بالصور: تعلُّم الموسيقى.. طريقة لتخفيف ضغوط الحياة في غزة
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
حول طاولة مستطيلة، في مركز "سما" الموسيقي، بمدينة غزة ، يجلس العشرات من المتدربين لتلقي دروس العزف على آلة العود، واستخدام هذه الأداة الموسيقية "القديمة الحديثة" بطريقة صحيحة.
تقول مريم الخطيب (19 عاماً) وهي إحدى المتدربات في دورة العزف على العود، "بدأت بالتعلم على العود لأنني أجد راحتي في استخدامه والعزف عليه بعيداً عن ضغوطات الحياة".
وأضافت الخطيب في لقاء مع وكالة (APA) أنها تعتبر العزف على العود كمهدئ للأعصاب، حيث يساعدها على "التخلص من الطاقة السلبية، ويعطيها شعوراً بالمرح".
وتابعت "الموسيقى تعطي إحساساً بالحياة لتدفع الشخص إلى الاندماج والتناغم مع كافة الضغوطات المحيطة، لأنه يعلم أنه في نهاية اليوم سيتخلص من الطاقة السلبية من خلال العزف على العود".
وذكرت الخطيب أنها تنظم وقتها بين تعلم العزف على العود ودراستها الجامعية في تخصص طب الأسنان، الذي يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد.
وترى أن آلة العود تساعدها على "فصل الحواس، فتستطيع من خلالها تنظيم التوازن في الجسد لتمكن من فهم فسيولوجية الجسم والتحكم بها".
وأشارت إلى اهتمامها بالمعزوفات الوطنية القديمة، لربط القضية الفلسطينية بالموسيقى والفن، باعتبارها نوعًا من أنواع المقاومة.
وتأمل الخطيب أن تصبح الموسيقى "أسلوب حياة، ومادة تُدرّس في المدارس، وينتشر استخدامها في جميع الأماكن العامة".
ومن جهته، يقول هادي أبو عقلين (20 عامًا) وهو أحد المنضمين إلى دورة العود، إنه بدأ في تعلم العزف على الآلة الموسيقية المذكورة منذ ثلاث سنوات، لشغفه الكبير نحوه تحديدًا.
وتابع أبو عقلين "أرى أن العود أساس الآلات الشرقية، وعلى الرغم من إتقاني للعزف عليه، إلا أنني أسعى إلى التميز والابداع أكثر فيه، لأبحر أكثرًا في عالمه".
وأشار إلى شغفه في عزف المعزوفات الطربية القديمة، لكونه يرى ذاته بهذا اللون من الموسيقى، ويحاول إحيائه من خلال ترديده بشكل مستمر.
ولفت أبو عقلين إلى موهبته في الغناء أيضًا، وأنه يستغل هذه الموهبة في ترديد الأغاني الفلسطينية القديمة، كونها جزءًا من التراث الفلسطيني المحبب لدى الكبار والصغار.
وذكر أن العزف على آلة العود يحتاج إلى موهبة، واستمرار التعلم والتطوير، للوصول إلى الأهداف المرجوة.
ويرى أبو عقلين أن العود يساعده على التفريغ النفسي، ويعطي "للجلسة الشبابية شعورًا بالمرح والايجابية".
وتطرق إلى مشاركاته العديدة في المناسبات الوطنية، لرفع صوت القضية الفلسطينية من خلال الفن.
ويأمل أبو عقلين أن يستطيع المشاركة في الاحتفالات الدولية، لإحياء التراث الفلسطيني والمساهمة بنشره على نطاق واسع.
وفي سياق متصل، يقول ماجد القيشاوي (63 عامًا)، وهو مدرب الموسيقى في المركز إنه بدأ في تعلم الموسيقى منذ سن صغير، مضيفا "نقلتُ هذا العلم إلى أجيال مختلفة على مدار عشرات السنين".
وأضاف القيشاوي أنه يحرص دائماً على توجيه الطلاب إلى الطريق الصحيح أثناء تدريبهم على جميع الآلات الموسيقية، وتحديدًا العود.
وأكمل "للعود استخدامات إيجابية وأخرى سلبية، فاستخدامه لإحياء المعزوفات الوطنية القديمة طريق إيجابي أُحفز عليه الطلاب دائماً، خاصة أن الأغاني والمعزوفات القديمة تحمل قيم جيدة".
وأشار القيشاوي إلى أن آلة العود بالنسبة إليه، هي "أساس الآلات الموسيقية على الرغم من وجود آلات تعتبر أصعب في الاستخدام والتعلم، لكونه يعتمد على توازن الجسم والاحساس الداخلي للإنسان، ويمتلك قيمة معنوية قديمة".
واستدرك أن أقدم دلائل أثرية تاريخية لآلة العود تعود إلى 5000 عام.
وذكر القيشاوي أن الإقبال على تعلم العزف بواسطة العود، كبير جداً من قبل الطلاب والطالبات، وفي أغلب الأحيان يكون المنضم للدورة التدريبية محترف ويبحث عن التطوير.
وبيّن أن تدريب الأطفال على آلة العود يختلف عن تعليم الشباب والكبار، فلكل فئة عمرية طريقة مختلفة تناسب الشخص.
ونبّه القيشاوي أن العديد من الطلاب الذين انضموا لدورات العود أصبحوا نجوماً لامعين في هذا المجال.
ولفت إلى أنه يحرص على تعليم الطلاب منهج الفنان صلاح فخري، الذي تميز بمعزوفاته النخبوية الشعبية، وتعتبر متوسطة المستوى من حيث الصعوبة.
وختم القيشاوي حديثه بالتطرق إلى أساسيات تعلم العزف على آلة العود والتي تبدأ بإمساكه بالطريقة الصحيحة، وراحة العازف من حيث جلسته، واستخدام الريشة بالطريقة الصحيحة دون تحريك الذراع.
والعود هي آلة وَتَرية موسيقية، تعود أصولها إلى فترة حكم الأكاديين في العراق في الألف الثالث قبل الميلاد، واسم "العود" في اللغة العربية يعني الخشب أو العصا.
ويتكون العود من صندوق خشبي يشبه الكمثرى بشكله، وعدد من الأوتار المشدودة في مشط الآلة.
وتعتمد آلة العود في إصدار الصوت من خلال النقر بالريشة على الأوتار، كما أن لها مفاتيح لضبط النغمات بشكل صحيح، ويكون عدد الأوتار في العود المتعارف عليه أربعة أوتار، وهناك أنواع أخرى من آلة العود تحتوي على خمسة أو ستة أوتار.
عدسة: APA Image
المصدر : وكالة سوا - APAالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: العزف على العود على آلة العود من خلال
إقرأ أيضاً:
حاتم الجبلي: الشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص اتجاه عالمي لتخفيف العبء عن الدول
كشف الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة الأسبق، أهمية القطاع الخاص ودوره في المنظومة الصحية على مستوى العالم، قائلاً:"الحكومات في العالم كله الآن لم تعد قادرة على تغطية تكلفة البنية التحتية الصحية الأساسية، وبالتالي تلجأ إلى الشراكة مع القطاع الخاص."
وخلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" عبر قناة ON، ضرب الجبلي مثالًا بنماذج ناجحة تبنت نظام الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، قائلاً:"تركيا مثل واضح وناجح، حين أقرت نموذج الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص (PPP)، حيث يتولى القطاع الخاص الإنفاق على البنية التحتية، وتمنحه الحكومة العائد مقابل نسب معينة. هذا النموذج يقلل العبء الضخم الذي تتحمله الحكومات في بناء مراكز طبية متقدمة ومكلفة جدًا، وفي المقابل يضمن القطاع الخاص دخلًا ثابتًا من الحكومة عبر التأمين الصحي الحكومي."
وحول تجربته في الاستثمار في القطاع الخاص عبر المعامل، مراكز الأشعة، ومستشفى دار الفؤاد، وردًا على سؤال الإعلامية لميس الحديدي حول أهم ما يحتاجه المستثمر للاستثمار في القطاع الطبي في مصر، أجاب الجبلي:"أهم ما يهم المستثمر هو سرعة حل المشكلات القضائية، وهي نقطة في غاية الأهمية، فالمستثمر يريد أن يضمن عدم بقائه لعشرات السنين في نزاع قضائي، والنقطة الثانية هي عدم التدخل في تركيبة الاستثمار."
وتابع:"الدولة كانت قد اتخذت قرارًا بأن أي بيع لحصة تزيد عن 25% من منشأة طبية يتطلب موافقة وزارة الصحة، وكان لهذا القرار ظرف معين، في ضوء فترة سابقة لمنع الاحتكار. أما الآن، فيجب فتح الباب ومنح مزايا حقيقية للمستثمر.
أردف :"نجحت في جذب أربع صناديق استثمارية من أوروبا، ودخلوا في شراكة معي في شركة الأشعة."
وشدد الجبلي، على أن مصر تمتلك ميزة تنافسية كبيرة في المنظومة الصحية بفضل الكوادر الطبية من أطباء، صيادلة، وأطباء أسنان، قائلاً:"هذه الميزات متوفرة في مصر، وهناك دول كثيرة لا تملك هذه الإمكانيات وتضطر إلى استقدام الأجانب، وهو أمر مكلف جدًا.
وتابع:"مصر، إلى جانب ذلك، تمتلك أثرًا طبيًا كبيرًا في المنطقة العربية.وقد يقول البعض إن هذا كان في الماضي، لكنني أؤكد أن الطبيب، والمهندس، والمحاسب المصري لا يزال مطلوبًا بقوة، ويتحدث لغة يفهمها الجميع، إلى جانب المجهود الكبير المبذول."