الذكاء الاصطناعي .. ثورة تكنولوجية هائلة !
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
شغل العالم بظهوره أول مرة في حقبة الأربعينيات من القرن الماضي، ومنذ ذلك التاريخ والبشر لا يتعرضون له بالحديث الكثير، ليس توجسًا من أضراره بل لأن مدى انتشاره كان بطيئًا للغاية ومراحل نموه كانت تزحف في الخفاء، أما اليوم فأصبح صوت «الذكاء الاصطناعي» عاليًا، بعض الناس يصورونه على أنه «مارد» مخيف، وآخرون يرون فيه ذلك الحمل الوديع، وما بين الرأيين يوجد نفر من الناس ينتظرون منه الكثير من الفائدة.
ولذلك أسهب الناس في الحديث عن بعض تفاصيل الذكاء الاصطناعي وأهميته في الحياة اليومية، لكن وسط هذا التهافت المزدحم إلى استخدام تقنياته عجز الكثير من المهتمين بهذا العلم في الوصول إلى أدق تفاصيله وأسراره.
لكن الجميع أجمع على أن هذا العلم هو «ثورة علمية وتكنولوجية رهيبة، فهو لا يترك مجالًا إلا ووجد فيه، أصبح عبارة عن أخطبوط ذي أذرع طويلة يمكنه الوصول إلى أماكن عميقة مستخدمًا تقنيات فائقة الدقة سواء في الجانب الإيجابي أو السلبي.
لقد أصبح انتشار «الذكاء الاصطناعي» بشكل مخيف للغاية، لا تكاد تنفصل عن عالمه «لدقائق معدودة» حتى تراه في العالم الجديد الذي تدخل أنت فيه، ولكن ما بين ضفتي نهر جارف يقف الإنسان اليوم قريبًا منه ولكن بشيء من الحذر والتوجس والريبة والأمل في حصول أكبر قدر من الفائدة.
في مرحلة ما انتشر الحديث على أنه سيحل محل عمال المصانع والمعامل، وتنبأ الكثير من الناس بأن الناس سوف يخسرون وظائفهم، وسيكون الذكاء الاصطناعي هو البديل عنهم، ولكن مع الوقت ظهرت بعض الفجوات والإخفاقات التي صعّبت على البشر الثقة الكاملة بهذه الآلة المتطورة، وبقي الحديث منصبًا في تطوير هذا العلم ورفع مستوى الجودة والأداء رغم أنه وصل إلى مرحلة متقدمة.
وقد تخلى بعض أرباب العمل عن مشروعهم الجديد، وبقي هذا العلم عنصرًا مساعدًا للإنسان، لكن التنبؤات تشير إلى أنه سيكون له شأن عظيم في المستقبل إذا ما تم تطويره بشكل محكم ودقيق، ولكن الواقع الحالي يبصرنا بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي هي الشغل الشاغل للحكومات حول العالم.
لقد استُغل هذا العلم من بعض الجهات الإجرامية واستخدم كأداة تدمير للبشرية وزُرعت بذوره في اتجاهات مظلمة، وهذا ما يفسر لك النظريات الجديدة التي تجعلك لا تثق في الكثير من الأشياء التي تعرض أمامك لأنها ربما تكون «مزيفة»، ولذا يقف البعض مترددًا ومتشككًا في مدى مصداقية ما يراه أو يسمعه هل هو واقع حقيقي أم خيال مزيف؟.
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي هو الحوار السردي الطويل الذي لن ينتهي قريبًا الحديث عن إنجازاته، ولكن هناك سلسلة أخرى من الأشياء المجهولة لا يزال الناس لا يعلمون عنها شيئًا، وربما الأيام أو السنوات المقبلة ستكشف عن تقنيات أكثر تعقيدًا في مجال الذكاء الاصطناعي وفوائده في الحياة.
ولذلك يمكننا القول بأن فيض الكلمات وكمية الإبهار التقني التي أصابت العالم في عينيه لن تجعله يحيد النظر عنها أو يتنازل عن تتبع انبعاثاتها، بل سيظل توّاقًا لمعرفة الجديد حول الذكاء الاصطناعي في أشكال جديدة ونسخ أكثر تطورًا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الکثیر من هذا العلم
إقرأ أيضاً:
فوز 8 مشاريع بالنسخة الثانية من "هاكاثون الذكاء الاصطناعي"
مسقط- الرؤية
اختُتمت النسخة الثانية من هاكاثون الذكاء الاصطناعي 2025، الذي نظّمه مختبرات عُمانتل للابتكار وبرنامج الشركات الناشئة العُمانية الواعدة، والذي قدّم منصة عملية للشركات الناشئة لبناء حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتطوير نماذج أعمال قابلة للتطبيق.
وشارك في الهاكاثون 20 فريقًا ناشئًا من المبتكرين ورواد الأعمال من قطاعات مختلفة قائمة على التقنية والابتكار، حيث عمل المشاركون على مدى 4 أيام على تحويل أفكارهم إلى نماذج أولية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة تحت إشراف نخبة من الموجهين والخبراء. وتضمن الهاكثون ورشًا تطبيقية حول التطوير باستخدام أدوات البرمجة بدون كود وتوظيف الذكاء الاصطناعي ونمذجة الأعمال، وهو ما وفر بيئة محفزة للتعاون والتحقق من جدوى المشاريع.
وجرى خلال الحفل الختامي الإعلان عن 8 مشاريع فائزة لشركات تقنية ناشئة، إذ حصلت الفرق الثلاثة الأولى على جائزة مالية قدرها 3000 ريال عُماني لكل فريق مقدَّمة من برنامج الشركات الناشئة العُمانية الواعدة، إلى جانب انتقالها إلى مرحلة تطويرية، ضمن حاضنة مختبرات عُمانتل للابتكار، كما تم اختيار خمسة فرق أخرى للانضمام إلى برنامج احتضان لمدة شهرين في المختبرات، لدعم استمرار تطوير حلولها المبتكرة.
وحلَّ في المركز الأول مشروع E&E (Tawjih AI)؛ حيث قدّم الفريق حلًا مؤسسيًا مُتقدِّمًا يعتمد على منصة ذكاء اصطناعي لتحليل البيانات المتفرقة داخل المؤسسات وتجميعها وتحويلها إلى رؤى دقيقة قابلة للتنفيذ. وفي المركز الثاني مشروع Synapse Cyber؛ إذ قدم الفريق فكرة تطوير جهاز أمن سيبراني مبسّط يعمل وفق مفهوم "التوصيل والتشغيل"، ويعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوفير طبقة حماية شبكية متكاملة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة دون الحاجة إلى خبرات تقنية متقدمة. أما المركز الثالث فذهب لمشروع Wasl الذي قدم حلًا مبتكرًا للتواصل المهني يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وموجّهًا للمؤسسات الصغيرة وأصحاب الأعمال المستقلين، حيث تدمج المنصة التذكيرات الذكية وجدولة المهام والتنبيهات وأتمتة البريد الإلكتروني داخل واجهة محادثة عربية سهلة الاستخدام تحاكي تطبيقات الدردشة اليومية عبر تطبيق الدردشة "واتساب".
وقالت صاحبة السمو السيدة غادة بنت جيفر آل سعيد مدير أول مختبرات عُمانتل للابتكار: "نفخر في عُمانتل ومن خلال مختبرات عُمانتل للابتكار بدعم ورعاية المواهب الوطنية من مبتكرين ورواد أعمال ساعين إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول تقنية وانشاء شركات ناشئة قادرة على مواكبة التحولات العالمية في هذا المجال، وقد شكّلت النسخة الثانية من هاكاثون الذكاء الاصطناعي الذي أُقيم بالتعاون مع برنامج الشركات الناشئة العُمانية الواعدة هذا العام أكثر من مجرد فرصة منافسة للمشاركين؛ إذ كانت منصة مهمة للفرق لإبراز مستوى متميز من ابتكار مختلف الحلول التي تلبي احتياجات السوق الفعلية وبناء نماذج عمل قابلة للنمو باستخدام الذكاء الاصطناعي".
وقال قيس بن راشد التوبي المشرف العام على برنامج الشركات الناشئة العُمانية الواعدة: "تؤكد مخرجات هاكاثون الذكاء الاصطناعي أن الشركات الناشئة العُمانية قادرة على تقديم حلول عملية تقوم على الذكاء الاصطناعي وتعالج تحديات واقعية في مختلف القطاعات، وقد أظهرت الفرق المشاركة مستوى عالٍ من الإبداع والجاهزية التقنية، وهو ما يعزز ثقتنا بالكوادر الوطنية وقدرتها على قيادة مشاريع مبتكرة قادرة على المنافسة". وأضاف: "نعتز بالشراكة مع مختبرات عُمانتل للابتكار التي لعبت دورًا محوريا في تمكين هذه التجارب، ونتطلع إلى رؤية المزيد من الشركات الناشئة التي توظف الذكاء الاصطناعي لتحقيق قيمة مضافة للسلطنة في مختلف المجالات".
ويأتي برنامج الشركات الناشئة العُمانية الواعدة برئاسة فخرية من صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد، الرئيس الفخري للبرنامج، ويُنفذ بشراكة بين وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الاقتصاد وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة" والمجموعة العُمانية للاتصالات "إذكاء".
ويُعد البرنامج محطة رئيسية في دعم الشركات الناشئة القائمة على التقنية والابتكار في سلطنة عُمان؛ حيث يهدف البرنامج إلى دعم الشركات الناشئة العُمانية القائمة على التقنية والابتكار بكافة الإمكانيات، والموارد لتعزيز حضورها إقليميا ودوليا من خلال بناء منظومة وطنية متكاملة ويعزز من رفع ترتيب سلطنة عُمان في المؤشرات ذات العلاقة.