أكد الدكتور المهندس محمد أحمد ضبعون عميد كلية الهندسة بجامعة حورس، في تعليق يحمل رؤية هندسية واقتصادية متكاملة، أن الخطوة الأخيرة في مشروع محطة الضبعة النووية تمثل تحولاً استراتيجياً لمستقبل الطاقة في مصر، مشيراً إلى أن ما أُعلن عنه خلال مراسم وضع هيكل الاحتواء للوحدة الأولى يعكس مرحلة حاسمة تعزز ثقة الخبراء في الجدول الزمني ودقة تنفيذ المشروع.



 الطاقة النظيفة والآمنة

وأوضح ضبعون، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، أن تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تسارع العمل والمشاركة الروسية الفعّالة يعكس حجم الجدية والمصداقية التي يتمتع بها هذا التعاون، مشيراً إلى أن دخول المشروع هذه المرحلة يعني أن مصر باتت على أعتاب امتلاك أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة والآمنة، وهو ما سيحقق طفرة حقيقية في بنية الطاقة الوطنية.

واعتبر أن قدرة المفاعل على توليد 35 ألف كيلو وات من الكهرباء عند تشغيل الوحدة الأولى تمثل خطوة قوية في طريق تقليل الضغط على الشبكة ورفع كفاءة الإمداد الكهربائي.

الأمان النووي وتقنيات الجيل الثالث المطور

وأشار عميد كلية الهندسة بجامعة حورس إلى أن مشروع الضبعة لا يقتصر على كونه مجرد محطة لإنتاج الكهرباء، بل يُعد من منظور هندسي نقلة نوعية في مستوى التكنولوجيا التي تدخلها مصر، حيث يعتمد على أحدث معايير الأمان النووي وتقنيات الجيل الثالث المطور، مما يعزز مكانة الدولة كواحدة من الدول التي تسير بثبات نحو المستقبل في مجال الطاقة النووية السلمية.
 

وأضاف أن ما كشفه بوتين حول المبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنشاء المحطة يؤكد أن المشروع هو رؤية وطنية قبل أن يكون تعاوناً دولياً.

وأوضح أن هذا التعاون المصري الروسي يعكس علاقة استراتيجية متينة تعود بالنفع على البلدين، وتفتح الباب لمزيد من نقل الخبرات وبناء القدرات البشرية في مجال شديد الحساسية والأهمية مثل الطاقة النووية.
 

وأكد ضبعون أن المكاسب الاقتصادية للمشروع ستتجاوز إنتاج الكهرباء، إذ ستسهم المحطة في خفض الاعتماد على الوقود التقليدي وتقليل فاتورة الاستيراد، مما ينعكس بشكل مباشر على الموازنة العامة للدولة، كما ستوفر المحطة آلاف فرص العمل، وتدعم الصناعات المحلية المرتبطة بالتشييد والصيانة والتجهيزات الهندسية.

رؤية مصر 2030 نحو اقتصاد أكثر استدامة

واعتبر أن ما يجري في الضبعة اليوم هو رسالة واضحة بأن مصر تسير في مسار تنموي مدروس يضعها في مصاف الدول التي تمتلك بنية طاقة مستقرة وقادرة على دعم النمو الصناعي والعمراني. كما أن المشروع يُعد محوراً رئيسياً في تحقيق رؤية مصر 2030 نحو اقتصاد أكثر استدامة يعتمد على مصادر طاقة متنوعة وآمنة، مما يشجع عمليات الاستثمار الدولية.
 

واختتم ضبعون تصريحه بالتأكيد على أن محطة الضبعة النووية ليست مجرد إنجاز هندسي أو تعاون دولي فحسب، بل هي استثمار استراتيجي في مستقبل مصر، وركيزة أساسية لضمان أمن الطاقة لعقود طويلة، مما يجعلها واحدة من أكثر الخطوات تأثيراً على المسار الاقتصادي والتنموي للدولة.

طباعة شارك الضبعة مصر بوتين الضبعة النووية استثمار

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الضبعة مصر بوتين الضبعة النووية استثمار الضبعة النوویة

إقرأ أيضاً:

خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجازا تاريخيا لمصر

قال الإعلامي خالد أبو بكر، إنّ مشروع محطة الضبعة النووية يُعد خطوة علمية كبيرة لمصر، لا يلقى الضوء عليه كثيرًا في الإعلام، لكنه يمثل أكبر مشروع لإنتاج الكهرباء عبر الطاقة النووية على مستوى العالم، موضحًا، أن نجاح المشروع يحتاج إلى تخطيط طويل الأمد، وفهم متعمق لتطورات الطاقة النووية.

وأضاف أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أنّ كل عامل وفني ومهندس يعمل في المشروع يساهم في إنجازه الكبير، رغم أن الإعلام لا يسلط الضوء على جهودهم اليومية، مضيفًا أن الأثر الحقيقي للمشروع سيظهر عند تشغيله وإنتاج الكهرباء فعليًا.

وتابع، أن محطة الضبعة تمثل استثمارًا استراتيجيًا لمصر، وأن تنفيذ مثل هذه المشاريع يتطلب رؤية مستقبلية طويلة، وهو ما يعكس حرص الدولة على تأمين مستقبل الطاقة في البلاد بشكل مستدام وآمن.

طباعة شارك خالد أبو بكر محطة الضبعة النووية مصر الإعلام الكهرباء

مقالات مشابهة

  • خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز وطني يرفع راية الفخر لمصر
  • خالد أبو بكر: مشروع محطة الضبعة النووية خطوة علمية كبيرة لمصر
  • خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجازا تاريخيا لمصر
  • بطاقة 4800 ميغاوات.. مصر وروسيا تطلقان مرحلة جديدة بمشروع «الضبعة النووية»
  • محطة الضبعة النووية.. خطوة جديدة تفتح باب نهضة تكنولوجية
  • 35 خطوة ترصد دخول مصر عصر التكنولوجيا النووية
  • محطة الضبعة النووية.. لحظة فارقة تعيد رسم خريطة الشراكة المصرية الروسية
  • وكالة الطاقة الذرية: محطة الضبعة النووية تعد أحد المشاريع الضخمة في مصر
  • تعاملات رقمية بقيمة 3.5 مليار دولار يوميًا تدفع مصر لتصدّر خريطة مراكز البيانات في المنطقة.. خبير يعلق