كانت فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة للاعبي كرة القدم، مليئة بالمفاجآت، حيث شهدت انتقال لاعبين متميزين إلى الدوري السعودي، وأحصت صفقات قياسية، من حيث المبالغ المالية، التي لم تسجل من قبل.

ووفق تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، فقد أدى تدفق الأموال من السعودية إلى تغذية سوق الانتقالات الصيفية القياسية لكرة القدم الأوروبية.

ولطالما كانت الأندية الإنجليزية هي الأكثر إنفاقا في كرة القدم، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى صفقات البث المربحة للدوري الإنكليزي الممتاز في الداخل والخارج. العديد من الفرق لديها أيضا مالكون أثرياء، إما من الثروات السيادية الخليجية، أو الأسهم الخاصة الأميركية أو المليارديرات.

لكن فورة الإنفاق المفاجئة من قبل أندية كرة القدم السعودية أثبتت أنها محرك جديد مهم للسوق.

وفي يونيو/حزيران، سلمت الرياض السيطرة على 4 من أكبر أندية كرة القدم المحلية إلى صندوق الاستثمارات العامة المدعوم من الدولة.

ومنذ ذلك الحين، دفعت هذه الأندية مئات الملايين من الدولارات لجذب أفضل المواهب إلى الدوري السعودي للمحترفين.

اقرأ أيضاً

سباق مع الزمن.. الإنفاق السعودي على كرة القدم يستهدف تنويع الاقتصاد

تعد صفقة انتقال البرازيلي نيمار من باريس سان جيرمان الفرنسي إلى نادي الهلال السعودي، من بين أغلى الصفقات، حيث تمت بنحو 108 مليون دولار.

وغادر الدولي البرازيلي نيمار النادي الباريسي، هذا الصيف، إلى الدوري السعودي، حيث سيكسب أكثر من 160 مليون دولار سنويا.

كما كان الجناح البرازيلي مالكولم من ضمن الكوكبة من اللاعبين الذين التحقوا بالدوري السعودي، حيث وقع مع الهلال قادما من ناديه زينيت سانت بطرسبرغ، بصفة قدرت بحولي 64 مليون دولار.

وجاءت كذلك صفقة انتقال البرتغالي أوتافيو من نادي بورتو إلى النصر السعودي، من بين الأعلى هذا الموسم، والتي وصلت إلى نحو 64 مليون دولار، ليلتحق بمواطنه النجم كريستيانو رونالدو.

وارتفع إجمالي الإنفاق عبر الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، في إنكلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، إلى 5.7 مليارات يورو (6.1 مليارات دولار) من 4.5 مليار يورو في العام الماضي.

بالموازاة مع انتقال نجوم بارزين من الدوريات الأوروبية، إلى الدوري السعودي، مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة ونيمار، فازت نوادي أوروبية مملوكة لدول خليجية، بالدوريات المحلية التي تنشط بها، ما أثار انتقادات حول "استخدام المال لخنق المنافسة في أوروبا، بشكل يهدد كرة القدم".

اقرأ أيضاً

حلم الـ2.1 مليار دولار.. السعودية تشتري مكانة خاصة داخل عالم كرة القدم

وتمكن نادي مانشستر سيتي، المملوك للإمارات، من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة على التوالي، بينما فاز فريق باريس سان جيرمان، المملوك لقطر ببطولة فرنسا للمرة الثامنة خلال 10 سنوات.

وفي هذا الصدد، ذكر تحليل نشر في مجلة "فورين بوليسي" أن كرة القدم الأوروبية "أصبحت رهن الدول العربية الغنية بالنفط بطريقة غير مسبوقة".

وتبدي دول خليجية  اهتماما متزايدا بالرياضة الأكثر شعبية في أوروبا لأكثر من عقد من الزمن، فيما يصفه النقاد بأنه خنق للمنافسة "وجعل البطولات أقل متعة".

وقال بيير روندو، خبير الاقتصاد الرياضي في كلية الإدارة الرياضية في باريس، للمجلة: "آمل أن تكون هناك صحوة بشأن الخطر الحقيقي الذي تمثله الصناديق السيادية الخليجية على المنافسة وعلى مشهد كرة القدم الأوروبية".

واشترت هيئة الاستثمار القطرية التي تديرها الدولة، باريس سان جيرمان في عام 2011.

وفي الآونة الأخيرة، سمحت أموال قطر لباريس سان جيرمان، بتشكيل واحد من أكثر الفرق المرصعة بالنجوم في تاريخ اللعبة، بما في ذلك ليونيل ميسي ونيمار وكيليان مبابي - على الرغم من أن الفريق كان مخيبا للآمال بشكل مذهل على الساحة الأوروبية.

اقرأ أيضاً

ليست رياضة فقط.. كرة القدم في السعودية لعبة جيوسياسية ودينية

وقبل سنوات، تم شراء نادي مانشستر سيتي البريطاني من قبل مجموعة من المستثمرين بقيادة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، ونائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة.

وفي العامين اللذين أعقبا تغيير الملكية، أفادت التقارير بأن مانشستر سيتي أنفق مبلغا ضخما قدره 380 مليار دولار على عمليات الانتقال.

في غضون ذلك، يسيطر صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد منذ العام الماضي.

وخلال هذا العام، نجح الملاك السعوديون الجدد لنيوكاسل، الذين دعموا الفريق بلاعبين ومدير جديد، في نقل النادي من المركز 12 في ترتيب الدوري الإنجليزي لعام 2021 إلى المركز الرابع هذا العام، وهو ما يعد بمثابة بداية حقية جدبدة لنيوكاسل.

وسمحت القوة المالية للمالكين الخليجيين في كثير من الأحيان بالمضي قدما في طريقهم، رغم المعارضة الشرسة من الفرق الأخرى وبغض النظر عن التعاقدات السابقة للاعبين.

ووفق التحليل، فإن "إسراف دول الخليج في كرة القدم الأوروبية" جزء من عملية أوسع تشمل مجموعة متنوعة من الألعاب الرياضية، بما في ذلك الغولف والمصارعة وسباق السيارات، حيث تهدف تلك الدول إلى "تنويع اقتصاداتها التي يهيمن عليها النفط مع تعزيز مكانتها الدولية "وغسل سمعتها من خلال الرياضة".

اقرأ أيضاً

أوروبا سبقت السعودية منذ سنوات.. كرة القدم لعبة من يدفع أموالًا أكثر

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سوق الانتقالات كرة القدم السعودية قطر أموال أندية أوروبا کرة القدم الأوروبیة إلى الدوری السعودی باریس سان جیرمان ملیون دولار اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

تقرير دولي: أوروبا تعتمد ميثاقًا للهجرة يعزز التعاون مع ليبيا وسط مخاوف من تفاقم الاتجار بالبشر

تقرير دولي: الميثاق الأوروبي الجديد للهجرة يبرز ليبيا لاعبًا محوريًا وسط مخاوف من تعقّد ملف الاتجار بالبشر

ليبيا – تناول تقرير تحليلي نشرته شبكة إن ديبث نيوز الدولية جانبًا من ميثاق الاتحاد الأوروبي للهجرة واللجوء الذي تم إقراره مؤخرًا، في ظل تصاعد المخاوف من تدخل خارجي في ملف الاتجار بالبشر داخل ليبيا.

الإصلاحات الأوروبية وتوسيع نطاق التعاون الخارجي
أوضح التقرير، الذي تابعت صحيفة المرصد أبرز رؤاه التحليلية، أن الميثاق يعد إصلاحًا رئيسيًا لنظام الهجرة الأوروبي، ويدخل حيز التنفيذ في 12 يونيو 2026. ويشمل أحد مبادئه توظيف استثمارات جديدة في بناء القدرات اللازمة لمراقبة الحدود ومكافحة التهريب بالتعاون مع دول خارج الاتحاد الأوروبي، بما يعزز نهج “الإضفاء الخارجي” في إدارة الهجرة.

ليبيا شريك محوري في سياسات الهجرة
أشار التقرير إلى أن ليبيا كانت ولا تزال إحدى أهم الشراكات ضمن هذا النهج، ما يجعلها لاعبًا رئيسيًا نظرًا لكونها نقطة المغادرة الأكبر للمهاجرين غير الشرعيين عبر البحر المتوسط، إضافة إلى ارتباطها تاريخيًا بسياسات الهجرة الأوروبية.

تجريم المهاجرين وزيادة المخاطر عليهم
ولفت التقرير إلى أن إصدار ليبيا حزمة قوانين جديدة تُجرّم المهاجرين غير الشرعيين جعل الكثير منهم عرضة لخطر الاعتقال والغرامات والاحتجاز والابتزاز، معتبرًا أن مخاوف العنف أو السجن باتت أكبر لديهم من مخاطر عبور البحر.

توسع شبكات الابتزاز والاحتجاز
وبيّن التقرير أن إغلاق الحدود مكّن المهربين من توسيع أنشطة الاختطاف والابتزاز، حيث يُحتجز العديد من المهاجرين في مستودعات داخل الصحراء الكبرى ويتعرضون للتعذيب لإجبارهم على التواصل مع عائلاتهم ودفع فديات قد تصل إلى عشرات الآلاف من اليوروهات. وأضاف أن بعض الفاعلين الليبيين اكتشفوا إمكانية مضاعفة الأرباح عبر أسر المهاجرين بأموال الاتحاد الأوروبي ثم بيعهم لمراكز الابتزاز.

مخاطر قانونية وإنسانية على الاتحاد الأوروبي
واختتم التقرير بالتأكيد على أن سياسات الإضفاء الخارجي المقترحة في الميثاق لا تخلو من مخاطر تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان والعواقب القانونية المحتملة على الاتحاد الأوروبي.

ترجمة المرصد – خاص

مقالات مشابهة

  • اختتام مزاد نادي الصقور السعودي 2025 بمبيعات إجمالية 6.4 ملايين ريال
  • بمبيعات 6.4 مليون ريال.. ختام مزاد نادي الصقور السعودي 2025
  • توقيف مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية السابقة بشبهة الاحتيال المالي
  • لجنة المسابقات تطالب أندية الممتاز بتحديد ملاعبها قبل انطلاق المسابقة
  • تقرير دولي: أوروبا تعتمد ميثاقًا للهجرة يعزز التعاون مع ليبيا وسط مخاوف من تفاقم الاتجار بالبشر
  • مايكروسوفت: نحن نستثمر في التكنولوجيا الأوروبية
  • نادي الصقور السعودي يختتم مشروع توثيق ملكيات الصقور وتصحيح أوضاعها
  • أندية أوروبية تتنافس على ضم ماركوس ليوناردو هداف الهلال السعودي
  • وزير الشباب يترأس اجتماعاً لإعداد الإطار العام لخصخصة أندية كرة القدم
  • 182 صقرًا يتنافسون في سابع أيام "كأس نادي الصقور السعودي"