في عاصمة الانتحار بالعراق.. حالة كل 48 ساعة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
شفق نيوز/ لم يكن الأمر عادياً لعائلة (ع.س)، فالأب مصاب بمرض نفسي، والابن الشاب دخل بعلاقة عاطفية مع زميلته في الجامعة، حتى تحول البيت إلى حلبة صراع بين الطرفين (الاب والابن)، لكن "الغلبة" كانت للوالد على حساب فقدان ولده البكر.
(ع.س) ذو العشرين ربيعاً، والذي تتحفظ وكالة شفق نيوز، عن ذكر اسمه الكامل وموقع كليته، كان طالباً مجداً في دراسته الجامعية حتى انقضاء المرحلتين الأولى والثانية، لكن العطلة الصيفية التي ستنقله للمرحلة الثالثة، ذهبت به إلى مثواه الأخير، نتيجة انتحاره برمي نفسه في نهر الفرات من على جسر الحضارات وسط مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار.
مصدر مقرب من عائلة (ع.س)، ذكر لوكالة شفق نيوز، أن "الشاب الجامعي المنتحر دخل بعلاقة عاطفية مع طالبة بذات الكلية، وكان ينوي التقدم لخطبتها في العطلة الصيفية، إلا أن قرارات والده (المصاب بمرض نفسي) صدمته، بعدما هدده بقطع المصاريف اليومية عنه، ما لم يتركها وينسى فكرة خطبتها إطلاقاً.
قرار الأب، أدخل (ع.س) بصراع استمر أسابيع عدة مع أبيه، ليكتب انتحار الابن، نهاية مأساوية لهذا الصراع.
حصالة الموت
وبينما تحتفل منظمة الصحة العالمية في العاشر من ايلول/ سبتمبر - باليوم العالمي لمنع الانتحار - والتوعية بمخاطره، تشير التقديرات إلى حدوث أكثر من 700 ألف حالة انتحار سنويا.
وفي عام 2019 صنف الانتحار - رابع سبب للوفاة بين الذين تتراوح أعمارهم 15 إلى 29 عاما على مستوى العالم، ولكنه قد يحدث أيضاً في أي مرحلة أخرى من مراحل العمل.
وتكشف أرقام الصحة العالمية، أن وفاة واحدة من 100 سببها الانتحار حول العالم، وهو ما يزيد معدلاته بين الذكور أكثر من الإناث، إذ يفقد شخص حياته كل 40 ثانية بسببه ما يسبب مآسٍ للأسر حول العالم.
وبلغة الأرقام، تتصدر ذي قار، محافظات العراق بالانتحار، إذ سجلت أكثر من 100 حالة ومحاولة انتحار منذ مطلع العام 2023 الحالي، ولغاية شهر أيلول الجاري.
أي أن بقسمة 240 يوماً، على عدد الحالات المسجلة، يتضح أن هناك حالة أو محاولة انتحار تتم في المحافظة، كل 48 ساعة.
عاصمة الانتحار
محافظة ذي قار، سجلت خلال عام 2022 أكثر من 100 حالة انتحار فعلية، كانت غالبيتها للشباب، لكن ضعف هذا العدد كان يمثل محاولات انتحار فاشلة، بحسب مصدر محلي في الناصرية، تحدث للوكالة.
وأكد المصدر، أن "العام الحالي ولغاية مطلع شهر أيلول الجاري، سجلت ذي قار لوحدها أكثر من 40 حالة انتحار فعلية، فيما وثقت ما يزيد على 60 حالة انتحار فاشلة لم تبلغ نتيجتها أو تحقق مبتغاها"، لافتاً إلى أن "وسيلة الشنق كانت أبرز الطرق التي يتم من خلالها تنفيذ حالات الانتحار".
وبحسب المصدر، فإن العام الحالي، شهد بروز حالة خطيرة، تمثلت بظهور - جماعات دينية متطرفة تتبنى نظام الانتحار في عقيدتها - وخاصة لفئات الشباب، وهو ما زاد من المشهد تعقيداً في الناصرية وضواحيها.
بديل عن الانتحار
في المقابل، تحدث مدير منظمة التواصل والإخاء الإنسانية بمحافظة ذي قار، علي الناشي، حول تفشي ظاهرة الانتحار بمناسبة يومها العالمي، قائلاً: إن "منظمته عملت منذ عام 2016 على تكثيف عقد الورش الفنية والجلسات الاجتماعية لتوضيح مخاطر هذه الحالة الدخيلة على المجتمع في السنوات الأخيرة، والتي بدأت تستفحل بكثرة بين صفوف الشباب".
وأوضح الناشي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "الحكومتين المركزية والمحلية ملزمتين بتذكير الشباب وأفراد المجتمع كافة بأن هناك بديل عن الانتحار من خلال الندوات العامة"، مؤكداً أن "المحافظة تمر بمنعطف خطير بعدما استولت فكرة الانتحار على الكثير من عقول الشباب".
وخلص الناشي، للإشارة إلى وجود الكثير من الأسباب التي باتت تدفع الشباب بالتفكير نحو تجريب حالة الانتحار، لعل أبرزها وبدأت تأخذ صداها بين صفوفهم، هي تناول المخدرات و(القضايا العاطفية)، خاصة في صفوف طلبة الجامعات.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي ذي قار حالة انتحار حالة انتحار شفق نیوز أکثر من ذی قار
إقرأ أيضاً:
أكثر من 200 كم يقطعها متطوعو تبوك يوميًّا لخدمة ضيوف الرحمن في مدينة الحجاج بـ “حالة عمار”
المناطق_واس
في مشهد يعكس روح المبادرة الوطنية ومكانة العمل التطوعي في المجتمع السعودي، يواصل أبناء منطقة تبوك وبناتها من المتطوعين والمتطوعات، أداء دورهم الحيوي في خدمة ضيوف الرحمن بمدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار، حيث يقطعون يوميًّا مسافة تتجاوز 200 كيلومتر ذهابًا وإيابًا من مدينة تبوك، للمشاركة ضمن فرق العمل الميدانية التي تسهم في تقديم مختلف الخدمات وأفضلها لحجاج بيت الحرام القادمين لأداء نسك الحج لهذا العام 1446هـ.
وتأتي هذه الجهود ضمن إطار المشاركة المجتمعية التي يحرص عليها أبناء المنطقة وبناتها، وترجمةً لما توليه القيادة الرشيدة -أيدها الله- من اهتمام ورعاية بالحجاج منذ لحظة وصولهم إلى أراضي المملكة، حتى لحظة مغادرتهم عائدين إلى أوطانهم سالمين غانمين -بمشيئة الله- بعد أداء مناسك حجهم بكل يسر وسهولة، إذ يسهم المتطوعون في مهام الاستقبال والتوجيه والدعم الميداني، مؤكدين التزامهم برسالة التطوع، ومساندتهم لجميع القطاعات العاملة بمدينة الحجاج لتقديم صورة مشرفة عن أبناء هذا الوطن.
ويؤدي المتطوعون مهامهم اليومية وفق تنظيم دقيق وتنسيق مستمر مع الجهات الحكومية والخدمية ذات العلاقة، لتشمل الإسهام في تنظيم حركة الحجاج، وتقديم المعلومات الإرشادية، والمساعدة في توزيع الوجبات والمياه، ودعم الفرق الطبية والإسعافية، وذلك ضمن بيئة عمل متكاملة توفرها الجهات المختصة لضمان راحة ضيوف الرحمن.
أخبار قد تهمك “الجوازات”: بلغ إجمالي ضيوف الرحمن القادمين من خارج المملكة عبر المنافذ الدولية حتى نهاية يوم الأحد 27/ 11/ 1446هـ (1,033,447) حاجًّا 26 مايو 2025 - 6:33 مساءً مدينة الحجاج بمنفذ “حالة عمار”.. أول مشاهد العناية التي تلامس مشاعر الحجيج 25 مايو 2025 - 5:01 مساءًويعدّ حضورهم المستمر رغم بُعد المسافة تجسيدًا حقيقيًّا لقيم البذل والعطاء، ورسالة إنسانية نبيلة تعبّر عن حرص أفراده على الإسهام الفاعل في مواسم الخير، لا سيما في خدمة الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم.
وتؤكد هذه الجهود النبيلة أن أبناء وبنات منطقة تبوك يمثلون واجهة مشرّفة في ميادين الخدمة الإنسانية، وعنوانًا للتفاني الذي لا يُقاس بالمسافة، بل بروح العطاء التي لا تعرف حدًّا للبذل والسخاء.