"التوقف الدولي" فرصة الشباب لاستعادة التوازن
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
جاءت فترة التوقف الدولي بمثابة فرصة إلى فريق الشباب السعودي لاستعادة التوازن بعد المستويات والنتائج المخيبة التي يقدمها منذ انطلاق الموسم.
وسجل الشباب واحدة من أسوأ انطلاقاته في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، إذ يقبع على إثرها في قاع جدول المسابقة محتلا المركز قبل الأخير بنقطتين.
الشباب خاض خمس مواجهات منذ انطلاق الدوري السعودي، تعادل في اثنين وخسر ثلاثة، واستقبلت شباكه 12 هدفًا وله أربعة فقط، فضلا عن خسارته في البطولة العربية للأندية أمام الهلال بثلاثية مقابل هدف في نصف النهائي.
النتائج الكارثية ليست الأزمة فقط فجمهور الشباب ساخط على إدارة النادي والقائمين على الكرة السعودية لعدم تدعيم الليوث بصفقات قوية على غرار الأندية الأخرى، إذ اكتفى بصفقة واحدة قبل انطلاق المسابقة بالتعاقد مع السنغالي حبيب ديالو، فضلا عن حل مجلس الإدارة بعد التفريط في حسان تمبكتي لصالح الهلال.
يحاول الشباب تدارك أزماته خلال فترة التوقف الدولي لتصحيح الأوضاح واستعادة التوازن، إذ نجح النادي في التعاقد مع يانيك كاراسكو نجم أتلتيكو مدريد في محاولة لتحسين النتائج وتهدئة الجماهير الغاضبة، بينما سيتعين على مارسيل كايزر مدرب الليوث على تصحيح ومعالجة الأخطاء الفنية ورفع المستوى البدني والتكتيكي قبل استئناف الدوري السعودي في الأيام القليلة المقبلة.
ويخوض الشباب مباراته المقبلة أمام الفيحاء، في منتصف الشهر الجاري، على استاد المجموعة، ضمن الجولة السادسة من منافسات الدوري السعودي.
ولم تشهد قائمة المنتخب السعودي سوى استدعاء اثنين فقط من الشباب هما فهد المولد ورياض شراحيلي لخوض مباراتي كوستاريكا وكوريا الجنوبية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشباب السعودي الشباب الدورى السعودى الدوری السعودی
إقرأ أيضاً:
ملتقى الجامع الأزهر: الأمة اليوم بحاجة لاستعادة تماسكها وتوحيد كلمتها
عقد الجامع الأزهر، أمس الثلاثاء، ملتقى «الأزهر للقضايا المعاصرة» تحت عنوان: «حرمة الدماء ووحدة الصف»، برعاية فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، ومتابعة د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
وشهد الملتقى حضور كلٍّ من: د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ود. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، ود. ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربي بالقاهرة، وأدار اللقاء رضا عبد السلام، الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم.
قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إنّ الله ﷻ خلق الإنسان من نفسٍ واحدة، ولم يخلق نفسًا من ذهب وأخرى من فضة، بل خلقنا جميعًا من ترابٍ واحد، وجعل حرمة النفس الإنسانية أصلًا ثابتًا في هذا الكون، فلا يجوز أن تُزهق إلا بالحق.
وأوضح الجندي أنّ تغليب النزعة المادية على الروحية يُفسد التوازن في شخصية الإنسان، ويحوّل المجتمعات إلى غابةٍ يقتل فيها القويّ الضعيف، لافتًا إلى أنّ رسالة النبي ﷺ جاءت لتعيد لهذا التوازن مكانته، فالإسلام وازن بين العنصرَين: المادة والروح، ليظلّ الإنسان في صورته الكاملة، لا تمثالًا جامدًا ولا طيفًا ضائعًا.
وأشار إلى أنّ سفك الدماء بلا حقّ يُعدّ من أعظم الجرائم التي تُنذر بانهيار الإنسانية، مؤكدًا أنّ الإسلام جاء ليؤسس لواقعٍ قوامه العدل والتسامح وصون النفس، وقدّم رسول الله ﷺ نموذجًا حيًّا لهذه القيم في أوقات السلم والحرب معًا.
من جانبه، قال الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية: إنّ من أقدار الله التي قدّرها على هذه الأمّة وقوع الفتن والاضطرابات، مؤكدًا أنّ ذلك ابتلاء يُغربِل الصفوف ويختبر الصدور، وليس دلالة على الهلاك أو الزوال، بل هو جزء من سنن الله الجارية في الأمم. واستشهد فضيلته بما رُوي عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، حين رأى اقتتالًا بين المسلمين في أحد أسواق الشام، فعجب من قومٍ ربّهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد، يستحل بعضهم دماء بعض.
وأشار الدكتور الغفير إلى الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه نبينا محمد ﷺ: «إن أمتي أمةٌ مرحومة، ليس عليها في الآخرة حساب ولا عذاب، إنما عذابها في الدنيا الزلازل والبلابل والفتن»، مبينًا أن هذه الابتلاءات هي امتحانات إلهية تُمحّص الأمة وتُعيدها إلى رشدها، لا سيّما حين تغيب بوصلة الاتحاد وتظهر نوازع العصبيات والتفرق.
وأوضح أنّ النبي ﷺ كان يحمل همَّ هذه الأمّة ليلًا ونهارًا، وكانت الآيات التي تصف بأس الله على الأمم تقضّ مضجعه، كما في قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا﴾، فلما سمعها بكى ﷺ وقال: «سألت ربي ألا يسلّط بعضهم على بعض فمنعنيها»، دلالةً على أنّ الفتنة الداخلية من أعظم ما يُبتلى به المسلمون، وأن الواجب على الأمة هو الاعتصام بحبل الله جميعًا، والتناصح والاجتماع، لا التناحر والتدابر.
وفي ختام الملتقى، أكد الإعلامي رضا عبد السلام، أن موضوع «حرمة الدماء ووحدة الصف» يُعدّ من أكثر القضايا إلحاحًا في ظل ما تمرّ به الأمة من تحديات جسام واستباحة لدماء أبنائها في مواضع شتى، مشيرًا إلى أنّ التفرّق والتنازع بين أبناء الأمة يُهيّئ بيئة خصبة لتكرار المآسي وتضاعف الابتلاءات، وهو ما يفرض ضرورة الوعي بخطورة المرحلة، واستدعاء معاني الأخوّة والوحدة التي دعا إليها الإسلام. وأنّ الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى استعادة تماسكها الداخلي وتوحيد كلمتها، فالأجساد إذا تفرّقت ضعفت، وإذا اجتمعت اشتدّت.