صلالة – عامر بن غانم الرواس

تشهد المنظومة التعليمية في محافظة ظفار نقلة نو عية في المشروعات والبرامج التربوية المتكاملة التي تواكب توجهات وزارة التربية والتعليم ورؤية عُمان 2040، في تطوير بيئة تعليمية حديثة قادرة على مواكبة متطلبات العصر وإعداد جيلٍ مبدعٍ ومتمكّنٍ من أدوات المستقبل.

وقالت الدكتورة ميزون بنت بخيت سعيد الشحرية[، المديرة العامة للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار في حديثٍ لـ "عمان" أن المديرية تعمل على إعداد الخطط العامة والمستقبلية بما يتوافق مع سياسات الوزارة وأهدافها التعليمية، إلى جانب المشاركة في إعداد الخطط الخمسية والسنوية بالتنسيق مع مختلف التقسيمات المختصة.

كما تُولي اهتمامًا كبيرًا بتأهيل الكوادر التعليمية والإدارية من خلال تحديد الاحتياجات التدريبية للعاملين وتنفيذ البرامج التطويرية التي تسهم في رفع كفاءة الأداء وضمان جودة العمل التربوي.

وأفادت الدكتورة الشحرية أن القطاع التعليمي بمحافظة ظفار يشهد نموًا متسارعًا في مختلف مكوناته، إذ بلغ عدد الطلبة في المدارس الحكومية أكثر من (68,340) طالبًا وطالبة، موزعين على (168) مدرسة تضم نحو (8,025) من الهيئة التعليمية، بينما تشهد المدارس الخاصة تطورًا مستمرًا بلغ معه عددها (68) مدرسة تضم ما يقارب (9,800) طالبٍ وطالبة، و(1,297) من الهيئة التعليمية.

ونوّهت إلى أن البرامج الداعمة في مجال التربية الخاصة تحظى بعناية متزايدة، حيث تستوعب ما يقارب (1,400) طالبٍ وطالبة في برامج الدمج العقلي، والدمج السمعي، وبرامج التوحّد، وصعوبات التعلم، مؤكدة أن هذه الجهود تأتي ضمن توجه المديرية نحو توفير تعليم شامل يراعي احتياجات جميع الفئات ويعزز مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية.

وأضافت أن تعليمية ظفار شهدت خلال العام الدراسي الحالي نقلة نوعية في مشاريعها الإنشائية، تمثّلت في استلام وتشغيل مدرستين جديدتين بلغ تكلفتهما 3,600,000 ريال عماني هما: مدرسة واحة الأمل للتعليم الأساسي (9–12) للبنات، ومدرسة صحلنوت للتعليم الأساسي (9–12) للبنات بولاية صلالة، وذلك مع بداية العام الدراسي 2025/2026 لتلبية احتياجات المناطق السكنية الجديدة في صلالة.

وذكرت أن العمل جارٍ على تنفيذ عدد من المشاريع المتكاملة، من أبرزها إنشاء مدرسة تضم أربعين فصلًا دراسيًا للبنين للصفوف (9–12) بولاية المزيونة، ومدرسة من أربعين فصلًا مشتركًا للصفوف (1–4) بولاية طاقة، حيث تسير الإجراءات التنفيذية وفق الخطط المعتمدة بالتنسيق مع الجهات المختصة.

وتتضمن الخطة المستقبلية مجموعة من المشاريع التعليمية المتكاملة في عدد من ولايات محافظة ظفار، من بينها إنشاء مدرسة من أربعين فصلًا مشتركًا للصفوف (1–4)، ومدرسة أخرى من أربعين فصلًا للبنين للصفوف (9–12)، ومشروع آخر يتضمن مدرسة من أربعين فصلًا للبنين للصفوف (9–12) بولاية صلالة، إضافةً إلى مدرسة من ثلاثين فصلًا للبنين للصفوف (5–12) بولاية مرباط. كما تشمل المشاريع إنشاء مدرسة مندر الظبيان بولاية مقشن، وهي مدرسة مشتركة تضم اثني عشر فصلًا للصفوف (1–12)، ومدرسة حبروت بولاية المزيونة التي تضم أربعة عشر فصلًا مشتركًا للصفوف (1–12)، وهي مشاريع من شأنها سدّ الاحتياجات التعليمية بالمناطق البعيدة وتوفير بيئات مدرسية حديثة تواكب التطور التعليمي وتدعم جودة الأداء التربوي.

وشهد العام ذاته استلام عددٍ من مشاريع الإضافات والتوسعات التعليمية بنسبة إنجاز بلغت 100%، شملت مدرسة ربكوت للتعليم الأساسي (1–12) بولاية ثمريت، ومدرسة أم سليم الأنصارية للتعليم الأساسي للبنات (5–9) بولاية صلالة، ومدرسة مدينة الحق للتعليم الأساسي للبنات (1–12) بولاية طاقة، وهي مشاريع أسهمت في رفع الطاقة الاستيعابية وتحسين البيئة التعليمية.

كما تم تنفيذ أعمال صيانة وترميم لعددٍ من المدارس بالمحافظة، من بينها مدرسة أبو فراس الحمداني للتعليم الأساسي (5–12) بولاية شليم وجزر الحلانيات، ومدرسة القبس للتعليم الأساسي بشمال العوقدين، إلى جانب سكن المعلمين بمنطقة قتبيت، وذلك تعزيزًا لجودة المرافق وتحسين ظروف البيئة المدرسية.

وأكدت الدكتورة ميزون الشحرية أن تعليمية ظفار تواصل التوسع في مشاريعها التعليمية ضمن خطة تطويرية شاملة تهدف إلى تعزيز البنية الأساسية للمدارس في مختلف ولايات المحافظة بما يتواكب مع تطلعات وزارة التربية والتعليم.

وفي جانبٍ آخر، يتواصل تنفيذ مشاريع الإضافات والصيانة في عددٍ من المدارس القائمة، حيث تراوحت نسب الإنجاز بين 73% و89%، وتشمل مدارس روية للتعليم الأساسي (1–12) بولاية ثمريت، وجيلوب للتعليم الأساسي (5–12) للبنين بولاية طاقة، وطيطام للتعليم الأساسي (1–12) للبنات، وغدو للتعليم الأساسي (1–12) للبنات بولاية صلالة، والنجد للتعليم الأساسي (1–12) بولاية ثمريت، وكوبوت للتعليم الأساسي (1–12) بولاية شليم وجزر الحلانيات، وابن خلدون للتعليم الأساسي (5–12) بولاية مرباط، ومدرسة الخريف للتعليم الأساسي (1–4) بولاية صلالة، إلى جانب مشاريع إنشاء ملاعب متعددة الاستخدامات ومظلات للساحات المدرسية في مدارس ولايات المزيونة، ثمريت، صلالة، وطاقة.

وواصلت حديثها قائلة: في خطوة نوعية تعكس توجهات وزارة التربية والتعليم نحو تطوير العملية التعليمية وربطها بمتطلبات المستقبل، وتتويجًا لجهود الوزارة في مواءمة المناهج الدراسية مع رؤية عُمان 2040،يأتي تدشين معمل التقنيات الجغرافية الحديثة بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار، لتُؤكّد على الخطط التربوية لبناء جيلٍ يمتلك مهارات المستقبل، وفي مقدمتها التفكير النقدي، والابتكار، والمهارات الرقمية، وتحليل البيانات، والتعامل مع التقنيات المتقدمة.

ويشكّل المعمل بيئة تعليمية تفاعلية متطورة، تُحفّز الطلبة على استقراء الظواهر الجغرافية وتفسيرها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ونظم المعلومات الجغرافية (GIS)، بما يُعزّز التعلم القائم على المشروعات والبحث العلمي، ويسهم في تنمية قدرات الطلبة في اتخاذ القرار، والتفكير المنظم، والعمل التعاوني، وريادة الأعمال.

كما يُعَدّ المعمل نموذجًا تطبيقيًا متميزًا لدور التعليم التخصصي في تجويد مخرجات التعليم وربطها باحتياجات سوق العمل العُماني، من خلال تفعيل الشراكة بين المؤسسات التعليمية والقطاعات التقنية والهندسية. ويُتوقَّع أن يسهم هذا المشروع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإعداد طلبة مؤهلين وقادرين على المنافسة محليًا وعالميًا، خاصة في ظل التحوّلات الرقمية المتسارعة التي يشهدها العالم.

ولفتت الدكتورة ميزون الشحرية إلى أن التميز لا يقتصر فقط على تطوير البنية التحتية، بل يشمل أيضًا ما يحققه الطلبة من إنجازات في المحافل الوطنية والدولية، وذلك في مجالات العلوم والابتكار، والثقافة والفنون والرياضة.

وأشارت إلى أن تعليمية ظفار تولي منظومة النقل المدرسي اهتمامًا خاصًا، حيث تعمل على تطويرها بما يواكب تطلعات وزارة التربية والتعليم لتوفير بيئة تعليمية آمنة ومتكاملة للطلبة في مختلف ولايات المحافظة، وقد بلغ عدد الحافلات المدرسية (2,647) حافلة.

واختتم المديرية العامة لتعليمية ظفار حديثها بالتأكيد على المضي في تنفيذ الرؤيةالتطويرية الشاملة التي تجمع بين تحديث البنية التعليمية، وتمكين الكوادر البشرية، ودعم التميز الطلابي والابتكار العلمي، ضمن منظومة تسعى لبناء تعليمٍ عصريٍّ رائدٍ يسهم في إعداد أجيالٍ قادرة على الإبداع والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية الوطنية لعُمان المستقبل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة التربیة والتعلیم للتعلیم الأساسی بولایة صلالة تعلیمیة ظفار ا للصفوف مدرسة من

إقرأ أيضاً:

باحث أثري يطالب بـ إنشاء مسجد ومدرسة تحمل اسم الإمام ورش

قال الباحث الأثري تامر المنشاوي، إن الموقع السابق لضريح الإمام ورش في حوش عائلة عبدالفتاح بك محرم، الكائن خلف سور وباب حديد قديم، متلاحماً مع تقاطع شارعي الفارسي وابن حبيش المؤديان إلى شارع ابن الجباس مروراً إلى جبانة الإمام الشافعي.

ضريح الإمام ورش 


وأوضح تامر، أن موقع ضريح الإمام ورش، مازال يحتفظ بروحه القديمة، يجاوره مقابر عائلة محرم عنه يمنيه، واصفاً الإمام بـ القارئ العظيم محل التقدير والتوقير وزيارات من أهل العلم من محبيه عبر أجيال طويلة.

وأشار الباحث الأثري، إلى ضريح أخر لـ الإمام وكيع بن الجراح، زاحد من أقدم نماذج العمارة الجنائزية، واصفاُ واجهتة الحجرية المطرز بـ الحجر الرملي، وتعلو فتحاتها زخارف دقيقة وشرفات مميزة.

وتابع قائلاً: إن ضريح الإمام وكيع، يغلق بابه خشب أخضر يجاوره شباك حديدي، مما يؤكد المكانة العلمية له، وكتب داخل الضريح عبارات مدح الإمام الشافعي لشيخة وكيع.

وأفاد أن الضريح من الداخل، عبارة عن ضريح رئيسي تعلوه قبة صغيرة تجمع بين البساطة المعمارية وجلال التاريخ، لافتا إلى أن الرخامة الحجرية التاريخية التي كانت تتصدر واجهة ضريح الإمام وكيع، والمكتوب عليها "مقام الإمام وكيع مُقرئ الإمام الشافعي، جدده توفيق صبيح الطحاوي سنة 1359 هـ"، كما جرى نقل اللوحة الخاصة بالإمام ورش التي جاء فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم هنا يرقد الشيخ ورش 728 – 812م".

وزير السياحة والآثار يضع خطة تحديث المخازن الأثرية ومتطلباتها على مستوى الجمهوريةوزير السياحة والآثار: لدينا 260 ألف غرفة فندقية في مصر.. فيديوبعد فوز مصر بجائزة دولية.. حصاد نشاط وزارة السياحة والآثار في أسبوعوزير السياحة والآثار يشيد بحُسن تنظيم الرحلات المدرسية في المتحف المصري الكبير


وأعرب الباحث، عن أمنياته بـ إنشاء مسجد ومدرسة تحمل اسم الإمام ورش، تخليداً لصاحب إحدى أشهر روايات القرآن الكريم في العالم الإسلامي.

واستعرض المنشاوي السيرة العلمية للرجلين قائلاً: إن الإمام ورش هو عثمان بن سعيد المصري، أحد أشهر رواة قراءة نافع المدني، وصاحب الرواية التي انتشرت في المغرب العربي وأرجاء واسعة من العالم الإسلامي وُلد في مصر، وتميز بحسن صوته ودقته في الأداء، فأصبح من أعلام القرّاء وارتبط اسمه بمدرسة تلاوة عريقة لا تزال متّبعة حتى اليوم.

أما الإمام وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي فهو أحد كبار المحدّثين وشيوخ الإمام الشافعي، وكان من أعمدة مدرسة الحديث في القرن الثاني الهجري، عُرف بثقته وصرامته وورعه، وخلّد أثره في كتب السنة والفقه، وقد جمعته بالإمام الشافعي علاقة علمية أثمرت واحدة من أشهر أبيات الحكمة في التراث الإسلامي.

ضريح الإمام ورش ضريح الإمام ورشضريح الإمام ورشضريح الإمام ورشضريح الإمام ورشضريح الإمام ورشضريح الإمام ورش طباعة شارك ضريح الإمام ورش الإمام ورش مصر الآثار اثار إسلامية

مقالات مشابهة

  • بدء تقييم المدارس المتأهلة لجائزة أموفيكو بشمال الباطنة
  • باحث أثري يطالب بـ إنشاء مسجد ومدرسة تحمل اسم الإمام ورش
  • جامعة الإسكندرية تُعلن استراتيجية متكاملة لدمج ذوي الهمم وتوفير بيئة تعليمية عادلة
  • الشرقية تطلق أول منظومة إلكترونية متكاملة للمشروعات وتُفعّل آليات الحوكمة والرقابة
  • العرف القبلي.. منظومة قضائية متكاملة من “الغرامة” إلى “تشريف الحكم” تفصل النزاعات بعدالة صارمة “الجزء11”
  • شراكة بين "الطيران العُماني" و"Fun&Sun" لاستقطاب آلاف السائحين
  • توقيع اتفاقيات نقل مهام جمع النفايات في ظفار وشمال الباطنة
  • "هستيريا المعازل".. مشروع بدايات الاحتلال يُعاد للضفة بـ"منظومة متكاملة" لحبس سكانها
  • السعودية.. منظومة متكاملة لتمكين ريادة الأعمال