الداخلية تكشف ادعاءات مرشح بتوزيع رشاوى في المنيل خلال إعادة المرحلة الثانية من الانتخابات
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
كشفت الأجهزة الأمنية تفاصيل مقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الإجتماعى تضمن الزعم بتوزيع رشاوى انتخابية على عدد من المواطنين أمام إحدى الجمعيات الخيرية الكائنة بمنطقة المنيل بدائرة قسم شرطة مصر القديمة بالقاهرة إبان الإنتخابات البرلمانية للمرحلة الثانية (24 – 25 نوفمبر الماضى).
بالفحص أمكن تحديد القائم على تصوير مقطع الفيديو (موظف "شقيق أحد المرشحين" مقيم بدائرة القسم) وإدعائه بإضطلاع القائمين على الجمعية المشار إليها بتوزيع مبالغ مالية على الناخبين لدفعهم للتصويت لصالح أحد المرشحين "المنافس لشقيقه".
كما تبين إضطلاع القائمين على إدارة تلك الجمعية بتحرير محضر بتاريخ 24 نوفمبر الماضى ضد المرشح المذكور "وشقيقه القائم على النشر" وشقيق آخر لهما وعدد من المؤيدين له لإقتحامهم مقر الجمعية وإتلاف محتوياتها بزعم إنحياز الجمعية للمرشح المنافس له.
تم إتخاذ الإجراءات القانونية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأجهزة الأمنية التواصل الإجتماعى رشاوى إنتخابية
إقرأ أيضاً:
إعادة تدوير الماضى
لم تعد الأزمة فى الإعلام العربى، والمصرى تحديدًا، أزمة أدوات أو منصات؛ بل أزمة خيال مهنى فقد القدرة على اختراق الغد، وبات يعيش على فتات الأمس. اليوم، حين تفتح صحيفة أو موقع أو شاشة فضائية، ستجد إما صدى قديمًا لحدث انتهى، أو إعادة تدوير لعناوين شاخت حتى قبل أن تُكتب، أما أن تبحث عن المختلف، العميق، القادر على أن يشدّك، فذلك يشبه البحث عن واحة فى صحراء ممتدة.
الصحافة الحقيقية ليست تلك التى تتنفس على رئة «التريند»، ولا تلك التى تجرى خلف «بوست» أو «هاشتاج»؛ الصحافة الحقيقية هى التى تقرأ المستقبل، تفكّ شفراته، وتقدّم للقارئ ما لا يعرفه، لا ما يعرفه الجميع. فحين تصطدم بمادة صحفية محترمة، ستجد نفسك — رغمًا عنك — تروّج لها، حتى لو لم تكن جزءًا من هذا الكيان، فالمحتوى الجيد يفرض نفسه، دون إعلان، ودون دعاية، ودون ضجيج.
إن ما يرهق الناس اليوم ليس كثرة الأخبار، بل رخص التجارة المبنية على عناوين صفراء تُباع منذ أكثر من ربع قرن، تلك التى تُسمّى — مجازًا — «صحافة بير السلم».
عناوين مستهلكة، قضايا هزيلة، طرق عرض مكررة، وتناول لم يعد يصلح لزمن تغيّر فيه كل شيء… إلا بعض الصحف!
القارئ المصرى لم يعد هو قارئ التسعينيات؛ هو الآن قارئ فطن، مسلح بكمّ هائل من المعرفة، يستطيع فى ثوانٍ أن يصل إلى المعلومة، وتفكيكها، ومقارنتها، وربما كشف خطأ الصحفى نفسه. لم يعد ينتظر الصحيفة كى تخبره بـ«ماذا حدث؟»؛ هو يريد الصحفى الذى يخبره: «لماذا حدث؟ وماذا سيحدث بعد ذلك؟».
نحن اليوم فى سباق مع:
الصحافة المحلية والصحافة العربية والإقليمية، والصحافة العالمية، والقارئ نفسه الذى بات شريكًا فى صناعة المعرفة.
الأزمة إذن ليست «سقفًا» نعليه أو نخفضه؛ الأزمة فى المحتوى ذاته: ضعيف، مكرر، مستهلك، ومصدره الأساسى ويا للعجب السوشيال ميديا، التى يفترض أنها جزء من المادة الخام، وليست مصدرًا وحيدًا للكتابة.
إن بقاء الصحافة رهن «خبر عاجل» لم يعد ممكنًا.
وأن تبقى أسيرة «قالت المصادر» دون تحليل، ونبض، ورؤية، فهذا انتحار مهنى بطيء.
ما بعد الخبر أصبح اليوم أهم من الخبر ذاته.
الإعلام الذى يريد البقاء لا بد أن يقدّم أشكالاً صحفية جديدة: تحقيقات معمقة، تقارير استشرافية، ملفات كبرى، وثائق، ومحتوى يسبق الحدث لا يلهث وراءه.
الإعلام الذى يريد أن يكون مؤثرًا لا بد أن يتخلّى عن «النسخ واللصق»، ويعود إلى غرفة التفكير، لا غرفة العناوين.
فالإعلام الذى يقرأ المستقبل… هو وحده الذى يصنعه.