بقلوب يعتصرها الألم وعقول يملؤها الرعب، خرجت الأمهات على السوشيال ميديا صارخة: (احموا البراءة من الانتهاك، حصنوا أطفالنا من هتك العرض فى المدارس، على يد جناه مرضى سولت لهم أنفسهم أن يعبثوا بأطفال بريئة، ليطفئوا نار شهواتهم، مطلوب إعدامهم بعد جريمتهم، التى صدمتنا مؤخرًا ولا ندرى كم عدد ضحاياهم، بعد أن لاذ الكثير بالصمت، خوفًا من الفضيحة.
تلك الكلمات جاءت فى حيثيات البلاغ، الذى تقدمت به أمهات الضحايا، إلى المجتمع بأسره (قضاة وإعلام وتربية وتعليم وثقافة، ودور عبادة وكافة الأجهزة المسئولة عن الطفولة)، وقبل كل ذلك إلى الضمائر الحية لنتحرك جميعا لوقف تكرار مثل هذه الجريمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هتك عرض المجتمع عبدالعظيم الباسل الجريمة محكمة
إقرأ أيضاً:
ناس وناس.. بين التبذير والحرمان!!
بينما بعضنا يؤذِّن في مالطة، والبعض ينفخ في الرماد، وبعض آخر يبحث في أكوام القمامة عن كسرة خبز تقيم صلبه، هناك من يبحث عما تتميز به فلل (المنصورة الجديدة) ذات الـ٢٢ مليون جنيه عن نظيرتها في الساحل.
أما البعض الرابح في مسألة البحث هو من يصنع تلك الحالات ويقف متفرجاً، متلذذاً.. متشفياً، مستغرباً موقف الآخرين ممن لا يرضون ولا يقنعون بما هم فيه ينعمون.
أليس الأذان في مالطة دعوة للعبادة؟ أليس النفخ في الرماد يكسب الصبر ويبعث الأمل في اشتعال جذوة النار؟
وأليس البحث عن كسرة خبز يستدعي حمد الله وشكره على نعمة الماء والهواء؟
* وعن بعض ما يمكن اعتباره سفها، أننا بين الحين والآخر نرى إنفاق (بعض) رجال الأعمال- ولا أعمم- ما يصل إلى حد السَّفه، في إقامة مهرجانات للخلاعة تحت غطاء رعاية الفن وتكريم الفنانين.
وبين الحين والآخر نقرأ عن زواج أحدهم بفنانة شهيرة ولا يستمر زواجهما طويلا لكونه مجرد نزوة متبادلة بين الطرفين محورها مال وشهرة، وبعض الزيجات تباهياً ليقال إن رجل الأعمال فلان (فاز) بالفنانة فلانة وانفق على عرسه الملايين من قبيل الفشخرة.
وبين الحين والآخر أيضا نقرأ أن أحدهم بنىٰ قصراً منيفاً بإحدى الجزر، أو اشترى سيارة مطلية بالذهب.. الخ.
* قد يعتبر البعض أن هذه الممارسات تدخل في نطاق الحرية الشخصية وليس في القانون ما يمنعها أو يقيدها.
نعم نحن لا نحمِّل الدولة أكثر مما تحتمل ولكن نطالبها بإحكام قبضتها على من لا يحسن الإنفاق من ماله الخاص وفرك أذنه وزيادة حصته من الضرائب تصاعدياً. فإنفاق الأثرياء ببذخ وسفه في أمور تافهة تزيد من عمق الفجوات بينهم وبين باقي طبقات المجتمع المتوسطة والفقيرة، وتولِّد حقداً طبقياً يُحدِث خللاً في تركيبة المجتمع وتماسكه وانحراف مسار أفراده الفكري، فقد يتبع ذلك تحولا في الأولويات وأهداف الشباب وتنقلب موازين الأمور ويصبح اللعب والغناء والتمثيل مقدمين عنده على تحصيل العلم والابداع. وربما ينحرف البعض نحو ممارسة الجريمة لكسب المال أو لإشباع رغباته.
* ومن ناحية أخرى فمثل هذه السلوكيات ممن يملكون المال تُعَدُّ فرصاً ضائعة على الدولة في تحسين وضعها الاقتصادي وهي صاحبة الفضل على الذين كونوا ثروات طائلة مِنْ تسهيلات الدولة ونظامها في مجالات الصناعة والتجارة.
ومما يمكن أيضاً اعتباره سفهاً في دولة فقيرة على- حد قول المسئولين- أن أنديتها الرياضية تتعاقد مع المدربين الأجانب بملايين الدولارات، والتي يمكن بها بناء عشرات المدارس في القرى المحرومة تماما من المدارس، أو التي تعاني مدارسها من كثافة الفصول الدراسية، ونقص في المعامل، وحجرات الأنشطة الرياضية والفنية والمكتبات.
كما يمكن برواتب المدربين الأجانب استكمال نواقص المستشفيات من مستلزمات طبية وأدوية لآلاف المرضى، ورعاية آلاف الأسر الفقيرة.