صراحة نيوز ـ كتب محمد القرعان

تابعتُ باهتمام ـ البيان الذي أصدرته هيئة النزاهة ومكافحة الفساد بشأن التصريحات المنسوبة للمستثمر الأردني زياد المناصير.
ومع تقديري للدور الوطني الذي يجب أن تضطلع به الهيئة، فإن مضمون البيان حمل رسائل مقلقة تستوجب التوضيح والمساءلة، ليس من أجل المناصير وحده، بل من أجل صورة الدولة وثقة المستثمرين.

فالبيان بدا أقرب إلى “مذكّرة تبرير” منه إلى موقف مؤسسي حازم. وهو بيان أثار أسئلة أكثر مما قدّم إجابات، وفتح باب الشك بدل أن يغلقه، وأوحى للرأي العام بما لم يجرؤ على قوله صراحة.

أولًا: تجاهل جوهر الاتهامات ليس سهوًا… بل خيارًا مقصودًا

المناصير تحدث عن ضغوط، تعطيل، تهديد، ابتزاز، وإساءة استخدام سلطة.
هذه مفردات ثقيلة تهزّ أي دولة تحترم نفسها، وتُعدّ في كل الأنظمة الرقابية حول العالم سببًا مباشرًا لفتح تحقيق عاجل.

لكن الهيئة تجاهلتها بالكامل:

# لم تنفِ،
# لم تفسّر،
# لم تستوضح،
# لم تستدعِ أحدًا،
# ولم تعلن بدء تحقيق.

بل مرّت عليها وكأنها لم تُذكر أصلًا، وهذا أعطى الضوء الأخضر للرأي العام كي يتساءل عن دوافعه.
فأي هيئة نزاهة تحترم نفسها لا تتعامل مع مثل هذه الاتهامات كـ”مادة علاقات عامة”.

ثانيًا: استحضار “ملف محطة الوقود” لم يكن توضيحًا… للأسف

الهيئة اختارت أن تفتح ملفًا قديمًا يتعلق بمحطة وقود قرب المدرج الشمالي لمطار الملكة علياء، وتوسّعت في شرح الأمتار والمساعدات الملاحية والإنارة الإرشادية واعتبارات السلامة.

المشكلة هنا ليست المعلومات… بل توقيت طرحها.

فلم يسأل أحد عن هذه القضية، ولم يربطها أحد بالضغوط التي تحدث عنها المناصير.
إذن لماذا أعادت الهيئة فتحها؟

الإجابة واضحة ما فسره البعض أن تزرع في ذهن الناس رسالة مبطّنة مفادها أن المناصير كان يحاول الضغط على الدولة لتمرير ترخيص، وليس العكس.

في محاولة هندسة انطباع ضد أحد أهم المستثمرين في البلد. وبذلك، ومن دون أن تقولها بصراحة، ظهرت الهيئة وكأنها تنقل المناصير من خانة “ضحية الضغط” إلى خانة “ممارس الضغط” ما اعتبره البعض إساءة مقصودة ومضلِّلة لرجل استثمار وطني لم يعرف عنه يومًا أنه مارس نفوذًا سياسيًا أو ضغطًا على الدولة.

فإن كانت الهيئة تملك الجرأة لتلميح إساءة بحق المناصير… فلتملك الجرأة لتعلن الحقيقة كاملة للرأي العام:

من ضغط؟
متى؟
بأي طريقة؟
وما علاقة محطة الوقود بالقضية أصلاً؟

ثالثًا: قلب اتجاه القضية بالكامل

بدل أن تقول الهيئة:

# سنحقق
# سنوثّق
# سنستدعي
# سنكشف
# سنعلن النتائج
# وسنحمي المستثمرين

قالت ما يشبه:
“نعم، هناك ملف سابق للمناصير، لكنه رُفض لأسباب فنية.”

وهذا انقلاب كامل على مضمون القضية، التي لم تكن — لا من قريب ولا من بعيد — عن 130 مترًا من سياج المطار.

القضية كانت ولا تزال:
هل هناك مسؤولون مارسوا ضغطًا أو تهديدًا أو تعطيلًا ضد مستثمر وطني؟ والبيان تجاهل هذا السؤال بالكامل.

رابعًا: غياب أي إجراءات ملموسة يكشف غياب الإرادة

البيان لم يعلن:
# فتح تحقيق
# استدعاء أطراف
# تدقيق ملفات
# تشكيل لجنة
# أو حتى نفي رسمي واضح

بل اكتفى بصياغة باردة، بلا موقف، بلا روح، بلا نتيجة، وكأن الهيئة تحاول إطفاء الضجة بدل فحص الحقيقة.

هذا الصمت عن الجوهر ليس دفاعًا عن الدولة… بل إضعاف لها.

خامسًا: احترام الدولة شيء… واحترام عقل الأردنيين شيء آخر

الشعب ليس ساذجًا.
يعرف متى تحاول جهة رسمية:
1- تغيير الموضوع
2- تخفيف وقع الأزمة
3- أو تمرير انطباع دون قوله صراحة

والبيان الأخير فعل ذلك تمامًا.
فقدّم رواية بديلة بدل مواجهة الرواية الأصلية، وأضعف صورة الهيئة بدل أن يعزز الثقة بها.

فإذا كانت الاتهامات غير صحيحة، كان يجب نفيها وإذا كانت صحيحة، كان يجب التعامل معها بجدية.
أما تقديم بيان رمادي، لا يحمي الدولة ولا يحمي المستثمرين.

سادسًا: القراءة المتأنية للبيان توحي بين السطور بوجود إساءة للمناصير … وهذا أخطر من الاعتراف

الهيئة لم تتهم المناصير مباشرة، لكنها تركت للرأي العام انطباعًا بأنه “صاحب ضغط” على الدولة. في محاولة لإرسال رسالة دون تحمل تبعات قولها.

لكنها طريقة لا تليق بهيئة يفترض أنها تحمي النزاهة، لا تُسهم في تشويه سمعة مستثمر وطني قدّم آلاف فرص العمل ولم يقترب يومًا من السياسة أو النفوذ.

سابعًا: على الهيئة إصدار بيان ثانٍ واضح وصريح

لأن البيان الأول لم يكن بمستوى الحدث، ولأن الثقة العامة أكبر من أن تُترك للالتباس، فإن الهيئة مطالَبة الآن بالإجابة عن الأسئلة التالية:

1. هل بدأ تحقيق فعلي؟
2. من هم الأطراف الذين جرى الاستماع إليهم؟
3. هل هناك مسؤولون متهمون بالإساءة للمناصير؟
4. لماذا تجاهلت الهيئة جوهر الاتهامات؟
5. ما علاقة فتح ملف محطة الوقود بالقضية الحالية؟
6. هل سيتم إعلان نتائج التحقيق للرأي العام؟

دون هذه الإجابات سيبقى البيان الأول مجرد محاولة “لإسكات الضجة” وليس “لمعالجة القضية”.

بيان الهيئة لم يبرّئ أحدًا… لكنه نجح في إيصال إساءة مبطّنة للمناصير، وقلب اتجاه القضية، وتجاهل أخطر ما ورد فيها، وفتح ملفًا قديمًا لصياغة انطباع ضد طرف كان يفترض أن يُعامل باحترام. وهذا خطأ استراتيجي يجب تصحيحه فورًا.

الأردن أكبر من أن تُدار قضايا الاستثمار فيه بهذا الشكل.
والهيئة مطالَبة — احترامًا لدورها قبل أي شيء — بتصويب رسالتها، لأن ما كُتب حتى الآن لا يخدم لا الحقيقة، ولا الاستثمار، ولا ثقة الناس.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام للرأی العام

إقرأ أيضاً:

إلغاء الانتخابات في هذه الحالة.. أبرز تصريحات رئيس الهيئة الوطنية في مؤتمر اليوم

عقدت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة القاضي حازم بدوى، مساء اليوم، مؤتمرا صحفيا للإعلان كافة التفاصيل المتعلقة بانتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب، وما تم فيها تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

لن يأتي نائب إلا بإرادة الناخبين

وقال المستشار حازم بدوي رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، إن الهيئة الوطنية للانتخابات أنها ليست بمنأى عن كافة التفاعلات في العملية الانتخابية.

وأضاف حازم بدوي، في المؤتمر الصحفي للهيئة الوطنية للانتخابات، أنه من منطلق أنه ليس للهيئة الوطنية للانتخابات ما تخفيه أو تخشي من إعلانه وأنه لا تستر على مخالفة أو مخالف.

واشار إلى أن مجلس إدارة الهيئة بكامل تشكيله وهم قضاة لا يبتغون سوى مرضاة الله ومصلحة الشعب يفحصون وما زالوا يحققون في الشكاوى والتظلمات التي وردت للهيئة سواء من المرشحين أو من الناخبين أو من المتابعين.

وأكد أنه سيتم اتخاذ القرار الصحيح في إطار القانون ولو أدى ذلك لإلغاء الانتخابات بأكملها أو في بعض الدوائر.

وتابع رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات: ليطمئن الجميع لن يأتي نائب تخت قبة البرلمان إلا بإرادة الناخبين.

استقبال 88 تظلم من المرشحين

وأكد المستشار حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أن إعلان النتيجة النهائية للانتخابات سيتكون وفقا لجدول زمني محدد، وسيتم العمل على فحص جميع الشكاوي التي تمت وسيتم الإعلان عنها.

الوطنية للانتخابات: لن يأتي نائب تحت قبة البرلمان إلا بإرادة الناخبينبرلماني: رسالة الرئيس السيسي للهيئة الوطنية للانتخابات تعزز الشفافية والنزاهة

وقال حازم بدوي، إنه سيتم اتخاذ القرار الصحيح وفقا لاطار القانون، مؤكدا أن الهيئة تلقت 88 تظلما وسيتم إعلان النتيجة النهائية للمرحلة الأولي غدا.

إلغاء الانتخابات في هذه الحالة

وقال المستشار حازم بدوي رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، إن الهيئة من المقرر أن تعلن نتيجة الانتخابات.

وأضاف حازم بدوي، في المؤتمر الصحفي للهيئة الوطنية للانتخابات، أن الهيئة مستقلة ولها كامل الهيمنة على الانتخابات ولها الحق في إلغاء الانتخابات كاملة أو في بعض الدوائر.

وردا على سؤال فشل بعض المرشحين في تقديم تظلمات ومنع بعض الصحفيين من دخول لجان الانتخابات، قال رئيس الهيئة إن التظلم يقدم للجنة العامة ثم يرفع إلى الهيئة الوطنية للانتخابات وفقا للقانون، مؤكدا أننا كلنا حريصون على الحق ولن نقبل بظلم أبدا.

وأكد رئيس الهيئة، أنه سيتم بحث التظلمات وسيتم إعلان القرارات غدا مع إعلان نتيجة الانتخابات، مؤكدا أن أي تجاوز حصل في أي لجنة حتى لو لجنة فرعية ستبطل الدائرة بالكامل.

وأكد المستشار حازم بدوي رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أن أي مخالفة في أي لجنة فرعية سيتم إعادة الانتخابات بالدائرة بالكامل.

وقال حازم بدوي،:" جاري فحص التظلمات التي وردت من المرشحين او الناخبين في انتخابات مجلس النواب".

وأضاف حازم بدوي:" لما رئيس لجنة فرعية في الإسكندية فرز الأصوات قبل الموعد المحدد للغلق اللجنة العامة تصدت للأمر وأبطلت أصوات اللجنة بأكملها".

وتابع حازم بدوي:" أي أحداث صاحبت العملية الانتخابية في انتخابات النواب هي محل فحص دقيق وكامل ومجلس الهيئة منعقد بصفة مستمرة وسنعلن كل شيء غدا الثلاثاء".

مصير المرشحين المتنازلين

وقال المستشار حازم بدوي رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أن الهيئة تراجع المحاضر الخاصة باللجان الفرعية ويتم مطابقتها بمحاضر اللجنة العامة، لافتاً إلى أنه سيتم مراجعة كافة التظلمات قبل إعلان النتائج من اللجنة العامة للانتخابات.

وأوضح بدوي في مؤتمر صحفي، أن السوشيال ميديا ليس المكان الذي يقبل فيه التنازل عن الانتخابات كما فعل بعض المرشحين، مرددا: اللي عايز يتنازل لابد أن يسير في الطريق القانوني وليس عن طريق السوشيال ميديا.

رصد المواقع وصفحات السوشيال

وقال المستشار أحمد بنداري، مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، إننا نرصد كافة المواقع وصفحات السوشيال ونحن ليس بمعزل، وما يحدث محل نظر للتظلمات، متابعا أن ملتزمون بتنفيذ الجدول الزمني للانتخابات.
 

طباعة شارك الهيئة الوطنية للانتخابات الانتخابات انتخابات مجلس النواب تظلمات الانتخابات نتيجة الانتخابات

مقالات مشابهة

  • الهيئة الوطنية للعمل الشعبي الفلسطيني.. من البيان إلى الميدان بين طموح التأسيس واختبار الفعل
  • تفكيك ” مكر التاريخ ” بين الحتمية الفلسفية وتأويلات التاريخ…!!
  • إلغاء الانتخابات في هذه الحالة.. أبرز تصريحات رئيس الهيئة الوطنية في مؤتمر اليوم
  • حزب المؤتمر: كلمة الرئيس عن الهيئة الوطنية خطوة حاسمة لترسيخ النزاهة في العملية الانتخابية
  • لماذا لم يستغلّ المناصير قوّته الماليّة ليتحكّم بسياسة الدولة؟
  • ابتزاز المناصير ظاهرة وليست حالة فردية
  • توضيح صادر عن مكافحة الفساد حول تصريحات مستثمر تعرض لضغوطات
  • عاجل | هيئة النزاهة تتابع تصريحات مستثمر أردني حول تعرضه لضغوط ومعيقات
  • العموش يسأل الحكومة عن تصريحات المناصير