«بان».. يستكشف محاكاة الذكاء الاصطناعي للواقع في بيئات متغيرة
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةأطلق «معهد النماذج التأسيسية» التابع لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أمس، نموذج «بان» (PAN)، الذي يستكشف الطرق والكيفية التي تفهم بها نظم الذكاء الاصطناعي العالم من حولها وتحاكيه في بيئات متغيرة، وذلك في خطوة تعزز مسيرة تطوير ذكاء اصطناعي أكثر قدرة على فهم محيطه والتنبؤ به والتكيف معه.
يمثل «بان» قفزة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي، لأنه يجمع بين القدرة على فهم الصور والتفكير المنطقي ومعالجة اللغة في وقت واحد بما يمكنه من محاكاة الواقع بدقة مذهلة.
وبخلاف النماذج الأخرى القادرة فقط على إنتاج نصوص أو صور ثابتة أو مقاطع فيديو قصيرة، يستطيع «بان» أن يصنع فيديو طويلا ومتصلا بسلاسة تامة، حيث يكفي أن تعطيه أمراً بسيطاً مثل «امشِ في غابة مغطاة بالثلج» أو «اتجه نحو المنارة»، فيبدأ بالتحرك طبيعياً مع الحفاظ على كل التفاصيل متسقة تماماً من لحظة لأخرى، سواء الأشجار أو الثلج أو الإضاءة أو الحركة، وبدون أي خطأ أو تناقض.
يعتمد نموذج «بان» على نظام «الاستدلال الباطني» أو ما يصطلح عليه بالإنجليزية Generative Latent Prediction - GLP، وهو إطار يفصل بين ما يحدث في المشهد وكيف يبدو بصرياً.
وأظهرت نتائج الاختبارات أن نموذج «بان» حقق أداءً متقدّماً في ثلاثة مجالات رئيسة، هي محاكاة الأفعال والحركات بدقة عالية جداً، والتنبؤ بعيد المدى بالأحداث المستقبلية، والتخطيط الاستدلالي في البيئات المتغيرة. وتفتح هذه القدرات آفاقاً جديدة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الروبوتات والأنظمة المستقلة ودعم اتخاذ القرار، ويشكّل فهم العلاقة بين الأفعال ونتائجها ركيزة أساسية للتعلّم الذكي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الإمارات جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ثورة غير مسبوقة في الحوسبة.. إمكانات تتجاوز الذكاء الاصطناعي
بينما يهيمن الذكاء الاصطناعي على المشهد التقني، يلوح في الأفق تحوّل جذري قد يعيد تعريف قدرة الحوسبة بشكل كامل.
إنها الحوسبة الكمية (Quantum Computing)، المجال الذي يمكن أن يحوّل عمليات كانت تحتاج سنوات إلى دقائق معدودة، ما يفتح آفاقًا جديدة في العلوم، الصناعة، والصحة.
وفي تقرير لشبكة CNN، أعلنت شركة IBM عن معالجين كمّيين تجريبيين هما Loon وNighthawk، القادرين على تنفيذ حسابات أكثر تعقيدًا من أي نظام سابق. ويصف الخبراء هذه الخطوة بأنها نقلة نوعية في سباق التكنولوجيا العالمي.
مبدأ مختلف
الحوسبة الكمية ليست نسخة أسرع من الحاسوب التقليدي، بل طريقة جديدة تمامًا لمعالجة المعلومات.
ففي حين تعتمد الحواسيب التقليدية على "بتات" تمثل الصفر أو الواحد، تستخدم الحواسيب الكمية الكيوبتات (Qubits)، التي يمكن أن تكون صفرًا وواحدًا في الوقت نفسه.
يشبهها العلماء بقطعة نقدية تدور في الهواء، ليست وجهًا ولا ظهرًا، بل كلاهما في الوقت ذاته، مما يمنح القدرة على معالجة ملايين الاحتمالات دفعة واحدة.
تطبيقات مذهلة
تتوقع McKinsey & Company أن تضيف الحوسبة الكمية نحو 1.3 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول 2035.
وتشمل التطبيقات المجالات التالية:
الكيمياء والدواء: تسريع اكتشاف العقاقير من خلال محاكاة الجزيئات الكبيرة والمعقدة، بالشراكة بين شركات مثل Accenture Labs وBiogen و1QBit.
الصناعة والطاقة: تطوير خلايا وقود أكثر كفاءة بالتعاون بين BMW وAirbus.
التمويل والأمن السيبراني: تحليل بيانات ضخمة واتخاذ قرارات مالية معقدة.
ويقول أناند ناتاراجان، أستاذ MIT:"الأمل الكبير هو أن يصبح الكمبيوتر الكمي مختبرًا افتراضيًا يحاكي أي تجربة حقيقية".
الأمن السيبراني والتحديات
قد تشكل الحوسبة الكمية تهديدًا للأمن السيبراني بقدرتها على كسر شيفرات التشفير التقليدية، ما يجعلها أداة استراتيجية محتملة في المستقبل.
رغم اهتمام وزارة التجارة الأميركية بدعم المجال، أكدت لـ CNN أنها لا تتفاوض حاليًا على صفقات تمويل مقابل حصص ملكية مع شركات الحوسبة الكمية.
تحديات تقنية
أخبار ذات صلة
الكيوبتات شديدة الحساسية لأي اهتزاز أو ضوء، ما يجعل تطوير حواسيب كمية مستقرة تحديًا كبيرًا.
ويقول جاي غامبيتا، مدير الأبحاث في IBM:"لو اهتزت الطاولة قليلًا، سنفقد النظام بأكمله. وإذا دخل ضوء خافت، يمكن أن يدمّره".
وقد طورت IBM معالج Loon لإثبات إمكانية بناء نظام متحمل للأخطاء، بينما يتيح Nighthawk تنفيذ "بوابات" أكثر تعقيدًا لمعالجة البيانات.
سباق التكنولوجيا
تتنافس جوجل ومايكروسوفت وIBM على الريادة:
مايكروسوفت: كشفت عن شريحة Majorana 1 لإنشاء كيوبتات أكثر استقرارًا.
جوجل: أعلنت عن شريحة Willow القادرة على تنفيذ عمليات تستغرق 10 سبتيليون سنة بالحواسيب التقليدية خلال 5 دقائق فقط.
ويتوقع الخبراء أن الحواسيب الكمية الخالية من الأخطاء قد تظهر بين 2030 و2035، بينما تأمل IBM تحقيق هذا الهدف قبل نهاية العقد الحالي.
المستقبل أمامنا
رغم أن التقنية لا تزال في بدايتها، فإن إمكاناتها قد تعيد تعريف المستحيل.
ويقول سريدهار تايور، أستاذ في جامعة كارنيغي ميلون: "نحاول اليوم إجراء جراحة دماغية باستخدام ملعقة وشوكة.. أما الحوسبة الكمية فستوفر الأدوات الدقيقة التي نحتاجها حقًا".
إسلام العبادي(أبوظبي)
المصدر: وكالات