حين تصبح الهدية عبئا.. متى وكيف ترفضها من دون إحراج؟
تاريخ النشر: 25th, November 2025 GMT
يعبر الكثيرون عن مشاعرهم كالود والتقدير والدعم من خلال الهدايا، التي تُعد لدى كثيرين لغة تواصل حميمية تحمل ما قد تعجز الكلمات عن قوله. لذلك، قد يُفسَّر رفض الهدية أحيانا على أنه رفض للمشاعر الطيبة نفسها، أو يُنظر إليه باعتباره سلوكًا فظًّا أو غير لائق.
لكن الحقيقة أن رفض الهدية ليس خطوة بسيطة، بل موقفا حساسا يثير القلق ويخلق توترًا في العلاقات، سواء لدى المانح أو المتلقي.
وهنا يبرز سؤالان مهمان: متى يكون من المقبول رفض هدية؟ وكيف يمكن فعل ذلك بأدب يحفظ مشاعر مقدمها ويحافظ على العلاقة؟
كيف تتجنب الهدايا غير المرغوبة؟في عدد من المناسبات مثل الزواج وأعياد الميلاد، يصبح تقديم الهدايا أمرا طبيعيا، لكن البعض يفضل عدم تلقيها.
خبير المناسبات الأميركي جيمي كوست، أشار في تقرير على موقع "مارثا ستيورات" إلى أن الطريقة الأفضل لتجنب الإحراج أو الحرج الناتج عن تلقي هدايا غير مرغوبة هي الاستباق والوضوح منذ البداية، قائلا "الوضوح هو اللطف"، أي أن توضيح الموقف مسبقا يمنع سوء الفهم لاحقا.
واقترح كوست عددا من العوامل التي تساعد في منع تلقي الهدايا غير المرغوب بها، منها وجود سجل هدايا محددة، أو رسالة دعوة تتضمن الهدايا المرغوب فيها، أو رسالة إلكترونية تعفي المدعوين من إحضار الهدايا بشكل عام. وفي حالة المناسبات الرسمية كحفلات الزفاف، اقتراح تبرع لمؤسسة خيرية بدلا من الهدايا.
في كثير من الثقافات، يُنظر إلى رفض الهدايا باعتباره سلوكًا غير مألوف وقد يُعدّ جفاءً أو إساءة، مما يدفع الكثيرين إلى قبول هدايا لا يرغبون بها تجنبًا للإحراج. لكن هذا القبول القسري قد يتحول أحيانًا إلى عبء ثقيل على متلقي الهدية، كما حدث تمامًا في الأسطورة القديمة لمملكة سيام -تايلند حاليا- التي جاءت منها قصة "الفيل الأبيض".
إعلانتحكي الأسطورة أن الفيل الأبيض كان رمزا للهيبة والقداسة، حيوانا نادرا لا يستخدم للعمل ولا لحمل الأشياء، بل يعامل ككنز ملكي. ورغم مكانته، كان الاعتناء به مكلفًا للغاية؛ يحتاج طعامًا وفيرًا ورعاية خاصة، وكان الملوك يحتفظون بعدة فيلة بيضاء كرمز للقوة.
ومع مرور الوقت، شاع أن الملك إذا غضب من أحد رجال الدولة، كان يهديه فيلًا أبيض. وبدوره، لا يستطيع المُهدى إليه رفض الهدية أو بيعها أو حتى إهداءها لغيره. وفي الوقت نفسه، يكون مجبرا على تحمل تكاليف رعايتها الباهظة، ما يجعل الهدية عقابًا مقنّعًا. ومن هنا أصبح مصطلح "الفيل الأبيض" مرادفًا للهدية التي تبدو ثمينة لكنها عبء ثقيل.
رغم أن رجال الدولة في الأسطورة السابقة لم يتمكنوا من الرفض، فإن تقريرًا لموقع "تشوس" المتخصص في الهدايا يذكر أن هناك مواقف يكون فيها رفض الهدايا أمرًا مقبولًا تمامًا، بل ضروريًا أحيانًا، ومنها:
اتباع أسلوب حياة بسيطمن يختارون العيش بأقلّ قدر من المقتنيات قد يرون الهدايا فوضى إضافية، وليست مصدر سعادة.
عدم الارتياح للشعور بالالتزام أو الدَّينبعض الأشخاص يتجنّبون الهدايا -خاصة الباهظة أو المالية- لأنها تُشعرهم بواجب الرد، وهو ما يثقل علاقاتهم المهنية أو الاجتماعية.
عدم الارتياح تجاه الشخص المُهديعندما تأتي الهدية من شخص لا يوجد قبول للتعامل معه -كما يحدث مثلًا في هدايا عيد الحب- يكون الرفض اللطيف خيارا واردا.
الهدية غير المناسبةفي حال عدم ملاءمة الهدية، يمكن رفضها بأدب أو قبولها مؤقتًا ثم التصرف بها لاحقا، مع الحفاظ على مشاعر المهدي.
التعارض مع القيم أو المسؤوليةمثل تقديم حيوان أليف أو هدية تُسبب التزاما لا يستطيع الشخص تحمله.
رفض الهدايا يحتاج إلى مهارة خاصة تحافظ على العلاقة دون إحراج أي طرف. ويمكن القيام بذلك عبر:
التقدير والشكربدايةً، يجب التعبير عن الامتنان للمهدي والتأكيد أن قيمة العلاقة أهم من الهدية ذاتها.
الصراحة والوضوحمن الأفضل توضيح عدم القدرة على قبول الهدية وجها لوجه، بكلمات بسيطة مثل: "أقدّر لطفك، لكن لا أستطيع قبول الهدية لأسباب شخصية".
تجنب المبالغة في التبريرالتفاصيل الكثيرة قد تجعل الموقف دفاعيًا أو محرجًا للطرف الآخر.
اقتراح بديل لطيفمثل التبرع الخيري أو نشاط مشترك. هكذا يشعر المهدي بأنه قدّم شيئًا ذا معنى دون أن يُرفض.
حل وسط عند الإصرارإذا أصر الشخص على تقديم الهدية، يمكن قبولها بشكل مؤقت ثم إعادة إهدائها أو التبرع بها لاحقًا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات اجتماعي الفیل الأبیض
إقرأ أيضاً:
نواب: الأردن لن يكون ساحة للتطرف
صراحة نيوز-أشاد نواب، بالعملية النوعية التي نفذتها الأجهزة الأمنية في الرمثا، والتي أسفرت عن التعامل مع مطلوبين من حملة الفكر التكفيري تورطوا في قضايا خطيرة.
وأكدوا في بيانات منفصلة، الأربعاء، أن الأردن بقيادته الهاشمية ومؤسساته الدستورية الراسخة، لن يكون ساحة مفتوحة أمام التطرف ولا ممرا لمشاريع تستهدف الاستقرار الداخلي أو تحاول العبث بصلابة الدولة.
كما أكدوا أن الأردن لن يسمح بأن تكون أراضيه مسرحا لأي أجندات خارجية أو محاولات لجره إلى الفوضى، موضحين أن العملية كشفت يقظة الأجهزة الأمنية وقدرتها على إحباط مخططات خطيرة قبل ترجمتها إلى تهديد فعلي.
وقال النائب الأول لرئيس مجلس النواب، خميس عطية، إن هذه العملية تعكس الجاهزية في حماية أمن الأردن واستقراره، مضيفا أن ما كان يخطط له أولئك وما قاموا به من إطلاق نار يمثل اعتداء صارخا على سيادة الدولة وزعزعة الأمن الوطني لن يسمح بمرورها أو التغاضي عنها.
وأكد أن الأردن بقيادته الهاشمية وبمؤسساته الدستورية الراسخة، لن يكون ساحة مفتوحة أمام التطرف ولا ممرا لمشاريع تستهدف الاستقرار الداخلي أو تحاول العبث بصلابة الدولة؛ ولن يسمح بأن تكون أراضيه مسرحا لأي أجندات خارجية أو محاولات لجره إلى الفوضى.
وشدد عطية على أن العملية الأمنية في الرمثا كشفت يقظة الأجهزة الأمنية وقدرتها على إحباط مخططات خطيرة قبل ترجمتها إلى تهديد فعلي، داعيا إلى دعم الأجهزة الأمنية.
وقال إن الالتفاف الشعبي حول الدولة والعرش الهاشمي أساس قوة الأردن، وأن أي محاولة لزعزعة هذه المعادلة مصيرها الفشل، مضيفا أن حماية الأردن اليوم ليست مسؤولية أمنية فقط، بل موقف سياسي ووطني يتطلب الوعي والانحياز الكامل للدولة ومؤسساتها.
وأكد عطية أن أمن المملكة خط أحمر لا يساوم عليه، موضحا أن الأردن سيبقى أقوى من أي تهديد، وأن الدولة ستظل الضامن لأمن واستقرار كل الأردنيين مهما تغيرت الظروف أو تعددت التحديات.
من جهتها، قالت كتلة عزم النيابية، إن العملية تعكس يقظة عالية وقدرة استباقية في مواجهة التهديدات التي تستهدف أمن الأردن واستقراره، مضيفة أن تعامل الأجهزة الأمنية مع المطلوبين المنتمين للفكر التكفيري أظهر مستوى متقدما من الاحتراف والانضباط.
وأوضحت، أن الأردن بقيادته الهاشمية ومؤسساته الأمنية الراسخة، قادر على إحباط أي محاولة لنشر الفوضى أو خلق بؤر خارجة عن القانون، مؤكدة أن الدولة لا تتساهل مع الفكر المتطرف، وأن من يعبث بالأمن الوطني سيواجه تطبيقا صارما للقانون.
وتابعت الكتلة، أن العملية أثبتت مرة أخرى أن الأجهزة الأمنية تعمل بعقيدة مهنية وإنسانية معا، إذ التزمت بقواعد الاشتباك وحافظت على حياة المدنيين رغم خطورة الموقف، ما يعكس احترامها لحرمة المنازل وكرامة الأهالي بالتوازي مع الحسم في مواجهة الخطر.
بدورها، أكدت كتلة الميثاق النيابية أن الأردن سيبقى عصيا على أي محاولات تهدد أمنه واستقراره، مبينة أن الأردن لن يكون ساحة لأي فكر إرهابي متطرف أو أجندة تسعى للعبث بأمنه وأمانه.
وشددت، أن الأردن سيبقى أقوى من أي تهديد يمس أمنه، وأن الاستقرار باق مهما تغيرت الظروف، مؤكدة أنه لا مجال للمساومة على أمن الوطن.