أقليةٌ بحجم وطن.. كيف صنعت الطائفة الإنجيلية في لبنان تأثيرها العابر للديمغرافيا؟
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
يشبه لبنان متحفاً حيّاً للطوائف، وفسيفساء مذهبية فريدة من نوعها في محيطه العربي. وقد اتسم تاريخه بالتداخل بين الدين والسياسة، والصراعات على النفوذ وحفظ الهوية، ما جعل منه حالةً فريدةً في الشرق الأوسط، أو ربما استثناءً تاريخياً في تشكيله الطائفي المتنوّع الذي يتجاوز الصورة التقليدية لطوائفه الكبرى المعروفة، والتي لعبت أدواراً محورية منذ استقلاله، مروراً بالحرب الأهلية، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الطائف.
من هنا، يخصص موقع "عربي 21" سلسلة مقالات بعنوان "لبنان متحف طوائف الشرق الأوسط" ويتحدث في هذه الحلقة عن طائفة الإنجيليين، في محاولةٍ جادةٍ وعميقة لإلقاء الضوء على هذه الطائفة وغيرها من الطوائف، واستكشاف خصائصها وتاريخها وتراثها، والتعرف إلى الدور الذي لعبته وتلعبه اليوم في الواقع اللبناني، بعيداً من الصور النمطية والأحكام المسبقة. هذه السلسلة ليست مجرد بحثٍ معرفي، بل هي جولةٌ بين مكوّنات مجتمعٍ زاخر بالتنوع، لا يزال رغم صراعاته قادراً على البقاء كأحد أغنى نماذج التعددية في الشرق الأوسط.
تمثّل الطائفة الإنجيلية في لبنان واحدة من أصغر الأقليات المسيحية المعترف بها رسمياً. ورغم حجمها الديمغرافي المحدود، فإن بصمتها في التاريخ اللبناني الحديث، لا سيما في مجالات التعليم والخدمات الاجتماعية والفكر السياسي، تبدو أعمق بكثير من وزنها العددي. يعود هذا التأثير غير المتكافئ إلى جذور تاريخية مرتبطة بالإرساليات البروتستانتية الأميركية والبريطانية في القرن التاسع عشر، التي تركت إرثاً مؤسسياً لا يزال فاعلاً حتى اليوم.
الخصائص الاجتماعية والدينية
لم يعد خافياً أن انتشار الكنائس الإنجيلية في لبنان والمراكز الاجتماعية التابعة لها شهد طفرة في العقدين الأخيرين. الطفرة الحديثة جاءت على موجتين: بعد حرب العام 2006 التي شنتها إسرائيل في تموز / يوليو واستمرت 33 يوماً تخللها نزوح وتهجير لآلاف المواطنين، ثم بصورة أوضح بعد العام 2011 مع تدفّق اللاجئين السوريين، وخلال المرحلتين دخلت الكنائس الإنجيلية في عمل إغاثي واسع النطاق، وافتتحت مراكز خدمات وتعليم غير رسمي، كثيرٌ منها في الأحياء الأفقر حيث الحاجة أكبر. فتركّز عملها على توزيع الغذاء والملابس وبعض الأدوية، وعلى تقديم المعاينة الطبية شبه المجانية والدعم النفسي، وعلى إنشاء مراكز تعليم غير رسمي للأطفال والمراهقين. ورغم أن الناشطين في الكنائس والمراكز الاجتماعية التابعة للطائفة الإنجيلية يؤكدون أنهم ينشطون وفق معايير إنسانية ولا يربطون المساعدة بالحضور الديني وبنشر العقيدة، تبقى الحدود بين "الخدمة" و"التبشير الديني" موضوع جدل دائم ولا سيما أن وثائق الشبكات الإنجيلية وتصاريح "العلم والخبر" التي تسجل في وزارة الداخلية اللبنانية تتضمن شقَّين: الإغاثة والرسالة التبشيرية.
لم يعد خافياً أن انتشار الكنائس الإنجيلية في لبنان والمراكز الاجتماعية التابعة لها شهد طفرة في العقدين الأخيرين. الطفرة الحديثة جاءت على موجتين: بعد حرب العام 2006 التي شنتها إسرائيل في تموز / يوليو واستمرت 33 يوماً تخللها نزوح وتهجير لآلاف المواطنين، ثم بصورة أوضح بعد العام 2011 مع تدفّق اللاجئين السوريين..تاريخياً، تركز الوجود الإنجيلي في بيروت، وتحديداً في مناطق رأس بيروت وعين المريسة التي كانت مقراً للإرساليات وللجامعة الأمريكية التي أسستها بعثة إنجيلية في العام 1866 تحت اسم "الكلية السورية البروتستانتية" (إذ لم يكن الكيان اللبناني قد ولد بعد) كما يوجد لهم حضور في مناطق مختلفة من جبل لبنان مثل عاليه والشويفات، وفي صيدا وطرابلس وزحلة. هذا التوزع يعكس إلى حد كبير خريطة انتشار الإرساليات البروتستانتية الأولى. ومع مرور الزمن، ونتيجة للهجرة الداخلية أصبح الإنجيليون أكثر انتشاراً في مناطق جديدة، وإن بقي ثقلهم الأساسي في العاصمة والمناطق المجاورة لها.
إلى جانب الجامعة الأمريكية (التي أصبحت اليوم مؤسسة علمانية مستقلة إدارياً) أسّس الإنجيليون شبكة واسعة من المدارس التي لعبت دوراً رائداً في التعليم الحديث. من أبرزها "الكلية الوطنية البروتستانتية" في الشويفات، و"المدرسة الإنجيلية اللبنانية للبنات والبنين" في بيروت، و"المدرسة الإنجيلية في صيدا". هذه المدارس كانت سبّاقة في اعتماد مناهج تعليمية حديثة، والتركيز على اللغات الأجنبية، وتوفير التعليم للفتيات في وقت كان ذلك فيه أمراً نادراً. وقد ساهمت في خلق نخبة متعلمة ومنفتحة لعبت دوراً مهماً في بناء الدولة والمجتمع.
أما على صعيد المؤسسات الصحية والاجتماعية فأنشأ الإنجيليون مستوصفات ومؤسسات اجتماعية مثل "مستشفى الهمشري" الذي أدارته تاريخياً جهات مرتبطة بالكنيسة الإنجيلية قبل أن يصبح مرتبطاً بالهلال الأحمر الفلسطيني. كما نشطوا في مجال العمل الإغاثي والاجتماعي عبر منظمات مثل "لجنة خدمة اللاجئين للشرق الأوسط" (MERRC)التي تقدم خدمات للاجئين والنازحين بغض النظر عن انتمائهم الديني.
هذه الشبكة المؤسسية منحت الطائفة الإنجيلية دوراً اجتماعياً واقتصادياً يتجاوز حجمها، وحولتها من مجرد أقلية دينية إلى فاعل أساسي في التنمية البشرية وتحديث المجتمع اللبناني.
علماً أن التقديرات المستندة إلى سجلات النفوس والانتخابات تفيد بأن عدد الإنجيليين المسجّلين يصل إلى 25 ألف نسمة فقط أي أقلّ من 1% من إجمالي عدد السكان. ومع ذلك، قد يكون العدد الفعلي لمعتنقي العقيدة الإنجيلية أكبر، إذ تنتشر كنائس إنجيلية مستقلة وغير مسجلة رسمياً ضمن الطائفة في مختلف المناطق، فضلاً عن وجود أفراد تحوّلوا إلى الإنجيلية من طوائف مسيحية أخرى من دون تغيير قيدهم الرسمي.
وتشمل الكنائس الإنجيلية الناشطة في لبنان الكنيسة الإنجيلية الوطنية (بفروعها المختلفة في بيروت وطرابلس وغيرها)، بالإضافة إلى الكنائس المعمدانية (ممثلة بالمجمع المعمداني اللبناني) والكنائس المشيخية والكنائس الإنجيلية الأسقفية الإنجليكانية (مثل كنيسة جميع القديسين في بيروت) وكلها جزء من الأقلية البروتستانتية في لبنان التي تتبع تعاليم أساسية موحدة مع بعض الاختلافات غير الجوهرية. إذ تنتمي الكنائس الإنجيلية في لبنان إلى التيار البروتستانتي العالمي الذي يُعرف بالتنوّع اللاهوتي بين كنائسه/جماعاته المختلفة (مشيخية، معمدانية، كنيسة الأخوة، خمسينية/كاريزماتية إلخ)، وتشترك في مجموعة من المبادئ الأساسية التي تميزها عن الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية التقليدية، وأبرزها:
إلى جانب الجامعة الأمريكية (التي أصبحت اليوم مؤسسة علمانية مستقلة إدارياً) أسّس الإنجيليون شبكة واسعة من المدارس التي لعبت دوراً رائداً في التعليم الحديث.ـ سلطة الكتاب المقدس: يعتبر الإنجيليون الكتاب المقدس المصدر الوحيد والأسمى للتعاليم والإيمان والممارسات الدينية.
ـ الخلاص بالنعمة عبر الإيمان: يؤمنون بأن الخلاص هو هبة مجانية من الله تُنال بالإيمان الشخصي بيسوع المسيح، وليس بالأعمال الصالحة أو الأسرار الكنسية.
ـ التجديد أو "الولادة الثانية": يركّزون على أهمية اختبار تحوّل شخصي وروحي عميق، يُعرف بالولادة الجديدة، كشرط أساسي للمسيحي الحقيقي.
ـ كهنوت جميع المؤمنين: يؤمنون بأن كل مسيحي لديه علاقة مباشرة مع الله من دون الحاجة لوساطة الكهنة بنفس المفهوم التقليدي.
وهذه المبادئ تنعكس على بنية جماعاتهم التي تتسم بالبساطة، وغياب الأيقونات والتماثيل، وبساطة الطقوس، والتركيز على الوعظ وقراءة الكتاب المقدس والترانيم.
العلاقة مع الإنجيليين حول العالم
الجذور التاريخية لكثير من الكنائس الإنجيليّة في لبنان أمريكية ـ بروتستانتية (بعثات القرن 19)، لكنّ الكيانات اليوم لبنانية صرف (المجالس/ السينودات/ الاتحادات المسجّلة محلياً) لكنها تنسّق مع شراكات دولية أمريكية وأوروبية وآسيوية للحصول على تمويل بالدرجة الأولى وعلى مساعدات عينية (أدوية، أطعمة، ملابس، كتب وقرطاسية...) لكن يبقى الطابع الأغلب في لبنان متصلاً بالجماعات الأميركية من حيث الهوية القانونية والتنظيمية، والجزء الأكبر من الشراكات والتمويل يأتي من كنائس ومنظمات مقرّها الولايات المتحدة.
وبرغم أن تمويل الأنشطة التي تقوم بها مختلف الكنائس الإنجيلية يتشكل بمزيج من التبرعات الفردية والكنسية المحلية ومن الشتات اللبناني، بالإضافة إلى التمويل الممنوح من هيئات تبشيرية عالمية، ومن منظمات إغاثة مسيحية دولية مثل شراكات World Evangelical Alliance و Thimar LSESD يبقى لدى اللبنانيين خوف وقلق كبيرين من التمويل الخارجي المرتبط غالباً بأجندات خفية قد تهدف إلى تغيير القيم الاجتماعية أو التأثير في الديمغرافيا من خلال تشجيع الهجرة (المسيحية خصوصاً) إذ يرى مراقبون أن المراكز الإنجيلية سهلت هجرة العديد من أبناء الطائفة إلى الولايات المتحدة أو دفعت بعض أبناء الطوائف المسيحية الأخرى إلى اعتنقاء المذهب الإنجيلي كشرط لتسهيل الهجرة إلى أميركا وقد رصد المراقبون أن المساعدات المقدّمة فتحت باب "الاكتشاف الديني" وقادت إلى تغيير الانتماء لدي بعض اللاجئين أو الفقراء أو الباحثين عن فلسفة إيمانية جديدة، وهذا ما يجعل النقاش محتدماً حول شبهة "التبشير الإنجيلي عبر المساعدة" والدفع نحو الهجرة إلى مجتمعات يغلب فيها الحضور البروتستانتي ولا سيما في الولايات المتحدة.
والعلاقة التاريخية مع الولايات المتحدة، التي بدأت مع الإرساليات الأميركية في القرن التاسع عشر، خلقت جسراً ثقافياً وسياسياً بين الإنجيليين البروتستانت في لبنان ونظرائهم هناك. فقد نظرت الإدارات الأميركية المتعاقبة إلى المؤسسات الإنجيلية في لبنان، كالجامعة الأميركية مثلاً، كأدوات للقوة الناعمة وكنافذة على العالم العربي. ما وضع الطائفة الإنجيلية أحياناً في مواجهة تهم سياسية وتحديات دقيقة، لا سيما مع صعود اليمين الإنجيلي في الولايات المتحدة وتياره المعروف بـ "الصهيونية المسيحية" الداعم بقوة لإسرائيل.
من المهم الإشارة إلى أن إنجيليي لبنان، كغيرهم من مسيحيي الشرق، يرفضون بأغلبية ساحقة هذا التيار اللاهوتي والسياسي في آن معاً، ويؤكدون على هويتهم الوطنية اللبنانية والعربية. وقد أصدر "المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان" بيانات عدة توضح موقفه الرافض للصهيونية المسيحية، مؤكداً على حقوق الشعب الفلسطيني. ومع ذلك، فإن الصورة النمطية التي تربط الإنجيلية عالمياً بدعم إسرائيل تظل إحدى التحديات التي يواجهها الإنجيليون اللبنانيون.
الدور الوطني والسياسي
على الرغم من تركيزها على العمل التعليمي والاجتماعي، لم تكن الطائفة الإنجيلية غائبة عن المشهد السياسي اللبناني، وإن اتسم دورها بالنأي عن الاستقطابات الحادة.
قبل اتفاق الطائف، لم يكن للإنجيليين مقعد نيابي مخصص لهم، وكانوا يترشحون ضمن مقاعد الأقليات الأخرى. لكنّ اتفاق الطائف (1989) الذي أنهى الحرب الأهلية واعاد تنظيم الحياة السياسية، اعترف رسمياً بالطائفة الإنجيلية كطائفة قائمة بذاتها وخصص لها مقعداً نيابياً واحداً في بيروت (دائرة بيروت الثانية بحسب قانون الانتخابات الحالي).
الجذور التاريخية لكثير من الكنائس الإنجيليّة في لبنان أمريكية ـ بروتستانتية (بعثات القرن 19)، لكنّ الكيانات اليوم لبنانية صرف (المجالس/ السينودات/ الاتحادات المسجّلة محلياً) لكنها تنسّق مع شراكات دولية أمريكية وأوروبية وآسيوية للحصول على تمويل بالدرجة الأولى وعلى مساعدات عينية (أدوية، أطعمة، ملابس، كتب وقرطاسية...)هذا الاعتراف الرسمي كان تتويجاً لمسار طويل من إثبات الحضور والفعالية في النسيج الوطني، مع العلم أن الناخبين الإنجيليين لم يشكلوا يوماً كتلة متجانسة تصوت في اتجاه واحد، إذ يتوزع ولاء الإنجيليين على مختلف التيارات السياسية. ومع ذلك، يميل ممثلوهم السياسيون عموماً إلى تبني خطاب وسطي ومعتدل حتى عندما يترشحون على لائحة حزبية، ويركزون على قضايا الإنماء وبناء المؤسسات، بدلاً من الخطابات الطائفية المتشددة.
وكان أول نائب إنجيلي بعد الطائف، نورِجان دِميردجيان (من أصل أرميني) في دورة العام 1992 تلاه في العام 1996 النائب أبرهام ديدّيان (من أصل أرميني أيضاً) ثم فاز بالمقعد عام 2000 الاقتصادي باسل فليحان (اغتيل مع رفيق الحريري عام 2005) ، ولاحقاً باسم الشاب (تيار المستقبل) في العام 2009، ثم إدغار طرابلسي (مقرب من التيار الوطني الحر) في 2018 وأعيد انتخابه في العام 2022.
المسار الطويل كان قد بدأ خلال مرحلة النضال من أجل الاستقلال، حين انخرطت شخصيات من النخبة التي تخرجت من الجامعة الأميركية وغيرها من المؤسسات الإنجيلية في الحياة العامة. وقد جعلهم الفكر الليبرالي والعلماني من دعاة الدولة المدنية والمواطنة، ومن أكبر المساهمين في صياغة الأفكار التي قام عليها الكيان اللبناني. وبرزت أيضاً شخصيات غير إنجيلية متأثرة فكرياً ببيئة الجامعة الأميركية من بينها شارل مالك، وهو فيلسوف ودبلوماسي من طائفة الروم الأرثوذكس التي تحدثنا عنها في مقال سابق، ما يعكس التوجهات الفكرية التي روجت لها المؤسسات التعليمية الإنجيلية في تلك المرحلة.
أما خلال الحرب الأهلية (1975-1990) فاتخذت الطائفة الإنجيلية موقفاً محايداً إلى حد كبير ورفضت الانخراط في الصراع المسلح والاصطفافات الميليشياوية، وركزت جهودها على العمل الإنساني والإغاثي، ولو أن بعض الأفراد المنتمين لها قد اختاروا الالتحاق بالميليشيات المسيحية أو بالأحزاب والتيارات العلمانية واليسارية. وبرز من بين القادة الروحيين للطائفة، القسّ سليم صهيوني، كأحد أبرز الأصوات الداعية إلى الحوار والمصالحة الوطنية.
الواقع والتحديات
تواجه الطائفة الإنجيلية اليوم، كغيرها من مكونات المجتمع اللبناني، مجموعة من التحديات الوجودية التي تهدد مستقبلها.
وقد تمثل الهجرة التحدي الأكبر، لما لها من تأثير ديمغرافي واجتماعي على طائفةٍ هي أصلاً أقلية. فالأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية المتلاحقة تدفع بالشباب والعائلات إلى البحث عن مستقبل أفضل في الخارج، وتحديداً في الدول التي لها روابط تاريخية مع الطائفة أو شبكات عالمية قوية وفاعلة، ما يجعل هجرة الإنجيليين من لبنان أسهل نسبياً وأكثر خطراً على استنزافها الديمغرافي.
أما تحدي الهوية، فيبقى ماثلاً في ظل نظام سياسي مبني على المحاصصة الطائفية، حيث تجد الأقليات الصغيرة صعوبة في الحفاظ على هويتها وخصوصيتها. لذلك يجد الإنجيليون أنفسهم أمام امتحان الموازنة بين هويتهم الدينية واندماجهم الكامل في النسيج الوطني. كما يواجهون امتحان الحفاظ على وحدتهم الداخلية في ظل التنوع اللاهوتي بين كنائسهم المختلفة.
وفي موازاة كل ما سبق، تعاني المؤسسات التعليمية والصحية التاريخية التي أسسها الإنجيليون من ضغوط اقتصادية هائلة بسبب الانهيار المالي الذي حدث في لبنان عام 2019 وما تزال تداعياته مستمرة إلى اليوم، وتجد صعوبة في الحفاظ على كوادرها البشرية ومستوى خدماتها من دون رفع تكاليف خدماتها، ما قد يهدد الدور التاريخي الذي لعبته هذه المؤسسات.
في الخلاصة، قد يقدم مسار الطائفة الإنجيلية في لبنان شهادةً على أن تأثير جماعةٍ ما لا يُقاس بالضرورة بحجمها العددي، بل بقدرتها على بناء المؤسسات وصناعة النخب والاستمرار في ظل المتغيرات. فمن خلال استثمارهم في التعليم والمعرفة والخدمة الاجتماعية، تمكن الإنجيليون من ترك بصمة لا تُمحى على هوية لبنان الحديث. ويبدو أن مستقبلهم، كمستقبل لبنان، سيعتمد على التكيف مع المتغيرات الإقليمية المتسارعة والتغيرات في موازين القوى داخلياً وخارجياً.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب الذاكرة السياسية تقارير تقارير لبنان تاريخه الطوائف لبنان تاريخ طوائف تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکنائس الإنجیلیة فی الطائفة الإنجیلیة الکنائس الإنجیلی الولایات المتحدة فی بیروت فی العام لا سیما
إقرأ أيضاً:
وزير الدولة بالخارجية يجتمع مع نائب رئيس الوزراء اللبناني
اجتمع سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية أمس، مع سعادة الدكتور طارق متري نائب رئيس وزراء الجمهورية اللبنانية الشقيقة، الذي يزور البلاد حالياً.
جرى خلال الاجتماع، استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، وتطورات الأوضاع في لبنان، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وجدد سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية، خلال الاجتماع، موقف دولة قطر الداعم للبنان ووقوفها باستمرار إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق.
حضر الاجتماع، السيد فهد حمد السليطي المدير العام لصندوق قطر للتنمية.