جزار ليبيا وإثيوبيا يواجه "الشيخ"!
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
كان شيخا ناهز عمره الثالثة والسبعين، لكنه لم يهدأ ولم يستكن. ظل يقاتل حتى الرمق الأخير. قاتل الفرنسين في تشاد منذ عام 1900 ثم عاد إلى ليبيا ليقود القتال ضد الإيطاليين لـ 20 عاما.
إقرأ المزيدقبل 92 عاما في 11 سبتمبر عام 1931، وقع عمر المختار في قبضة الإيطاليين. سقط عن ظهر جواده بأحد الوديان قرب مدينة البيضاء في شرق البلاد إثر اشتباك مع قوات من الإرتريين والمجندين المحليين كانت تتعقبه.
لسنوات طويلة قاومهم في برقة بعد أن حشد الأهالي ضدهم. ألحق في البداية بالقوات الإيطالية المدججة بأحدث الأسلحة من مدفعية ودبابات وطائرات الهزيمة تلو الأخرى، وعاني ورجاله أيضا من عدة هزائم بعد ان استعان المستعمرون الإيطاليون بمجندين محليين في ملاحقتهم لعمر المختار ورجاله، ولكنه لم يتوقف وبقي صامدا إلى أن أصيب جواده وسقط عن ظهره ووقع في الأسر فسارع الجنرال غراتسياني "جزار ليبيا" وإثيوبيا في وقت لاحق، إلى لقائه في محاولة للشماتة منه وإذلاله.
الجنرال رودولفو غراتسياني كان قاد ما يعرف بعملية الاسترداد في غرب ليبيا منذ عام 1921 بعد أن ألحق المقامون الليبيون هزائم متتالية كبيرة بالجيش الإيطالي ودفعوا به إلى الساحل، ثم عين في عام 1930 قائدا عسكريا لسائر ليبيا وأوكلت إليه مهمة القضاء على المقاومة العنيفة التي قادها عمر المختار في الجبل الأخضر منذ عام 1923.
على الرغم من تفوق القوات الإيطالية الساحق في العدة والعتاد، لم يتمكن الإيطاليون من إخماد المقاومة، فلجأ الجنرال غراتسياني على استعمال أساليب وحشية تمثلت في حشر أهالي المنطقة وقبائلها في معسكرات اعتقال محاطة بالأسلاك الشائكة كان أكبرها في منطقة "سلوق" جنوب مدينة بنغازي، كما قام بردم الآبار وإحراق محاصيل المزارعين، ونصب سياج على طول الحدود مع مصر لمنع وصول أي دعم من هناك.
علاوة على كل ذلك، جند مرتزقة من الأهالي، واستعان بقوات من المجندين الإريتريين (استعاد الإيطاليون في إريتريا وإثيوبيا بمجندين من ليبيا، واستعانوا بالإثيوبيين وإرتريين في عملياتهم في ليبيا).
استعمل عمر المختار أساليب حرب العصابات ضد القوات الإيطالية، إلا أن الإجراءات الانتقامية التي اتخذها الجنرال غراتسياني حدت من قدرته على الحركة والعمل، وأصابت الأهالي بالشلل والمجاعة في معسكرات الاعتقال الجماعية.
غراتسياني الذي كان الحاكم الفعلي لبرقة بين عامي 1830 – 1934، كتب في مذكراته أن المقاومين خلال 20 شهرا مدة توليه منصب نائب الحاكم في المنطقة، نفذوا 250 عملية ضد الإيطاليين، ولسحق المقاومة البطولية حجز أهالي المنطقة خلف الأسلاك الشائكة كي يتضوروا جوعا ويموتوا ببطء.
الجنرال غراتسياني سارع إلى مقابلة عمر المختار بعد 3 أيام من وقوعه في الأسر. التقاه في قصر "ديل جوفيرنو" في بنغازي وتحدث إليه بواسطة مترجم محلي.
وصف غراتسياني عمر المختار في كتابه "برقة الهادئة" الصادر في ميلانو عام 1932 بأنه "رجل عجوز متواضع وبسيط مع أقدام مشوهة بداء النقرس".
حوار غريتسياني مع عمر المختار:
غراتسياني: ماتت آلاف الآلاف من الليبيين بسببك. هل الأمر يستحق ذلك؟
المختار: لقد ماتوا لخدمة قضية عادلة. هم في الجنة.
غراتسياني: إنه تعصب ديني.
المختار: لا ، إنه الإيمان.
غراتسياني: لماذا قاتلت الحكومة الإيطالية بشدة؟
المختار: من أجل ديني.
غراتسياني: كان لديك عدد قليل من الرجال وعدد قليل جدا من العتاد. هل كنت تأمل أن تطردنا من برقة؟
المختار: لا ، كان ذلك مستحيلا.
غراتسياني: إذن إلى ماذا كنت تسعى؟
السجين: لا لشيء. كنت أقاتل هذا كل ما في الأمر، والباقي في يد القدر.
غرازياني: لكن القرآن لا يجيز الجهاد إلا إذا كان هناك أمل في النصر، وهذا لتجنب المعاناة غير الضرورية للسكان. هذا ما يقوله القرآن، أليس كذلك؟
المختار : نعم.
غراتسياني: أكرر. لماذا إذن كنت تقاتل؟
المختار : من أجل ديني.
....
....
غراتسياني: حسنا استمع. أمام قواتي، من نالوت إلى جبل برقة، فر جميع قادة المتمردين أو وقعوا في قبضتي. لكن لم يصل أحد منهم حيا. فلماذا انتهى بك الأمر هنا؟ انت كنت لا تقهر، ولا يمكن الإمساك بك، ومحمي من الرب؟ ماذا لو كنت أنا أرادة الرب الحقيقية؟
السجين: الله عظيم ومقاصده لا تطال.
غراتسياني: لدي ما يجعلني افترض أنك كنت رجلا قويا طوال حياتك. أتمنى أن تكون كذلك لاحقا وفي كل الأحوال.
بعد خمسة أيام من وقوعه في الأسر، وعقب مرور يومين من لقاء الجنرال غراتسياني به نفذ الإيطاليون حكم الإعدام شنقا في زعيم المقاومة الليبية الأسطوري عمر المختار. أعدم المختار بعد محاكمة عسكرية صورية سريعة، سارع خلالها كبار الضباط الإيطاليون إلى التقاط صور مع "البطل".
في معسكر للجيش الإيطالي بالقرب من معسكر اعتقال "سلوق" جنوب بنغازي وأمام حشد من الأهالي، نفذ حكم الإعدام في عمر المختار، ليصبح رمزا خالدا للبطولة، وتطارد اللعنات جلاديه إلى الأبد.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أرشيف عمر المختار فی الأسر
إقرأ أيضاً:
غدا ..مانشستر يونايتد يواجه توتنهام في نهائي الدوري الأوروبي
الثورة نت/..
يواجه فريق مانشستر يونايتد غدا الأربعاء مواطنه توتنهام على ملعب سان ماميس بمدينة بلباو الإسبانية في المباراة النهائية لبطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم في مواجهة إنجليزية خالصة.
وظهر مانشستر يونايتد بمستويات جيدة في هذه النسخة من البطولة حيث لم يخسر أي مباراة في طريقه إلى النهائي، وقدم أداء قويا تحت قيادة مدربه روبن أموريم والذي يسعى للفوز باللقب الذي توج به الفريق عام 2018 بقيادة مدربه البرتغالي السابق جوزيه مورينيو.
كما أظهر الفريق قوة هجومية كبيرة حيث سجل 12 هدفا في آخر ثلاث مباريات له، ويتقاسم لاعبه برونو فرنانديز صدارة هدافي البطولة مع 4 لاعبين آخرين برصيد سبعة أهداف، كما يعد راسموس هويلوند واحدا من سبعة لاعبين سجلوا ستة أهداف.
من جهته يأمل توتنهام للتتويج بأول لقب قاري له منذ عام 1984 متسلحا بتفوقه في المواجهات المباشرة مع مانشستر يونايتد في الموسم الحالي إذ فاز عليه مرتين في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما تفوق عليه في دور الثمانية لكأس رابطة المحترفين.
وسيكون اللقب القاري هو الأمل الأخير للفريقين لإنقاذ موسميهما، إذ يحتل مانشستر يونايتد المركز السادس عشر برصيد 39 نقطة، يليه توتنهام في المركز السابع عشر برصيد 38 نقطة.