ملامح الطلب العالمي على النفط والمعروض في 2024.. مؤسسات كبرى تطرح توقعاتها
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
السومرية نيوز – اقتصاد
تبدو توقعات الطلب العالمي على النفط في 2023 و2024 مستقرة إلى حد كبير، مع هدوء المخاوف الاقتصادية المتعلقة بتسارع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، على النقيض من آفاق المعروض النفطي، التي تشهد تغييرات، خاصة مع تمديد التخفيضات الطوعية من السعودية وروسيا.
وحافظت وكالة الطاقة الدولية ومنظمة أوبك على توقعاتهما بشأن الطلب على النفط في العامين الحالي والمقبل، في حين خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقديراتها لعام 2024، وفقا للتقارير الشهرية الصادرة عن المؤسسات الـ 3 الكبرى خلال سبتمبر/أيلول 2023.
ويستمر تشديد الإمدادات في أسواق الخام والمنتجات النفطية، بسبب قوة الطلب العالمي على النفط، بالإضافة إلى تخفيضات إنتاج دول أوبك+؛ إذ تتوقّع وكالة الطاقة الدولية عجزًا كبيرًا في المعروض خلال بقية العام الجاري (2023).
ويأتي ذلك بعدما قررت السعودية وروسيا تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية بنحو مليون برميل يوميًا و300 ألف برميل يوميًا على التوالي حتى نهاية 2023، وهو ما دفع أسعار النفط الخام فوق مستويات 90 دولارًا للمرة الأولى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
تقديرات الطلب العالمي على النفط
أبقت وكالة الطاقة الدولية توقعات نمو الطلب العالمي على النفط في 2024 دون تغيير، عند نمو يبلغ مليون برميل يوميًا -تقريبًا- مقارنة بتقديرات الشهر الماضي؛ ما يعني وصول إجمالي الاستهلاك إلى 102.8 مليون برميل يوميًا.
وخلال 2023، تُقدر وكالة الطاقة نمو الطلب على النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، ليسجّل 101.8 مليون برميل يوميًا، بدعم من زيادة الاستهلاك الصيني والطلب على وقود الطائرات، إلا أن وتيرة النمو ستتقلص إلى مليون برميل يوميًا العام المقبل، مع زخم السيارات الكهربائية وهدوء وتيرة انتعاش اقتصاد الصين.
وبالمثل، ثبتت منظمة أوبك تقديرات نمو الطلب العالمي على النفط عند 2.25 مليون برميل يوميًا خلال العام المقبل، ليظل الإجمالي المتوقع عند 104.25 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
ويقل ذلك قليلًا عن توقعات الطلب على النفط في 2023؛ إذ تُقدر المنظمة نموًا بنحو 2.44 مليون برميل يوميًا.
توقعات أوبك لنمو الطلب على النفط في 2024
وعلى النقيض من ذلك، خفّضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقديراتها بشأن نمو استهلاك النفط عالميًا إلى 1.36 مليون برميل يوميًا خلال 2024، مقابل التوقعات السابقة البالغة 1.61 مليون برميل يوميًا؛ ما يعني وصول الإجمالي إلى 102.33 مليونًا.
في المقابل، رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعات الطلب العالمي على النفط في 2023؛ إذ ترى نموًا قدره 1.81 مليون برميل يوميًا، مقابل التقديرات السابقة البالغة 1.76 مليونًا.
توقعات المعروض النفطي
قلّصت وكالة الطاقة الدولية توقعات نمو المعروض النفطي من خارج أوبك إلى 1.20 مليون برميل يوميًا خلال العام المقبل؛ ما يدفع الإجمالي إلى 68.8 مليون برميل يوميًا، مع زيادة متوقعة للعام الجاري مليوني برميل يوميًا.
ورغم ذلك، تتوقع الوكالة الدولية أن تشهد سوق النفط عجزًا في المعروض قدره 210 آلاف برميل يوميًا خلال 2023، مع تخفيضات الإنتاج الإلزامية والطوعية من جانب كبار المنتجين في أوبك+.
ومنذ بداية 2023 حتى أغسطس/آب 2023، انخفض إنتاج تحالف أوبك+ بمقدار مليوني برميل يوميًا، وكان التراجع سيكون أكبر من ذلك لولا الارتفاع الكبير في الإمدادات الإيرانية.
ورغم ذلك؛ فمن المتوقع أن يقل هذا العجز إلى فائض في المعروض قدره 490 ألف برميل يوميًا خلال 2024، مقارنة بعجز قدره 160 ألف برميل يوميًا في التقديرات السابقة.
في المقابل، حافظت أوبك على توقعات نمو المعروض النفطي من خارجها عند 1.38 مليون برميل يوميًا خلال 2024، دون تغيير تقريبًا عن تقديرات الشهر الماضي، ليصل الإجمالي إلى 68.78 مليون برميل يوميًا.
توقعات أوبك لتغير إنتاج السوائل النفطية لبعض الدول
وترى أوبك أن نمو الإمدادات النفطية العالمية سيأتي من الولايات المتحدة وكندا وغايانا والبرازيل والنرويج وقازاخستان، في حين يُتوقع انخفاض إنتاج ماليزيا والمكسيك.
في المقابل، رفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقديرات نمو المعروض النفطي من خارج أوبك إلى 1.27 مليون برميل يوميًا خلال 2024، مقابل 1.23 مليونًا سابقًا؛ ما يعني وصول الإجمالي إلى 69.12 مليونًا.
مخزونات النفط العالمية
أظهر تقرير وكالة الطاقة ارتفاع مخزونات النفط التجارية لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 26.7 مليون برميل، ليصل الإجمالي إلى 2.814 مليون برميل، لكنها ظلّت أقلّ بمقدار 102.6 مليون برميل من متوسط السنوات الـ5 الماضية.
رغم ذلك؛ فإن البيانات الأولية تشير إلى انخفاض مخزونات النفط العالمية بنحو 76.3 مليون برميل، مسجلةً أقلّ مستوى في 13 شهرًا، وفق التقرير، الذي اطلّعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وبالعودة إلى يوليو/تموز الماضي، توضح بيانات منظمة أوبك مخزونات النفط التجارية لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنحو 7.9 مليون برميل على أساس شهري، لتصل إلى مستوى 2.779 مليار برميل.
وجاءت مخزونات النفط العالمية مرتفعة بنحو 57 مليون برميل على أساس سنوي، لكنها ظلّت أقلّ بمقدار 138 مليون برميل عن متوسط السنوات الـ5 الماضية.
وتشير أحدث تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن مخزونات النفط العالمية بلغت 2.822 مليار برميل بنهاية الربع الثاني من 2023، مع توقعات أن تهبط إلى 2.798 مليار برميل.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الطلب العالمی على النفط ملیون برمیل یومی ا خلال وکالة الطاقة الدولیة الطلب على النفط الإجمالی إلى على النفط فی نمو الطلب ملیون ا
إقرأ أيضاً:
الرئيس التنفيذي للمجموعة لـ«الاتحاد»: 27 مليار درهم استثمارات «طاقة» لدعم النمو بنهاية 2024
سيد الحجار (أبوظبي)
أكد جاسم حسين ثابت، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في «طاقة»، أن الشركة تعهّدت باستثمار 75 مليار درهم، كنفقات رأسمالية بحلول عام 2030، منها 40 ملياراً للبنية التحتية لشبكات النقل والتوزيع، و35 ملياراً لقطاع أعمال توليد الكهرباء وتحلية المياه، حيث تم تخصيص أكثر من %80 من هذا الاستثمار لمشاريع التحول في قطاع الطاقة، موضحاً أنه بنهاية العام الماضي استثمرت «طاقة» بالفعل 27 مليار درهم، مما يدل على التزامها بتحقيق أهدافها للنمو.
وقال ثابت لـ«الاتحاد»: إن «طاقة» ستواصل تعزيز البنية التحتية لشبكات نقل الكهرباء، لتلبية الطلب المتزايد في دولة الإمارات، وتوسيع نطاق الطاقة النظيفة من خلال المحفظة الدولية لـ«مصدر»، والاستثمار في محطات توليد الكهرباء ذات العمليات التشغيلية المرنة داخل الدولة وخارجها، بما يدعم استقرار شبكة نقل الكهرباء.
وأوضح أن الشركة تعتزم رفع قدرة توليد الكهرباء لديها إلى 150 جيجاواط بحلول عام 2030، والتي ستشمل حوالي 100 جيجاواط من الطاقة المتجددة من خلال «مصدر»، حيث تعتبر «طاقة» أكبر المساهمين فيها.
خفض الكربون
وقال ثابت: تماشياً مع مهمة «طاقة» المتمثلة بأن تصبح شركة مرافق رائدة منخفضة الكربون، ومع مواصلة النمو في أعمالها الأساسية في قطاع المرافق، فإننا على المسار الصحيح من حيث خططنا لتوظيف رأس المال لتنفيذ قائمة من المشاريع البارزة في مجالات، شبكات النقل، وتوليد الكهرباء وتحلية المياه، ومعالجة مياه الصرف الصحي، والطاقة المتجدّدة، ويمنحنا هيكل رأس المال القوي لدينا، المرونة اللازمة لتحقيق النموّ مع المحافظة على الانضباط المالي.
وأضاف : في المرحلة المقبلة، سنواصل توسيع أعمال قطاع المرافق من خلال تطوير المشاريع وصفقات الاستحواذ الاستراتيجية، وفي عام 2024، نجحنا في تأمين عقود لتطوير مشروعين بارزين جديدين لتوليد الكهرباء بقدرة مجمعة تبلغ 3.6 جيجاواط، وأنجزنا صفقة لتمويل مشروع رئيسي للإنتاج المشترك للبخار وتوليد الكهرباء، ومشروع حيوي للبنية التحتية الاستراتيجية للمياه، وهو خزان «جُعرانة» الاستراتيجي المستقل للمياه في منطقة مكة المكرمة، الذي سيوفر 2 مليون متر مكعب من المياه، لتلبية الطلب خلال فترة الذروة في موسم الحج، حيث تعكس هذه المشاريع في المملكة العربية السعودية الشقيقة رغبتنا بتطوير مشاريع كبرى جديدة حول العالم.
وتابع : سنواصل أيضاً دعمنا لاستراتيجية «مصدر» الطموحة لتنفيذ صفقات استحواذ دولية، مع وضع المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في صميم استراتيجيتنا.
وأكد ثابت أن إطلاق العلامة التجارية الموحدة الجديدة للشركات العاملة في دولة الإمارات العام الماضي، يعكس موقعنا كشركة مرافق موثوقة متكاملة بالكامل.
تحلية المياه
وفيما يتعلق بآفاق النموّ المستقبلية، قال ثابت: باعتبارنا شركة تركّيزها على المستقبل وملتزمة بدعم التحول في قطاع الطاقة، فإننا نعتقد أن هناك فرصة لدعم الشركاء والدول في تطوير البنية التحتية اللازمة لتوفر إمدادات موثوقة من الكهرباء والمياه بانبعاثات كربونية أقل.
وأضاف: في قطاع المياه، نرى فرصة لتوظيف قدراتنا في مجال تحلية المياه وسلسلة القيمة المرتبطة بها، لتطوير بنية تحتية منخفضة الكربون تلبي الطلب المتزايد على المياه.
وأكد أنه بحلول عام 2030، تستهدف «طاقة» الوصول بقدرتها في مجال تحلية المياه إلى 1300 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً، بحيث يتمّ إنتاج ثلثيها باستخدام تقنية التناضح العكسي عالية الكفاءة.
توسع عالمي
وأوضح أن «طاقة» تستثمر في أحدث أنظمة من نوعها لنقل الكهرباء في دولة الإمارات وعلى المستوى الدولي، لتلبية الطلب المتزايد على البنية التحتية الحديثة المدعومة بالتقنيات الرقمية، لتمكين دمج الكهرباء المُولدة من مصادر الطاقة المتقطعة، مشيراً إلى صفقة الاستحواذ الأخيرة على شركة «ترانسمشن إنفستمنت»، التي تُعدُّ واحدة من كبرى الشركات المشغِّلة لشبكة نقل الكهرباء البحرية، وتربط محطات توليد الكهرباء من طاقة الرياح البحرية بالشبكة البرية في المملكة المتحدة.
وأكد أن الاستحواذ على شركة «ترانسميشن إنفستمنت»، يمثل خطوة استراتيجية تنسجم مع استراتيجيتنا 2030 لتوسيع حضور شركتنا في قطاع نقل الكهرباء خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يمثّل هذا الاستحواذ دخول «طاقة» إلى قطاع نقل الكهرباء في المملكة المتحدة، ويمهّد الطريق لمزيد من التوسع في الأسواق العالمية، موضحاً أن خبرات «ترانسميشن إنفستمنت» في مجال نقل شبكات نقل الكهرباء البحرية والوصلات البحرية، تتكامل مع أعمالنا في مجال البنية التحتية للشبكات بشكل مباشر.
الذكاء الاصطناعي
وفيما يتعلق بدعم استراتيجية «طاقة» الاستثمارية لطموحات دولة الإمارات في التحوّل إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي والبيانات، أوضح ثابت أن «طاقة» تواصل استثماراتها في محطات لتوليد الكهرباء تتميز بعملياتها التشغيلية المرنة، وبنيتها التحتية الحديثة لدعم الارتفاع في الطلب على الطاقة تلبية لاحتياجات مشاريع الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية.
أولويات استراتيجية بعيدة الأمد
وحول نتائج «طاقة» للربع الأول من 2025، أكد ثابت أن النموّ القوي في الإيرادات خلال الربع الأول، يعكس مدى مرونة الأعمال الأساسية لشركة «طاقة» في قطاع المرافق، وقدرتها على التكيّف مع بيئة تشغيلية ديناميكية، مع مواصلة تنفيذ أولوياتها الاستراتيجية بعيدة الأمد.
وأوضح أنه على الرغم من التحديات التي تشهدها البيئة التشغيلية على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت الإيرادات بنسبة 3.8% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، مدعومة في المقام الأول بأداء أعمالنا في قطاع النقل والتوزيع، مؤكداً أن تحقيق تدفقات نقدية حرّة بقيمة 4.8 مليار درهم، يظهر قدرة الشركة على الحفاظ على قوة مركزها المالي.