تكساس - رويترز

تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الاثنين؛ إذ أثرت المخاوف الاقتصادية في الصين على توقعات الطلب على الوقود على الرغم من أن خام برنت ظل فوق 90 دولارا للبرميل، مدعوما بشح الإمدادات بعد أن مددت السعودية وروسيا تخفيضات الإمدادات.

وبحلول الساعة 00:22 بتوقيت جرينتش، انخفض خام برنت 49 سنتا أو ما يعادل 0.

5 بالمئة، إلى 90.16 دولار للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 86.77 دولار للبرميل، منخفضا 74 سنتا، أو 0.9 بالمئة.

وقال محللو (إيه.إن.زد) في مذكرة "المخاوف بشأن النمو الاقتصادي الصيني أثرت على المعنويات في مختلف السلع".

وأضافوا أن "هذه الخطوة تفاقمت بسبب قوة الدولار الأمريكي، مما أبقى شهية المستثمرين منخفضة" في إشارة إلى العملة الأمريكية التي ارتفعت على مدى ثمانية أسابيع متتالية.

وارتفع كلا العقدين في الأسبوعين الماضيين واستقر برنت عند أعلى مستوياته منذ نوفمبر تشرين الثاني يوم الجمعة، بعد أن أعلنت السعودية وروسيا الأسبوع الماضي أنهما ستمددان تخفيضات طوعية للإمدادات تبلغ مجتمعة 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام.

ومن المقرر أن تصدر وكالة الطاقة الدولية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تقريريهما الشهريين هذا الأسبوع.

وقال محللو (ايه.ان.زد) إن "أي علامة على طلب قوي من تقارير سوق النفط الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية وأوبك من المرجح أن تدفع أسعار النفط للارتفاع".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هدنة تجارية واتفاق نووي مرتقب.. أسعار النفط بين آمال الصعود وتحديات المعروض

الرؤية- مريم البادية

تأرجحت أسواق الطاقة العالمية الأسبوع المنصرم بين موجات التفاؤل المشوب بالحذر وغموض بعض السياسات، إثر إعلان الولايات المتحدة والصين خفض الرسوم الجمركية المتبادلة في إطار تهدئةٍ لحرب تجارية استمرت لأشهر، بالتزامن مع مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران قد يُعيد النفط الإيراني إلى الأسواق، ما يضع المعروض النفطي أمام تحدٍ يُهدد بصورة مباشرة مستوى الأسعار الحالي، الذي يحوم حول 60 دولارًا للبرميل.

وقد تفاعل النفط والذهب على نحوٍ مُتباينٍ مع هذه التطورات؛ حيث سجلت أسعار النفط ارتفاعًا في بداية الأسبوع بدافع من الاتفاق الصيني الأمريكي، قبل أن تعاود الهبوط يوم الخميس مع التقدم في المفاوضات مع إيران وتزايد المخزونات الأمريكية.

وأعلنت واشنطن وبكين، مطلع الأسبوع، عن اتفاق لخفض الرسوم الجمركية إلى ما كانت عليه سابقًا (10% على البضائع الأمريكية، و30% على الصينية)، في خطوة وُصفت بأنها "رسالة طمأنة" للأسواق العالمية المتوترة.

ورحبت الأسواق بهذا الانفراج؛ حيث قفزت أسعار النفط بأكثر من 3%، وبلغ خام برنت 65.78 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 62.95 دولارًا. وكان هذا الارتفاع مدفوعًا بتفاؤل المستثمرين بأن أكبر اقتصادين في العالم وأكبر مستهلكين للطاقة يسيران نحو استقرار العلاقات التجارية، مما قد يعزز الطلب العالمي على النفط.

في المقابل، تراجع الذهب بأكثر من 3%، ليصل إلى 3218.32 دولارًا للأوقية، بعد أن عززت هذه الأخبار الدولار، وقلّصت من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

غير أن هذا التفاؤل اصطدم بواقع جيوسياسي آخر، تمثل في تصريحات متتالية من مسؤولين أمريكيين وإيرانيين عن قرب التوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني؛ حيث تحدث ترامب خلال زيارته إلى قطر عن إمكان التوصل إلى اتفاق مع طهران بقوله: "أعتقد أننا نقترب ربما من إبرام اتفاق نووي من دون الحاجة إلى للقيام بذلك"، في إشارة إلى عمل عسكري محتمل. وقد أدى هذا التطور إلى هبوط أسعار النفط بنحو 3% في تعاملات الخميس الماضي، مع انخفاض خام برنت إلى 63.83 دولارًا، وغرب تكساس إلى 60.87 دولارًا، وسط توقعات بأن يؤدي رفع العقوبات إلى تدفق النفط الإيراني إلى السوق، بما يضغط على الأسعار في ظل وفرة المعروض.

وفي المقابل ارتفعت أسعار النفط في تعاملات الجمعة (آخر أيام الأسبوع) بعد أن قلَّل وزير الخارجية الإيراني من احتمالات تحقيق تقدم في المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، قائلا إن بلاده لم تتلق أي مقترح رسمي عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس".

هذه التطورات تكشف عن مشهد دولي مُتقلِّب تتحكم فيه السياسة بقدر ما تؤثر فيه العوامل الاقتصادية؛ ففي حين منحت التهدئة التجارية بين الصين وأمريكا الأسواق دفعة إيجابية، جاء التقدم في الاتفاق النووي مع إيران ليُعيد مخاوف المعروض الزائد، ويضع الأسعار مجددًا تحت الضغط.

لذا فإن النفط، الذي يُعد مؤشرًا حساسًا للمتغيرات العالمية، يتذبذب حاليًا بين قوتين متعاكستين، هما: قوة التفاؤل التجاري التي قد تحفز النمو والطلب، وقوة المعروض المرتقب من إيران والولايات المتحدة، التي قد تؤدي إلى فائض في السوق وتحد من مكاسب الأسعار. أما الذهب، فيبقى في موقع الدفاع؛ إذ فقد جزءًا من جاذبيته بعد أن خفّت التوترات، وارتفع الدولار.

 

مقالات مشابهة

  • المركزي الصيني يخفض الفائدة لدعم الاقتصاد بمواجهة الحرب التجارية
  • من الموانئ إلى المصانع.. خارطة التمدد الصيني في الاقتصاد المصري
  • ارتفاع أسعار النفط بدعم من مكاسب محدودة.. عقود خام برنت الآجلة تصعد 12 سنتًا لتسجل 65.66 دولارًا للبرميل
  • النفط يهبط وسط مخاوف بشأن النمو في أميركا والصين
  • ما هى أكثر دولة عربية تشهد نموا في مبيعات السيارات الكهربائية؟.. وكالة الطاقة تجيب
  • استقرار أسعار النفط في التعاملات المبكرة.. وتراجع الدولار ينعش أسواق الذهب
  • استقرار أسعار النفط: خام برنت عند 65.36 دولارًا وخام غرب تكساس عند 62.52 دولارًا
  • أسعار النفط مستقرة مع ترقب المستثمرين لمحادثات إيران والبيانات الصينية
  • اللون الأحمر يسيطر على أسواق المال العربية مستهل تعاملات الأسبوع
  • هدنة تجارية واتفاق نووي مرتقب.. أسعار النفط بين آمال الصعود وتحديات المعروض