القمار الإلكتروني .. بوابة الضياع أمام الشباب
تاريخ النشر: 14th, November 2025 GMT
تصور أن تدخل نفسك في كابوس مخيف لا تستطيع الخروج منه كما بدأت أول مرة، بالطبع قرار صعب، لكنه للأسف واقع ملموس عند بعض الشباب الذين يدمنون على اللعب بما لديهم من أموال إلكترونيا، وهي واحدة من طرق المقامرة التي تجعلهم يفعلون أي شيء في سبيل الحصول على المال واللعب به، كارتكاب جرائم: "السرقة، والقتل، والانتحار، والاحتيال" وغيرها على الآخرين.
منذ فترة قصيرة، عرض أحد صُنّاع المحتوى المعروفين عربيا هذه القضية، واستضاف عددا من الأشخاص الذين خاضوا تجربة الضياع بكل ما فيها من بؤس وشقاء. طرح هذه القضية بعد أن تنبّه لها مع غيره من الناس، وأصبحت تتوغّل في الكثير من المجتمعات ولكن "بصمت شديد"، وأصبحت أيضا تهدد كيان الأسر بالتمزق، وتزجّ بالبعض في غياهب السجون، وتُطارد الهاربين في كل مكان، إنه "إدمان القمار الإلكتروني".
كل الشباب الذين يلعبون مثل هذه الألعاب لديهم الرغبة في استمرارية المقامرة مع فقدانهم التام للسيطرة على النفس، على الرغم من تأثيراتها السلبية الملحوظة، مثل تحفيز جهاز المكافأة في الدماغ تماما كما تفعل "المخدرات"، ويُصبح الشخص منهم في حالةٍ مرضية خطيرة تستنزف كافة مدخراته المالية، وقد تصل بالبعض إلى ارتكاب الجرائم المجرّمة قانونا مثل السرقة أو الاحتيال بهدف الحصول على الأموال!.
لقد ارتبط هذا النوع من الإدمان بالجريمة، وأصبح البعض يمكن أن يفعل أي شيء من أجل الحصول على المال حتى يتمكن من اللعب به إلكترونيًا، وللأسف يخسر كل ما جمعه من الآخرين في غمضة عين، وما يتبقى له سوى الندم الذي لا يجدي نفعًا.
لقد انتشرت منصات "القمار الإلكتروني" وعملت على استدراج الشباب من خلال الإعلانات الترويجية التي تُخاطبهم باللغة المناسبة لهم، أو بطريقة أخرى وهي استخدام الوسطاء المعتمدين أي "الوكلاء"، أو من خلال ترشيحات الأصدقاء وترغيبهم في الربح السريع.
واستطاعت تلك المنصات المنتشرة في العالم الافتراضي "غير الخاضعة للرقابة" أو حتى الملاحظة الأسرية والاجتماعية أن تجعل من ممارسة القمار أمرا بالغ السهولة واليُسر؛ فمن الممكن أن يُمارس الشاب القمار الإلكتروني وهو جالس وسط أسرته أو في أي مكان من خلال استخدام هاتفه النقال دون أن يلحظه أحد أو يكتشف أمره.
ومع الوقت، يصل الشاب إلى مرحلة الإدمان، ومنها مباشرة إلى ارتكاب الجريمة أو إنهاء حياته بالانتحار في كثير من الأحيان كنهايةٍ حزينة.
لماذا يُقدم الشباب على "القمار الإلكتروني"؟
في حقيقة الأمر، دعونا نعترف أولا بأن حلم الثراء السريع يُراود ملايين الشباب حول العالم، لكن الكثير منهم فشل في تحقيق ذلك، ولذا دخل على الخط الحديث عن بعض الأدوات الإلكترونية الحديثة التي يمكن أن تُساعد الشباب في تحقيق أحلامهم المزعومة، ولهذا أصبح الشباب يتناقلون فيما بينهم بأن هناك أشخاصا استطاعوا تحقيق المستحيل وهم جالسون في أماكنهم دون مشقة أو عناء للسفر!
كيف ذلك؟ بوابة الدخول تأتي من خلال "المراهنات واللعب بمبالغ مالية كبيرة" عبر بعض المنصات العالمية، والعجيب في الأمر أن هذه المنصات أصبحت منتشرة في الفضاء الإلكتروني، واستطاعت خلال وقت قياسي جلب انتباه الشباب والإيقاع بأغلبهم في براثن الخديعة، بعد أن خسروا كل ما لديهم من أموال، بل تعدى ذلك إلى قيامهم ببعض الممارسات الأخرى مثل بيع هواتفهم وحتى متعلقاتهم الشخصية، ومع ذلك لم يُفلحوا في تعويض خسائرهم، بل وصل بهم الأمر إلى أمور مؤسفة!.
لقد حدّد المختصون والمتابعون لمثل هذه الظاهرة أعراض إدمان المقامرة عند الشباب، وتم تحديدها في: الانشغال التام والتخطيط الدائم في أنشطة المقامرة، والتركيز على كيفية الحصول على المزيد من الأموال. ومع الوقت، يفقد الشخص القدرة على التحكم في المقامرة أو إيقافها، ولكن دون جدوى، ولذا يُصاب الشخص بشعور القلق والعصبية المفرطة عندما تضيع أحلامه في الثراء.
وأكد المختصون أيضًا أن لجوء بعض الشباب إلى المقامرة يكون للهروب من المشكلات أو لتخفيف الشعور بالعجز أو الذنب أو القلق أو الاكتئاب، ولكن مع فقدان الأمل في استعادة المال الذي خسره عن طريق المقامرة، يلجأ إلى حيل أخرى لجلب مبالغ مالية جديدة، مثل الكذب على أفراد العائلة أو الآخرين لإخفاء حجم الأموال التي أنفقها على المقامرة. والمثير في الأمر أن الأغلب لا يفكر في أمر المخاطرة بالعلاقات المهمة أو الوظيفة أو الدراسة أو فرص العمل أو فقدها بسبب المقامرة، بل يستمر في طلب المال من الآخرين ليخرج من الضوائق المالية التي أحاط نفسه بها.
ولكن النهايات للأسف مفزعة جدًا، فكم من حوادث انتحار تم الكشف عنها بين الشباب، وكان السبب وراءها ذلك هو "القمار الإلكتروني"!
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القمار الإلکترونی الحصول على من خلال
إقرأ أيضاً:
وكالة الفضاء السعودية تفوز بـ 4 جوائز عالمية
البلاد (الرياض)
حققت وكالة الفضاء السعودية إنجازًا دوليًا متميزًا بفوزها بأربع جوائز بلاتينية في جوائز”ماركوم MarCom ” الدولية للأعمال الإبداعية لعام 2025م، التي تُعد من أبرز الجوائز العالمية في مجالات التسويق والتواصل والإبداع، وتُمنح فئتها البلاتينية للأعمال، التي تحقق أعلى معايير الجودة والابتكار. وجاء فوز الوكالة في أربع فئات رئيسة، شملت جائزة أفضل حملة لإطلاق بوابة رقمية عن حملة بوابة فضاء المعرفة، وأفضل حملة تسويقية متكاملة عن الحملة التوعوية لأسبوع الفضاء العالمي، وكذلك أفضل حملة تفاعل على منصات التواصل الاجتماعي عن الحملة نفسها، وجائزة أفضل التصاميم الإبداعية للحملة.
وتُعد جوائز”ماركوم” الدولية من الجوائز المرموقة عالميًا في مجالات الاتصال والتسويق، إذ شهدت نسخة هذا العام مشاركة أكثر من (6,000) عمل من (43) دولة، وخضعت لتقييم وتحكيم متخصص، وتمنح جوائز (MarCom) للمشاريع المتميزة في التواصل والتسويق، وتدار من قبل جمعية محترفي التسويق التواصل (AMCP) العالمية، وهي منظمة دولية تضم آلاف الخبراء والمتخصصين في مجالات التواصل المؤسسي والإبداعي.