سودانايل:
2025-05-27@23:46:26 GMT

السودان ما بعد فوكلر

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

أن العديد من القيادات السياسية و أيضا القائد العام للجيش قالوا أن السودان لن يعود للأجندة التي كانت مطروح ما قبل 15 إبريل، و هذه أصبحت حقيقة ماثلة، و كل يوم الأحداث تثبت أن السودان يحتاج لمبادرات وطنية نابعة من السودانيين، و ليست أفكارا يضخها الخارج عبر المنظمات أو اللجان الرباعية و الثلاثية و غيرها، أن الشعب الذي فجر ثورة إبريل و قاد الثورة سلميا حتى إسقاط النظام لابد أن تكون فيه قيادات قادرة أن تخلق اقعا جديدا يتخلق من خلال طرح الأفكار في الساحة السياسية، و أكد أفكارا و ليست شعارات بهدف المناورة و يعجز الذين يطرحونها نزولها على الأرض، بسبب الفارق الكبير بين الشعارات و مرجعياتهم الفكرية التي لا تعبر عنها.


استقال بالأمس فوكلر عن رئاسة البعثة الأممية في السودان، و فوكلر ليس قدم استقالته بدافع شخصي و لكن طلب منه تقديمها حفاظا على ماء الوجه، و كان سفير السودان في الأمم المتحدة قد هدد أنه لن يحضر جلسة مجلس الأمن بسبب أن السودان رفض أن يكون فوكلر رئيسا للبعثة و وصفه باهن رجل غير محايد في التعامل مع القوى السياسية، و الطلب من فوكلر أن يقدم استقالته ذلك يعني كما قال الصحفي طلال الحاج مراسل قناة ( الحدث) الاعتراف بالسلطة القائمة في السودان أنها هي التي تمثل الدولة، و خروج فوكلر من الشأن السياسي السوداني هي بداية لمرحلة جديدة. و أيضا مقرونة بقضيتين الأولى أن لها أثرا كبيرا على دور المنظمات الأخرى المشاركة في العملية السياسية خاصة الاتحاد الأفريقي، و دور ود لباد و موسى فكي اللذان ارتبطا بالثلاثية، و خطاب ود لباد الذي وصف فيه خطاب الخارجية السودانية ب ( المنحط) سوف يبعده تماما من لعب أي دور له في الشأن السوداني مستقبلا. كما أن الإيغاد لن يكون لها أي دور في مستقبل العملية السياسية في السودان رجوعا للمؤتمر الذي كانت قد عقدته في أديس أبابا و التي كانت قد دعت فيه لتدخل قوات شرق أفريقيا، و رفضته السلطة في السودان، الأمر الذي يؤكد أن خيارات أخرى سوف تفرض نفسها مرهونة بدور الشعب السودان و موقفه من الذي يجري الآن.
في مقال كنت قد كتبته بعنوان "هل البرهان وحده يصنع رهانات السياسة" قلت فيه (أن حديث البرهان في الحاميات العسكرية يهدف منه رسم طريق يجب التفكيرفيه. أو طرحه للحوار بكل محمولاته، و الحوار حوله يعني التفكير فيما يفكر فيه الجيش، فهي معادلة لا تصعب مع الذين يؤيدون الجيش، و لكنها نقطة فارقة للذين لا يقفون معه، أو يجعلونه في مصاف واحد مع الميليشيا. تجاوز هذا الخطاب أن يكون هناك حدثا ذو فاعلية أكبر. هل قوى الحرية و التغيير تملك صناعة هذا الحدث؟) و الآن الأحدث تؤكد أن من يصنع الحدث و يقدم التساؤلات جهة واحدة، ويصبح الأخرون معلقون على متونها. و إبعاد فوكلر يعني تأكيد الدول في الأمم المتحدة أن السلطة القائم الآن تمثل الدولة السودانية، و سوف يتم التعامل مع هذه الفرضية إلا إذا حدث أمر أخر غير ميزان القوى لخيار أخر. و لكن هذا غير موجود في الساحة الآن، من خلال حالة التشظي التي تشهدها القوى السياسية، و غياب المشروع الذي يوحدها.
أن استقبال البرهان في العواصم التي زارها و فرش البساط له يعني اعترافا بأنه يمثل الدولة السودانية إذا قبل الناس ذلك أو رفضوه. و يجب أي يتعامل سياسي أن لا يسقط هذه الحقيقة، فالسياسة هى تعني الاعتراف بحقائق الواقع حتى إذا كانت مرفوض من قبل البعض، و يجب النظر كيف يتم التعامل معها. و أيضا لابد من الاعتراف أن الأجندة السابقة قد تجاوزتها الأحداث، و لابد من وضع أجندة جديدة مع التقيد الكامل بالأولويات، خاصة في ظل الحرب دائرة الآن في البلاد، و عدم تجاهل موقف الشعب السوداني في المعادلة السياسية الجديدة.
أن استقالة فوكلر و كيف تم التعامل معها في المجتمع الدولي سوف يجعل أي بديل أن ينظر للانتقادات التي كانت قد وجهت لفوكلر و سوف يتخطاها بسياسة جديدة تنظر للمسألة من خلال عينين و ليس عين واحدة. و هذا التحول الذي بدأ يرسم ملامح المستقبل السياسي من خلال مجريات الأحداث يجب على القوى الساسية أن تتعامل معه بأفق أوسع و خيارات أفضل من حالة العواطف الي تؤكد ضيق تصور الانتماءات، أن المرجعيات الفكرية القديمة التي تجاوزتها البشيرية، و التي ماتزال تعيق أي عمل سياسي ديمقراطي في السودان يجب أن تتغير و يحدث فيه نقد يحاول أن يطرح أفكار جديدة لمصلحة الوطن و المواطن و أن يكون المسار للديمقراطية بشروطها و ليس بشروط الأيديولوجيات التي تجاوزها التاريخ. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أن السودان فی السودان التعامل مع من خلال

إقرأ أيضاً:

سوال : هل نظام الجباية الذي اسسه المستعمر صالح ليكون نظاما للتنمية الوطنية ؟!

إذا قررت شركة تايوتا بأن وكيلها في السودان لا يعمل بالصورة المطلوبة وان السوق السودانية لم تعد بالحجم الذي يستحق وكالة لها في الخرطوم وقررت نقل أعمال وكالتها من الخرطوم لتكون تحت اشراف وكيلها في جدة مثلا !! فهذا قرار يتعلق بالشركة وتقديراتها التجارية

– إذا قررت بريطانيا ان وكيلها في السودان لا يعمل بالصورة المطلوبة وان السوق السودانية تحتاج اعادة هيكلة وقررت نقل أعمال وكالتها لادارة السودان من القاهرة إلى ابي ظبي !! فهذا قرار يخص الإمبراطورية وتقديراتها لادارة مستعمراتها السابقة !!

– أنا عاجز تماما عن فهم احتجاجنا على خطوة نقل كفالتنا من وكيل إلى وكيل !!
– حتى العام ٢٠١٧ كانت شركة بي واي دي ( BYD) الصينية متخصصة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية فقط ولم تكن تصنع سيارة كهربائية
في العام ٢٠١٧ أقنعت الصين ايلون ماسك بافتتاح اكبر مصانع تسلا عندها
خلال خمس سنوات استطاعت شركة بي واي دي نقل كل التقنية التي تحتاجها من شركة تسلا

– العام الماضي ٢٠٢٤ باعت شركة BYD الصينية ٤ ملايين ومائتين اثنين وسبعين سيارة ( ٤٢٧٢٠٠٠) عالميا ليرتفع سهمها في سوق الشركات الكهربائية من ١.٥٪؜ خلال العام ٢٠١٨ إلى ٢٣.٥٪؜ في العام الماضي

– في العام ١٩٥٦ وافق الإنجليز على سودنة الوظايف واكملوا انسحابهم العسكري والإداري من السودان

خلال سبعين سنة اغلقت خلالها مصانع لانكشاير التي اسس لاجلها الإنجليز مشروع الجزيرة بينما ظللنا نحن عاجزين عن اكتشاف علاقة الانتاج الافضل بين المزارع وادارة المشروع

– ظللنا حتى الثمانينات اي بعد ثلاثين سنة من رحيل الإنجليز نشتري متطلبات ادارة السودان عبر مكتب السودان في لندن الذي كان عبارة عن مكتب تابع لوزارة الخارجية البريطانية

– لم نفكر ولا لحظة في الاجابة على سوال : هل نظام الجباية الذي اسسه المستعمر صالح ليكون نظاما للتنمية الوطنية ؟! هل نظامنا التعليمي الذي اسسه المستعمر لتخريج متعلمين مهرة في مجالات الادارة والحرف والمهن صالح لتخريج متعلمين لتنمية البلاد ؟!

– من حق بريطانيا ان تدير مستعمرتها المسماة بالسودان من ابي ظبي او من باخرة في المحيط الهندي !!
What difference does it make?!
صديق محمد عثمان Siddigmohamed Osman

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود
  • بلغت 55.6 مليار.. بيجيدي يتصدر قائمة الأحزاب السياسية التي لم تبرر بالوثائق مصادر التمويل
  • الإعيسر: أمريكا سارعت باتهام السودان في الوقت الذي تم فيه ضبط أسلحة أمريكية بيد المليشيا المتمردة
  • الكرملين: رفع القيود عن الأسلحة لأوكرانيا يهدد التسوية السياسية
  • لماذا سكتت الأبواق، التي كانت تعارض المقاومة الشعبية فى نوفمبر 2023م
  • عبور الكباري في السودان كانت عملية تاريخية
  • الجماز: الإدارة سبب مشاكل الهلال الذي لم يحسم أي صفقة حتى الآن .. فيديو
  • الاسلحة في صالحة كانت تكفي الجنجويد يحتلو افريقيا كلها مش السودان
  • سوال : هل نظام الجباية الذي اسسه المستعمر صالح ليكون نظاما للتنمية الوطنية ؟!
  • أسيرة “إسرائيلية” سابقة: أعظم مخاوفي في الأسر كانت الغارات الجوية