مخطط الحدود العازلة بين الأردن وإسرائيل
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
مخطط #الحدود_العازلة بين الأردن وإسرائيل / #ماهر_أبوطير
على مدى عقد كامل تهدد #إسرائيل بإقامة جدار عازل ممتد بين #الأردن وفلسطين المحتلة، وآخر التصريحات الإعلامية ما قاله قبل أيام رئيس الحكومة الإسرائيلية حول هذا الأمر.
إسرائيل تروج لمعلومات تقترب من حدود التوهم حول ان إيران تريد تسليح الضفة الغربية من خلال عمليات التهريب التي قد تمر من محطات مختلفة نحو الأردن، ثم إلى الضفة الغربية ثانيا، وبين أيدينا تصريح قديم من عام 2019 للمستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني، يحيى رحيم صفوي، والذي كان قائداً للحرس الثوري الإيراني يقول فيه إنّ إيران تضع على أجندتها تسليح الضفة الغربية، وهكذا تصريح إيراني، وغيره من تصريحات إيرانية يتم توظيفها إسرائيليا بشكل انتهازي، للاستثمار في المخاوف، وحصد المزيد من مكتسبات الدعم.
برغم وجود سياج قديم بين الأردن وفلسطين المحتلة أقامه الاحتلال، ووجود سياج آخر من الملح على مسافة طويلة، الا ان إسرائيل تريد الآن استكمال الجدار العازل على طول الحدود بين الأردن وإسرائيل، بذرائع مختلفة، واستنادا الى المخاوف من إيران، وعمليات تهريب السلاح الإيرانية من سورية، إلى الأردن، وصولا إلى فلسطين، وفقا لمنطوق الإسرائيليين ذاتهم، اضافة الى المخاوف من عمليات تسلل الخبراء المختصين بالصواريخ، بما يذكرنا ايضا بالجدار الإسرائيلي العازل بين مصر وفلسطين، والذي يمنع تسلل العمالة الأفريقية.
التساؤلات هنا تكمن حول مغزى إقامة جدار عازل بين الأردن وفلسطين والذي يكلف مليارات الدولارات، وإذا ما كانت اتهامات إسرائيل بحق إيران، صحيحة، أم أنها محاولة لتقديم الأردن بصورة المخترق امنيا، الذي يمكن تهريب كل شيء إليه، وهي أيضا محاولة للتغطية على الدوافع الأساسية لتحويل دولة الاحتلال الى دولة “جدر عازلة” في كل مكان، بذريعة الأمن.
في الثلاثين من شهر آب عام 2022، أي قبل سنة، كتبت مقالا هنا في ” الغد” بعنوان “ماذا تخطط إسرائيل للحدود مع الأردن؟” أشرت فيه إلى أن إسرائيل تخطط لترسيم الحدود مع الأردن، بشكل إجباري، وبمعزل عن الفلسطينيين ودولتهم المفترضة، ولن يكون غريبا أن نسمع عن قرار إسرائيلي بإقامة جدار عازل إسمنتي على طول الحدود بين الأردن وفلسطين.
وفي العاشر من تموز من عام 2023، اي قبل شهرين، وفي مقال آخر بعنوان “خطة إسرائيل للحدود مع الأردن” أشرت فيه إلى أن إسرائيل قامت مطلع عام 2021، بتكديس آلاف الأطنان من الأملاح المستخرجة من البوتاس وبناء جدار ملحي عملاق على طول 45 كيلومترا مع الحدود الأردنية من جهة منطقة وادي عربة- البحر الميت، وهذا الجدار الملحي الضخم، بارتفاع 9 إلى 13 مترا تبرره إسرائيل بمحاولة لصد المتسللين في تلك المنطقة.
إسرائيل تتحدث عن الذعر الذي يسود المستوطنات الإسرائيلية في الجهة الغربية من غور الأردن، بسبب سهولة التسلل من الأردن وفقا لمنطوق الإعلام الإسرائيلي، ويقوم الإعلام الإسرائيلي بحملات تعبئة لصالح المستوطنين، وضد الأردن، وضد التنظيمات الفلسطينية واللبنانية والإيرانية في فلسطين ولبنان وسورية وصولا الى إيران، للتمهيد لهذه الخطوة التي تعني فعليا قسمة غور الأردن، وفصل الحدود بين الأردن والدولة الفلسطينية العتيدة التي لم تقم حتى الآن، بما يمهد لاحقا لضم غور الأردن لإسرائيل.
هذا يتطابق مع سياسة “القلعة الإسرائيلية” المحمية بالجدر العازلة، بما في ذلك الجدار العازل داخل الضفة الغربية الذي يفصلها عن فلسطين المحتلة عام 1948 والذي صادر 10 بالمائة من أراضي الضفة، والجدار العازل المقام تحت الأرض بين إسرائيل وغزة بطول 65 كيلومترا من آلاف الأطنان من الخرسانة والحديد ليعزلها عن القطاع، خوفا من الأنفاق وعمليات تهريب السلاح والعناصر المقاتلة وخبراء الصواريخ والمتفجرات وغير ذلك.
ما يراد قوله هنا إن الجدار العازل الذي تكرر الإعلان عنه مؤخرا، بما في ذلك تصريحات لمسؤولين إسرائيليين غير رئيس الحكومة، له حسابات أمنية معلنة، وله حسابات مبطنة وغالبة تتعلق بالجغرافيا السياسية بين الأردن وفلسطين، وما يرتبط بتقويض كل مشروع الدولة الفلسطينية، فيما اتهامات إسرائيل لإيران باستهدافها الضفة الغربية من خلال تنظيمات فلسطينية، وعبر التهريب من سورية أو غيرها الى الأردن ثم الضفة الغربية، مجرد ذريعة تخفي خلفها دوافع المشروع الإسرائيلي، الذي يدخل مرحلة مختلفة في هذه الفترة بكل ما تعنيه الكلمة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: إسرائيل الأردن الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
إحراق سيارات وتدمير منازل وتهجير: اعتداءات على الفلسطنيين في بروقين بالضفة الغربية
تعيش بلدة بروقين، الواقعة في شمال الضفة الغربية المحتلة، تحت حصار مشدد فرضه الجيش الإسرائيلي، تزامنًا مع تصعيد هجمات المستوطنين الذين هاجموا ظهر الخميس، سكان البلدة، وأضرموا النار في سياراتهم، إضافة لإلحاق أضرار بالمنازل، وفق ما أفاد به سكان محليون. اعلان
وترافق هذا التصعيد مع حملة عسكرية واسعة، حيث دهمت قوات الجيش الإسرائيلي نحو 23 منزلًا، وعمدت إلى تحطيم محتوياتها، وأجبرت سكانها على إخلائها، قبل أن يتحول بعضها إلى ثكنات عسكرية. كما منعت الفلسطينيين من أداء الصلاة في المساجد ورفع الأذان، في بلدة يقطنها حوالي 8 آلاف نسمة.
مصطفى خاطر، أحد سكان البلدة البالغ من العمر 40 عامًا، قال إن الاعتداءات بدأت منذ يوم الأربعاء، متحدثًا عن "إساءات لفظية، ورشق بالحجارة، ومضايقات متواصلة"، مضيفًا أن الهجمات الأخيرة بدت "كأنها هجوم منسق من عدة اتجاهات"، واصفًا الوضع بأنه "مأساوي للغاية، وكأنه حرب".
وقد اضطر خاطر إلى إجلاء عائلته منذ اليوم الأول، خوفًا من إحراق المنزل من قبل المستوطنين. وقال: " نحن نعيش في منطقة لا يمكن التكهّن بما قد يحدث فيها، فالمستوطنون قادرون على إشعال النار بنا أو بمنازلنا في أي لحظة. لهذا السبب أخرجت عائلتي منذ البداية، ومنذ عشرة أيام لم أر أطفالي إلا على عجل".
من جهته، روى أكرم صبرة، أحد سكان بلدة بروقين، تفاصيل هجوم وقع عند الساعة 11:30 ليلًا، قائلاً: "فوجئت بعشرات المستوطنين يهاجمون منزلي، وألسنة اللهب تتصاعد من أطرافه. كانت سيارتاي تحترقان، وكذلك سور المنزل ومنزل أخي. اندلعت مواجهة بالحجارة، وألحقوا أضرارًا بمنزلي، كما أضرموا النار في منزل ابني. لحسن الحظ، تدخل شبان من القرية وساعدونا على صد الهجوم".
تصعيدٌ في شمال الضفة وعمليات تهجير واسعةتأتي هذه الاعتداءات في سياق تصعيد أوسع تشهده الضفة الغربية المحتلة، تزامنًا مع الحرب المتواصلة في غزة. وقد أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل مئات الفلسطينيين وتشريد عشرات الآلاف، وسط تكرار مشاهد القصف والمداهمات في مدن الضفة وقراها.
وتشهد محافظتا جنين وطولكرم عمليات عسكرية واسعة النطاق منذ 21 كانون الثاني/يناير 2025، امتدت لاحقًا إلى مخيم نور شمس في 27 من الشهر ذاته. وأسفرت هذه العمليات عن تهجير أكثر من 40 ألف شخص، لا سيما من مخيمَي جنين ونور شمس، بعد تلقيهم إخطارات بهدم منازلهم، حيث اضطروا إلى إخلاء بيوتهم ونقل ما تيسر من ممتلكاتهم.
في مخيم نور شمس، يعاني السكان من عزل شبه كامل بعد إغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إليه لأكثر من 102 يوم، ما أجبرهم على سلوك طرق وعرة في ظل إجراءات تضييق متواصلة.
ووفق اللجنة الإعلامية في طولكرم، فإن العدوان الإسرائيلي مستمر على المدينة ومخيمها لليوم الـ116، ولليوم الـ103 على مخيم نور شمس، مشيرة إلى أن أكثر من 4200 عائلة – يقدّر عدد أفرادها بـ25 ألفًا – ما زالوا ممنوعين من العودة إلى منازلهم المهجّرة قسرًا.
Relatedالجيش الإسرائيلي يهدم منزلي عائلتين في قرية قبيا شمال الضفة الغربية المحتلةمقتل فلسطيني بعد اشتباك مسلح مع القوات الإسرائيلية بالضفة الغربيةإجلاء قسري وملاجئ مكتظة: نازحو الضفة الغربية يواجهون مصيرًا مجهولًاوأشارت اللجنة إلى تدمير أكثر من 400 منزل بشكل كامل، وتضرر 2573 منزلًا آخر جزئيًا، بالإضافة إلى إغلاق مداخل وأزقة المخيمات بالسواتر الترابية، وتحويلها إلى مناطق معزولة. كما شنت القوات الإسرائيلية حملة هدم استهدفت أكثر من 20 مبنًى سكنيًا في مخيم نور شمس، في إطار مخطط أوسع لهدم 106 مبانٍ وفتح طرقات داخل المخيمَين.
وقد أدى هذا الهجوم الإسرائيلي المستمر إلى مقتل 13 فلسطينيًا في مدينة طولكرم ومحيطها، من بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، فضلًا عن إصابة واعتقال العشرات، وفقًا للجنة الإعلامية في طولكرم.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة