ماذا يحدث لو تعاون بوتين مع زعيم كوريا الشمالية عسكريا؟ ومن حذرهما من دفع الثمن؟
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
غادر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون روسيا بعد زيارة التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين أقصى شرق البلاد حيث تجولا في قاعدة فوستوشني، أحدث موقع روسي لإطلاق الصواريخ الفضائية. فماذا سيحدث لو تعاون البلدان عسكريا؟
رغم العقوبات الدولية، أعلن بوتين احتمال تعاون عسكري مع كوريا الشمالية، بينما أكد كيم أن بلاده ستضع العلاقات الثنائية مع موسكو على رأس الأولويات.
وتبادل كيم وبوتين تحيات حارة وارتياح مشترك لثغرة في جدار العزلة الدولية، ثم قاما بجولة في قاعدة فوستوشني لإطلاق الصواريخ الفضائية قبل أن يبدأ الرئيسان أولى مباحثاتهما في تناغم يحاكي تشابه ألوان علمي بلديهما.
وعندما حان موعد مأدبة العشاء الرسمية، ازداد اللقاء ألفة بين كيم وبوتين، ونوه الأخير بعلاقة بلاده المشتركة مع كوريا أثناء نضالها من أجل الحرية عام 1945 عندما هزم الجنود السوفيات والكوريون جنباً إلى جنب العسكريين اليابانيين، وأشار إلى أنه يسعى جاهدا لتعزيز مسار الصداقة وحسن الجوار وكذا العمل من أجل السلام والاستقرار والازدهار في منطقتهما المشتركة.
في المقابل، عبر كيم عن اعتقاده الراسخ بأن الجيش والشعب الروسيين سوف يرثان ببراعة تقليد النصر وسيظهران بقوة الكرامة النبيلة والشرف على جبهتي العمليات العسكرية وبناء أمة قوية. وقال كيم أثناء حديثه "سأعمل مع بوتين لبناء علاقات كورية روسية مستقرة وموجهة نحو المستقبل فترة طويلة، وتحويل العلاقات الودية بيننا إلى تعاون إستراتيجي متين".
وبعيدا عن الأضواء، يرجح أن التعاون العسكري استأثر بالمباحثات فموسكو تحتاج للذخائر في حربها على أوكرانيا بينما تتطلع بيونغ يانغ إلى تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية بعد فشلها مرتين في وضع قمر اصطناعي للتجسس العسكري في المدار.
ولم يستبعد الرئيس الروسي تعاونا عسكريا مع كوريا الشمالية رغم العقوبات الدولية المفروضة على بلاده، بينما يتخوف الغرب من تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى حصول الروس على أسلحة من بيونغ يانغ، وعليه استبق البيت الأبيض زيارة كيم إلى موسكو بالتحذير من أنها ستدفع الثمن إذا فعلت ذلك.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا الشمالية؟
في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، يرى الكاتب ويليام هينغان أن الضربات الجوية الأميركية لإيران تعزز قناعة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بأن امتلاك السلاح النووي هو الضمانة الوحيدة للبقاء. اعلان
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالًا تحليليًا للكاتب ويليام هينغان يتناول تداعيات الضربة الأميركية الأخيرة على البنية النووية الإيرانية، وانعكاساتها على الاستراتيجية الأميركية تجاه كوريا الشمالية. ويرى الكاتب أن تلك الضربة، التي شملت 14 قنبلة ضخمة تزن كل منها 30 ألف رطل، عززت لدى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قناعة قديمة: امتلاك السلاح النووي هو الضمانة الوحيدة لبقاء النظام.
ويشير المقال إلى أن كوريا الشمالية، بخلاف إيران، تمتلك بالفعل ترسانة نووية تشمل نحو 50 رأسًا حربياً ونحو 40 أخرى قيد التصنيع، إضافة إلى صواريخ باليستية عابرة للقارات يُحتمل أن تطال كبرى المدن الأميركية. وفي ظل غياب التهديد الأميركي المباشر لكوريا الشمالية، مقابل الغارات الجريئة على إيران، يرى كيم أن موقفه بات أكثر قوة، لا سيما مع التطورات الأخيرة في القدرات النووية والتحالفات الإقليمية، ومنها اتفاق دفاعي مع روسيا.
ويوضح الكاتب أن واشنطن، رغم إصرارها على شعار "نزع السلاح النووي الكامل والقابل للتحقق ولا رجعة فيه"، لم تحقق أي اختراق دبلوماسي يُذكر خلال العقود الماضية. حتى أن دعوات الرئيس بايدن في عام 2021 للحوار دون شروط مسبقة لم تلقَ تجاوبًا من بيونغ يانغ. ورغم أن إدارة ترامب لا تبدو منشغلة بالملف الكوري في ولايته الثانية، إلا أن الوقت قد حان لتبديل نهج واشنطن، خصوصًا بعد فشل الضربة الجوية في شل البرنامج الإيراني بشكل حاسم.
Relatedماكرون يحذَر الصين: أبعدوا كوريا الشمالية عن أوكرانيا وإلا ستجدون الناتو في آسياضربات ترامب لإيران تُرسّخ قناعة كوريا الشمالية بالتمسك بسلاحها النوويإخفاق بحري في كوريا الشمالية بعد فشل تدشين سفينة حربية وكيم يصفه بـ"العمل الإجرامي"المقال يدعو إلى نهج جديد يعترف بالواقع النووي لكوريا الشمالية كأمر واقع، دون أن يعني ذلك بالضرورة شرعنته. فالتعاطي الدبلوماسي الواقعي، كما يرى الكاتب، قد يؤدي إلى تجميد البرنامج مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، وهو خيار لا يخلو من المخاطر السياسية، خاصة تجاه الحلفاء كاليابان وكوريا الجنوبية، لكنه قد يكون السبيل الوحيد لتجنب مواجهة غير محسوبة.
ويستعرض المقال مواقع استراتيجية في البرنامج النووي الكوري، منها مجمع "يونغبيون" الذي يُنتج البلوتونيوم واليورانيوم العالي التخصيب، ومنشأة "كانغسون" التي كُشف عنها مؤخرًا، وموقع التجارب النووية "بونغيي-ري" الذي شهد ست تجارب نووية منذ عام 2006، إضافة إلى مصنع الصواريخ في "هامهونغ" الذي ينتج صواريخ تُصدّر إلى روسيا وتُستخدم في أوكرانيا. كذلك يتطرق المقال إلى موقع "سوهه" على الساحل الغربي حيث تُختبر منظومات الصواريخ.
ويخلص المقال إلى أن تجاهل بيونغ يانغ أو مواصلة استراتيجية "الكل أو لا شيء" لم يؤتِ ثماره منذ عهد بيل كلينتون، ولن ينجح اليوم. فمع تصاعد التهديد النووي وتغير ميزان القوى الإقليمي، يرى الكاتب أن من الحكمة أن تتخلى إدارة ترامب عن أوهام التفكيك الكامل، وتتبنى سياسة احتواء ذكية وواقعية تعكس الحقائق الميدانية وتفتح باب التفاوض لتفادي الأسوأ.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة