دبي في 10 سبتمبر / وام / عقد مجلس دبي الرياضي لقاء مع أبرز أكاديميات كرة القدم العالمية في دبي، تحت شعار "مبادرة وطنية وشراكة عالمية، وذلك لتعزيز استقطاب المواهب الرياضية في ظل وجود فرق العمل والمدربين من أفضل المدارس الرياضية العالمية في كرة القدم.
وجرت خلال اللقاء مناقشة "سياسة استقطاب المواهب الرياضية" التي تأتي ضمن أولويات خطة دبي 2033 وتهدف إلى استقطاب واستبقاء المواهب في القطاعات الاستراتيجية المختلفة وتهيئة البيئة المناسبة لوضع الإمارات ضمن قائمة أفضل الدول في مؤشرات تنافسية المواهب العالمية.


حضر اللقاء سعيد حارب أمين عام مجلس دبي الرياضي وناصر أمان آل رحمة مساعد أمين عام المجلس، وأحمد سالم المهري مدير إدارة التطوير الرياضي بالمجلس ومسؤولي الأكاديميات الدولية الموجودة في دبي وهي برشلونة، وريال مدريد، ويوفنتوس، وانتر ميلان، وأياكس، وباريس سان جيرمان، وأولمبياكوس اليوناني، ولاليجا.
وتم خلال اللقاء استعراض استراتيجية العمل خلال المرحلة المقبلة ومحاور سياسة استقطاب المواهب، وتشكيل فرق العمل التخصصية لتحقيق الأهداف المرجوة، والاستفادة من المنشآت الرياضية المصممة وفق أحدث المعايير العالمية المتوفرة في كافة أرجاء دبي.
واستعرضت الأكاديميات برنامج المواهب الرياضية وطريقة التعامل مع نخبة اللاعبين في كل أكاديمية، كما تمت مناقشة محاور الخطة التنفيذية لمجلس دبي الرياضي وخاصة في وضع معايير لاستكشاف المواهب وبرامج التدريب الخاصة لهذه الفئة بالإضافة إلى تنظيم مسابقات محلية ودولية بإشراف الاندية الرئيسية لهذه الاكاديميات.
وأكد سعيد حارب أن دبي تعد في صدارة المدن العالمية في استقطاب وتطوير المواهب بجميع المجالات وأن الحكومة الرشيدة اعتمدت سياسة متكاملة لتحقيق هذا الهدف، وقال: " في مجلس دبي الرياضي نعمل وفق هذه السياسة لاستقطاب وتطوير المواهب الرياضية وصناعة أبطال المستقبل في مختلف الرياضات الذين يتم تنشئتهم على أسس علمية وبإشراف كوادر متخصصة واستراتيجيات مدروسة".
وأضاف: "التنوع السكاني الكبير في مدينة دبي وتنامي أهمية الرياضة وثقافة ممارستها وكذلك التسهيلات الممنوحة للأكاديميات والمستثمرين في مجال الرياضة، كل هذا يجعلنا على ثقة بأن المستقبل سيقدم لنا أعدادًا كبير من الموهوبين، كما أن مكانة هذه الأكاديميات ونجاحها سيكون مصدر استقطاب وجذب للمواهب من خارج الدولة".

رضا عبدالنور/ وليد فاروق

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: المواهب الریاضیة دبی الریاضی

إقرأ أيضاً:

الاستثمار الاجتماعي أولوية وطنية

يعد الاستثمار الاجتماعي أحد المفاهيم التي تحظى باهتمام عالمي على نطاق واسع، وهو يشير إلى تحقيق توازن بين الجوانب الاجتماعية والبيئية، وتعظيم الاستفادة المالية منها، وبالتالي الوصول إلى تنمية مستدامة. ويهدف الاستثمار الاجتماعي إلى معالجة عديد من القضايا المجتمعية التي تمثّل عبئا ماليا، وتؤدي إلى عدم مقدرة الفرد على تلبية متطلبات حياته الاجتماعية اليومية، إضافة إلى دور الاستثمار الاجتماعي في تحسين حياة الأفراد وتجويدها؛ بحيث تضع حد أساس معيّن للمستوى الاجتماعي الذي يحميه من الانزلاق إلى مرحلة الصعوبات الاجتماعية. ورغم ربط تحقيق التنمية المستدامة للأفراد بمعالجة التحديات الاجتماعية والمالية؛ فإن تفعيل أدوات الاستثمار الاجتماعي يعد أحد الحلول الفاعلة لتنمية المجتمع، وتحقيق الرفاه المجتمعي عبر البحث عن آليات، ومنهجيات جديدة، ومبتكرة لتعظيم الاستفادة من الاستثمار الاجتماعي.

إن المقياس الحقيقي لأثر الاستثمار الاجتماعي على الأفراد هو إحداث تغيير إيجابي في تحسّن مستوى الرفاه المجتمعي عبر تفعيل بعض الأدوات كالمسؤولية الاجتماعية التي تتبناها منشآت القطاع الخاص، وهو ما تقوم به الشركات في سلطنة عُمان كالمساهمة في بعض الأعمال الخيرية والتطوعية، والأعمال المساندة للخدمات التي تقدمها مؤسسات المجتمع المدني، وليس بالضرورة أن يكون الدعم مباشرة للأفراد ولكن عبر دعم الأنشطة والفعاليات المقامة في ولايات محافظات سلطنة عُمان مثل المساهمة بدعم مادي لتنظيم الأعراس الجماعية، أو المساهمة في تعشيب الملاعب، وإنشائها كمبادرة الملاعب الخضراء التي يتبناها بنك مسقط سنويا، وغيرها من جوانب المسؤولية الاجتماعية بتوضيح أوسع وأشمل. إن فكرة استراتيجية المسؤولية الاجتماعية القائمة على الاستثمار الاجتماعي تتمثل في إمكانية مواءمة الاستثمارات مع القيم الشخصية، والاهتمامات الخيرية مع تحقيق عوائد مالية؛ بهدف تجويد حياة الأفراد، وتحسين مستوى معيشتهم.

قبل عدة سنوات كان ارتباط الاستثمارات بالجانب المالي والربحي، بمعنى آخر كان الاستثمار الاجتماعي يرتكز على مدرستين إما معادلة محاسبية تهدف إلى تعظيم الاستفادة من الأموال، وزيادة أرباحها دون الاهتمام بالجوانب البيئية، ولا تحقيق المنفعة الاجتماعية، وإما استثمار قائم على تحقيق منفعة اجتماعية أو بيئية دون الاهتمام بالعوائد المالية. ومع مرور الوقت زاد الفهم أكثر عن الاستثمار الاجتماعي، وربطت المدرستان بالجانب الاجتماعي والجانب المادي؛ لتعظيم الاستفادة من أموال المسؤولية الاجتماعية، وتعظيم العوائد المالية حتى أدرك الفرد بأن الاستثمار الاجتماعي الحقيقي لا بد أن يحدث أثرا إيجابيا على مستوى تحسّن حياة الأفراد. وهنا نستطيع القول بأن الاستثمار الاجتماعي هو أداة تتطلب الصبر وسعة البال حتى تُجنى ثمار الاستثمار؛ أي أن الاستثمار الاجتماعي هو أحد أنواع الاستثمار طويل المدى ما يستدعي عدم الاستعجال في تحقيق الأرباح.

إن الاستثمار الاجتماعي في وقتنا الحالي أصبح أكثر نقاشا في السياسات العامة، وفي تشجيع المستثمرين، وتقديم الحوافز للاستثمار في هذا المجال من خلال إيضاح الفوائد المنعكسة عن الاستثمار الاجتماعي والبيئي كذلك. وأرى أن سلطنة عُمان بذلت جهودا في تعزيز الاستثمار الاجتماعي خلال السنوات الماضية عبر إنشاء مركز الاستثمار الاجتماعي التابع لغرفة تجارة وصناعة عُمان من خلال تحويل برامج ومشاريع الاستثمار الاجتماعي من أثر محدود إلى استثمارات ذات أثر أكبر وأشمل بالشراكة والتكامل مع القطاعين العام والخاص؛ بهدف تحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة الشاملة، ونترقب نتائج هذه الشراكات في تعزيز الاستثمار الاجتماعي بسلطنة عُمان، وأثره على المجتمع العُماني. ونحن على يقين بأن مركز الاستثمار الاجتماعي قادر على المضي قدما نحو تعزيز الاستثمار الاجتماعي، والنهوض به إلى آفاق أرحب، وأقترح قيام المركز بمزيدٍ من المبادرات الإعلامية والاتصالية؛ لنشر ثقافة الاستثمار الاجتماعي على نطاق أوسع، وكذلك التعاون مع المؤسسات التعليمية، ومؤسسات المجتمع المدني؛ لترسيخ مفهوم الاستثمار الاجتماعي على نطاق واسع.

رغم حداثة الاستثمار الاجتماعي في كثير من البلدان فإنّ نجاح تحقيق مؤشرات إيجابية للاستثمار الاجتماعي في سلطنة عُمان يعكس حجم الجهود المبذولة لتعزيز ثقافة الاستثمار الاجتماعي، وتكريس مفهومه بما يتسق مع مرتكزات وأولويات رؤية عُمان 2040، ما يجعلنا جميعا أمام مهمة وطنية لتبيان أهمية الاستثمار الاجتماعي اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا مع تعزيز التكامل المؤسسي والمجتمعي؛ بهدف تعظيم الاستفادة من المبادرات الاجتماعية، وتحويلها إلى استثمار اجتماعي فاعل خاصة أن إجمالي الاستثمار في السندات التي تركز على تحقيق عوائد اجتماعية وبيئية بالإضافة إلى العوائد المالية بلغ نحو 150 مليار دولار وفقًا للتقرير السنوي للأمم المتحدة لعام 2024، وبلغ نحو 2 تريليون دولار بنمو سنوي 17% في الدول العربية، ما يجعل الاستثمار الاجتماعي في الدول العربية عنصرا مغريا للمستثمرين.

ختاما من خلال اطلاعي على عديد من الآراء عن الاستثمار الاجتماعي هناك فهم مغلوط بشأن المفهوم والتوجه؛ حيث يظن البعض أن الاستثمار الاجتماعي يستهدف الدول الفقيرة والنامية على وجه الخصوص، وفي حقيقة الأمر أن هذه الآراء غير دقيقة؛ فإضافة إلى دور الاستثمار الاجتماعي في تنمية القطاع الاجتماعي في البلدان، فإن هذا النوع من الاستثمار يسهم في رفع الناتج القومي للدول المتقدمة أو الغنية، وبالتالي نستطيع القول إن الاستثمار الاجتماعي يساعد على تطوير الأفكار المرتبطة بالاستثمار الاجتماعي، وهنا أستحضر مقولة للبروفيسور محمد يونس «أن الاستثمار الاجتماعي ليس حكرًا على الدول الفقيرة والموجه بشكل رئيس فيها للقضاء على الفقر من خلال برامج التمكين الاقتصادي، ولكن الحاجة إليها موجودة أيضًا في الدول الغنية، فهناك العشرات من الأفكار التي تندرج تحت صيغة الاستثمار الاجتماعي، ومنها تقليل البطالة، وبناء المساكن، وتطوير التجمعات الفقيرة في تلك البلدان، مشيرًا إلى أن ذلك من شأنه رفع مستوى الناتج القومي للدولة، ما يعني رفع مستوى غناها».

راشد بن عبدالله الشيذاني باحث ومحلل اقتصادي

مقالات مشابهة

  • الاستثمار الاجتماعي أولوية وطنية
  • استقطاب استثمارات عالمية.. مدبولي يتابع خطط تنمية المنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي
  • منال عوض تستعرض ملف المشروعات المنفذة بدعم مرفق البيئة العالمية
  • ذهبية عالمية لطالب عمان الاهلية الجعفري في الكراتيه بدورة الألعاب العالمية
  • الأهلي يستهدف استقطاب جناح أجنبي
  • رئيس صندوق صيانة الطرق يكرّم مبادرة تأهيل خط أبين الدولي ويؤكد استمرار الدعم
  • التنمية المحلية تستعرض إنجازات مبادرة صوتك مسموع من 2018 حتى يوليو 2025
  • الحركة العالمية نحو غزة مبادرة شعبية لكسر الحصار وتعزيز التضامن الدولي
  • «السياحة»: سياسة العشرين ساعة في مرافق الضيافة السياحية بالمملكة تأتي انسجامًا مع المعايير العالمية
  • خطوات جادة لتطوير نظم المعلومات الجغرافية بالمحافظات بمساعدة شركة عالمية