تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم إجراء عملية جراحية للمريض فاقد الوعي بتفويض من أهله؟

وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: يجوز للطبيب شرعًا أن يجري عمليةً جراحيةً بناءً على توكيل وموافقة من أهل المريض غير الواعي، على أن يكون ذلك مبنيًّا على تحقق المصلحة الطبية المقرَّرة من أهل الخبرة الثقات، وعدم اشتمالها على ما ينافي سلامة المريض أو يفضي إلى ضررٍ محضٍ، وبشرط أن تكون العملية من الحالات العاجلة التي لا تحتمل التأخير إلى حين استعادة المريض وعيه وأهليته للإذن، وذلك وفقًا للشروط والأحكام والإجراءات والضمانات التي تنص عليها اللوائح والقوانين الطبية المنظمة لهذا الشأن.

ما حكم قول سيدنا على الإمام الحسين؟.. الإفتاء تجيبالإفتاء توضح معنى إسباغ الوضوء وحكم استعمال الماء الدافئ في الشتاءحكم ترك صلاة الجمعة بسبب النوم.. الإفتاء تنصح بـ 3 أمورالإفتاء: البِشْعَة موروثات خاطئة باطلة ومُحرَّمة شرعاً

حثّ الشرع الشريف على التداوي
حثَّ الشرع الشريف على التداوي من الأمراض، وأمر باتِّخاذ كافة السبل والإجراءات المؤدية إلى مداواتها والعلاج منها؛ أخذًا بالأسباب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا أَنزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنزَلَ لَهُ شِفَاءً» أخرجه الإمام البخاري.

وعن أسامة بن شريك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تَدَاوَوا عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَم يُنزِل دَاءً إِلَّا أَنزَلَ مَعَهُ شِفَاءً» أخرجه الإمامان: البخاري في "الأدب المفرد"، والإمام أحمد.

حكم إجراء عملية جراحية للمريض من دون موافقته
إجراء العمليات الجراحية من جملة الوسائل المشروعة في التداوي؛ إذ "الوسائلُ لها أحكام المقاصد"، كما في "قواعد الأحكام" للإمام العز بن عبد السلام (1/ 53، ط. مكتبة الكليات الأزهرية)، وقد يحتاج بعض المرضى إلى التدخل الجراحي لحفظ حياتهم أو دفع ضرر عنهم، أو لتحقيق مصلحة صحيَّةٍ معتبرة.

والأصلُ أن العمليات الجراحية ونحوها من التصرفات الطبية لا يجوز إجراؤها إلا برضا المريض وإذنه إذا كان كامل الأهلية -بالغًا عاقلًا-، وقادرًا على إبداء الإذن، فلا يَحلُّ لأحدٍ أن يجبره على العلاج، ولا أن يتصرف في بدنه بغير رضاه، فإن أُجبر أو تُصرِّف فيه بغير إذنه، عُدَّ ذلك اعتداءً محرَّمًا داخلًا في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: 190].

ويؤيِّد هذا الأصلَ ما تقرر شرعًا من أنه لا يجوز لأحدٍ أن يتصرَّف في مِلك الغير أو في حقه بلا إذن أو ولاية معتبرين -كما في "الأشباه والنظائر" للإمام ابن نجيم (ص: 243، ط. دار الكتب العلمية)، و"درر الحكام في شرح مجلة الأحكام" للعلامة علي حيدر (1/ 96، ط. دار الجيل)-، ولا شك أن التصرف في أعضاء الإنسان وأجزاء بدنه من حقوقه الخاصة التي لا يجوز لأحد غيرهِ أن يتصرف فيها إلا بإذنه ورضاه، وذلك في حدود ما أذن به الشرع الحنيف من وجوه التداوي ونحوها.

قال الإمام الخطيب الشِّربِينِي في "مغني المحتاج" (3/ 449، ط. دار الكتب العلمية) في شأن المريض الذي استأجر شخصًا لقلع ضرسه أو سنه الوجعة، ثم امتنع عن تمكينه من إجراء الجراحة مع وجود الألم: [فإن لم تبرأ، ومنعه من قلعها: لم يجبر عليه] اهـ.

وقال الإمام ابن قُدَامَة في "المغني" (5/ 401، ط. مكتبة القاهرة) في معرض بيان العلة من عدم إجبار المريض على قلع ضرسه إذا امتنع منه: [وإن لم يبرأ، لكن امتنع المستأجر من قلعه، لم يجبر عليه؛ لأن إتلاف جزء من الآدمي محرم في الأصل، وإنما أبيح إذا صار بقاؤه ضررًا، وذلك مفوض إلى كل إنسان في نفسه إذا كان أهلًا لذلك، وصاحب الضرس أعلم بمضرته ومنفعته وقدر ألمه] اهـ.

حكم إجراء عملية جراحية للمريض فاقد الوعي بتفويض من أهله
إذا كان المريض فاقدًا للوعي أو غير قادر على التعبير عن إرادته، واستدعى الأمر تدخُّلًا جراحيًّا ولم يكن ثمة متسع من الوقت من الانتظار لأخذ إذنه، أو كان غير مؤهَّل لإعطاء الإذن ابتداءً، لصِغَرٍ أو لمرضٍ كالجنون -فإن الحقَّ في الإذن الطبي ينتقل حينئذٍ إلى من يلي أمره من الأولياء كالأب ونحوه، وذلك مراعاةً لمصلحته، وحفظًا لنفسه.

ويستأنس في ذلك بما ورد عن السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لَدَدنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ، وَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَينَا: «لَا تَلُدُّونِي»، قَالَ: فَقُلنَا: كَرَاهِيَةُ المَرِيضِ بِالدَّوَاءِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «أَلَم أَنهَكُم أَن تَلُدُّونِي»، قَالَ: قُلنَا: كَرَاهِيَةٌ لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَبقَى مِنكُم أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ -وَأَنَا أَنظُرُ- إِلَّا العَبَّاسَ، فَإِنَّهُ لَم يَشهَدكُم» أخرجه الإمامان: البخاري واللفظ له، ومسلم. ومعنى «لَدَدنَا»: "أي: جعلنا في جانب فمه دواءً بغير اختياره"، كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (8/ 147، ط. دار المعرفة).

طباعة شارك إجراء عملية جراحية عملية جراحية فاقد الوعي الطب التداوي الإفتاء إجراء عملية جراحية للمريض من دون موافقته

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إجراء عملية جراحية عملية جراحية فاقد الوعي الطب التداوي الإفتاء فاقد الوعی حکم إجراء فاقد ا الله ع

إقرأ أيضاً:

فريقا الجراحة والنساء والتوليد بمستشفى بلبيس ينجحان في إجراء 12 عملية كبرى في يوم واحد

تواصل الفرق الطبية العاملة بمستشفى بلبيس المركزي جهودها المتواصلة لتقديم خدمة صحية متطورة للمواطنين، في إطار خطة شاملة تهدف إلى رفع كفاءة المنظومة العلاجية داخل المستشفى وتعزيز قدرته على التعامل مع الحالات الحرجة والمتنوعة. 

وقد شهد المستشفى يومًا طبيًا مميزًا، استطاعت خلاله الفرق المتخصصة في جراحة النساء والتوليد والجراحة العامة إنجاز اثنتي عشرة عملية كبرى في يوم واحد، وهو ما يعكس حجم الجهد والعمل المتواصل داخل الأقسام الجراحية المختلفة، ويبرهن على جاهزية الأطقم الطبية للتدخل السريع والفعال في جميع المواقف.

وقد تمكن فريق جراحة النساء والتوليد بالمستشفى من إجراء ست عمليات كبرى، تحت قيادة الدكتور محمود حسان استشاري النساء والتوليد ورئيس القسم، والدكتور عباس المساح استشاري النساء والتوليد، بمشاركة الطبيب محمد السباعي أخصائي القسم، والطبيبة عفاف السيد. 

وشملت هذه العمليات عملية استئصال رحم عن طريق المهبل، وهي واحدة من العمليات الدقيقة التي تتطلب مهارة عالية وتنسيقًا كاملًا بين الفريق الطبي والتمريضي، كما تم إجراء عملية ربط لعنق الرحم لحماية إحدى الحالات من مخاطر الولادة المبكرة، بالإضافة إلى مجموعة من العمليات القيصرية التي تمت وفق الإجراءات الطبية المتعارف عليها لضمان سلامة الأمهات والأطفال.

وفي المقابل، نجح فريق الجراحة العامة في تنفيذ ست عمليات كبرى أخرى، بقيادة الدكتور جمال بدار استشاري الجراحة العامة، والدكتور إسلام عيسى أخصائي الجراحة العامة ورئيس القسم.

 وتنوعت العمليات التي تم إجراؤها بين إصلاح ثلاثة حالات لفتق سري، بالإضافة إلى عملية استئصال خراج بالخصية، وعملية لتصليح شرخ شرجي.

 وقد جاءت العملية الأكثر دقة في ذلك اليوم حين استقبل الفريق الطبي حالة شاب يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا يعاني من نزيف داخلي حاد نتيجة التعرض لكدمات شديدة في منطقة البطن.

 وقد تم إجراء عملية استكشاف جراحية للبطن وتمكن الفريق من السيطرة على النزيف خلال وقت قياسي، فضلًا عن اتخاذ جميع التدابير الطبية اللازمة لاستقرار حالته وإنقاذ حياته.

وتم تنفيذ هذا اليوم الجراحي المكثف بدعم متكامل من طاقم التخدير بالمستشفى بقيادة الدكتور حسام كمال استشاري التخدير، إلى جانب طاقم الأشعة الذي ساعد في تشخيص الحالات قبل التدخل الجراحي، وطاقم تمريض العمليات الذي قام بدور محوري في إعداد غرف العمليات ومتابعة الحالات، تحت إشراف مس أسماء عبدالعزيز رئيسة التمريض بالمستشفى، وبمتابعة دقيقة من الدكتور أنور شاهين مدير عام المستشفى، الذي يشدد دائمًا على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد وتعزيز جودة الأداء داخل غرفة العمليات.

وأكد الدكتور عبدالرحمن الوليلي مسؤول الإعلام بالمستشفى، أن هذا الجهد يأتي تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، وتعليمات الدكتور أحمد البيلي وكيل وزارة الصحة بالشرقية، والدكتور بهاء أبو شعيشع وكيل مديرية الشئون الصحية بالمحافظة، بضرورة مواصلة العمل على مدار الساعة وتقديم أفضل خدمة طبية ممكنة للمواطنين، والعمل على رفع كفاءة المستشفيات العامة لتحقيق أعلى درجات الرعاية.

ويؤكد هذا الإنجاز قدرة مستشفى بلبيس المركزي على الاستجابة السريعة للحالات المتنوعة، وكفاءة الأطقم الطبية وتميزها في التعامل مع العمليات الكبرى، بما يرسخ من مكانة المستشفى كمؤسسة صحية قادرة على خدمة قطاع واسع من المواطنين داخل المحافظة.

مقالات مشابهة

  • ما حكم إجراء عملية ربط المبايض حفاظا على استقرار صحة الأم؟.. الإفتاء تجيب
  • فريقا الجراحة والنساء والتوليد بمستشفى بلبيس ينجحان في إجراء 12 عملية كبرى في يوم واحد
  • دعاء للمريض.. الوسيلة النبوية لتعجيل الشفاء وإحياء الأمل
  • قافلة جامعة أسوان.. فحص 1000 طفل وتجهيز 600 حالة شفة أرنبية و240 عملية جراحية.. شاهد
  • صحة المنيا: إجراء 80 عملية جراحية ناجحة بمستشفى مغاغة المركزي
  • إجراء 28 عملية جراحية للحالات المستحقة بسوهاج ضمن مبادرة "عينك في عنينا"
  • إجراء ٣٠ عملية جراحية للحالات المستحقة ببني سويف ضمن مبادرة "عينك في عنينا"
  • سيدة تستغل إجراء صديقتها عملية ولادة لسرقة شقتها بالعجوزة
  • الندوة العالمية تختتم قافلة جراحة العيون في نيجيريا بـ734 عملية