أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن المذنب البين نجمي 3I/أطلس أصبح أحد أكثر الأجرام السماوية خضوعاً للرصد في السنوات الأخيرة، نظراً لخصائصه الفيزيائية والكيميائية المعقدة التي تختلف بوضوح عن المذنبات التقليدية داخل النظام الشمسي.
وأوضح أن البيانات المتزايدة من التلسكوبات الأرضية والفضائية كشفت سلسلة من النتائج العلمية المهمة، التي تسهم في رسم صورة أوضح لطبيعة هذا الجرم القادم من فضاء ما بين النجوم.

نشاط مائي طبيعيوأشار أبو زاهرة إلى أن بداية الاكتشاف جاءت عندما تمكن فريق بحثي يستخدم تلسكوب ميركات من تسجيل أول إشارة راديوية صادرة عن المذنب، نتجت عن جذور الهيدروكسيل الناتجة من تفكك الماء.
أخبار متعلقة مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر ينقذ حياة مراجعة بعملية تحويل مسار تصحيحية لـ"4" جراحات سمنة سابقة غير دقيقةبعد تحذير الصحة العالمية منه.. معلومات مهمة عن فيروس ماربورغوبيّن أن هذه الإشارة أثبتت أن المذنب يُظهر نشاطاً مائياً طبيعياً، وليس أي بث صناعي كما روّجت بعض الشائعات.
هذا الاكتشاف عزّزته بيانات متقدمة من تلسكوب جيمس ويب التي كشفت أن الغلاف الغازي للمذنب غني بشكل لافت بثاني أكسيد الكربون، إلى جانب الماء وأول أكسيد الكربون ومركبات أخرى مثل كربونيل الكبريتيد.
النسب الكيميائية غير المعتادة أثارت تساؤلات علمية حول الظروف التي نشأ فيها المذنب في بيئته البين نجمية، خصوصاً أن مستوى ثاني أكسيد الكربون بدا أعلى مما هو مسجّل في معظم المذنبات المعروفة.

️ فجر الاثنين 17 نوفمبر 2025 ذروة شهب الأسديات بمعدل 10–15 شهاب/ساعة في سماء السعودية والعالم ح. أفضل وقت بعد منتصف الليل والهلال نهاية الشهر لن يعيق المشاهدة.pic.twitter.com/S1htJqESuh— الجمعية الفلكية بجدة (@JASsociety) November 16, 2025ذيل أيوني يتطور بسرعةوأضاف رئيس فلكية جدة أن مرصد سويفت الفضائي أكد وجود نشاط مائي واضح عبر زيادة الهيدروكسيل، مما سمح بتقدير فقد الماء بمعدل مرتفع يدل على أن جزءاً كبيراً من سطح المذنب نشط.
كما تشير الحسابات إلى أن 3I/أطلس ربما بدأ نشاطه قبل اكتشافه، وعلى مسافة بعيدة قد تصل إلى 6,5 وحدة فلكية من الشمس.
ومع استمرار الرصد، ظهرت صور أوضحت أن الذيل الأيوني للمذنب أصبح أطول وأكثر وضوحاً مع اقترابه من الشمس، نتيجة زيادة انطلاق الغازات.
ولوحظ تغيّر في لونه نحو الأخضر بسبب انبعاثات جزيئية مثل السيانيد والنيكل، وهي ظاهرة طبيعية وليست دليلاً على أي نشاط تكنولوجي كما ادّعى البعض.لا وجود لإشارات ذكيةونفى أبو زاهرة ما أُشيع حول رصد“إشارات ذكية”أو نمط يشبه“سلسلة فيبوناتشي”عند تردد 1420 ميغاهرتز، مؤكداً أن التحليل العلمي الدقيق لم يجد أي دليل على ذلك.
وأوضح أن المجتمع الفلكي متفق على أن جميع الإشارات المرصودة طبيعية ناتجة عن تفاعلات غازية تقليدية.
ولفت إلى أن تتبع المذنب عاد بدقة أعلى بعد ظهوره مجدداً عقب مروره خلف الشمس، حيث حسّنت وكالة الفضاء الأوروبية بيانات موقعه باستخدام قياسات رادارية من مركبة تحلق حول المريخ، ما جعل التنبؤات المدارية أكثر استقراراً.
كما كشف عن رصد ظاهرة استقطاب ضوئي سلبي بلغ -2,7%، وهي قيمة غير مسبوقة في المذنبات المعروفة، وتوفر معلومات ثمينة عن حجم وشكل جسيمات الغبار وتكوينه، ما يعكس اختلافاً جوهرياً بين غبار 3I/أطلس وغبار المذنبات التقليدية.عمليات إشعاع كونيوبيّن أبو زاهرة أن بعض الدراسات تشير إلى أن سطح المذنب ربما تعرض لمعالجة بالإشعاع الكوني خلال رحلته الطويلة في فضاء ما بين النجوم، وهو ما قد يفسر الارتفاع غير المعتاد في نسب ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالماء.
كما بيّنت صور ما بعد الحضيض أن النشاط ازداد بشكل ملحوظ، إذ قدّر مرصد سويفت فقد الماء بنحو 40 كغم في الثانية على مسافة 2,9 وحدة فلكية، وهي قيمة عالية تعكس طبيعة المذنب الغني بالمواد المتطايرة.
وفي ختام توضيحه، انتقد أبو زاهرة الطروحات الإعلامية التي تبناها بعض الباحثين، ومنها تصريحات البروفيسور آفي لوب، مؤكداً أنها اعتمدت على بيانات ناقصة وعُرضت على الجمهور دون المرور بالقنوات العلمية المتخصصة.النظام الشمسيوقال إن هذا الأسلوب خلق ضبابية وشائعات حول طبيعة الأجرام البين نجمية، بينما تؤكد الأدلة العلمية الحالية أن كل ما رُصد من 3I/أطلس يمكن تفسيره بعمليات طبيعية.
وأكد أن دراسة هذا المذنب تفتح نافذة فريدة لفهم المادة في الفضاء بين النجوم وللخصائص الفيزيائية للأجرام القادمة من خارج النظام الشمسي، مؤكداً أن فريق فلكية جدة يواصل متابعة تطوراته أولاً بأول.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: جدة الجمعية الفلكية بجدة مذنب أطلس المذنب أطلس رصد المذنب أطلس الظواهر الفلكية السعودية أکسید الکربون أبو زاهرة إلى أن

إقرأ أيضاً:

فلكية جدة: ذروة زخة شهب الأسديات تلمع في سماء الوطن العربي الليلة

أوضحت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء الوطن العربي ستشهد من منتصف ليل الأحد 16 نوفمبر وحتى الساعات الأولى من فجر الاثنين 17 نوفمبر، ذروة زخة شهب الأسديات، إحدى أبرز الزخات السنوية.
ويُتوقع أن يتراوح المعدل المرصود خلال الذروة بين 10 و15 شهاباً في الساعة عند الرصد من موقع مظلم بعيد عن التلوث الضوئي.
أخبار متعلقة 4 أخطاء لا تقع فيها.. نصائح السلامة المرورية عند الإشارات الضوئيةالليلة الـ26 .. بيع صقرين بـ200 ألف ريال في مزاد نادي الصقوروأشار رئيس الجمعية، المهندس ماجد أبو زاهرة، إلى أن ظروف الرصد ستكون مثالية هذا العام، إذ سيكون القمر في طور هلال ضعيف الإضاءة، ما يمنح السماء درجة من الظلام تساعد على رؤية أكبر عدد ممكن من الشهب. ويُعد الوقت الأفضل للرصد بعد منتصف الليل وحتى الفجر، بالتزامن مع ارتفاع كوكبة برج الأسد في الأفق الشرقي، وهي المنطقة التي تبدو الشهب منطلقة منها، رغم إمكانية ظهورها في أي جزء من السماء.
وتنشط شهب الأسديات سنوياً خلال الفترة بين 6 و30 نوفمبر، وهي من الزخات المتوسطة التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة دون الحاجة لمعدات خاصة، مع التوصية بمنح العين نحو 20 دقيقة للتكيف مع الظلام للاستمتاع برؤية الشهب الخافتة.
وترتبط هذه الظاهرة بعبور الأرض مسارات الغبار والحطام التي تخلفها المذنبات خلال دورانها حول الشمس، إذ تحترق الجسيمات الصغيرة — والتي غالباً ما تكون بحجم حبة الرمل — عند دخولها الغلاف الجوي بفعل الاحتكاك، محدثة وميضاً يظهر كشهاب، فيما يمكن للجسيمات الأكبر أن تنتج كرات نارية لامعة تُرى لثوانٍ معدودة.
ويُعد المذنب “تمبل–تاتل” هو المصدر الرئيسي لشهب الأسديات، ويعود إلى الجزء الداخلي من النظام الشمسي كل 33 عاماً، ناقلاً معه كميات جديدة من الغبار. وقد ذاعت شهرة الأسديات تاريخياً بسبب عواصفها الشهابية الكبيرة، خصوصاً في عام 1833 عندما شوهد نحو 100 ألف شهاب في الساعة، وكذلك في أعوام 1866 و1867. أما أحدث العواصف الكبرى فكانت بين عامي 1999 و2001، ولا يُتوقع تكرارها هذا العام، رغم احتمال طفيف لازدياد النشاط إذا مرت الأرض بتجمع كثيف من الحطام، وفق تقديرات المنظمة الدولية للشهب، مع الإشارة إلى صعوبة التنبؤ الدقيق بمستوى النشاط.
وخلال ترقّب شهب الأسديات فجر الاثنين، يمكن للمراقبين كذلك مشاهدة عدد من النجوم اللامعة مثل “قلب الأسد”، و”الشعرى اليمانية”، و”الدبران”، و”العيوق”، إضافةً إلى نجوم كوكبتي “الجوزاء” و”الثور” وعنقود “الثريا”.
وتؤكد الجمعية الفلكية أن مراقبة زخات الشهب لا تقدم مشهداً جمالياً فحسب، بل تسهم أيضاً في تزويد العلماء ببيانات مهمة تساعد على فهم طبيعة المذنبات والكويكبات العابرة لمدار الأرض، وتعزيز إجراءات حماية المركبات الفضائية وكوكب الأرض من الحطام الكوني.

مقالات مشابهة

  • فلكية جدة: تطور سريع بمناطق شمسية جديدة وتوقعات باستمرار النشاط الجيومغناطيسي
  • أبرز فوائد الخرّوب..بديل طبيعي للشوكولاتة
  • شهب الأسديات مرتقب الليلة.. مشهد سماوي مذهل
  • ذروة شهب الأسديات الليلة.. مشهد سماوي مذهل مرتقب
  • مفاجأة فلكية مرعبة.. نجوم تتحول إلى "قتلة كواكب"
  • رواتب فلكية لحديثي التخرج في مصر والشرط مفاجأة
  • فلكية جدة: ذروة زخة شهب الأسديات تلمع في سماء الوطن العربي الليلة
  • صور.. مرصد الختم الفلكي يرصد حدثا غير اعتيادي لمذنّب
  • أطلس تشريحي للإبل في «الشارقة للكتاب»