن سوريا لا تحتمل الانتظار، ولا يمكن للنظام الجديد الاعتماد طويلا على حسن نية الشعب السوري وذكريات فظائع الماضي إذا لم يحسّن ظروف معيشته المتردية أصلا.

وعلى الصعيد الأوروبي، كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن أوروبا باتت في منطقة رمادية بين الحرب والسلام، إذ تعد الطائرات المسيرة جزءا من حملة مكثفة يشتبه القادة الأوروبيون في أن روسيا توجهها إلى القارة بسبب دعمها لأوكرانيا.

وأضافت الصحيفة أنه حتى الآن عجزت الحكومات في جميع أنحاء أوروبا إلى حد كبير عن فعل الكثير حيال هذه القضية.

وأوضحت الصحيفة الأميركية أن إسقاط الطائرات المسيرة بعد تحديد موقعها أمر صعب ومحفوف بالتعقيدات القانونية، وقد سعت السلطات إلى تجنب إسقاطها في المناطق المكتظة بالسكان خوفا من سقوط ضحايا مدنيين.

تطورات أمنية أوروبية

وفي سياق متصل حول التطورات الأمنية الأوروبية، نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن 4 مصادر مطلعة أن المفوضية الأوروبية شرعت في تأسيس جهاز استخبارات جديد، يهدف إلى تحسين استغلال المعلومات التي تجمعها وكالات الاستخبارات الوطنية في دول الاتحاد.

إعلان

وأوضح أحد المصادر أن مسؤولين كبارا في السلك الدبلوماسي الأوروبي يعارضون الخطوة خوفا من أن تتداخل مهام الجهاز الجديد مع مراكز الاستخبارات المختلفة وتهدد مستقبلها.

وتوقعت المصادر أن تعارض عواصم دول الاتحاد الأوروبي تحركات المفوضية لإنشاء صلاحيات استخباراتية جديدة لبروكسل، في ظل حساسية موضوع السيادة الوطنية بالمجال الاستخباراتي.

وعلى المستوى الروسي، ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن روسيا بدأت حملة في نحو 20 منطقة لتجنيد متطوعين في الوحدات التي ستستدعى لحماية المنشآت الحيوية بعد توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونا يتيح الاستعانة بهم في السلم والحرب.

وتشمل مهمة هؤلاء المتطوعين مواجهة الطائرات المسيرة المعادية، كما أنهم يحصلون على صفة عسكريين مع كامل الامتيازات.

وأوضحت الصحيفة الروسية أن التجمعات تستمر حتى 6 أشهر سنويا، مع رواتب ومكافآت وضمانات لعائلات القتلى، في إطار جهود موسكو لتعزيز قدراتها الدفاعية في ظل استمرار الصراع مع أوكرانيا والتوترات المتصاعدة مع الغرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الرئیس السوری

إقرأ أيضاً:

أول زيارة من نوعها.. الرئيس السوري يصل إلى واشنطن بعد رفع اسمه من قوائم العقوبات

وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية، وفق ما ذكرت عدة وسائل إعلام.

ومن المقرر أن يلتقي الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الزيارة.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن الرئيس السوري أحمد الشرع وصل إلى الولايات المتحدة بعد إعلان واشنطن رفع اسمه واسم وزير الداخلية أنس خطاب من قوائم العقوبات والإرهاب.

وتُعد زيارة الشرع إلى واشنطن ذات أهمية خاصة، لكونه أول رئيس سوري يزور الولايات المتحدة بعد أن عمل خلال الأشهر الماضية على التقدّم في مسار الشراكة مع واشنطن.

ولم تُعلن الإدارة الأمريكية بعد رؤيتها الكاملة للعلاقات الثنائية مع دمشق، إلا أن مطالبها المعلنة سابقًا تشمل:

التعاون في مكافحة تنظيم داعش

السيطرة على مخيمات المعتقلين في شمال شرق سوريا

الاستغناء عن العناصر الأجنبية وطردها من الأراضي السورية

تسليم مطلوبين مصنّفين إرهابيين

الحفاظ على حقوق الأقليات

الوصول إلى اتفاق سلام مع إسرائيل

من جانبه، كان توم براك، المبعوث الخاص للرئيس ترامب إلى سوريا، قد صرّح في وقت سابق بأن أداء الرئيس أحمد الشرع وحكومته "يسير في الاتجاه الصحيح".

طباعة شارك الرئيس السوري أمريكا ترامب أحمد الشرع سوريا

مقالات مشابهة

  • ترامب: الرئيس السوري من أبرز المناصرين لتحقيق السلام في المنطقة
  • بعد اجتماع مغلق.. تعليقات إيجابية من ترامب تجاه الرئيس السوري
  • ترامب: أنا على وفاق مع الرئيس السوري
  • ترامب يلتقي الرئيس السوري في البيت الأبيض
  • في أول زيارة رسمية لواشنطن .. الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي ترامب في البيت الأبيض
  • الرئيس السوري يصل إلى البيت الأبيض للقاء «ترامب»
  • صحافة عالمية: تسليم جثة غولدن يدفع اتفاق غزة للأمام
  • ترامب يستقبل الرئيس السوري في البيت الأبيض
  • أول زيارة من نوعها.. الرئيس السوري يصل إلى واشنطن بعد رفع اسمه من قوائم العقوبات