شقوق عملاقة في جنوب غرب الولايات المتحدة والعلماء يحذرون من تفاقم الأمر
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
تعدّ المياه الجوفية أحد المصادر الرئيسة للمياه العذبة على الأرض، فهي توفر ما يقرب من نصف إجمالي مياه الشرب، وحوالي 40% من الري العالمي. لكن البشر يضخون المياه الجوفية بشكل أسرع مما تستطيع الأرض تجديده بشكل طبيعي.
وظلت الولايات المتحدة تضخ كميات كبيرة من المياه الجوفية لدرجة أن الأرض بدأت تنقسم في أجزاء من جنوب غرب الولايات المتحدة لأميال متواصلة.
يقول جوزيف كوك -الذي يبحث في شقوق الأرض في هيئة المسح الجيولوجي في أريزونا- لموقع "بيزنس إنسايدر"، إنه عندما يتم ضخ كثير من المياه من طبقات المياه الجوفية الطبيعية تحت السطح، فإن ذلك يتسبب في ترهل الأرض وخلق هذه الشقوق.
ويؤكد أن الشقوق "ليست أمرا طبيعيا، إنه شيء تسببنا في تشكيله، وهي علامات التوتر في الأرض، وهي تحيط بمساحات كبيرة غرقت عندما فقدت دعم المياه الجوفية".
تحدث الشقوق عادة في الأحواض بين الجبال، ويمكن أن تلحق الضرر بالمنازل والطرق والقنوات والسدود، فضلا عن تهديد قيمة الممتلكات والماشية والبشر.
وعرفت ولاية أريزونا بهذه المشكلة منذ فترة طويلة، وكانت تراقبها منذ 2002 على الأقل، حيث هناك في الولاية حوالي 272 كيلومترا من الشقوق رسمتها حاليا هيئة المسح الجيولوجي في أريزونا.
ووفقا لكوك، فإن بعض المواقع في أريزونا لم تعُد قابلة للحفاظ عليها بالفعل، وقال، إن استخدامنا للمياه كان مبالغا فيه لدرجة أنه لم يسمح بالوقت الكافي لمياه الأمطار لتجديد طبقات المياه الجوفية.
وأضاف أن بعض الأحواض في أريزونا تجاوزت هذه النقطة بكثير، لدرجة أنها لن تتعافى أبدا، وفق تعبيره.
وأشار كوك إلى تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز بشأن مستويات المياه في عشرات الآلاف من المواقع في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وأفادت الصحيفة أن طبقات المياه الجوفية -التي توفر حوالي 90% من شبكات المياه في الولايات المتحدة-، تُستنفد بشدة لدرجة أنها قد لا تكون قادرة على التعافي. وعدّت الصحيفة في تحقيقها أن ظهور الشقوق دليل على وجود أزمة وطنية.
وتحدثت الصحيفة عن أن ما يقرب من نصف المواقع التي رُصدت "انخفضت بشكل ملحوظ" خلال الأربعين عامًا الماضية، في حين وصلت 4 من كل 10 مواقع إلى "أدنى مستوياتها على الإطلاق" خلال العقد الماضي، حيث تجاوز ضخ المياه الجوفية الأميركية معدل تجديد المياه.
الصحيفة ذكرت أن طبقات المياه الجوفية قد تستغرق قرونا، أو حتى آلاف السنين للتعافي إذا أمكن ذلك.
قالت واريجيا بومان -أستاذة القانون وخبيرة المياه بجامعة تولسا- لصحيفة نيويورك تايمز، إنه عندما يضاف تغير المناخ إلى هذا المزيج، فإن عملية صنع "الأزمة" تجري على قدم وساق.
ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، تتقلص الأنهار، مما يجبر المزارعين على الاعتماد بشكل أكبر على احتياطيات المياه الجوفية للحصول على المياه العذبة.
وانخفض بالفعل منسوب نهر كولورادو، الذي يزود المزارعين بالمياه العذبة في جميع أنحاء الجنوب الغربي بما في ذلك أريزونا، بنحو 20% منذ عام 2000.
وإذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية في حوض نهر كولورادو بمقدار 2-5 درجات فهرنهايت أخرى بحلول 2050، كما هو متوقع، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض تدفق الأنهار بنسبة 10% إلى 40%.
الافتقار إلى التنظيمإحدى القضايا الرئيسة في معالجة الإفراط في ضخ المياه الجوفية هو الافتقار إلى التنظيم الموجود في جميع أنحاء البلاد، فليس لدى الحكومة الفدرالية أي لوائح تقريبا لتنظيم ضخ المياه الجوفية، وفقا الصحيفة.
خلال معظم تاريخها كانت المياه الجوفية غير منظمة في معظم أنحاء الولاية، حيث تعمل على أساس من يأتي أولا يحصل على الخدمات أولا.
ويقول كوك، إن هذا يعني عدم وجود حدود لكمية المياه الجوفية التي يمكن استخدامها. يمكن للناس بيسر تجفيف المياه الجوفية حتى نفادها.
ويضيف كوك أنه إذا لم "نغير عاداتنا ونسمح لطبقات المياه الجوفية بتجديد نفسها بشكل طبيعي، فإن هذه الشقوق ستستمر في النمو. طالما أننا نستمر في استخدام المياه الجوفية أكثر فسوف نواجه هذه المشكلة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی أریزونا
إقرأ أيضاً:
هل تنجح الولايات المتحدة في إيقاف إسرائيل عن حرب غزة؟
قبل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض بـ24 ساعة بدأت الهدنة في قطاع غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي أقرت بضغط أمريكي كبير قبل أن يتسلم ترامب رسميا حكم الولايات المتحدة، إلا أنه بعد أسابيع قليلة انهارت الهدنة وفرضت إسرائيل حصارا خانقا على القطاع ارتكبت خلاله مجازر يندى لها الجبين، وبعد انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية عاد الضغط الأمريكي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف العدوان وبدء هدنة جديدة.
الهدنة في غزةوفي هذا السياق، بدأ الرئيس الأمريكي في الضغط لإبرام صفقة يطلق بموجبها سراح الرهائن الإسرائيليين من قبضة فصائل المقاومة الفلسطينية وإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وبحسب تقرير صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، فإن مسئول أمريكي أكد التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق، ولكن على الجانب الآخر فإن نتنياهو لازال يتعنت في هذا الأمر إلى جانب استمرار عمليات الاحتلال ضد سكان القطاع.
وفيما يتعلق بالوضع على الأرض فإن آلة القتل الإسرائيلية لازالت تحصد أرواح الأبرياء والمجوعين في غزة، الباحثين عن شربة ماء أو كسرة خبز.
واعترف جنود وضباط من الجيش الإسرائيلي، باستهداف الفلسطينيين الذين يتسابقون للوصول إلى منافذ توزيع المساعدت في غزة، للحصول على الطعام، بحسب تقرير نشرته صحيفة ها آرتس الإسرائيلية الأسبوع الماضي.
ولازال نتنياهو يتعلل بالرهائن وهدف هزيمة حماس، للاستمرار في العدوان، قائلا: "سيتعين علينا حل الوضع في غزة وهزيمة حماس، وأعتقد أننا سنحقق كلا الهدفين علاوة على ذلك، تبرز فرص إقليمية أوسع - وفي جميعها تقريبًا، أنتم شركاء".
ودعا ترامب أمس الأحد إلى إحراز تقدم في محادثات وقف إطلاق النار في حرب غزة، وصرح مسؤول إسرائيلي بأنه يجري التخطيط لزيارة نتنياهو إلى واشنطن في الأسابيع المقبلة، في إشارة إلى احتمال وجود تقدم نحو اتفاق جديد، حيث سيبحث التطورات بشأن إيران وغزة.
وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشيال": "أبرموا صفقة في غزة. استرجعوا الرهائن!!!".
رفع ترامب التوقعات الجمعة الماضية بشأن التوصل إلى اتفاق، قائلاً إنه قد يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأسبوع المقبل وردًا على أسئلة الصحفيين، قال: "نحن نعمل على غزة ونحاول حلها".
وكان من المقرر أن يسافر رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، وهو مستشار كبير لنتنياهو، إلى واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار.
وقال ترامب إن "نتنياهو الآن بصدد التفاوض على صفقة مع حماس، والتي ستتضمن استعادة الرهائن"، فكيف يُعقل أن يُجبر رئيس وزراء إسرائيل على الجلوس في قاعة المحكمة طوال اليوم، بلا سبب؟".
وفي خضم كل هذه التطورات، أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد بإجلاء جماعي للفلسطينيين من مساحات واسعة من شمال غزة.
بدأت العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، وتسبب في استشهاد أكثر من 56 ألف شخص، وتسببت الحرب في كارثة إنسانية، وشردت معظم سكان غزة، غالبًا عدة مرات، وأدت إلى تدمير جزء كبير من المشهد الحضري للقطاع.
وتقول حماس إنها مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وإنهاء الحرب، بينما ترفض إسرائيل هذا العرض، قائلة إنها ستوافق على إنهاء الحرب إذا نزعت حماس سلاحها وذهبت إلى المنفى، وهو أمر ترفضه الحركة.
دعوات إسرائيلية لوقف العدوان على غزةوفي الداخل الإسرائيلي، عادت مرة أخرى التظاهرات المطالبة بوقف الحرب والإفراج عن الرهائن من غزة، حيث توقفت التظاهرات خلال الـ12 يوما التي شنت خلالهم دولة الاحتلال حربا ضد إيران بهدف القضاء على قدراتها النووية.
وقالت إيناف زانغاوكر، والدة أحد الرهائن، خلال المسيرة: "هناك صفقة مطروحة، وما يمنعها هو رفض نتنياهو إنهاء الحرب".
في وقت سابق من هذا الشهر، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك في مقال بمجلة تايم الأمريكية يدعو فيه نتنياهو إلى دعم وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترامب قائلا: "في الأيام القليلة المقبلة، سيواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خيارًا حاسمًا بين "حرب خداع" ذات دوافع سياسية في غزة، وبين صفقة لإطلاق سراح جميع الرهائن مع إنهاء الحرب، وعليه أن يختار بين وزيريه اليمينيين المتطرفين - إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش - أو التحالف مع دونالد ترامب".
قال نتنياهو في اجتماع الأمن يوم الأحد إن "العديد من الفرص قد انفتحت" بعد "انتصار" إسرائيل في إيران، ولأول مرة بدا أنه يُعطي الأولوية لتبادل الرهائن على هزيمة حماس، مما يُشير إلى رغبة محتملة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار: "أولاً، إنقاذ الرهائن"، قال. "بالطبع، سنحتاج أيضًا إلى حل قضية غزة، وهزيمة حماس، لكنني أعتقد أننا سنحقق كلا المهمتين".