عدد المليارديرات في العالم يقفز لمستوى قياسي مع طفرة التكنولوجيا
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
سجّل عدد المليارديرات في العالم مستوى غير مسبوق في عام 2025، مع اتساع الفجوة في قمّة هرم الثروة العالمية مدفوعا بطفرة تقييمات شركات التكنولوجيا وارتفاع أسعار الأسهم، بحسب دراسة جديدة لمجموعة "يو بي إس" السويسرية استعرضتها صحيفة "وول ستريت جورنال".
وتشير بيانات "يو بي إس"، إلى أن نحو 2900 ملياردير يسيطرون اليوم على ثروة إجمالية تقارب 15.
وأظهر تقرير "يو بي إس" أن أزواج وأبناء المليارديرات ورثوا ثروات في عام 2025 أكثر مقارنة مع أي عام سابق منذ بدء التسجيل في عام 2015.
وقال البنك السويسري إنه خلال الأشهر الـ12 حتى أبريل/نيسان، أصبح 91 شخصا من أصحاب المليارات عبر الميراث وحصلوا إجمالا على 298 مليار دولار، بزيادة أكثر من الثلث عن عام 2024.
ويقدر البنك أن ما لا يقل عن 5.9 تريليونات دولار سيرثها أبناء المليارديرات على مدى السنوات الـ15 المقبلة.
ومن المتوقع أن يحدث معظم هذا النمو في انتقال المواريث في الولايات المتحدة، وتأتي الهند وفرنسا وألمانيا وسويسرا في المرتبة التالية على القائمة، وفقا لتقديرات يو.بي.إس.
نادي القمةوقال جون ماثيوز، رئيس إدارة الثروات الخاصة في "يو بي إس" بالولايات المتحدة للصحيفة إن العالم يشهد "تسارعا في نمو عدد المليارديرات"، مضيفا أن هذا التسارع "يأتي من كل الاتجاهات"، سواء من روّاد الأعمال الجدد أو من الثروات الموروثة.
وبحسب الصحيفة، ساهمت مكاسب الاستثمارات خلال 12 شهر المنتهية في 4 أبريل/نيسان 2025 في تضخيم الثروات، رغم أن "هزّة" الأسواق المرتبطة بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما يُعرَف بـ"تعريفات يوم التحرير" حدّت جزئيا من العوائد خلال تلك الفترة، قبل أن تعود الأسواق إلى الصعود بشكل عام لاحقا.
وتوضح الدراسة، كما تنقل "وول ستريت جورنال"، أن المليارديرات الجدد "صُنعوا" هذا العام من طيف واسع من القطاعات. فمن بينهم بن لام، مؤسس شركة "كولوسال بايوساينسز" الناشطة في التقنيات الحيوية المتقدمة، وميشيل دوريل، الشريك المؤسس لشركة الاستثمار في البنية التحتية "ستون بيك بارتنرز"، بالإضافة إلى الأخوين تشانغ مالكي سلسلة "ميشو آيس كريم آند تي" في الصين، إلى جانب ملياردير العملات المشفرة جاستن سون.
إعلانوفي المقابل، ورث 91 من المليارديرات الجدد ثرواتهم، بينهم 15 فردا من عائلتين تعملان في قطاع الصناعات الدوائية في ألمانيا. ويقول ماثيوز، وفقا للصحيفة، إن ما يُعرَف بـ"التحوّل الكبير في الثروة" الذي تحدّث عنه الخبراء منذ أكثر من عقد "بدأ يتجسّد فعليا"، مضيفا "يمكن القول إننا ما زلنا في الشوط الثاني من مباراة بيسبول من 9 أشواط"، في إشارة إلى أن الجزء الأكبر من انتقال الثروات بين الأجيال لم يحدث بعد.
ويشرح ماثيوز، بحسب "وول ستريت جورنال"، أن جزءا كبيرا من هذه الثروات يمر أولا إلى الشركاء الباقين على قيد الحياة، وغالبا الزوجات، قبل أن ينتقل لاحقا إلى الجيل التالي من الورثة، مما يعيد تشكيل خريطة ملكية الأصول الكبرى حول العالم.
تركيز في أميركا والصينوفي سياق متصل، تشير الصحيفة إلى تحليل منفصل أجرته شركة "ألتراتـا" المتخصصة في بيانات الثروة، خلص إلى أن عدد المليارديرات في العالم بلغ 3508 أفراد يمتلكون مجتمعين نحو 13.4 تريليون دولار. ووفقا لهذه التقديرات التي تنقلها "وول ستريت جورنال"، يتمركز نحو ثلث هؤلاء في الولايات المتحدة، في حين تأتي الصين في المرتبة الثانية مع 321 مليارديرا يملكون قرابة 10% من الثروة العالمية.
وتوضح "وول ستريت جورنال" أن تقرير "يو بي إس" يعتمد على قاعدة بيانات مشتركة بين البنك السويسري وشركة "برايس ووترهاوس كوبرز"، تتعقب ثروات المليارديرات على مستوى العالم، وتشمل بيانات عن مصادر الثروة، وأنماط الاستثمار، والتحوّلات الجيلية.
تغيّر في خريطة وجهات الاستثماروتضيف الصحيفة أن التقرير يستند أيضا إلى مقابلات أجريت مع 87 من عملاء "يو بي إس" من المليارديرات، ضمن النسخة الـ11 من تقرير "طموحات المليارديرات".
وتُظهر هذه المقابلات أن جاذبية أميركا الشمالية باعتبارها "أفضل مكان للاستثمار على المدى القصير" تراجعت إلى 63% من المستطلعة آراؤهم، مقارنة مع 81% قبل عام واحد، في حين ازدادت جاذبية الاستثمار في مناطق أخرى مثل أوروبا الغربية، والصين، وآسيا والمحيط الهادي.
وبحسب ما تنقله "وول ستريت جورنال"، يرى معدّو التقرير أن هذا التحوّل يعكس رغبة جزء من الأثرياء في تنويع مواقع استثماراتهم خارج السوق الأميركية، على خلفية التقلبات السياسية، وملف الرسوم الجمركية، وتنافس القوى الكبرى على التكنولوجيا وسلاسل التوريد.
مخاطر مختلفةوتلفت وول ستريت إلى أن مخاوف المليارديرات تختلف باختلاف مناطقهم، إذ يُظهر التقرير أن كبار الأثرياء في آسيا يضعون "الرسوم الجمركية" في مقدمة ما يقلقهم خلال العام المقبل، في ظل تصاعد حروب التجارة والانقسام في سلاسل الإمداد.
في المقابل، يركّز معظم المليارديرات في الولايات المتحدة، وفقا للتقرير الذي استعرضته الصحيفة، على مخاطر "التضخم" و"التوترات الجيوسياسية" بوصفها التهديد الأكبر لثرواتهم واستثماراتهم في الأجل القريب، في وقت تستمر فيه سياسات البنوك المركزية وتوترات الملفات الدولية في رسم ملامح بيئة الاستثمار العالمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات عدد الملیاردیرات وول ستریت جورنال الملیاردیرات فی یو بی إس إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجزيرة نت تكشف حقيقة التطورات بملف القاعدة الروسية في السودان
الخرطوم- نفت مصادر سيادية ودبلوماسية سودانية رفيعة للجزيرة نت، وبشكل قاطع، حدوث أي تطورات جديدة في ملف إنشاء قاعدة روسية على البحر الأحمر، كما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وقال وزير الخارجية السوداني السابق، الدكتور علي يوسف، للجزيرة نت إن الحديث عن القاعدة الروسية ظل فزّاعة مكشوفة يطلقها البعض عن قصد بين الحين والآخر لإثارة مخاوف الجيران والأميركيين، وممارسة الضغط على السودان.
وأضاف أن تحريك موضوع القاعدة الروسية في هذا التوقيت، عبر فبركات إعلامية، دون أن يكون هناك أي تطور جديد على أرض الواقع، هو أمر مقصود يهدف إلى توتير العلاقات مع أميركا والسعودية ومصر.
وكانت "وول ستريت جورنال" قد نقلت عمن وصفتهم بمسؤولين سودانيين قولهم إن الحكومة العسكرية للبلاد عرضت على روسيا إنشاء أول قاعدة بحرية لموسكو في أفريقيا، وهي خطوة ستمنح موسكو منصة غير مسبوقة تُطل على طرق التجارة الحيوية في البحر الأحمر.
من جهته، قال الخبير العسكري، العميد إبراهيم عقيل مادبو، إن فكرة إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان قديمة، وقد اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الرئيس السابق عمر البشير، الذي رحّب بالاقتراح. ونتيجة للضغوط التي مورست من أميركا، تحولت فكرة القاعدة إلى خطة بديلة بإنشاء نقطة خدمات لوجستية في البحر الأحمر لسلاح البحرية السودانية في بورتسودان.
وأوضح الخبير مادبو للجزيرة نت أن إنشاء القاعدة يمكن أن تكون له فوائد وأضرار، ويتوقف ذلك على كيفية إدارتها وتأثيرها على المنطقة. مشيرا إلى أنها توفّر لروسيا وصولا مباشرا للبحر الأحمر، مما يُعزز طموحاتها للتأثير العالمي والمساهمة في تأمين الملاحة فيه.
وظهر الحديث عن تسهيلات عسكرية بحرية لروسيا في بورتسودان عقب زيارة قام بها الرئيس السابق عمر البشير إلى موسكو عام 2017.
إعلانلكن منذ ذلك التاريخ، يستبعد مراقبون إنشاء القاعدة البحرية الروسية على البحر الأحمر، في ظل ما وصفوه بتردد السلطات السودانية في المضي قدما لإحراز تقدم في هذا الملف، الذي ظل يراوح مكانه، حيث جعلته التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة، أشبه بورقة سياسية يمكن التلويح بها والمناورة من خلالها، دون استخدامها فعليا.
موسكو تنفيفي الأثناء، أكدت مصادر سيادية ودبلوماسية متطابقة للجزيرة نت، أنه لم يتم التطرق لهذا الملف في أي مستوى من العلاقات بين البلدين مؤخرا، وفيما فضّلت تلك المصادر عدم كشف هويتها، نفت السفارة الروسية في السودان بوضوح حدوث أي تطور جديد في الملف.
وأوضح السفير الروسي في السودان، أندريه تشيرنوفول، أنه لا توجد تطورات جديدة بشأن نشر قاعدة بحرية روسية في السودان، وقال لوكالة "تاس" إن ما نشرته "وول ستريت جورنال"، الاثنين الماضي، حول إنشاء القاعدة الروسية، يعود إلى عام 2020.
ولفت إلى أن الوثيقة الموقعة في ذلك الوقت متاحة للعامة ويجب التصديق عليها. وأضاف "في هذه المرحلة، كل شيء متوقف، ولم يتم إحراز أي تقدم في هذا الصدد بعد. على الأقل، لا أعلم شيئا عن ذلك. لذا، فإن الحديث عن أي شيء جديد هنا، على أقل تقدير، سابق لأوانه".
وتمنح اتفاقات موقعة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 روسيا حق استخدام جزء من ميناء بورتسودان والمنطقة المائية المجاورة، على ألا يتجاوز الحد الأقصى لعدد أفراد القاعدة البحرية 300 فرد، ويسمح بوجود ما لا يزيد على 4 سفن روسية في الوقت نفسه.
فيما أشارت الصحيفة الأميركية، نقلا عن مسؤولين سودانيين لم تكشف عنهم، إلى أن الحكومة السودانية ستحصل على أنظمة روسية متطورة مضادة للطائرات وأسلحة أخرى بأسعار تفضيلية، مقابل السماح للقوات الروسية باستخدام أراضي السودان.
وقال مندوب السودان الدائم الأسبق في الأمم المتحدة في نيويورك، السفير عبد المحمود عبد الحليم، إن سنوات تعاملهم مع أميركا علّمتهم أنهم يحتفظون بصندوق يرجعون إليه لتجديد واستخدام محتوياته عند الاقتضاء، ويُسمى "صندوق الابتزاز"، وأضيف إليه مؤخرا موضوع استخدام السودان أسلحة كيميائية، وهو ادعاء تفاجأت به قوات الدعم السريع قبل أن تتفاجأ حكومة السودان نفسها.
وأضاف في حديث خاص للجزيرة نت "لذلك لم يكن مستغربا أن يُثار من جديد موضوع التعاون البحري والقاعدة الروسية في سياق تطورات قضايا الحرب والسلام، بقصد واضح، هو إثارة غبار حول مواقف السودان، التي أثبتت التطورات، وخاصة عقب سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر، صدقيتها وموثوقيتها. ولذلك فإن إثارة مثل هذه الأمور والتسريبات يراد بها الابتزاز وتغبيش مواقف السودان".
ويُلاحظ أن التسريبات جاءت عبر صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي نشرت قبل أيام قليلة مقالا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، عكس حسن نية السودان في التعامل مع الولايات المتحدة، علما بأن السودان لا يحتاج إلى إذن من أحد للاضطلاع بمسؤوليات علاقاته الخارجية.
إعلانوقالت السفارة الروسية لدى السودان، في تصريحات لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية، أمس الأربعاء، إنه في ظل غياب أي أخبار جديدة، يهدف مقال "وول ستريت جورنال" إلى إحياء "قصة الرعب" التي مضى عليها 5 سنوات بشأن الوجود الروسي في البحر الأحمر.