رام الله - صفا

أكدت مؤسسات الأسرى الفلسطينية، في تقرير مشترك بمناسبة يوم الطفل العالمي، أن منظومة الاحتلال الإسرائيلي تمارس "عمليات تدمير جسدية ونفسية" بحقّ الأسرى الأطفال.

وذكرت المؤسسات في تقرير لها يوم الخميس، أن طفلًا أسيرًا استشهد جوعًا منذ بدء حرب الإبادة، واعتقال أكثر من 1,630 طفلًا وطفلة من الضفة الغربية، إضافة إلى عشرات الأطفال من غزة.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، إن الطفل الفلسطيني كان ولا يزال من أكثر الفئات تعرضًا للانتهاكات الإسرائيلية، سواء عبر القتل والإصابة، أو الحرمان من التعليم، أو الاقتحامات الليلية، أو الاعتقال الذي طال عشرات الآلاف من القاصرين منذ بداية الاحتلال.

وأوضح التقرير أن الطفل الفلسطيني "لم يكن يومًا بمنأى عن سياسات القمع، بل كان دائمًا في قلب المواجهة"، وأنه يدفع ثمن وجوده في واقع خاضع لسيطرة استعمارية لا تفرّق بين كبير وصغير.

وأضاف أن ما جرى منذ بدء حرب الإبادة شكّل نقطة تحوّل خطيرة وغير مسبوقة، حيث انتقل الاحتلال من مستوى متواصل من الانتهاكات إلى "مستوى تصاعدي ومنهجي يستهدف الطفولة بكثافة أكبر"، في سياق حرب أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين، وامتدت إلى داخل السجون عبر ملفات الأسرى الأطفال.

وأشار إلى أن المؤسسات الحقوقية سجّلت، منذ اندلاع الحرب، أكثر من 1,630 حالة اعتقال لأطفال في الضفة بما فيها القدس خلال فترة زمنية قصيرة، بالإضافة إلى عشرات الأطفال من غزة الذين تم اعتقالهم أثناء الحرب، ومورس بحقهم "جرائم منظمة" و"إخفاء قسري" ومنع من الزيارات، بما حال دون معرفة أعدادهم الدقيقة. وترى المؤسسات أن هذه المعطيات "توضح حجم التصعيد واتساع دائرة الاستهداف للأطفال".

وأكدت أن الأطفال لم يُعتقلوا في سياقات معزولة أو وفق إجراءات قانونية، بل جرى اقتيادهم بعد عمليات اقتحام للمنازل، أو خلال المواجهات، أو من الحواجز والشوارع، أو حتى من المدارس ومحيطها.

وبحسب المعطيات الواردة في التقرير، يقبع اليوم داخل سجون الاحتلال نحو 350 طفلًا معتقلًا، بينهم طفلتان، في ظروف تتعارض مع المعايير الدولية الخاصة بحماية القاصرين، حيث يواجهون "جرائم التعذيب، والتجويع، والجرائم الطبية، وعمليات السلب والحرمان الممنهجة، إضافة إلى العزل الجماعي".

وأشارت المؤسسات إلى أن الأطفال الأسرى كانوا جزءًا مباشرًا من السياسات الانتقامية التي صعّدها الاحتلال داخل السجون بعد حرب الإبادة، إذ تؤكد شهادات لأطفال محرَّرين أن سلطات الاحتلال تعمّدت منذ الساعات الأولى عزلهم بالكامل عن باقي الأقسام، وأن عشرات الشهادات وثّقت تعرّضهم للضرب المبرح والإيذاء المباشر خلال فترات احتجازهم، في ظل ظروف قاسية ومهينة.

وأوضحت أن "الغالبية الساحقة من الأطفال المعتقلين واجهوا شكلاً واحدًا على الأقل من التعذيب الجسدي أو النفسي"، ضمن منظومة مدروسة من الانتهاكات، قالت إنها تتعارض بشكل صارخ مع القانون الدولي والأعراف الإنسانية وكافة الاتفاقيات الخاصة بحماية الطفل وحقوقه.

وترى المؤسسات أن طبيعة الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال منذ لحظة الاعتقال الأولى تُظهر أن الاحتلال يتعامل معهم بوصفهم "خطرًا أمنيًا" لا أطفالًا يحتاجون إلى حماية ورعاية.

وبينت أن الأطفال يتعرضون للعنف أثناء الاقتحام، ثم إلى التقييد المفرط والنقل القاسي داخل "البوسطات"، ثم التحقيق دون حضور محامٍ أو أحد أفراد العائلة، وصولًا إلى الزنازين المكتظة، وغياب الرعاية الصحية، ومنع الزيارات، وحرمانهم من التعليم.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: اسرى

إقرأ أيضاً:

مركز فلسطين: الأسرى في سجون الجنوب الإسرائيلي تجمدت أطرافهم بلا أي تدفئة

#سواليف

حذّر ” #مركز_فلسطين_لدراسات_الأسرى ” من #الظروف_الإنسانية_القاسية التي يعيشها #الأسرى في #سجون_الجنوب_الإسرائيلي، خاصة في منطقة النقب، مع بداية #موجة_البرد والمطر الأخيرة، حيث تجمدت أطرافهم بسبب غياب أي #وسائل_تدفئة أو #ملابس_شتوية منذ أكثر من عامين.

وأوضح المركز، في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، أن الأسرى في #سجون_النقب”، و” #نفحه “، و” #ريمون “، وعدد من المعتقلات التي أنشئت خلال الحرب على غزة، أبرزها سجن ” #سدي_تيمان “، والتي تضم نحو نصف عدد الأسرى في سجون الاحتلال، عاشوا أيامًا صعبة نتيجة انخفاض درجات الحرارة واقترابها من الصفر، مع تسرب الأمطار إلى الأقسام وخسارة معظم ممتلكاتهم وملابسهم القليلة.

وأشار مدير المركز، رياض الأشقر، إلى أن أكثر السجون معاناة هو سجن النقب، الذي يقبع في أقسامه أكثر من 2,500 أسير، حيث توجد أقسام قائمة على الخيام تتسرب إليها الأمطار، ويمنع الأسرى من إدخال الملابس والأغطية الشتوية، فيما يُحرم الأسرى الجدد من أي بدائل سوى الملابس التي اعتقلوا بها. كما أشار إلى حرمانهم من الماء الساخن بتعليمات من وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف بن غفير.

مقالات ذات صلة محمد بن سلمان يعلن استثمار التريليون وترامب يؤكد صفقة F35 2025/11/18

وقال الأشقر إن الأسرى يعانون أساسًا ظروف اعتقال قاسية وسياسات تنكيل وتضييق مستمرة، وأن موجة البرد تزيد معاناتهم، وتضاعف احتمالية انتشار الأمراض الشتوية مثل الإنفلونزا والكحة وارتفاع الحرارة، دون تقديم أي علاج لهم، حيث كانوا يعتمدون سابقًا على الأعشاب المتوفرة مثل البابونج والميرمية، والتي حُرِموا منها منذ عامين.

وأكد المركز أن السجون غير مهيأة لاستقبال الشتاء، وأن الاحتلال يعمد إلى إخراج الأسرى في ساعات الصباح الباردة بحجة التفتيش الأمني، مما يزيد من معاناتهم الإنسانية.

وطالب مركز فلسطين المؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل، وتشكيل لجان لزيارة السجون والاطلاع على أوضاع الأسرى، والضغط على الاحتلال لإعادة برنامج الزيارات الذي تم إغلاقه منذ أكثر من عامين.

وارتكبت “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 239 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.

مقالات مشابهة

  • حماس: قانون إعدام الأسرى خطوة دموية لشرعنة القتل داخل سجون الاحتلال
  • الاحتلال اعتقل 1630 طفلا من الضفة والعشرات من غزة منذ 7 اكتوبر 2023
  • منظمة حقوقية: مئات الأسرى الفلسطينيين قضوا في سجون الاحتلال تحت التعذيب
  • الكشف عن عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال ومطالب بتحقيق دولي
  • مركز فلسطين: الأسرى في سجون الجنوب الإسرائيلي تجمدت أطرافهم بلا أي تدفئة
  • حماس تحذر من الوضع الصحي لـ مروان البرغوثي وتؤكد: يحاولون إعدامه ببطء
  • "حماس" تحذر من محاولة إعدام بطيء للأسرى القادة في سجون الاحتلال
  • حماس تحذر من محاولة إعدام بطيء للأسرى القادة في سجون الاحتلال
  • نادي الأسير: عدد الشهداء الأسرى داخل السجون الإسرائيلية أعلى من المُعلن