لا يستعيد هذا الملحق الأحداث والصور التي نحبها في ماضينا ولا يحاول أن يجمع تاريخ عُمان في مكان واحد من التشكلات الجيولوجية إلى يومنا هذا فتلك مهمة صعبة جدا ولا يمكن لملحق صحفي أن يقوم بها.. لكن الملحق يحاول أن يطرح سؤالا واحدا بصيغ متعددة، كيف تشكّلت هذه البلاد، وكيف تشكّلت معها هويتنا بوصفنا عُمانيين؟وقد اخترنا أن نبدأ من أعمق نقطة يمكن أن نصل إليها، من الصخر.
بهذا المعنى فإن الموضوعات التي يتضمنها هذا الملحق ليست فصولا منفصلة ولا ينبغي أن تكون كذلك. هي في الحقيقة سلسلة واحدة من التاريخ والعمران والبحر والهوية الوطنية.. كلها تُقرأ هنا في سياق واحد، سياق أمة سبقت دولتها، وما زالت اليوم تشارك في اختيار مستقبل هذه الدولة وتوجّهاتها.
يصدر هذا الملحق في اليوم الوطني لأننا نرى أن هذه المناسبة لحظة مهمة لمراجعة قصة امتدت لقرون طويلة، ولطرح سؤال عملي جدا، ماذا نفعل بهذه الذاكرة اليوم؟ كيف نُحوّلها إلى رصيد معرفي وأخلاقي يدعم ثقة العماني بنفسه وببلده، وهو يدخل زمن التحولات الاقتصادية والتكنولوجية الكبرى؟إذا فإن الملحق يدعو إلى القراءة وليس إلى الحنين، يدعو إلى أن نرى الصورة الكاملة، من الصخرة الأولى حتى المشروع الوطني الراهن، وأن نُدرك أن الاحتفال الحقيقي بعُمان يبدأ من معرفة عميقة بها.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً: