كشف مُبلّغ من وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أنه اطلع على وثيقة سرية يتفاخر فيها أحد مسؤولي الوكالة بتضليل لجنة الكونغرس التي حققت في تحركات لي هارفي أوزوالد القاتل المفترض للرئيس جون كينيدي عام 1963 في المكسيك قبل تنفيذه العملية.

وقال المؤرخ السابق في الـوكالة ووزارة الخارجية، توماس بيرسي، لموقع "أكسيوس"، إن تقرير المفتش العام للوكالة يُظهر كيف قدّم بعض المسؤولين إلى فريق لجنة التحقيق الذي يترأسه روبرت بليكي ملفات منقّحة عن زيارة أوزوالد لمكسيكو سيتي، بعد حذف وثائق لا يرغبون في كشفها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2انتقادات لاستطلاع يكشف تصاعدا في التشدد الإسلامي بفرنساlist 2 of 2واشنطن بوست: صراع على تسلّم روسي مرتبط بشحنات الطرود التي هزت أوروباend of list

ويأتي هذا الكشف مع اقتراب الذكرى الـ62 لاغتيال كينيدي التي تحل يوم السبت القادم، وفي ظل تعهّد الرئيس دونالد ترامب بنشر جميع سجلات الاغتيال، وهو تعهّد لم يُنفذ بالكامل حتى الآن.

وأوضح بيرسي، الذي يكشف هويته لأول مرة وهو الآن خبير في شؤون أميركا اللاتينية وأستاذ تاريخ في جامعة سليبري روك في بنسلفانيا، أنه عثر على الوثيقة عام 2009 داخل غرفة آمنة بالوكالة أثناء بحثه في ملفات أميركا اللاتينية. وذكر أن تقريرًا من 50 صفحة تضمن مذكرة مؤرخة في أغسطس/آب 1978، يفاخر فيها مسؤول في سي آي إيه بأنه وزميلين له خدعوا رئيس فريق التحقيق روبرت بلاكي، بعدما سلّموه نسخًا “منظّفة” من 3 مجلدات حول أوزوالد.

ولفت المبلّغ إلى أن بلاكي طلب الاطلاع على سلسلة الملفات التحقيقية المكونة من 3 مجلدات أعدتها الوكالة بمحطتها في مكسيكو سيتي والتي زارها أوزوالد قبل أن يقتل جون كينيدي.

ووفق المذكرة، لم يطرح بلاكي أي أسئلة بعد الاطلاع على النسخ، مما دفع أحد ضباط الوكالة إلى وصفه بأنه "غير مهتم".

تقارير منقحة

وفي سياق أوسع، يقول أكيسيوس إن لجنة مجلس النواب كانت ثاني لجنة تعيد التحقيق في الاغتيال بعد لجنة وارن، وإن كلا التحقيقين وُصف من قبل باحثين بـ"التقارير المنقحة"، ويضيف أن ثمة تقارير جديدة ظهرت خلال الإدارة الحالية للرئيس دونالد ترامب، منها اعتراف ضمني بدور ضابط الـسي آي إيه جورج يوهانيدس في مراقبة أوزوالد قبل الاغتيال، وأنه ضلل اللجنة أيضا.

إعلان

وفي السياق نفسه يقول بيرسي: "كمؤرخ، ما أزعجني حقًا هو أن المسؤولين يتفاخرون بإخفاء الحقائق وتضليل الشعب الأميركي".

وقال بيرسي إنه أثناء وجوده في مبنى وكالة المخابرات المركزية عام 2009، دخل لفترة وجيزة إلى غرفة صغيرة مخصصة بشكل كبير لسجلات جون كينيدي، ورأى وثيقة كتب عليها: إما "أوزوالد في المكسيك" أو "أوزوالد في مدينة مكسيكو".

وأضاف أن تقرير المفتش العام لوكالة المخابرات المركزية تضمن أيضًا إشارة إلى 4 كاميرات هاسلبلاد و2300 صورة التقطت في مدينة مكسيكو، وقد أنكرت وكالة المخابرات المركزية وجود أي صور أو أفلام لأوزوالد في المدينة عندما زار السفارتين الكوبية والسوفياتية قبل الاغتيال.

اعتبر مؤرخون مثل جيفرسون مورلي، الذي أسس موقع "حقائق جون كينيدي" المؤثر، تقارير كلتا اللجنتين بمثابة "تبييض"، ويقدم مورلي المشورة للنائبة آنا بولينا لونا (جمهورية من فلوريدا) في سعيها لمزيد من الكشف عن ملابسات وفاة جون كينيدي.

مراسم تشييع جون فرانك كينيدي (الأوروبية)

كما ساعد قانون سجلات جون كينيدي لعام 1992 في تغيير فهم المؤرخين لعمق عمليات التستر التي قامت بها وكالة المخابرات المركزية بشأن الاغتيال، فقد تطلب القانون الكشف الكامل عن المزيد من السجلات بحلول عام 2017، وهو هدف لم يتحقق.

بالإضافة إلى تلبية متطلبات قانون سجلات جون كينيدي، أخبرت وكالة المخابرات المركزية موقع أكسيوس أن الوكالة "تعمل مع النائب لونا وفريق العمل المعني برفع السرية عن الأسرار الفدرالية وستواصل القيام بذلك بشأن هذه المسألة المهمة".

وتعمل النائبة آنا باولينا لونا على الدفع باتجاه الكشف الكامل عن الوثائق، بالتعاون مع السي آي إيه.

ويرى المؤرخان بيرسي وجيفرسون مورلي أن هذه الوثائق يجب أن تكون متاحة لعامة الناس، بل إن مورلي يرى أنه: "كان يجب إصدار هذا التقرير منذ زمن بعيد".

وردا على هذه المعلومات الجديدة، قال السي آي إيه إنها ملتزمة بالشفافية الكاملة وتبذل جهودا إضافية لإصدار سجلات اغتيال كينيدي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات وکالة المخابرات المرکزیة جون کینیدی آی إیه

إقرأ أيضاً:

حرب كيميائية واغتيال في عالم النمل يضمنان وصول ملكة طفيلية إلى السلطة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  يقول العلماء إنهم اكتشفوا للمرة الأولى كيف استخدمت نملة طفيلية سلاحًا" كيميائيًا للسيطرة على عشّ نوع مختلف من النمل، عبر خداع العاملات لتنفيذ اغتيال غير متوقّع.

تتبدّى هذه الخطّة المميتة كأنّها مسرحيّة شكسبيريّة. ففي مستعمرة النمل، تكون الملكة على وشك الموت، بسبب مهاجمة بناتها لها. في هذه الأثناء، ينتظر العدو الحقيقي، ملكة غازية من نوع آخر من النمل، على الهامش. خطتها بسيطة: التسلّل إلى العش واستخدام أسلحة كيميائية تُصنّعها داخل جسمها بهدف خداع النمل العامل ليعتقد خطأً أن حاكمته الشرعية هي الدخيلة.

وخلال ساعات قليلة، ستسقط ملكة العِشّ. وبعد موت الملكة الأم، الحاكمة السابقة، ستتولى الغازية دور قائدة المستعمرة الجديدة.

مقالات مشابهة

  • تقرير يكشف توجهات يهود بريطانيا السياسية.. لمن يصوتون في الانتخابات؟
  • حرب كيميائية واغتيال في عالم النمل يضمنان وصول ملكة طفيلية إلى السلطة
  • ولي العهد والرئيس الأمريكي يُشاركان في أعمال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في مركز جون كينيدي بواشنطن
  • بنمو 176%.. ارتفاع عملاء التمويل الاستهلاكي لـ5.8 مليون عميل في 7 أشهر
  • أكسيوس: إدارة ترامب تعمل سرا على خطة من 28 بندا لإنهاء حرب أوكرانيا
  • محظورة على نطاق واسع.. تقرير لـThe Guardian يكشف عن قنابل استخدمتها إسرائيل في لبنان
  • تهريب أسلحة من مصر لإسرائيل.. تقرير عبري يكشف “الواقع الأخطر”
  • الإصلاحية المركزية في البيضاء تحيي الذكرى السنوية للشهيد
  • افتتاح معمل زراعة الأنسجة النباتية بالمعامل المركزية بكلية الزراعة جامعة أسيوط