إسرائيل تتهرّب من كشف مصير الأسرى وتبقي ملف المفقودين مفتوحا
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
غزة- لأكثر من عام ساد التوتر لدى أسرة الشاب زكريا طوطح الذي فقدت آثاره أثناء اجتياح جيش الاحتلال حي الزيتون جنوب مدينة غزة في يناير/كانون الثاني 2024، ومنذ ذلك الحين بقي مصيره مجهولا حتى خرج أسير من السجون الإسرائيلية مطلع العام الجاري وأبلغ ذويه أنه معتقل لدى الاحتلال.
وعاد الأمل لعائلة طوطح بأنه لا يزال على قيد الحياة بعدما ظنت أنه قُتل على يد الجيش الإسرائيلي، وبقوا دون تواصل معه حتى ظهر اسمه ضمن القائمة التي نشرها مكتب إعلام الأسرى، الأحد الماضي، لـ1468 أسيرا من قطاع غزة سلّمها الاحتلال للمقاومة الفلسطينية عبر الوسطاء.
في المقابل، زاد القلق لدى عائلات مئات المفقودين الذين لم تدرج أسماؤهم في القائمة، وبقوا في عداد المفقودين والمخفيين قسرا.
مماطلة الاحتلال
ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال نصّ على تسليم إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى المعتقلين لديها في الأيام الأولى للاتفاق، فإن الاحتلال ماطل في ذلك، وتلاعب بعدد من الأسماء، مما حال دون الإعلان الرسمي عن القائمة خلال الفترة الماضية، وفق مكتب إعلام الأسرى.
وعزا ناهد الفاخوري، مسؤول الإعلام في مكتب الشهداء والأسرى بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تأخر إعلان قائمة الأسرى بسبب عدم تسليم إسرائيل لها دفعة واحدة وإنما تعمد تجزئتها لمراحل.
وقال الفاخوري -للجزيرة نت- إن الاحتلال اعترف بهذه الأسماء رغم أن عددا منها لم يكن مجهول المصير، كما برزت إشكالية بإقرار الاحتلال بوجود عدد من الأسماء لديه، ومن ثم تراجع عنها، ولم يقدم أجوبة شافية وواضحة بشأنهم.
وأوضح أن هناك 11 اسما لمعتقلين تراجع الاحتلال عن تأكيد وجودهم عنده، حيث يجري متابعة ملفاتهم مع الوسطاء خاصة أن عددا منهم التقوا بأسرى أُفرج عنهم، وأحدهم زاره محامٍ.
وشدد الفاخوري على أن أعداد المفقودين ليست محددة بدقة وملفهم لم ينته بعد، ولا يوجد أفق واضح لحله في المنظور القريب، محملا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة جميع الأسرى والمعتقلين.
حمـ ـاس:
- بعد شهر من التواصل مع الاحتلال الصهيوني عبر الوسطاء تسلمت المقـ ـاومة قائمة بأسماء 1468 أسيرا من قطاع غزة
- الاحتلال الصهيوني يتحمل كامل المسؤولية عن حياة جميع الأسرى والمعتقلين وعن أي تلاعب أو خلل في القائمة
- جرى متابعة قائمة الأسرى ومراجعتها مع الجهات المختصة… pic.twitter.com/8hobHIBE0n
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 16, 2025
شهادات المحررينومع بدء سريان وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تابعت الجزيرة نت قضية انقطاع اتصال محمد الجالوس مع أبنائه الثلاثة وزوجته وحفيده مساء الثاني من مارس/آذار 2024، أثناء وجودهم في منزلهم بمدينة خان يونس، بعدما شاهد أحد السكان جنود الاحتلال يقتادونهم داخل الآليات العسكرية.
إعلانولم ترد أسماء عائلة الجالوس في قائمة الأسرى التي أعلن الاحتلال أنهم لديه، مما يبقي ملفاتهم ضمن المخفيين قسرا.
كما لم يذكر اسم الطبيب أحمد مرتجى (66 عاما) في قائمة المعتقلين الأخيرة، رغم أن بعض الأسرى المفرج عنهم أبلغوا ابنته آلاء برؤية والدها في أحد السجون الإسرائيلية، دون معرفة تفاصيل إضافية عن مكانه أو حالته الصحية، وذلك بعدما فُقدت آثاره مع ابنه محمد، في محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة خلال اجتياح الاحتلال للمنطقة في مارس/آذار من العام الماضي.
وفي السياق، أكد رئيس المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرا، رامي عبده، أن الاحتلال الإسرائيلي يتلاعب في ملف الأسرى الذين يخفيهم داخل السجون، ويرفض الإفصاح عن مصيرهم، بينما يترقّب ذووهم الذين يتوقون لمعرفة مكان وجودهم، بعدما أكدوا أن آخر لحظاتهم كانت باحتجازهم لدى الجنود الإسرائيليين خلال عملياتهم العسكرية داخل قطاع غزة.
وقال عبده -للجزيرة نت- إن معظم أسماء الأسرى التي نشرها الاحتلال مؤخرا بناء على اتفاق وقف إطلاق النار، كانت لأشخاص يعلم ذووهم أنهم معتقلون داخل السجون، ويوجد تواصل مسبق بينهم وبين محامين، ولم يكشف عن مصير المئات من المفقودين الذين لم تظهر آثارهم منذ وقوعهم بيد الاحتلال.
نشر مكتب إعلام الأسرى لقائمة أسماء أسرى غزة لدى الاحتلال بعد التحقق منها وفحصها جهد مهم ويجب الإشادة به على طريق استكمال معرفة مصير كل الأسرى الغزيين لدى الاحتلال ومصير المفقودين والمخفيين قسراً.
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) November 16, 2025
إجراءات فاعلةوشدد عبده على أن الاحتلال لا يزال يحتجز المئات من أسرى غزة داخل سجون سرية ويمنع نشر أي معلومة عنهم، امتدادا لحرب الإبادة الجماعية التي شنها على القطاع.
وأوضح أنهم بدؤوا تواصلهم مع الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري "دبليو جي إي آي دي" التابع للأمم المتحدة لتزويده بمعلومات موثقة حول حالات الاختفاء بما يشمل هوية الضحايا وتاريخ ومكان الاختفاء والجهات المحتملة المسؤولة، والجهود التي بذلت لمعرفة مصيرهم.
ولفت الحقوقي عبده إلى أن هذا التواصل يهدف لمطالبة الفريق الأممي بالتدخل لدى سلطات الاحتلال وأي جهات أخرى قد تمتلك معلومات حول المفقودين، مؤكدا أن ملف المفقودين يحتاج لتعاون أكبر على الصعيدين الوطني والدولي حتى يكشف عن مصيرهم جميعا.
يشار إلى أن المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرا وثّق أكثر من 1500 حالة تتعدد أشكال فقدانها في غزة، ولا يزال يستكمل أعماله الميدانية لحصر باقي بيانات المفقودين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات مکتب إعلام الأسرى والمخفیین قسرا قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مركز فلسطين: الأسرى في سجون الجنوب الإسرائيلي تجمدت أطرافهم بلا أي تدفئة
#سواليف
حذّر ” #مركز_فلسطين_لدراسات_الأسرى ” من #الظروف_الإنسانية_القاسية التي يعيشها #الأسرى في #سجون_الجنوب_الإسرائيلي، خاصة في منطقة النقب، مع بداية #موجة_البرد والمطر الأخيرة، حيث تجمدت أطرافهم بسبب غياب أي #وسائل_تدفئة أو #ملابس_شتوية منذ أكثر من عامين.
وأوضح المركز، في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، أن الأسرى في #سجون_النقب”، و” #نفحه “، و” #ريمون “، وعدد من المعتقلات التي أنشئت خلال الحرب على غزة، أبرزها سجن ” #سدي_تيمان “، والتي تضم نحو نصف عدد الأسرى في سجون الاحتلال، عاشوا أيامًا صعبة نتيجة انخفاض درجات الحرارة واقترابها من الصفر، مع تسرب الأمطار إلى الأقسام وخسارة معظم ممتلكاتهم وملابسهم القليلة.
وأشار مدير المركز، رياض الأشقر، إلى أن أكثر السجون معاناة هو سجن النقب، الذي يقبع في أقسامه أكثر من 2,500 أسير، حيث توجد أقسام قائمة على الخيام تتسرب إليها الأمطار، ويمنع الأسرى من إدخال الملابس والأغطية الشتوية، فيما يُحرم الأسرى الجدد من أي بدائل سوى الملابس التي اعتقلوا بها. كما أشار إلى حرمانهم من الماء الساخن بتعليمات من وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف بن غفير.
مقالات ذات صلةوقال الأشقر إن الأسرى يعانون أساسًا ظروف اعتقال قاسية وسياسات تنكيل وتضييق مستمرة، وأن موجة البرد تزيد معاناتهم، وتضاعف احتمالية انتشار الأمراض الشتوية مثل الإنفلونزا والكحة وارتفاع الحرارة، دون تقديم أي علاج لهم، حيث كانوا يعتمدون سابقًا على الأعشاب المتوفرة مثل البابونج والميرمية، والتي حُرِموا منها منذ عامين.
وأكد المركز أن السجون غير مهيأة لاستقبال الشتاء، وأن الاحتلال يعمد إلى إخراج الأسرى في ساعات الصباح الباردة بحجة التفتيش الأمني، مما يزيد من معاناتهم الإنسانية.
وطالب مركز فلسطين المؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل، وتشكيل لجان لزيارة السجون والاطلاع على أوضاع الأسرى، والضغط على الاحتلال لإعادة برنامج الزيارات الذي تم إغلاقه منذ أكثر من عامين.
وارتكبت “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 239 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.