الجزيرة:
2025-06-20@04:37:58 GMT

هل يقود قيس سعيد تونس نحو عزلة دبلوماسية مع أوروبا؟

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

هل يقود قيس سعيد تونس نحو عزلة دبلوماسية مع أوروبا؟

تونس- يخشى مراقبون في تونس من دخول البلاد مرحلة عزلة دبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي (الشريك الاقتصادي الأول لها) بعد منع وفد من البرلمان الأوروبي من دخول أراضيها لأسباب سياسية، فيما يرى آخرون أن تونس لم ترتكب خطأ في ممارسة سيادتها على أرضها ورفضها التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية.

وفي سابقة تاريخية منعت السلطات التونسية أول أمس الخميس وفدا من خمسة برلمانيين من لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي من دخول البلاد، كان من المقرر أن تمتد زيارتهم من 14 إلى 16 سبتمبر/أيلول الحالي، للاطلاع على الوضع السياسي الراهن والاتصال بمكونات من المعارضة والمجتمع المدني.

وأحدث هذا المنع غضبا داخل البرلمان الأوروبي الذي سارع لاستنكار ما وصفه بـ"سلوك غير مقبول من قبل النظام التونسي"، وطالب في بيان بتقديم شرح مفصل عن سبب هذا المنع.

في المقابل، لم تقدم السلطات التونسية أي معلومات عن مبررات هذا المنع.

وأوضح البرلمان الأوروبي أن زيارة الوفد كانت متابعة لبعثة تقصي الحقائق التي أرسلتها لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان إلى تونس في أبريل/نيسان 2022، عندما أبدى قلقه إزاء ما اعتبره تراجعا سياسيا في ما يتعلق بمعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان جراء التدابير الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو/تموز 2021.

وذكّر البرلمان الأوروبي في بيانه بأن الاتحاد الأوروبي يشدد -منذ إعلان سعيد عن تدابيره الاستثنائية- على أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية في تونس تتطلب بشكل عاجل إجراء حوار وطني شامل لا يمكن من دونه تحقيق آفاق تنمية سياسية واقتصادية مستقرة، حسب البيان.

خطأ دبلوماسي

وفي هذا السياق، قال القيادي بحزب التيار الديمقراطي المعارض هشام العجبوني إن المنع خطأ دبلوماسي فادح لم يحصل حتى زمن دكتاتورية الرئيس زين العابدين بن علي، معتبرا أن سياسة الرئيس قيس سعيد ستضع البلاد في عزلة دبلوماسية.

وفي حديثه للجزيرة نت أضاف العجبوني "يبدو أن قيس سعيد نسي أن أكثر من 70% من المبادلات التجارية لتونس تتم مع الاتحاد الأوروبي الشريك الاقتصادي الأول لها"، مبينا أن قرار المنع هو علامة من علامات الانغلاق الذي يتبعه الرئيس قيس سعيد، مما ستكون له انعكاسات سيئة على البلاد.

وأشار العجبوني إلى حالة الغضب المتصاعدة داخل الاتحاد الأوروبي، سواء من برلمانيين أو أحزاب سياسية، بعضها نعت النظام التونسي بالدكتاتوري والمستبد، في إشارة إلى تصاعد التضييق على المعارضة التونسية والزج بأغلب قياداتها من الصف الأول في السجون بتهمة التآمر على أمن الدولة دون أدلة.

ومنذ 11 فبراير/شباط الماضي نفذت السلطات التونسية حملة توقيفات شملت قادة وناشطين في المعارضة التي تعتبر الإجراءات الاستثنائية التي فرضها الرئيس "انقلابا على دستور الثورة (دستور 2014) وتكريسا لحكم فردي مطلق"، فيما يراها فريق آخر "تصحيحا لمسار ثورة 2011".

تضييق الخناق

من جهته، قال الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي إن من حق تونس أن تمارس سيادتها الوطنية على أراضيها "لكن ليس بهذه الطريقة"، لافتا إلى حق هؤلاء البرلمانيين الأوروبيين دخول تونس -بقطع النظر عن صفاتهم- على اعتبار أن تونس لا تفرض عليهم شروط التأشيرة.

وفي حديثه للجزيرة نت يرى العبيدي أن وزارة الخارجية التونسية لم تقم بدورها الحقيقي لتطويق المشاكل الدبلوماسية وتغليب الحوار ومد جسور التواصل على التشنج في تعاطي الدولة مع الأطراف الخارجية والداخلية، مقدرا أن تتجه تونس نحو عزلة دبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي إذا استمر النظام التونسي بهذه القطيعة.

ولم يستبعد العبيدي حدوث تداعيات سلبية على تونس التي تمر بأزمة مالية خانقة بسبب مصاعب الاقتراض من الخارج، وتعطل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، خاصة أن الاتحاد الأوروبي يعتبر الشريك الاقتصادي الأول لتونس وتربطه بها اتفاقيات عدة تمنح حوافز لتصدير المنتجات الصناعية والفلاحية، ومنها زيت الزيتون.

وحذر العبيدي من إمكانية تضييق الخناق على التحويلات المالية بالعملة الصعبة للتونسيين المقيمين بأوروبا والذين يمثلون 80% من المغتربين التونسيين، مشيرا إلى تعالي بعض الأصوات المطالبة داخل الاتحاد الأوروبي بإلغاء بعض الاتفاقيات مع تونس.


استبداد أم سيادة وطنية؟

بدورها، انتقدت جبهة الخلاص الوطني المعارضة قرار المنع، معتبرة أن تلك الخطوة مسيئة للعلاقة بين تونس والاتحاد الأوروبي، ولا يبررها سوى توجس السلطة من القلق المتزايد في الأوساط الأوروبية إزاء تدهور حالة الحريات في تونس، خاصة أن الوفد البرلماني قد أدرج في جدول زيارته الالتقاء بممثلين عن عائلات المساجين السياسيين وجمعيات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة.

كما عبر رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي عن رفضه قرار المنع، وقال في تصريح إعلامي إن تونس دخلت مرحلة الاستبداد وإن العمل السياسي فيها انتهى.

في المقابل، قال الناشط السياسي أحمد الكحلاوي إن النظام التونسي لم يرتكب أي خطأ بممارسة السيادة الوطنية على أراضي الدولة التونسية ومنع أطراف أجنبية من التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، مشيرا إلى أن الوفد الأوروبي سعى إلى لقاء "أطراف في المعارضة لفظها الشعب التونسي"، بحسب وصفه.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف الكحلاوي متسائلا "إلى متى سنستمر في السماح للوفود الأجنبية بالتدخل في شأننا الداخلي تحت غطاء الدفاع عن حقوق الإنسان؟ هل كان التدخل العسكري بليبيا وسوريا والعراق من أجل حقوق الإنسان؟"، مشيرا إلى أن هناك تحاملا على الرئيس قيس سعيد من الخارج لأنه يسعى إلى بناء السيادة الوطنية.

واعتبر الكحلاوي أن دعوة الاتحاد الأوروبي للحوار الوطني "لا معنى لها لأن هناك جبهتين متناقضتين، واحدة مكونة من أحزاب حكمت طوال السنوات العشر الماضية وخربت البلاد، وبين جبهة يقودها الرئيس قيس سعيد ويساندها الشعب لبناء مشروع سيادي وطني مصمم على التعويل على الذات وليس على الخارج".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البرلمان الأوروبی الاتحاد الأوروبی الرئیس قیس سعید

إقرأ أيضاً:

محافظ الإسماعيلية يستقبل وفد الاتحاد الأوروبي لبحث فرص الاستثمار

استقبل اللواء أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، اليوم الثلاثاء، وفدًا رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي برئاسة نيكولاس ديميس الوزير المفوض بسفارة الاتحاد الأوروبي، وعدد من الممثلين التجاريين والاقتصاديين، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الاستثمار والتنمية الشاملة بالمحافظة، وذلك في إطار دعم التعاون الدولي وتعزيز آفاق الشراكة مع الجهات والمؤسسات الخارجية.

حضر اللقاء المهندس أحمد عصام الدين نائب محافظ الإسماعيلية، أكرم الشافعي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية المصرية بالإسماعيلية، دكتور محمد أبونار المستشار الاقتصادي لمحافظ الإسماعيلية، وحسن الرداد مدير مديرية العمل، د.محمد شطا مدير مديرية الزراعة، ومروة كامل مدير إداراة العلاقات الخارجية، م.تامر العطار مدير إدارة الاستثمار، اشرف سليمان مدير السياحة، مروة محسن مدير إدارة البيئة، خالد الزهداني نائبا عن المنطقة الحرة الاستثمارية، محمد عبد القادر مدير المنطقة الصناعية بالإسماعيلية، ولاء محمد مدير المنطقة الصناعية بالقنطرة شرق، دعاء علي مدير جهاز تشغيل الشباب، د.رشا فرحان مدير مكتب المتابعة، اميمة حفني مدير وحدة تنظيم المخلفات.

وجاءت هذه الزيارة ضمن جهود دعم التوجهات التنموية للدولة المصرية، وتماشيًا مع رؤية مصر ٢٠٣٠، حيث ناقش الجانبان خلال اللقاء الفرص المتاحة للاستثمار بمحافظة الإسماعيلية في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة، وسبل تهيئة المناخ المناسب لجذب الاستثمارات الأوروبية وتبادل الخبرات في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وقد بدأت الجلسات الرسمية للزيارة بعرض تعريفي شامل عن محافظة الإسماعيلية، تناول الموقع الجغرافي الاستراتيجي المميز للمحافظة كبوابة شرق القناة، وتنوع مواردها الطبيعية، والبنية التحتية الحديثة التي تشهد تطورًا ملحوظًا في مختلف القطاعات.

كما تم استعراض أهم المقومات التي تجعل من الإسماعيلية وجهة واعدة للاستثمار كونها إحدى القلاع الاقتصادية الصاعدة في منطقة إقليم قناة السويس، حيث تتمتع بمقومات اقتصادية متنوعة تتيح لها فرصًا واعدة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

وتكمن أبرز هذه المقومات في موقعها الاستراتيجي المحوري حيث تتميز بقربها من محور قناة السويس، واحتضانها عددًا من المناطق الصناعية والمناطق اللوجستية، ما يجعلها بيئة جاذبة للاستثمار، خاصة في مجالات النقل البحري والصناعات الغذائية واللوجستيات، كما تضم المدينة عددًا من المناطق الصناعية النشطة التي تحتضن العديد من المصانع في مجالات الصناعات الغذائية، والدوائية، والبلاستيكية، والمعدنية، إلى جانب المشروعات الصغيرة والمتوسطة المدعومة بجهود الدولة في التمكين الاقتصادي.

بجانب استعراض مقومات الاستثمارات الزراعية والمتمثلة في توافر مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، واعتدال المناخ، وتوافر الأيدي العاملة بالإضافة إلى تنوع المحاصيل والمنتجات الزراعية.

وتطرق الحديث إلى المقومات السياحية الفريدة التي تتمثل في شواطئ البحيرات، والمناطق الأثرية، والطابع البيئي المميز، فضلًا عن الزخم الثقافي الذي تحظى به المحافظة من خلال أنشطتها الفنية والمهرجانات والتراثية المتنوعة.

وأكد اللواء أكرم جلال خلال اللقاء على أن الإسماعيلية ترحب بكافة أوجه التعاون مع شركاء التنمية من الاتحاد الأوروبي، مشددًا على أن المحافظة تعمل جاهدة على توفير التسهيلات اللازمة للمستثمرين، وتذليل العقبات أمام المشروعات الجادة التي تعود بالنفع على أبناء المحافظة.

مشيرًا إلى توجه محافظة الإسماعيلية نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، من خلال السعي نحو فرص استثمارية في مجال إدارة المخلفات وإعادة تدويرها، والتكنولوجيا الزراعية، الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تطوير وتأهيل العمالة المدربة لتوفير فرص عمل داخل وخارج مصر، خاصة في ضوء اهتمام الاتحاد الأوروبي بهذه المجالات.

من جانبهم، أعرب أعضاء الوفد الأوروبي عن سعادتهم بزيارة الإسماعيلية، وإعجابهم بالمقومات التنموية التي تم عرضها، مؤكدين حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز التعاون مع مصر، بما يسهم في دعم التنمية المستدامة وخلق فرص عمل جديدة.

وفي ختام اللقاء، قام الجانبان بتبادل الهدايا التذكارية، تأكيدًا على عمق العلاقات والشراكة المتنامية بين محافظة الإسماعيلية والاتحاد الأوروبي.

وتأتي هذه الزيارة في سياق اهتمام الاتحاد الأوروبي بتوسيع شراكاته في المنطقة، واستكشاف فرص التعاون الاقتصادي، خاصة تلك التي تمتلك إمكانات استثمارية واعدة كمحافظة الإسماعيلية.

مقالات مشابهة

  • هل أوروبا مستعدة للدفاع عن نفسها دون أمريكا؟ المفوض الأوروبي يجيب
  • سعيد صبحى يقود لافيينا بدورى المحترفين بالموسم الجديد
  • أبو زيد: اعتماد الشريحة الثانية من الدعم الأوروبي لمصر تأكيد على الشراكة الاستراتيجية
  • استعادة الريادة التكنولوجية الأوروبية
  • الاتحاد الأوروبي: ممارسات إسرائيل في قطاع غزة "إبادة جماعية"
  • المفوضية الأوروبية تؤكد أن أوروبا لن تعود أبدًا إلى الغاز الروسي
  • محمد بن زايد يقود جهوداً دبلوماسية مكثفة لخفض التصعيد في المنطقة
  • محافظ الإسماعيلية يستقبل وفد الاتحاد الأوروبي لبحث فرص الاستثمار
  • انطلاق الأيام السينمائية التونسية في مسقط
  • إسبانيا: على الاتحاد الأوروبي فرض حظر أسلحة على إسرائيل