تنسيق مصري تركي مكثف لوضع آليات عمل "القوة الدولية" في غزة
تاريخ النشر: 12th, November 2025 GMT
أنقرة- الوكالات
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره التركي هاكان فيدان على تنفيذ اتفاق وقف النار في قطاع غزة والانتقال إلى المرحلة الثانية، لتثبيت الهدنة ومنع التصعيد العسكري.
وأشار عبد العاطي في مؤتمر صحفي مشترك مع فيدان إلى أن الجانبين "اتفقا على ضرورة ممارسة الضغوط السياسية لضمان التزام الطرفين بالاتفاق"، مشيرا إلى أن الحوار مستمر مع واشنطن بشأن مشروع القرار الأمريكي المعروض على مجلس الأمن لإنشاء قوة دولية لمراقبة التزام الطرفين بوقف إطلاق النار.
وأوضح الوزير المصري أن القاهرة وأنقرة متفقتان على أهمية أن تكون قوة الاستقرار الدولية المزمع إنشاؤها في غزة ذات تفويض واضح من الأمم المتحدة، وأن تعمل تحت إشراف أممي إقليمي مشترك، لضمان تثبيت الهدنة ومراقبة إعادة الانتشار الإسرائيلي، إضافة إلى تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية والإشراف على بدء إعادة الإعمار.
من جانبه، دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأمم المتحدة إلى توضيح نطاق ومهام قوة الاستقرار الدولية قبل نشرها، مشيرا إلى أن بلاده "تعمل مع مصر وقطر والولايات المتحدة لضمان استمرار وقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات دون عوائق"، مؤكدا على أن "حركة حماس أبدت التزامًا واضحًا ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، بينما ينتظر من إسرائيل احترام التزاماتها كاملة".
وأشار فيدان إلى أن اللقاء تناول أيضا ملفات إقليمية أخرى تشمل الأوضاع في ليبيا والسودان وسوريا، مؤكدا على أن "أنقرة والقاهرة تتشاركان الرؤية ذاتها بشأن ضرورة إحلال السلام في السودان، والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، ودعم الحلول السياسية في المنطقة".
وخلال مشاركته في جلسة نقاشية بمركز الأبحاث التركي "سيتا" (SETA)، شدد وزير الخارجية المصري على أن التعاون المصري التركي يمثل "نموذجًا لما يمكن أن تقدمه الشراكة بين البلدين من إسهام إيجابي في معالجة أزمات المنطقة"، مشيرا إلى أن الاتفاق الثلاثي المصري- التركي- القطري بالتنسيق مع واشنطن كان العامل الحاسم في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في 10 أكتوبر الماضي بعد حرب استمرت عامين.
وأكد عبد العاطي على أن مصر وتركيا تعملان على ضمان استمرار هذا الاتفاق وعدم العودة إلى الحرب، موضحًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقًا مكثفًا بشأن آليات عمل قوة الاستقرار الدولية، بما في ذلك تحديد قواعد انتشارها ومجال عملها داخل قطاع غزة، لتكون "ركيزة أساسية في تثبيت الهدنة ومنع الانزلاق إلى مواجهة جديدة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
معاريف: تل أبيب تخشى تمدد النفوذ التركي عبر واشنطن ودمشق
سلطت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في تقرير للكاتبة آنا بارسكيالضوء على التحركات التركية المتسارعة في ملفات غزة وسوريا، مشيرة إلى أن أنقرة تسعى إلى إعادة تموضعها كلاعب إقليمي رئيسي في الشرق الأوسط، في ظل ما وصفته بانفتاح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تشكيل نظام إقليمي جديد.
وذكرت "معاريف" أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أجرى زيارة خاطفة إلى واشنطن الاثنين، وسط اتصالات حساسة بين تل أبيب والبيت الأبيض حول تشكيل القوة الدولية في غزة.
وأوضحت الصحيفة أن فيدان التقى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وعدداً من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، كما حضر جزءاً من اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تنظر إلى هذه التحركات بقلق بالغ، معتبرة أن "مثلثا سياسيا جديدا" يتشكل بين واشنطن وأنقرة ودمشق قد يعيد رسم موازين القوى في المنطقة، سواء في سوريا أو في غزة، ونقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن "تركيا لا مكان لها في القوة التي ستعمل على حدود إسرائيل"، مؤكدا أن تل أبيب "مصممة على حماية مصالحها الأمنية في سوريا".
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن فيدان، فإن محادثاته في واشنطن ركزت على موقف أنقرة من "المناطق الإشكالية في جنوب سوريا"، ذات الحساسية الخاصة بالنسبة لإسرائيل والأقلية الدرزية، إضافة إلى مناطق الشمال الشرقي حيث تنتشر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا.
كما تناولت المباحثات قضايا إعادة إعمار سوريا وتوحيد مؤسساتها والترتيبات الأمنية الإقليمية.
وقال فيدان عقب الاجتماعات: "ناقشنا كيفية إدارة المناطق المتأثرة بفعالية أكبر، وكيفية التعامل مع عواقب قانون قيصر"، مضيفاً أن "موقف الرئيس ترامب بشأن سوريا بنّاء للغاية".
والتقى فيدان أيضا المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وتوم باراك ونائب الرئيس جيه. دي. فانس، حيث جرى بحث مسألة دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري، وهي خطوة تراها أنقرة أساسية لأمنها القومي ولتفكيك بنية حزب العمال الكردستاني.
وأكد الوزير التركي، أن ملف غزة شكل محورا رئيسيا في المحادثات مع الإدارة الأمريكية، حيث ناقش الطرفان سبل تطبيق وقف إطلاق النار في القطاع، وإمكانات التسوية السياسية، ومشروع إنشاء قوة دولية لحفظ الاستقرار.
وذكرت أن واشنطن تروج لمشروع قرار في مجلس الأمن يمنح تلك القوة تفويضاً لعامين لتأسيس هيئة حكم مؤقتة في غزة تعمل على نزع السلاح وضمان الأمن، مع تخويلها "باستخدام جميع الوسائل اللازمة"، وهو بند أثار خلافاً بين الولايات المتحدة من جهة، وإسرائيل وتركيا من جهة أخرى.
وأوضحت "معاريف" أن تركيا تطالب بأن تعرف المشاركة في القوة بأنها "مهمة سلام"، فيما تعارض إسرائيل بشدة أي وجود تركي في هذه القوة، خشية من أن يؤدي ذلك إلى تعزيز نفوذ أنقرة في المنطقة والإضرار بالتنسيق الأمني القائم مع واشنطن.
وجاءت زيارة فيدان بعد أيام من إصدار محكمة في إسطنبول أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، بينهم رئيس الأركان إيال زامير ووزير الحرب إسرائيل كاتس ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير وقائد البحرية ديفيد سلامة، بتهم تتعلق بارتكاب "جرائم حرب في غزة".
واعتبرت إسرائيل هذه الخطوة "محاولة سياسية تركية لتقويض مكانتها الدولية وتعزيز نفوذ أنقرة في القضية الفلسطينية".
ونقلت "معاريف" عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن تركيا تسعى إلى "العودة إلى مركز الساحة الإقليمية" عبر تدخل مزدوج في كل من سوريا وغزة.
وأضاف أحد المصادر أن "فيدان يمثل الذراع السياسي المباشر للرئيس رجب طيب أردوغان، وزيارته إلى واشنطن تؤكد مساعي تركيا لترسيخ موقعها كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط الجديد الذي يسعى ترامب إلى تشكيله".
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تتابع هذه التحركات عن كثب، إذ نقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن "انخراط تركيا في القوة الدولية أو في الوساطة الإقليمية قد يقيّد حرية إسرائيل في التحرك، سواء ضد حزب الله أو ضد الوجود الإيراني في سوريا"، وأضاف المسؤول أن تل أبيب ستواصل توضيح موقفها للإدارة الأمريكية بشأن رفضها القاطع لأي وجود تركي عسكري أو دبلوماسي على حدودها.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن الأوساط السياسية في إسرائيل تبدي قلقا من احتمال أن ترى إدارة ترامب، في إطار مساعيها لخفض التوترات الإقليمية، في تركيا وسيطاً فاعلاً، حتى وإن جاء ذلك على حساب المصالح الإسرائيلية.