فيلادلفيا تسكّ آخر بنس أمريكي.. نهاية عملة رافقت تاريخ الولايات المتحدة لأكثر من 200 عام
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
في قرار فريد من نوعه، أعلنت دار سكّ العملة في فيلادلفيا توقفها عن إنتاج عملة "البنس" (سنت واحد)، بعد أكثر من قرنين على سكّها لأول مرة عام 1793، ضمن مساعٍ لتقليص النفقات العامة.
أنتجت دار السكّ في فيلادلفيا، الأربعاء، آخر دفعة من عملات "البنس"، لتطوي بذلك صفحة من تاريخ النقد الأمريكي الذي بدأ بعد عام واحد فقط من إقرار الكونغرس قانون سك العملات.
خلال الحدث، ضغط أمين الخزانة الأمريكي براندون بيتش على الزر الذي أطلق آخر قطعة نقدية من فئة "البنس" قائلاً: "ليبارك الله أمريكا، وسنوفر على دافعي الضرائب 56 مليون دولار سنويًا". وأوضح أن آخر عملة توقفت البلاد عن إنتاجها كانت فئة الـ"نصف سنت" عام 1857.
جاء القرار تنفيذًا لأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد ارتفاع تكلفة إنتاج القطعة الواحدة إلى نحو 4 سنتات، أي أكثر من قيمتها الفعلية بأربع مرات.
وكتب ترامب في منشور إلكتروني في شباط/ فبراير الماضي: "لقد واصلت الولايات المتحدة إنتاج عملات الـ"البنس" لفترة طويلة، رغم أن كلفتها لا تعادل قيمتها. هذا أمر في غاية الهدر!".
ورغم أن مليارات من هذه العملات ما زالت قيد التداول، إلا أن الحاجة إليها تراجعت في اقتصاد القرن الحادي والعشرين، حيث أصبحت معظم المعاملات رقمية أو تتم عبر بطاقات الدفع.
أبدى تجار التجزئة قلقهم من تأثير القرار على المعاملات النقدية اليومية، خاصة مع غياب توجيهات حكومية واضحة حول كيفية التعامل مع الأسعار بعد نفاد الكميات المتبقية.
قرّرت متاجر عدّة تعديل الأسعار لتجنّب الإشكالات الحسابية، فيما طلبت أخرى من الزبائن إحضار المبالغ الدقيقة. أما المتاجر الأكثر ابتكارًا، فاستحدثت عروضًا رمزية مثل تقديم مشروب مجاني مقابل كمية من عملات "البنس".
وفي هذا السياق، قال جيف لينارد من "الرابطة الوطنية لمتاجر البقالة": "لقد طالبنا بإلغاء هذه العملة منذ 30 عامًا، لكن هذه لم تكن الطريقة المثلى لتحقيق ما أردناه".
في الوقت نفسه، بدأت بعض المصارف بتقنين توزيع هذه العملات رغم وجود فائض هائل منها. وتشير الأرقام إلى أن عملات الـ"البنس" شكّلت خلال القرن الماضي نحو نصف إجمالي النقود التي أنتجتها دار سكّ العملة في فيلادلفيا.
Related ألغيت رحلتك خلال الإغلاق في الولايات المتحدة؟ أعد الحجز واسترد ثمن التذكرة وعدّل خطط السفراتهامات بالتجارب النووية ترفع مستوى التوتر: روسيا تعلن استعدادها للحوار مع الولايات المتحدةأول ثلوج الموسم: برد قياسي في جنوب شرق الولايات المتحدة وتحذير من التجمد ل18 مليون رمزية تتجاوز القيمةفي عام 1793، كانت هذه العملة تشتري قطعة خبز أو شمعة أو حلوى، أما اليوم فهي تُركن في الأدراج أو تجمع في أوعية زجاجية وتُنسى. ورغم قيمتها الزهيدة، ما زال كثيرون يرون في عملة "البنس" رمزًا يتجاوز البعد الاقتصادي، فقد عبّر كثيرون عن حنينهم لها ذلك أنهم يعتبرونها جالبة للحظ أو جزءًا من التراث الأمريكي.
وبالنسبة لجامعي العملات والمؤرخين، تمثّل هذه القطعة الصغيرة سجلًا بصريًا لهوية الولايات المتحدة على مدى أكثر من 200 عام. يقول فرانك هولت، أستاذ التاريخ المتقاعد في جامعة هيوستن: "لقد نقشنا عليها شعاراتنا وهويتنا، وقررنا من هم الأشخاص الذين يستحقون أن نخلّدهم. فهي تعكس سياستنا وديننا وفنّنا وصورتنا عن أنفسنا، ومثلنا وطموحاتنا".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة الصحة الذكاء الاصطناعي قطاع غزة دونالد ترامب إسرائيل غزة الصحة الذكاء الاصطناعي قطاع غزة الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الكونغرس فيلادلفيا اقتصاد عملة دونالد ترامب إسرائيل غزة الصحة الذكاء الاصطناعي قطاع غزة دراسة حركة حماس تكنولوجيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عاصفة فولوديمير زيلينسكي الولایات المتحدة دار سک
إقرأ أيضاً:
الصين تدفع باتجاه زيادة الاقتراض منها باليوان
تعهد البنك المركزي الصيني بتشجيع الكيانات الخارجية على التمويل باليوان، مراهنا على أن انخفاض تكاليف الاقتراض وزيادة الطلب على العملة في الخارج سيشكلان دافعين أساسيين لتدويله.
وأعلن بنك الشعب الصيني في تقريره السنوي الصادر في 30 أكتوبر/تشرين الأول أن البلاد ستعزز دور اليوان كعملة تمويل كإحدى الخطوات الرئيسية لتعزيز تدويله.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدينار العراقي يتراجع مقابل الدولار بنهاية الأسبوعlist 2 of 2سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار يرتفع نهاية الأسبوعend of listوتعهد البنك المركزي بدعم استخدام مجموعة متنوعة من منتجات التمويل -بما في ذلك قروض اليوان وسندات الباندا وسندات اليوان الخارجية وتمويل التجارة- لتسهيل حصول المؤسسات والشركات الأجنبية على العملة.
تدويل اليوانوحسب "بلومبيرغ"، يعكس التقرير عزم بكين على تعزيز دور اليوان في النظام النقدي العالمي، واستعدادها لتوفير المزيد من السيولة باليوان للكيانات الخارجية، وهي طريقة لجعل العملة متاحة للمستخدمين العالميين على الرغم من الرقابة الصارمة التي تفرضها الصين على تدفقات رأس المال الخارجية.
وأصبحت تكلفة الاقتراض المنخفضة لليوان الصيني ميزة تسويقية جديدة، إذ أدت السياسة النقدية المتساهلة نسبيا للبلاد والضغوط الانكماشية إلى انخفاض عوائد السندات إلى ما دون عوائد سندات الخزانة الأميركية بكثير.
وقال شياوجيا تشي الخبير الاقتصادي في بنك "كريدي أغريكول سي آي بي" في هونغ كونغ -في إشارة إلى اليوان- إن هذا "يأتي في إطار خطة الصين لتوسيع نطاق استخدام الرنمينبي (اليوان) لأغراض متعددة، مع انخفاض عوائد الصين قد يصبح الرنمينبي أكثر جاذبية كعملة تمويل، ويمكن للصين أن تشجع تطوير أسواق سندات الباندا وسندات اليوان الصيني، مما قد يساعد في تعزيز سيولة اليوان الخارجية".
وأحرزت الصين بالفعل بعض التقدم نحو تدويل عملتها في السنوات الأخيرة، وكان اليوان ثاني أكثر العملات العالمية استخداما في أسواق تمويل التجارة في سبتمبر/ أيلول الماضي، وبلغ حجم تسويته 7.3% من إجمالي المعاملات، وفقا للبيانات الصادرة عن شبكة سويفت العالمية للمراسلة.
إعلانولطالما سعت بكين إلى تعزيز استخدام اليوان في أنشطتها العابرة للحدود، في إطار جهودها الرامية إلى حماية البلاد من المخاطر الجيوسياسية وتعزيز سلامتها المالية.
وبينما يحافظ الدولار على دوره المهيمن في المعاملات العالمية ازدادت الصين جرأة هذا العام بشأن مبادراتها المتعلقة باليوان، في محاولة للاستفادة من تنامي القلق بشأن العملة الأميركية بعد أن أثارت السياسات الأميركية المتقلبة قلق الأسواق المالية.
وأفاد بنك الشعب الصيني في التقرير بأن البنوك المركزية -بما في ذلك تلك الموجودة في هونغ كونغ وتركيا وكوريا الجنوبية– تلجأ بانتظام إلى خطوط مقايضة العملات الثنائية للحصول على اليوان لدعم تمويل التجارة.
وأدى النمو السريع في مبيعات سندات الباندا والديم سوم إلى تمويل ديون باليوان بقيمة 1.4 تريليون يوان (197 مليار دولار) لجهات الإصدار الخارجية العام الماضي، وبلغت قروض البنوك التجارية القائمة باليوان للمقترضين الخارجيين تريليوني يوان (209 مليارات دولار) بنهاية عام 2024، بزيادة 14% عن العام السابق.
ولجأ مقترضون من الأسواق الناشئة -بما في ذلك المجر وكازاخستان وكينيا- إلى اليوان لمشاريع البناء أو تمويل الديون، وتخطط شركة إيبوري للمدفوعات، ومقرها المملكة المتحدة، لزيادة التوظيف في مكاتبها بالصين لتلبية الطلب المتزايد على تسويات اليوان من قبل الشركات الصينية.
وأوضح بنك الشعب الصيني أن زيادة الاقتراض الخارجي باليوان يمكن تنسيقها مع توجه الشركات الصينية نحو توسيع سلاسل التوريد الصناعية حول العالم، ومن المتوقع أن يسهم التمويل باليوان في تعزيز استخدام العملة بالتجارة والاستثمار.
وفي سياق متصل، حذر صندوق النقد الدولي من مخاطر تقلبات العملات التي تواجه دولا مثل كينيا وإثيوبيا التي تبدل قروضها الدولارية من الصين إلى اليوان لخفض تكاليف الديون.
وأكد الصندوق في رده على استفسارات عبر البريد الإلكتروني أن تحويل العملات يُعد نهجا استباقيا لإدارة الديون، لكن يجب على الدول ضمان ألا تؤدي فوائد هذه الخطوات إلى خلق نقاط ضعف جديدة.
وقال متحدث باسم الصندوق "في حين أن هذه المعاملات قد تخفض التكاليف لكنها قد تسبب كذلك مخاطر تقلب العملات وذلك حسب هيكلها يشجع صندوق النقد الدول على النظر في مثل هذه العمليات ضمن إستراتيجيات شاملة لإدارة الديون متوسطة الأجل والاحتياطيات، لضمان توازن مناسب بين التكلفة والمخاطر".
وبيعت سندات سيادية وسندات الشركات المقومة باليوان بنسبة 2.4% هذا العام، أي ما يقارب نصف سعر الفائدة على الديون المقومة بالدولار.
وخفّض تحويل كينيا قروض السكك الحديدية الصينية إلى اليوان تكاليفها السنوية بمقدار 215 مليون دولار، وتُجري إثيوبيا محادثات لتحويل جزء على الأقل من مبلغ 5.38 مليارات دولار المستحق عليها لبكين إلى اليوان.
وتُجري إثيوبيا -التي تخلفت عن سداد سندات دولية بقيمة مليار دولار- محادثات مع جهات مقرضة لإعادة هيكلة ديونها بموجب الإطار المشترك لمجموعة العشرين.
إعلانونقلت "بلومبيرغ" عن ديباك ديف مدير في شركة أوتونومي كابيتال -ومقرها جوهانسبرغ- قوله "تنويع جزء من احتياطياتها الوطنية وتحويلها إلى اليوان أيضا قد يمثل تحديا للاقتصادات الصغيرة التي لا تصدّر بعملات متعددة، إذ يُعتبر الدولار العملة التشغيلية الفعلية للتجارة العالمية".