كتب - وليد أمبوسعيدي -

أنهى منتخبنا الوطني للكرة الطائرة الشاطئية مشاركته في بطولتي العربية الثلاثين وغرب آسيا الرابعة محققا إنجازا مزدوجا وضع اسمه في صدارة القارة من جديد، بعدما تمكن ثنائي منتخبنا هود الجلبوبي وأحمد الحوسني من اعتلاء منصة التتويج مرتين في ظرف أسبوعين، ليؤكد الأحمر الشاطئي قوته المستمرة على اللعبة في المنطقة.

اللقب الآسيوي الذي جاء بعد أداء استثنائي أمام المنتخب القطري لم يكن مجرد انتصار في مباراة نهائية بل كان ثمرة عمل متواصل خلال سنوات من البناء والاستقرار الفني بقيادة المدرب الوطني بدر الصبحي، إضافة إلى التخطيط الواضح من الاتحاد العُماني للكرة الطائرة، الذي أولى اللعبة اهتماما كبيرا جعلها من أنجح الألعاب الجماعية في سلطنة عمان خلال السنوات الأخيرة.

لكن، ومع بريق الذهب الذي لمع في الملعب الرملي بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، تبقى هناك ملفات مفتوحة وأسئلة تنتظر الإجابة، أبرزها ما يتعلق بتطوير المنتخب النسائي الذي لم يحقق أي ميدالية في البطولة رغم الجهود الكبيرة، إلى جانب التحدي الأكبر المتمثل في المحافظة على القمة وتوسيع قاعدة الممارسين. ومن هنا تأتي هذه المتابعة الخاصة لـ«عُمان» لتسلط الضوء على الإنجاز الفني والإداري، وتفتح نقاشا مع صنّاع النجاح في المنتخبات والجهاز الفني والاتحاد، حول مستقبل الكرة الشاطئية العُمانية، بين الحاضر المشرق والطموح الذي لا حدود له.

حيث أكدت عائشة الجابرية، القائم بأعمال الأمين العام بالاتحاد العُماني للكرة الطائرة ورئيسة اللجنة النسائية، أن مشاركة المنتخبات النسائية في بطولتي العربية الثلاثين وغرب آسيا الرابعة للكرة الطائرة الشاطئية تمثل محطة مهمة في مسيرة تطوير اللعبة النسائية بالسلطنة مشيرةً إلى أن الظهور المشرف للاعبات رغم غياب الميداليات يعد خطوة تأسيسية نحو مستقبل أفضل لهذه الرياضة. وقالت الجابرية: مشاركة اللاعبات جاءت انطلاقا من إيمان عميق بأهمية وجود المنتخبات النسائية على خريطة الكرة الطائرة الشاطئية، أسوة بإخوانهن الرجال، واللاعبات خضن بطولتين كبيرتين بثقة وروح رياضية عالية، واحتكمن بزميلات من مختلف الدول العربية ودول غرب آسيا، بعضها يملك خبرة طويلة في اللعبة وبعضها في بداياته، والحمد لله كانت التجربة مفيدة ومليئة بالدروس. وأضافت أن مجرد مشاركة المنتخب النسائي يعد إنجازا بحد ذاته، قائلة: نحن فخورون بوجود منتخب نسائي يمثل سلطنة عُمان في بطولات إقليمية بهذا الحجم، وصحيح أننا لم نصعد إلى منصات التتويج، ولكن ما تحقق من تجربة وثقة وإصرار هو أساس البناء الحقيقي للمستقبل، ووجود اللاعبات على أرض الملعب بهذا الإصرار والعزيمة يعكس روحا جديدة في الرياضة النسائية العُمانية.

وحول التحديات التي واجهت المنتخبات وأوضحت الجابرية: لا أنكر أن هناك صعوبات، أبرزها قلة المنافسة الداخلية وندرة المشاركات الخارجية والمعسكرات، وهو ما يؤثر على مستوى الاحتكاك والخبرة. لكننا نعتبر هذه العقبات مؤقتة ويمكن تجاوزها، لأن لدينا لاعبات يمتلكن الشغف والحماس والرغبة في الاستمرار، والمدربة كان لها دور كبير في الحفاظ على الانضباط والتحفيز، ونجحت في ترسيخ روح الفريق وروح المسؤولية بين اللاعبات. وأكدت رئيسة اللجنة النسائية أن الاتحاد يملك خطة واضحة لتطوير اللعبة، قائلة: لدينا رزنامة داخلية وخارجية جاهزة، ومن أبرز محطاتها المشاركة القادمة في بطولة التضامن الأولمبي في دولة قطر، بالإضافة إلى التحضير لإطلاق دوري نسائي محلي للكرة الطائرة الشاطئية، يهدف إلى اكتشاف لاعبات جديدات وتوسيع قاعدة اللعبة في مختلف المحافظات، وسنعمل على رفد المنتخبات الحالية بالمواهب الشابة ودعمهن بالكوادر التدريبية المؤهلة.

وتابعت: نحن حريصون على تمكين المرأة الرياضية ومنحها الفرصة الكاملة لإثبات ذاتها، والدعم من الاتحاد ووزارة الثقافة والرياضة والشباب موجود ومتواصل، سواء ماديا أو معنويا، وهناك اهتمام واضح من رئيس الاتحاد المهندس إبراهيم المقبالي لتطوير المنتخبات النسائية ومواصلة دعمها، الاتحاد يؤمن بأن الاستثمار في العنصر النسائي هو استثمار في مستقبل اللعبة ككل.

وأكملت الجابرية: أنا مؤمنة بأن هذه البداية ستثمر قريبا عن نتائج ملموسة، ومع الاستمرارية والتخطيط السليم سنرى منتخباتنا النسائية تنافس على الميداليات في البطولات القادمة، المهم هو الاستمرار في العمل، وغرس الثقة في اللاعبات، وتوسيع قاعدة المشاركات بالأندية والمراكز التدريبية. المستقبل بإذن الله مشرق، وأنا على يقين أننا سنرى لاعباتنا قريبا على منصات التتويج بجانب زملائهن الرجال.

بدر الصبحي: الاستقرار والجاهزية الذهنية وراء إنجاز الألقاب -

أكد مدرب منتخبنا الوطني للكرة الطائرة الشاطئية بدر الصبحي أن الأداء الفني للمنتخب كان متميزا ومستقرا طوال مجريات بطولة غرب آسيا الرابعة والبطولة العربية مشيرًا إلى أن الفوز باللقب لم يكن صدفة بل نتيجة عمل متكامل استمر منذ بداية الموسم، جمع بين الجوانب الفنية والبدنية والنفسية. وقال الصبحي: الأداء الفني للمنتخب كان متوازنا وثابتا في جميع المباريات، واللاعبون أظهروا تركيزا عاليا في لحظات الحسم، ومن أبرز عوامل التفوق كانت الخبرة التراكمية التي اكتسبها الثنائي من المشاركات السابقة، وهو ما انعكس في هدوئهم داخل الملعب وقدرتهم على التعامل مع الضغوط الكبيرة في المباريات النهائية، وأوضح المدرب الوطني أن التحضير للموسم الحالي انطلق وفق خطة دقيقة تراعي الجانب البدني والنفسي.

وأضاف: منذ بداية الموسم حرصنا على تنفيذ برنامج إعداد متكامل يوازن بين الحمل التدريبي وفترات الراحة، وركزنا كذلك على الجانب النفسي من خلال جلسات دعم وتحفيز مستمرة لضمان جاهزية اللاعبين ذهنيا رغم ضغط المباريات وتقارب الاستحقاقات، والحمد لله، نجحنا في الحفاظ على اللياقة الذهنية والبدنية بأفضل صورة ممكنة.

وبيّن الصبحي أن الطاقم الفني ركز على تحسين تفاصيل الأداء داخل الملعب قائلا: عملنا على تعزيز فعالية الإرسال والضرب الهجومي، وتحسين دقة الاستقبال، إضافة إلى محاكاة سيناريوهات مختلفة لرفع جاهزية اللاعبين أمام أساليب اللعب المتنوعة للمنتخبات المنافسة. وحول مشاركة المنتخبات الوطنية الأخرى، أوضح الصبحي أنها تمثل خطوة مهمة ضمن المشروع التطويري للكرة الشاطئية العُمانية.

وأضاف: نحن لا نقيس النجاح فقط بالميداليات، بل بمدى التقدم الفني واكتساب الخبرة الدولية، والمنتخبات الأخرى التي شاركت في البطولتين أظهرت تحسنا واضحا في التنظيم والأداء، ما يؤكد أن المشروع يسير في الاتجاه الصحيح وسيؤتي ثماره قريبا. وأكد الصبحي على أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من العمل المستمر، موضحا: خطتنا تتركز على الاستمرارية في الإعداد والمشاركات الخارجية لرفع التصنيف العالمي، مع دعم قاعدة اللاعبين الشباب عبر برامج اكتشاف المواهب وتطويرهم فنيا وبدنيا لضمان بقاء منتخباتنا في دائرة المنافسة القارية والعالمية.

أحمد الحوسني: الإنجاز ثمرة التوازن والانسجام، والفوز يتطلب تركيزا وجهدا ذهنيا -

أكد نجم منتخبنا الوطني للكرة الطائرة الشاطئية أحمد الحوسني أن تحقيق اللقبين العربي وغرب آسيا خلال أسبوع واحد لم يكن مصادفة، بل جاء نتيجة انسجام كبير بينه وبين زميله هود الجلبوبي، إضافة إلى العمل المنظم والروح الجماعية التي ميّزت الفريق طوال مشوار البطولتين. وأشار الحوسني قائلا: السر وراء هذا التوازن والانسجام بيني وبين هود الجلبوبي هو الثقة المتبادلة والتفاهم داخل وخارج الملعب، قضينا وقتا طويلا في التدريبات والمباريات، وأصبح كل منا يعرف نقاط قوة الآخر ويستغلها بطريقة مثالية، التواصل المستمر أثناء اللعب يجعل اتخاذ القرارات أسرع وأكثر دقة، وهذا ما ساعدنا على التعامل مع اللحظات الصعبة بحكمة وثبات.

وعن مستوى البطولة، أشار الحوسني إلى أن المنافسة كانت الأصعب منذ سنوات، موضحا: النسخة الحالية كانت مختلفة تماما من حيث المستوى الفني والبدني للمنتخبات المشاركة، كل الفرق جاءت مستعدة بشكل كبير، وكل مباراة كانت بمثابة نهائي مصغر، هذا التطور في المستوى جعل الفوز يتطلب تركيزا عاليا وجهدا ذهنيا مستمرا طوال البطولة.

وحول شعوره بعد التتويج المتتالي، قال نجم المنتخب: تحقيق المراكز الأولى هدف كبير لكل لاعب، لكنه لا يعني الوصول إلى القمة، نحن نعتبر هذا الإنجاز محطة جديدة تدفعنا لمواصلة العمل والطموح، أمامنا تحديات أكبر في البطولات القارية والعالمية، وهدفنا أن نرفع اسم بلدنا في كل المحافل. ووجه الحوسني رسالة شكر وتقدير للجهازين الفني والإداري، مؤكدا أن الإنجاز نتاج عمل جماعي متكامل، وقال: كل الشكر والتقدير لمجلس إدارة الاتحاد العُماني للكرة الطائرة على الدعم والثقة، ما تحقق هو ثمرة جهد جماعي من الجميع، بدءا من الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني بدر الصبحي الذي هيأ لنا كل الظروف المثالية، مرورا بالجهاز الإداري الذي كان قريبا منا في كل تفاصيل الإعداد والمباريات.

وعبر الحوسني عن تفاؤله الكبير بمستقبل الكرة الطائرة الشاطئية في السلطنة، قائلا: المستقبل مشرق بإذن الله، هذا الإنجاز سيمنح اللعبة دفعة قوية، وسيشجع المواهب الجديدة على الانضمام للمنتخبات، لدينا الكفاءات والكوادر القادرة على التطوير، ومع استمرار الدعم من الاتحاد والوزارة يمكننا المنافسة على المستويات الدولية والعالمية، ما تحقق هو بداية لمسار أكبر وأجمل بإذن الله.

هود الجلبوبي: تحقيق الألقاب إنجاز تاريخي يعكس تطور الكرة الشاطئية -

عبّر نجم منتخبنا الوطني للكرة الطائرة الشاطئية هود الجلبوبي عن سعادته الكبيرة بالتتويج المزدوج لمنتخبنا الوطني، بعد الفوز ببطولتي العربية الثلاثين وغرب آسيا الرابعة خلال أسبوع واحد، مؤكدا أن تحقيق اللقبين بهذه السرعة وبهذا المستوى يعد إنجازا تاريخيا يعكس تطور الكرة الشاطئية العُمانية ووعي لاعبيها داخل وخارج الملعب، وقال الجلبوبي: الشعور لا يوصف أن تحقق بطولتين في أسبوع واحد، شعرت بهذا الإحساس من قبل عندما توجت في الأردن، لكن عندما يتحقق الإنجاز في بلدك وبين جماهيرك يكون الشعور مختلفا تماما، شعور بالفخر والاعتزاز والانتماء.

وأضاف متحدثا عن أصعب لحظات البطولة: اللحظة الأصعب كانت في المباراة النهائية في البطولة العربية، عندما كنا متقدمين بشوط ودخلنا الشوط الثاني الذي امتد بنتيجة ٣٧-٣٥، كانت لحظات توتر وقلق لأنك تلعب على أرضك ومطالب بتحقيق الذهب، لكننا تمسكنا بالتركيز حتى النهاية.

وأشار الجلبوبي إلى أن الخبرة أدت دورا كبيرا في تجاوز المواقف الصعبة قائلا: في مثل هذه البطولات المعقدة، تظهر أهمية الخبرة التي اكتسبناها من المشاركات السابقة، كل نقطة وكل مباراة كانت درسا ساعدنا في إدارة النهائيات بهدوء واتزان. وعن شراكته مع زميله أحمد الحوسني، قال: أحمد من اللاعبين الخلوقين والمميزين داخل وخارج الملعب، وخبرته كبيرة على المستوى العربي والعالمي، في بداياتي بالشاطئية كان أول لاعب أرافقه في اللعبة، وشاءت الأقدار أن نجتمع مجددا، وبفضل الله توّجنا باللقب معا، والتفاهم بيننا كان حاضرا منذ اللحظة الأولى.

ووجه الجلبوبي رسالة خاصة للجماهير قائلا: جمهورنا لم يقصر معنا، وجودهم في المدرجات كان حافزا كبيرا لنا، وصوتهم وتشجيعهم منحانا طاقة إضافية في كل نقطة، حتى من تابعونا خلف الشاشات أو في مواقع التواصل، كنا نشعر أنهم معنا خطوة بخطوة، هذا الذهب نهديه لهم لأنهم السبب بعد الله في هذا الإنجاز. وتطرق نجم منتخبنا في حديثه بنظرة نحو المستقبل موضحا: المرحلة القادمة سنركز فيها على المشاركات الآسيوية والعالمية، وهدفنا أن نظهر بمستوى يليق بسمعة الكرة الطائرة العُمانية، سواء في الصالات أو الشاطئية، طموحنا مستمر، وسنعمل بكل جهد للحفاظ على هذا التميز ورفع علم سلطنة عمان في كل المحافل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: آسیا الرابعة أحمد الحوسنی وغرب آسیا الع مانیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

اعتماد رياضة البادل ضمن الألعاب الآسيوية تمهيداً لاعترافها الأولمبي الدولي

هاني البشر (الرياض)
في خطوة تاريخية تعكس تطور رياضة البادل عالمياً، أعلن الاتحاد الدولي للبادل (FIP) اعتماد المجلس الأولمبي الآسيوي (OCA) للعبة كرياضة رسمية ضمن الألعاب الآسيوية المقبلة، على أن تشارك لأول مرة في دورة الألعاب الآسيوية 2026 في آيتشي وناغويا باليابان.

ويُعد هذا الاعتراف تمهيداً للخطوة الأهم نحو الاعتراف الدولي من اللجنة الأولمبية الدولية (IOC)، تمهيداً لإدراج رياضة البادل ضمن الألعاب الأولمبية 2032 في أستراليا.

وأعرب رئيس الاتحاد السعودي للبادل مقرن المقرن عن فخره بهذا التطور، مؤكداً أنه يعكس الدعم الكبير من الحكومة الرشيدة للقطاع الرياضي، وما توليه من اهتمام بتطوير مختلف الألعاب وتمكين الشباب السعودي لتحقيق النجاحات على المستويين القاري والدولي.

وأضاف المقرن، أن هذا الاعتراف سيُسهم في تطوير عمل الاتحاد بشكل أكبر، ويعزز الاهتمام بالفئات السنية بهدف رفع مستوى البنية التحتية للعبة وفق خطط طويلة المدى تسهم في صناعة جيل واعد من اللاعبين والمدربين القادرين على المنافسة قارياً ودولياً.

كما ثمّن المقرن دعم وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل ومتابعته المستمرة لرياضة البادل، مؤكداً حرص الاتحاد على مواصلة العمل لتعزيز حضور المملكة في المحافل القارية والدولية.

مقالات مشابهة

  • بعثة سيدات منتخب الطائرة الشاطئية تغادر إلى أستراليا للمشاركة في بطولة العالم
  • اعتماد رياضة البادل ضمن الألعاب الآسيوية تمهيداً لاعترافها الأولمبي الدولي
  •  المنتخب الوطني يواصل استعداده لمواجهة ساحل العاج في جدة
  • الطرق الداخلية بين الرؤية والتطبيق
  • 10 لاعبين يمثّلون منتخب الريشة الطائرة في المونديال
  • المنتخب الوطني يدخل المرحلة الأخيرة من التحضيرات قبل مواجهة أوزبكستان الودية
  • «أهلي 2007» يحل ضيفًا على طلائع الجيش في بطولة الجمهورية للكرة النسائية
  • منتخب الطائرة يرفع درجة الاستعداد لبطولة التحدي بالأردن
  • منتخب الطائرة يرفع درجة الاستعداد لبطولة التحدي بالأردن وسط دعم كامل من مجلس الإدارة